الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبي وشجرة التين

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2022 / 9 / 16
الادب والفن


الشاعرة نعومي شهاب ناي
(كاتبة أمريكية من أصل فلسطيني)
نقل معانيها إلى العربية محمد عبد الكريم يوسف

لم يكن والدي يهتم بالفواكه الأخرى
كان يومئُ إلى أشجارِ الكرزِ ويقولُ،
"أتشاهدين هذه الأشجارَ؟
أتمنى لو كانت أشجارَ تين".

في كلِّ مساءٍ كانَ يجلسُ وسط أسرتنا

ليحيكَ القصص الشعبيةَ عن التين
مثل أوشحةٍ صغيرةٍ زاهيةٍ.
تحتوي دائما على شيء من شجرةِ تينٍ

حتى وإن بدا الأمرُ غيرَ ملائمٍ،
كان يقحمها إقحاماً.
في إحدى المراتِ كان جحا يمشي في الطريقِ
فرأى شجرةَ تينٍ.

أو أنه قامَ بربطِ جمله إلى شجرةِ تينٍ
وذهب ليخلدَ للنومِ.
أو بعد ذلكَ حينما أمسكوا به وقبضوا عليه،
كانت جيوبه ملأى بثمرِ التينِ.

في السادسةِ أكلتُ ثمرةَ تينٍ مجففةٍ فاستهجنتُ طعمها.
قال لنا : ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه
" إنني أتحدثُ عن تينةٍ تطلعُ مباشرةً من الأرضِ-
هبةً من اللهِ!- فوقَ غصنٍ مثقلٍ بثمره ينحني
ليلامسَ الأرضَ.

إنني أتحدثُ عن قطفِ أشهى وأسمنِ وأكبرِ تينةٍ
في العالمِ وأضعها في فمي.
(هنا كان يتوقفُ عن الحديثِ ويغمضُ عينيهِ.)

مرَّتِ السنونُ، وعشنا في منازلَ عديدةٍ،
ولم يكنْ في أيٍّ منها أشجارُ تينٍ.

كانَ لدينا فاصوليا بيضاءُ وكوسةٌ وبقدونسٌ وبنجرٌ
قالت له أمي يوما : ازرع شجرة تين

ولكنَّ أبي لم يقمْ بذلكَ أبداً.
كان يعتني بالحديقةِ دون كبيرَ اهتمامٍ، وينسى أن يسقي الزرعَ،

ويتركُ البامياءَ لتصبحَ كبيرةً جداً،
يا له من حالمٍ. انظري كم من الأشياءِ
يشرعُ فيها دون أن يتمها.

في آخرِ مرةٍ انتقلَ فيها، جاءتني مكالمةٌ هاتفيةٌ،
كانَ والدي يترنمُّ بالعربيةِ بأغنيةٍ
لم أسمعها من قبلُ. " ما هذه الأغنيةُ؟"

أخذني إلى الخارجِ إلى حيثُ الفناءُ الجديدُ
هنالكَ، في وسطِ دالاس، تكساس،
كان هناك شجرةُ تحملُ أشهى وأسمنَ
وأكبرَ التيناتِ في العالمِ.

قال لي : إنها أغنيةُ شجرةِ التينِ!
وهو يقطف الفواكه مثل تذكارات يانعة
ومثل رموز تهمه
تأكيدا لعالمٍ كان على الدوامِ عالمه.


النص الأصلي
My Father and the Fig Tree
Naomi Shihab Nye
Translated by Mohammad Yousef ( 2015)

For other fruits, my father was indifferent.
He d point at the cherry trees and say,
"See those? I wish they were figs."
In the evening he sat by my beds
weaving folktales like vivid little scarves.
They always involved a fig tree.
Even when it didn t fit, he d stick it in.
Once Joha1 was walking down the road and he saw a fig tree.
Or, he tied his camel to a fig tree and went to .
Or, later when they caught and arrested him, his pockets were full of figs.

At age six I ate a dried fig and shrugged.
"That s not what I m talking about! he said,
"I m talking about a fig straight from the earth — gift of Allah! — on a branch so heavy it touches the ground.
I m talking about picking the largest, fattest,
sweetest fig
in the world and putting it in my mouth."
(Here he d stop and close his eyes.)

Years passed, we lived in many houses,
none had fig trees.
We had lima beans, zucchini, parsley, beets.
"Plant one!" my mother said.
but my father never did.
He tended garden half-heartedly, forgot to water,
let the okra get too big.
"What a dreamer he is. Look how many things he starts and doesn t finish."

The last time he moved, I got a phone call,
My father, in Arabic, chanting a song
I d never heard. "What s that?"
He took me out back to the new yard.
There, in the middle of Dallas, Texas,
a tree with the largest, fattest,
sweetest fig in the world.
"It s a fig tree song!" he said,
plucking his fruits like ripe tokens,
emblems, assurance
of a world that was always his own.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??