الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية

سوزان خواتمي

2006 / 9 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


رواية بنات الرياض الصادرة عن دار الساقي ب 319 صفحة..والتي نفدت نسخها من معرض الكتاب المقام في الكويت 2006 في اليوم الثالث منه
أستطيع أن أصفها بأنها الرواية التي تستطيع أن تقرأها وأنت تقف على ساق واحدة، فإذا شردت فلن تضيع منك الفكرة.. وإذا ضاعت منك كم صفحة فلن تنتبه لأنك تستطيع متابعة السرد دون أي جهد مثلها مثل أي مسلسل عربي
كما أنك تستطيع أن تستعيرها من بنت ذكية مثل / منى كريم/ وتعيدها بعد أيام ، دون أن تراودك فكرة شراء نسختك للاحتفاظ بها.
و فيما عدا تكنيك السرد الذي استخدم تقنية جديدة فيها كايميلات ترسل كل يوم جمعة .. وماعدا أن أي محاولة للابداع تستحق التقدير ..

فسنجد الآتي


الرواية من حيث هي لغة:

اعتمدت على المزج بين اللهجة السعودية وبين اللغة الانكليزية مكتوبة بأحرف عربية.. بمعنى أن ذوي اللغة الفرانكوفونية عليهم أن يغضوا النظر عن قراءة الرواية ..
هذه اللغة كانت مترهلة وفائضة..
خاصة لو تذكرنا أن اللغة هي المادة الأولية التي تشتغل عليها الرواية كتعبير فني وجمالي ..
حتى أن المنهج السردي الذي هو في الحقيقة " حكي " لم يكن يعتمد على مكمن جمالي و لم يكن يهتم بفكرة ما يشتغل عليها .. بل كان في الكثير منه حشواً زائداً على الحدث ليملأ الصفحة فقط .

" ماأضحكني فعلا هو ايميل من هيثم من المدينة المنورة ينتقدني فيه لتعصبي لبنات الرياض" البدو" واهمالي لشخصية تميس أعني لميس حبية القلب مازولا هل يعرفها الاخ من ورائي ؟ ولا يهمك يااخ هيثم، ايميلي اليوم سوف يكون عن لميس ولميس فقط بس لاتزعل علينا ياابو هيثم ياعسل " ابو هيثم عسل بدون ميم قبل العين ، والحدق يفم" وش نسوي ياابو الهياثم؟ بدو! ماعلنا شرهة على رأي احدى دكتوراتي الحجازيات في الجامعة : بدوية زفتة "

إضافة لكون اللغة مسطحة .. لها نفس الوتيرة استخدمتها الكاتبة بحيث لم تكن تتغير لا وفق الشخصية ولا وفق الحدث الدرامي، فلم نستطع التعاطف مع المواقف الحزينة حين يترك فيصل حبيبته ميشيل ولا حين طلاق قمرة من راشد التعسفي.


الرواية من حيث هي فكرة:

في سياق الرواية تقول الكاتبة/ السارد

" أنها تورد عيوب صديقاتها ليستفيد الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة " ص 68

لكن إلى أي حد نجحت الكاتبة في تعرية جانب المراهقة ووصلت لهدف مرجو .. خاصة لو تذكرنا أيضاً بأن المفروض من أي رواية أن تبدي في أحد جوانبها وجهة نظر ورؤية للعالم وللإنسان.
في بنات الرياض نحن أمام مجموعة من الصديقات / قمرة/ ميشل / لميس/ سديم/
نجحن في الثانوية العامة وانتقلن إلى الدراسة الجامعية ..
في هذه المرحلة العمرية التي يفترض بها أن تكون نهاية فترة المراهقة، إلا أن تصرفات الفتيات وجموحهن نحو الحب ولا شيء غيره يجعلهن يقعن في أكثر من مطب ومشكلة عاطفية لاتجر وراءها سوى الخيبة والحزن..
هكذا تحولت الرواية في مجموعها الفكري إلى قضايا ساذجة عن الحب واختلاف مفاهيمه في مجتمع مغلق يرزخ تحت الأعراف والتقاليد دون أن يناصر مشاعر الحب الخاسر غالباً.
تعبر بنا الكاتبة بطريقة سطحية وسريعة على مواضيع جانبية مثل : المذهب الشيعي في السعودية.. إضافة إلى إاشارة عابرة ل: مدخل التحليل النفسي وفلسفة فرويد ص 80 والتي تتفوق عليه الجارة أم نوير الحصيفة والتي تصنف البشر نساء ورجالاً بحسب تجربتها الشخصية وبحسب قوالب جاهزة وبسيطة حد السذاجة .. هذا إضافة إلى ما تفتتح به الكاتبة فصول الرواية من مقولات مقتطفة وأحاديث وآيات ..

الرواية من حيث هي شخصيات:

الرواية كنت عن مجموعة من فتيات يشكلن معاً مجموعة متشابهة و متساوية في وجهات النظر ومتقاربة في المنطوق إلى حد الخلط ..
هذا لنتذكر أيضاً مفهوم التناقض والاختلاف الذي تتبناه الرواية في سرودها كي تظهر تناقضات المجتمع الذي ترسمه.. ومن وجهة نظر ضرورة الاختلاف، سأزعل من الكاتبة رجاء عبد الله الصانع لو قالت أن بنات الرياض هن من وصفت فقط.

إضافة إلى ما حفلت به الرواية ولصفحات كثيرة من كلمات أغاني دون أن تخدم هذه الكلمات أي حدث .. فقط لأن الشخصية تستمع لهذه الأغنية أن تلك أو أنها رقصت على أنغامها أو بثتها في أحد اتصالاتها الخلوية لحبيبها لتحتشد الرواية بأغاني ميادة حناوي وعبد الحليم وماجدة الرومي وذكرى وعبد المجيد عبد الله ووووووووووو
لنقل أن الأمر امتد إلى كم واضح من الرواية كي لا نقول نصف او ربع او ثلث ونزاود.

أما في ص 146 فسنقرأ مثل هذا الشعر المواكب للحداثة
ودعت أيام الكيرم والبلوت وامتلا وقتي انترنت وبسكوت
شابك أون لاين استنى الحبيب يتكرم ويتعطف أو يجيب
قمت أغير لامنى لقيت رسايله في كل جيب
هذا يقرا وهذا يسمع وذاك يقول بس بس ! عرفته
وأن كني فار ، منخش في ركن قريب
ودي اصرخ هاذي حبي معجب فيها وأحلم بالنصيب
.
.
.
وحدة خبلة وجاها واحد خبل والله عيلة مافي اروع

ملحوظة تستحق الاهتمام:

يبدو أن الكاتبة /السارد كانت تستشف كل ما سيعقب نشر روايتها لاحقاً.. في تشير في داخل روايتها ومن خلال ردودها على الايميلات التي تهاجمها أو تلك التي تثني عليها ..
بل بدا الأمر أشبه ما يكون برؤية تحولت إلى حقيقة فهناك فعلاً من رفع أو سيرفع قضية ضدها إضافة لاستضافتها من قبل برنامج ثقافي هو احتفاءات لتركي الدخيل ..

" البرامج مثل برنامج احتفاءات لتركي الدخيل ومافيش حد أحسن من حد "

بقي ما قالته عن احتمال تمثيل روايتها من خلال مسلسل، وغالب الظن أن لأمر قريب بلاريب خاصة وأن تحويل هذا الكتاب إلى سيناريو سيكون سهلاً للغاية بما فيه من حوارات طويلة .

مقتطافات من الرواية بما يمكن عنوته ب ( دون تعليق )

" تخيلي أنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة 4 الفجر عشان يجيب لي أولويز لأن سواقي كان نايم " ص 191

" أتخيل نفسي اغسل رجوله بموية دافية وابوسهم وامسح بهم على وجهي " ص193

" ترسل ميشيل رسالة قصيرة لفيصل :
" مبروك ياعريس دونت بي شاي يالله ادخل ايم ويتنق "
ف/ يتأخر دخول العريس والرجال ما يقارب الساعة

آخر الكلام :

أن تكون الرواية خفيفة الظل وهذا مما لا ريب فيه فهو سبب غير كاف للضجيج الذي أحدثته الرواية مقارنة بردود أفعال من قرأ وقال، ومن لم يقرأ وقال.
الأمر يحتاج إلى وقفة قصيرة:
ليس كافياً أن تكون الكاتبة جريئة وسعودية كي نصفق كل هذا التصفيق، هذا لأن الكاتبة السعودية ليلى الجهني صاحبة "الفردوس اليباب " موجودة
وميس العثمان وهبة بو خمسين و بثينة العيسى وغيرهن الكثيرات من الشابات الكويتيات
موجودات وعذرا ممن تاهت عن ذاكرتي أسماءهن ... لتصبح المقارنة مجحفة.
أما تقول الكاتبة / السارد:
" هناك من سيشتمي ومن سيطبطب علي ................."
برأيي أن كاتباً بقامة غازي القصيبي قد طبطب بما كفى ووفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة