الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-

محمد سيد رصاص

2006 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من كونها قد استحدثت عبر قرار من الأمم المتحدة,فإن اسرائيل هي من أكثر الدول خرقاً لقرارات المنظمة الدولية,كماارتكبت مجازر ضد المدنيين(صبرا وشاتيلا-قانا 1و2-جنين.......إلخ)عبر جيشها أوبإشرافه من دون أن يواجهها أحد مواجهة جدية في المجتمع الدولي بخلاف حالات أخرى اتخذت فيها اجراءات رادعة من المنظمة الدولية والدول الكبرى(كوسوفو-دارفور....إلخ),كما مارست تدميراً منظماً مرتين في عامي1982و2006 للبنى المدنية لدولة هي عضو مؤسس بالأمم المتحدة وسط صمت دولي متواطىء,فيما كانت هيئة الأمم المتحدة حساسة جداً عبر تاريخها تجاه الإحتلالات وتغيير الحدود ورسم أمر واقع جغرافي جديد وهي أمور مارستها كلها اسرائيل في وضح النهار أمام أعين المنظمة الدولية والدول الكبرى من دون أن يحرك أحد ساكناً إذا لم يكن هناك الكثير من الرضا الضمني وأحياناً الصريح عند عواصم القرار الدولي.
يعزو بعض المحللين العرب,وأحياناً الغربيين,ذلك إلى "عقدة الذنب"التي تتملك الغرب حيال المحرقة اليهودية التي جرت في عهد هتلر وماجرى من صمت غربي حيالها,مع أن قرار قيام اسرائيل قد كان عملياً متخذاً في لندن منذ عام1917 وفي واشنطن عام1942,وكان وراءه الكثير من الحسابات الاستراتيجية الغربية,تضمنت مراهنة على دور وظيفي للدولة العبرية في منطقة توجد فيها الممرات الدولية الرئيسية بين الشرق والغرب ويوجد بها آبار واحتياطي النفط الرئيسي العالمي وفيها دين كان يشكل على مدى عشرة قرون التحدي السياسي-الحضاري(والتهديد العسكري)الرئيسي للغرب.
قامت اسرائيل بذلك الدور الوظيفي بشكل أكثر كفاءة من أشكال الحضور المباشر الذي مارسته لندن وباريس خلال القرنين الماضيين,وقد برز ذلك بشكل واضح في محطتي حربي 1967و1982,وهو ماساهم كثيراً في اختلال توازنات الحرب الباردة على المستوى الدولي لصالح الغرب ضد السوفييت وفي انشاءأوضاع اقليمية ملائمة لامتداد النفوذ الأميركي في المنطقة.ويلاحظ هنا,بأنه رغم انخفاض الدور الوظيفي لاسرائيل بعد حضور واشنطن العسكري المباشر للمنطقة,بين عامي1990و2003,فإن تل أبيب لم تفقد نفوذها وكلمتها عند الغرب الأميركي- الأوروبي,وهو مابرز في محطة(11أيلول) عندما ساهمت في اقناع واشنطن بربط ظاهرة (الإرهاب)بالعمل الفلسطيني المسلح بدلاً من ربط هذه الظاهرة بأوضاع المنطقة وبالذات بالقضية الفلسطينية,وفي محطة(خريطة الطريق)-30نيسان2003-حيث أفرغت اسرائيل عبر ملاحظاتها تلك الخطة من محتواها.
يعيد البعض ذلك إلى نفوذ اللوبي اليهودي,مع أن هذا اللوبي لم يستطع أن يفعل شيئاً في لحظات صدام أيزنهاور وبن غوريون في عام1956 عقب حرب السويس أوفي حالات تعارض مصالحهما كما جرى يوم (مؤتمر مدريد) عندما شعرت واشنطن بالحاجة إلى تقديم جائزة ترضية للعرب المشاركين في حرب1991 والحاجة إلى إعادة تنظيم أوضاع المنطقة عبر ممر(التسوية).فيما يعيد البعض الآخر هذا النفوذ الاسرائيلي في الغرب إلى التلاقي و"التوحد"الثقافي بين ثقافتين منذ القرن السادس عشر,"تشكلان" الجذر الثقافي"المسيحي-اليهودي"للحضارة الغربية,وهويتها الحضارية,ومايولد ذلك من نفوذ لاسرائيل يتجاوز الإطار السياسي,ونطاق النخب الحاكمة أوالسياسية المعارضة,ليصل إلى عمق المجتمع الغربي الحديث على ضفتي الأطلسي,ويؤكد هذا البعض الآخر بأن مفاعيل هذا الجذر قد برزت أكثر,في السياسة والاجتماع والثقافة ووسائل الإعلام,عندما صعدت إلى السطح ظاهرة (رهاب الاسلام),عقب(11أيلول),في تكرار لظواهر مماثلة برزت ضد السوفييت والشيوعية أثناء الحرب الباردة,أولما حصل ضد نابليون بونابرت في المجتمع الانكليزي بين عامي1804و1815.
هنا:أيُ من تلك العوامل يمكن أن يفسر هذا التدليل الدولي لاسرائيل الذي استمر لستة عقود,أم أن الأمر يمكن أن يصل إلى حدود السبب المركب؟............ ثم:لماذا لايتم معالجة منهجية لهذا الموضوع,برغم اتجاه الكثير من الكتابات العربية إلى تناول هذا الموضوع من خلال ملامسة أطرافه فقط,عبرتناولات هي أقرب إلى النزعة الدعائية والبعيدة عن رؤية متماسكة للموضوع,والتي تتراوح بين مفهومي"اسرائيلية السياسة الأميركية"و"أميركية السياسة الاسرائيلية"؟............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات