الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في السياسة

صوت الانتفاضة

2022 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا تنفك الاخبار تتوارد حول "فشل" المفاوضات بخصوص الملف النووي الإيراني، او حسب تصريح جوزيب بوريل "ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي" من انها قد "وصلت لطريق مسدود"، او حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ان أطراف المفاوضات في "مأزق"، وهذه ليست المرة الأولى التي تتأرجح فيها هذه المفاوضات، فهو ملف معقد جدا، ولا يختص فقط بالنووي، بل بالكثير من الملفات التي تمسك خيوطها طهران.

الزيارات المكوكية التي يقوم بها قادة إسرائيل الى الولايات المتحدة وأوروبا، هي أيضا تساهم كثيرا في تأرجح هذه المفاوضات وتأزمها، فالخطاب الإسرائيلي الى اليوم وهو يصّعد من نبرة التهديد والوعيد، ويقول ان ابرام أي اتفاق مع طهران معناه سيطرتها على كل المنطقة، بالتالي فأن إسرائيل لا تخاف من نووي إيران من ان تٌضرب به، بل هي لا تريد منافس لها على سيادة المنطقة.

دول الخليج، او كما يسميها أحد السياسيين الإنكليز "محطات تعبئة الوقود"، هي الأخرى منخرطة في هذا الملف، فإيران لا تخفي تدخلاتها في بعض هذه الدول، خصوصا البحرين والى حد ما الكويت، غير فرض سيادتها العسكرية التامة على الخليج، وأيضا حول الجزر المتنازع عليها مع الامارات؛ فهذه الدول تضغط أيضا على المفاوضين لأدراج ما يريدون.

الولايات المتحدة الامريكية تدرك ان الملف معقد جدا، فيجب عليها إرضاء الكثير من الأطراف، وارجاع إيران لوظيفتها الأولى "شرطي الخليج"، وهذا معناه ان إيران تقدم تنازلات كبيرة، فيجب عليها ان تتخلى عن طموحاتها النووية، والكف تماما والانسحاب من الملفات التي تلعب بها "العراق، سوريا، لبنان، اليمن"، فهل هذا ممكن، وما هو الثمن المرضي الذي ستتلقاه؟

أوروبا وامريكا غاطستان في المستنقع الاوكراني بشكل تام، والتايواني الى حد ما، فروسيا والصين تريدان انهاء حكم القطب الواحد "عسكريا وسياسيا واقتصاديا"، والحرب الأوكرانية كلفت وتكلف أوروبا بالذات الكثير، خصوصا وان ملف الطاقة قد استعر بشكل جنوني، وبدأ يحدث اثارا كبيرة، بالتالي لا يمكن ان تكون هناك مغامرة عسكرية في منطقة الخليج، او هذا ما لا تريده أمريكا والغرب في الوقت الحالي على الأقل.

إسرائيل رغم تهديداتها المتكررة بضرب المفاعلات النووية، الا انها لا تستطيع ان تغامر بهذه العملية بمفردها، فعلتها مرة بضربها مفاعل تموز في العراق دون الرجوع لأمريكا، وعلى أثرها توترت العلاقات بينهم بشكل كبير، بالتالي فأن إسرائيل لا تريد خسارة "الام الحنون"، فضلا عن ان إيران اليوم هي ليست عراق الثمانينات.

في كل تعقيد يحصل في الملف النووي الإيراني، تقوم إيران بإرسال بعض الرسائل الى الطرف الرئيس في المفاوضات الجارية، والتي هي أمريكا، في الأسابيع الماضية تعقدت كثيرا المفاوضات، حتى وصلت كما يقولون الى "طريق مسدود"، إيران وحتى تقوي مفاوضيها بدأت تلعب في الميادين التي تسيطر عليها: تهديدات حزب الله بنسف اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مع وجود ترسانة صاروخية هائلة لدى حزب الله؛ الفصائل في غزة هي أيضا بوضع قلق وهش مع إسرائيل، وقد ينفجر الصراع بأية لحظة؛ استمرار انشاء قواعد عسكرية في سوريا، وضرب القواعد التي تتواجد بها القوات الامريكية من قبل بعض الميليشيات، ومن ثم انسحابها؛ وفي اليمن فان الهدنة الأممية هي من الهشاشة بما لا يقاس؛ اما في البحر فأن زوارق الحرس الثوري "تتحرش" ببعض السفن او تصادر بعضها.

لكن أكثر ملف تتلاعب به طهران، بسبب هيمنها الكاملة عليه، هو ملف العراق، فهو الأخطر بالنسبة لأمريكا؛ فالعراق يصدر أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا، ومرشح للزيادة، ولا يمكن تعويض هذه الكمية، في وقت فيه ازمة الطاقة هي الصورة الأبرز، وإيران لديها الامكانية الكاملة على غلق انابيب التصدير في العراق، فكل السلطة وخصوصا الميليشيات وقادتها هم رهن إشارة طهران، وقد أرسلت رسالتها "حرب ال36 ساعة"، ولا زالت ترسل "خطبة باسم الكربلائي"، ولا يمكن التكهن بالتصعيد الميليشياتي في قادم الأيام، هذا فضلا عن تواجد اكبر سفارة امريكية في العالم، مع وجود بعض القوات العسكرية النوعية.

أمريكا ليست ضعيفة في العراق كما يخيل للبعض، فقد أرسلت مساعدة وزير خارجيتها، وهذه قالت بالنص "العراق لديه 85 مليار دولار في صندوق التنمية الذي نشرف عليه"، أي تحرك خاطئ فأننا سنمنع عليكم هذه الأموال، اما عسكريا فقد أرسلت قائد القيادة الوسطى، وهو إشارة الى التدخل العسكري المباشر.

ان العالم الرأسمالي اليوم هو في أعمق ازماته، ازمة وجود بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد ينذر بحرب كونية تحرق الأرض ومن عليها، وهذه المنطقة هي واحدة من أكثر البؤر سخونة، فقد تتفجر الأوضاع في اية لحظة؛ انها البزوغ والفجر الدموي المستمر للنظام الرأسمالي المتهالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال