الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف -تجليات في ممرات الانتظار- لشلال عنوز

سعد محمد مهدي غلام

2022 / 9 / 17
الادب والفن


"تجليات في ممرات الانتظار"
كنتُ أنتظركَ يومَ أمس 
……مُدمِنٌ أنا في الانتظارات
أكتبُكَ فجرأً فتكتبُني قصيدةً …انتظارا
أهيمُ في شَبَقي النازف للقياك حدّ
…………. توحّدي بالأمل الذي يُراودُني مُذ كنتُ 
………………………ألمّكَ في معاقل وجعي تميمةَ فرج
فأفترشُ ليلَ دروب النجف والكوفة حصيرَ صلاة …جوعَ دعاء
مُيمِّماً وجهي شطرَ انبلاج الطلعة التي تمطرها انوارُ السماء
كنتُ أنتظرُك يوم أمس ايها (الغائب) الذي
………………. انهكتني مواسمُ شوقي لمعانقته
………………………….. بقيّةً من ألق العدل 
انتظرُك يوم أمس حُزَمَ ضوء تنهمرُ ملوّحةً للشروق 
كلُّ مدائني ابتلعَها السَّخام…تناسلَ فيها غبش السواد
مدائني تَسلطنَ فيها لصوصُ العقائد …مروّجو الفتن…ذابحو النهار
كلّهم يحملون راياتك ….وأنت منهم براء
……………………….ايها الصبحُ الذي شربني عشقاً…تعويذة نجاة
مازلت أُهرولُ في المُدن القَحطِ باحثاً عن طيفك الذي لايعود الاّ بموعد
أينَك ايها الملّوّح لفراشات الياسمين بالعودة لخمائل اليُتم؟
أفتّشُ عنك في سكك الوجع
لأُريك دم الضحى المذبوح
المنى هُزال دبَّ في مفاصل الصبر
والصبرُ جبالٌ من توجّس
القادمون طاعون يتطايرُ رذاذا نام في الطرقات
مازلتُ أُحشّدُ نفسي …كلُّ شوقي للقياك
لأردّ طوفانَ الشرّ الذي لايريد سوى رأسك 
هل تدري ايها (الغائب) 
…………..أنّ في الديار من يُساومُ على رأسك
………………….. في غفلة الوقت الذي صادرته الولاءات المزيّفة؟
الطاعونُ مازال يفتكُ متفشياً في تخوم التشرذم
أُمراءُ الطوائف يقتاتون على جثث الطموحات ويرقصون في أُتون سبيي العدالة
وأنا مازلت منتظراً قسطك الذي يملأُ جوفَ الوقت الذي غادرته مَسلّةُ الحقوق
ايّها السيفُ الذي يحصدُ افكَ المُدَّعين ….يقتلعُ زيفَ السقوط
……..يثأر للمظلومين…للمهمّشين …للمذبوحة أحلامهم
تنتظرك براءةُ الاطفال ...دموعُ السبايا...دمُ المغدورين
أنيابُ الجور …أسوارُ الظلم…مشرئبة تستبيحُ صباحاتِ العشق
ونحنُ ننتظرك بركاناً يزحفُ لاقتلاع الخطيئة
فمابين نزفِ الانتظار
طواحينِ الصبر
تجلياتٌ من أزمنة العشق المقدّس
يقول" جورج لوكاتش ":"فالتعارض، هنا، قائم بين الصورة والدلالة. فأحداهما تخلق تفصيل صور، والأخرى دلالات. بالنسبة لأحدهما لا توجد سوى أشياء وبالنسة للأخرى لا توجد سوى العلاقات والمفاهيم والقيم. إنَّ الشعر يعرف شيئا آخر يمكن أنْ يوجد خارج الأشياء، فلكل شئ في نظر الشعر، جدي، وفريد، وغير قابل للمقارنة "ويقول "لوسيان غولدمان ":" كل كاتب في الواقع، يعبر في عمله عن طريقته في النظر إلى العالم وفي اإاحساس به وتخيله. غير أنَّ هذا العالم، حسب مزاج الكاتب وشخصيته، يمكن أنْ يتم الإحساس به بطريقة مباشرة أو على العكس، بطريقة مدركة من خلال الوعي والفكر التصوري، بدرجات متفاوته" ويقول "جاك دوبوا" :"في الوقت الذي يتوق النقد الأدبي إلى إتخاذ صفة علم للأدب، وفي الوقت ينزع نحو التخصص، من الطبيعي أنْ يضع في حسبانه إلى جانب نماذج أخرى للتفسير تحليًلا ذا استلهام "سوسيولوجي" يصادف بعض العسر في التحقق. إننا نأنف إقحام الفئات الاجتماعية داخل الإبداع الأدبي، ما دمنا قد تعودنا المبالغة في الإهتمام بالمظهر الوحيد للشخصية في النشاط الفني، ولا نولي عناية فوق ذلك للنتاجات الردئية والنتاجات ذات الطابع الاستهلاكي السوقي "ويقول "ر.هيندلس ":إنَّ محاولة تحديد عنصر دال شامل نرد إليه الموضوع تعني حصره داخل حدود لاتتجاوز وتلك حدود ما ينطوي علية من معنى. بناء على ذلك فأن أي استعمال لعبارة النظرة إلى العالم تعني نوعًا من تضييق المجال وتحديد للقراءة والفهم. أي كل ما يمكن أنْ يشكل إفقارا نسبيا للموضوع"…ويقول" ماكس فيبر ": أنَّ علم الاجتماع يحتاج إلى تفعيل في تحليل العالم الاجتماعي ،إنَّما نقوم على الفكرة التي مفادها أنَّ العالم الاجتماعي مبني مسبقًا على نحو رمزي وإنَّ الموضوعات الاجتماعية منطمرة في معقدات من المعنى". ويقول "غادامير ":التحيزات هي انحيازات انفتاحنا على العالم وهي تشكلنا منذ الماضي" ويقول "هونيت ": "على الرغم من التعريف "الأبستمولجي" الذي أطلقه "هوركهايمر" على النظرية النقدية إلاّ إنَّه لم يعالج جديًا ذلك البعد من أبعاد الفعل الذي يظهر في الصراع الاجتماعي بوصفه مجًالا مستقًلا عن إعادة البناء الاجتماعي ".
أما التأمل وهو مما لمحناه هنا فإنَّ "آلن هاو"يقول:" هو سيرورة تأتي بما هو غير واعي، أو "أيديولوجي" إلى الوعي ؛ما يدعى في الغالب يقظة الوعي،وعن الدال يقول "دي سوسر"-أنّه-"يشير إلى الكلمة الفعلية المادية كما تنطق أوتكتب أو بشئ من التوسع إلى الصورة كما تظهر …في حين يشير المدلول إلى المفهوم أو الفكرة التي تمثلها الكلمة"…هذه التقديمات محاولة منا لإبعاد أنظاركم في تقويمات "بارالوجية"؛ وهي الاستخدام المعياري القياسي الذي لا يقود إلى استدلال منطقي لتحقيق فهم بعيد عن سوء التقدير: عبر إدراك لمعاني ما سنسوق من مداليل. إنَّ الدالات قد تكون خادعة، ومثًالا على ذلك استعارات ما بعد الحداثة في الغالب مسيطر عليها من قوى كونية "فيتشة" الفكر وسلعنة الأدب ورغم ذلك بعض ممن تعوزهم الدراية يستخدم سيل من الدالات من معينه المتاح السوقي، وهو ما توفره السلطات المتنفذ الخاضعة لدوائر وتنفذ أجندات تهديم فكري منظم وهو حال الكثير من المنظمات غير الحكومية. نحن ندرس إمكانيات تقديم كليات تقف على قواعد معيارية كان "لوكاتش" قد تنبه لها مبكرًا وأشار إلى أن اأاشكال الحديثة من المعرفة هي أشكال جزئية ومفتتة على الدوام والمطلوب إذًا هو نظرية تربط هذه الأجزاء والشظايا في كل واحد كما أشار "هربرت ماركوز" في الحب والحضارة إلى الكبت العام الفائض ينسق الدرب للتشيؤ وهو سيرورة الظواهر التي ينتجها المجتمع في واقع السلعنة والاحتلال ويقود إلى تدهور قيمي شامل وشيوع الضياع العام "الأنطولوجي" و"الألنشني" وإزدواجية تصارعية بن الذات والموضوع وهوالمناخ المناسب لنهوض النرجسية الثقافية "Cultural Narcissiumوالتوسع في مدارات فهم ذلك كما فعل" كريستوفر لاش"في كتابه الرائع "ثقافة النرجسية" فهناك قوى اجتماعيةمتعددة تتظافر لكي تنتج ثقافة تبرزهذا الإنحراف السلوكي والعاطفي والأخلاقي و معياريات الأداء القويم للأدب وفقا لحسابات عقدية ونفعية ضيقة.
وجدنا من الأهمية بمكان هذا العرض قبل أنَّ نتناول الدالة والتي تكون تبؤر المفهومية لافتين النظر إلى أنّها من النوع ال"ماركوري "الزئبقي أتاحه شكل النص ومن خواص قصيدة النثر. إن كان التعدد غالبًا هو المتاح ولكن هنا الدالة لها وجوه تحمل نفس الاسم وقد ترتدي ذات الإهاب. ولكنها غير ما هي في غيرما مكان من النص تندلق وتتزحلق وتنسكب وتتجزء وتغير شكلها ولكنها ليس واحدة بل تشتمل على عدد كبير من الدوال. يترتب عليها؛ إنَّ المخرجات المتوخات ستكون مداليل عديدة وهنا ليس انفتاح النص الشعري وحسب إلا الغائية المركبة أوالمكثفة والتي تتنوع وفق الزمكان النصي وإشاراته مع التنبه للبعد النفسي والاجتماعي وإلاّ فسنقع في ما نبهنا عنه من الوقوع بين براثن ال"برالوجيا "التي لاترحم.
النص عبارةعن قطعة بلورية ساطعة تعكس طيفًا من الألوان واسعًا، و فيها بقع معتمة زئبقية ... وهي حالة استثنائية كيما لا تسعد" سوزان برنارد"ولكنها سائلة وليس صلدة كما تقول، فحراك الدالة فيها منحها انسياحية اجبارية تختار موقع دون دراية وعناية وأدوات قد يفقد النص بعض معطياته وفيه أشكال من الدالة وعليه يكون عرض المنتج النصي المنقوص المشوّه. أوًلا علينا أنْ نعالج الثيمائية الدالية بمنطلقات فهم عام. نعني أنْ ندرس الغائب ليس بالبعد الذي ينصرف إلية الذهن من وجود مفردات مستوحاة من مواد اللاوعي الجمعي للشاعر والذي يضمر ويظهر اعتقادًا بالمفهومية العامة والتي هي شكًلا واحدًا من تصيّر الدالة وهو "المهدوية" والفهم العقدي للناص ليس بالسر ولا من المستور؛ إنَّه من مكونات تدويرات النص والمحور لمداراته ولكن لا يعتقدنَّ أحد إنه المعني وأنْ مربه فهو استعارية وكنيوية لرسم الصور التي تكون بانورامية النص. إنَّه فكرة بشرية تكاد أنْ تكون شاملة لجميع الشعوب المعتقدات السماوية وغير السماوية. ومن مفرزات جميع الحضارات عبر العصور اتخذ تنوعات وأشكال وتلخص ببساطة الحاجة الإنسانية للخلاص والطلب للغفران. قد تلبس رداء التطهير في المسيحية وهي في اليهودية كما يقول،" د. على الوردي "."إنّها تعريب للفظة المسيح الموجودة في التوراة، فالمسيح معناه الممسوح أي أنّه ذلك البطل المنقذ الذي يمسحه الإله، فالمسيح في التوراة معناه الهداية والإرسال والتأييد الرباني "كما عرضها في "وعاظ السلا طين" ."جولد تسهير"يقول:" إنّه" إيليا" وهو النموذج الأول لأئمة الشيعة المختفين الغائبين الذين يحيون لا يراهم أحد والذين سيعودون يومًا كمهديين منقذيين للعالم " ويسرد علينا"ابن سعد "في "طبقاته "ويكررالرواية" ابن هشام "لما توفى الرسول (ص )بكى الناس فقام "عمر" في المسجد خطيبا فقال:لا اسمعن أحدًا يقول:إنَّ محمدًا قد مات ولكن أرسل إليه كما أرسل إلى "موسى بن عمران" ..."
"النفري "في "المخاطبات ""تظهر كلمة الله فيظهر وليه في الأرض، يتخذ أولياء الله أولياء، يبايع له المؤمنون ب"مكة" ويقول "ابن عربي": في "الفتوحات المكية "إذا خرج الإمام المهدي" فليس له عدو مبين إلاّ الفقهاءخاصة"…
لقد كان من أوائل المهديين "محمد بن علي ابن الحنفية" ورغم أنّه كان في حالة قتل فقيل إنّه مقيم في جبل رضوى وبعده لما استشهد "زيد بن علي" اتخذ "مهدويا" رغم صلبه وتعليقه ولكن من يؤمن به ظل يعتقد أنُه ليس بالشخص ذاته ،وأنّه قد توارى بفعل رباني، وأنَّه لابد له من أنْ يرجع ليقيم العدل ويقتص من أعدائه ،وهنا تلازم السيف مع الفكرة المهدوية في حين في حالة "محمدبن الحنفية" فإنَّه كان من أهل المسالمة والدعة فلم تقترن به فكرة السيف في العودة والخروج. التلازم بين السيف وعودة المهدي ظهر ت كمتلازمة في أكثر من مكان وحالة ،والفكر "الإثنا عشري" يقرنها معا حتى أمست فكرة واحدة. والتقليد المعتمد وله الموجبات وتناوله الكتاب بإيجاد المبررات والشرح الوافي لأسباب هذا التلازم. تتوالى الظهورات للمهديين حتى إنَّ الفرق موضع الاختلاف أوالإتفاق: إنّها خارج الملة كالمتطرفين من الإسماعيلية والحاكمية التي تقول، بمهدية "الحاكم بأمرالله". أتراه توق إنساني للخلود والبعث؟ ولكن "حضارة الرافدين" اختلفت عن سواها من "هندية" و"صينبة" و"فرعونية" و"إغريقية" لنستمع إلى حوار "كلكامش" مع "سدوري" "صاحبة الحانة" :
"أفزعني الموت حتى همت على وجهي
في الصحارى 
إن النازلة التي حلت بصاحبي تقض مضاجعي
آه!لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابا
وأنا، سأضطجع مثله فلا أقوم أبد الآبدين
فيا صاحبة الحانة، وأنا أنظر إلى وجهك،
أيكون في وسعي آلاّ أرى الموت الذي 
أخشاه وأرهبه؟؟؟
فأجابت صاحبة الحانة كلكامش قائلة له:-
إلى أين تسعى ياكلكامش 
إن الحياة التي تبغي لن تجد 
حينما خلقت الآلهة البشر،
قدرت الموت على البشرية
واستأثرت هي بالحياة "
نعلم أنّها دلّته على الطريق إلى "ماشو" ووتم اللقاء ب" أتنوبشتم" وما قصته الملحمة من ما قصه عليه الخالد عن الطوفان ويلات ومشقات ثم جلب عشبة الخلود التي سرقتها الأفعى وعاد كظيم وهي خلاص الفكر ال"رافديني" الحتمية للموت وكل الأموات مصيرهم العالم السفلي وهوما يختلف مع الفكرالديني ال"فرعوني" مثًلا الذي يخلد الأموات ويقيم لهم مقابرا، و ويدفن معهم مستلزمات الحياة .لقد طبع الاختلاف شكل التعاطي في عمليات الدفن وهيئته وظروفه وشكل ونوع وطبيعة ...إلخ المدافن وكيفية العناية بها وآليات وفعاليات وشعائريات وطقوس وقرابين وأضحيات ...وسيرورة الأساطير ومدىرسمها الشعبي والديني ...يعود ذلك إلى فلسفة مغايرة أدت إلى منتج معرفي وسلوكي ومورثات مختلفة نراها في الذي استدل عليها أهل الاثار من لقى وعاديات وأطلال...في "كتب الشيعة الرئيسية الأربعة" يخرج "المهدي العلوي" من نسل فاطمة ويملأ الدنيا عدلا بعد أنْ ملئت جورا ...
"إبن ماجة" و"أبي داود و"الترمذي" أورد كل منهم حديثًا عن المهدي بصريح العبارة وجميع الإصحاحات الباقية الأربعة ومنها صحيحي "مسلم" و"البخاري" أوردا ذكر وصف دقيق وسافر عن الرسول في أحاديث صحيحة ومتواترة بمعنى إنَّ كل المذاهب الإسلامية تتعاطى مع المهدوية وتختلف في كيفية إيراد التاكيد أو السند عن "الرسول (ص)" وكتصيفات ماقبل الخروج وهل متلازم مع المسيح؟ وهل هوموجد إلى أنْ تقوم الساعة أم لا؟ وأين؟ وكيف؟
إنَّ الغالب بين المدينة ومكة وعند البعض مابين الكوفة والنجف وهو خلوص لمعضلة القهر والتعدي والخروج عن جوهر الدين والتأكيد لما قاله النبي (ص). إنَّ غربة الإسلام وأهله الصلحاء في وسط من العامة المارقين هو تعديل يتجاوز فكرة المئة عام التي يعتقد البعض بها لخروج مصلح. هنا المصلح هو المخلص العالم وإقتراب النشور والحساب وقيام مواجهة عارمة بين الحق وأهله والباطل وزبانيته وعند الشعوب الأخرى ذات المقومات ،وإنْ تختلف ؛ما يكتنف عملية الخروج والمبررات ولكن الجميع مجمع على أنّه المنقاد للإصلاح وتثبيت العدل والتقويم ورفع الظلم وتبنّاها العقل الصوفي بروح ما فيه من إشراقات ونورانيات وقد تصاحب ذلك بما تلقفه البعض من خروجات مستمدة من ثقافات غير إسلامية كتلبس الفكر الحلولي والتناسخ والمسوخ والرسوخ وعد ذلك من خطوات تسبق الراحة النهائية والسكينة واستقرار الأرواح وهي التى في الغالب المطلق يقال أنَّها لا تموت ولا تفنى مع الهيكل المادي الجسد.
قلنا في المدخل لموضوعها، أنّها عامة تكاد تكون، فالمخلص عند الفراعنة "أوزريس" وحاول "بطليموس" الإدعاء بخلود "الأسكندر" وإنه مهديه ولم ينجح لطبيعة المعتقد المصري الصارم .عند "الجانتية" "بارسيفا" في" الهند "وعند "البوذيين" "سدهارتا" ذاته وهو "الغوتاما بوذا" في" الهند "و"التبت" و"الصين" و"جنوب شرق آسيا" والكثير من الذين تشيع لديهم...
البوذية بكل أشكالها وتجلياتها ومنهم أهل اليابان والذين شعائريتهم الشعبوية "الشنتو" ليست في الديانة بدون موروث وتقليد مكتوب بل مجرد طقوس لتمجيد الأموات الأبطال ولكن الدين هو "البوذية"التي تنضوي تحت أغلبية من "الزان" وهوالترجمة "للشان الصيني" وهو أحد مذاهب "البوذية" واخترقت المجتمع "الياباني" عبر "الصين" بتبادل الرهبان أو عبر "كوريا "بانتقالات الرهبان كذلك وله تجسدات وحلولات. "الزرادشتيون" لديهم "سادنشيان "."اليهود" في "سفر إشيعيا "له توصيفات وهو من نسل "يعقوب وراحيل" وهو القريب لما عند المسلمين الذين أجمعوا إنه أحد أبناء "فاطمة" فشذت "الكيسانية" وأعقبها "القرامطة" وفرق من" الزيدية "و"الزنج "و"الحاكميةالدروز".
جاء في "إشعيا ""به العذراء تحبل وتلد إبنًا أسمه عمانويل لأنَّه يولد لنا ولد ونعطي الرياسة على كتفه ويدعى عجبا"واستغل "آل العباس" "فكرة المهدوية فأدعوا أنّ "المهدي" منهم "أحفاد العباس عم النبي". وتكررت أحلام الإنسان بمدن فاضلة خيالية "يوتوبية" فيها أمثال "المهدي"" جمهورية ""أفلاطون" ،و"مدينة الفارابي الفاضلة" و""مدينة الله" "الأوغسطينية " و"الشمس"" لكامبانيلا "و"أطلنطا الجديدة" "لفرانسسيس بيكون ". لقد شهد التاريخ العديد ممن أدعى المهدوية منهم "محمد السنوسي "في المغرب العربي و"محمد المهدي" في "السودان " وحتى في العلم استعير المفهوم فقيل أنّه القانون وأنّه التقدم التقني.نحن لا نود الإقتداء بال"هرمسيه" وبمن هم أهل "الهرمينوطيقا" الخاصة بوجهها الذوقي التكهني الحدسي المطلق" ولذا سنتحرى ما يقوله ،الشاعر ونبحث مسوغات الدالة لنستدل عليها تفسيرًا وتاويًلا وعندها نطرح اليقين عن فهم المعنى القصدي أوالقريب من اليقين بما تيسر من قرائن مداليل وعلامات رموز نتوثق من فهمها استعاريا. كان للشعراء والأدباء في عطائهم "للغائب المهدي" مكانًا ذلك" صموئيل بيكيت بخالدته "بانتظار غودو"( وما عاناه "فلاديمير" و"إستراخون" تلقفها "القباني نزار" فقال:
غودو أنا…..
ولايزال الروم يسجنونني
ويفرضون حالة الحصار
ولايزال البدو يكرهونني
ويكرهون الماء……
والبذار……
فمن سوى فاطمة؟
ترد عني هجمة التتار
ومن سوى فاطمة
تحول الصخر إلى حدائق
وتقلب الليل نهار؟"
عشرات من المؤلفات دبجت والقصائد قرضت فال"كميت" و"دعبل" و"ابن الرومي" و"عبد الرحمن البسطامي" و"القاسم بن يوسف" و"حسن قفطان"...كتب "محمد الحنبلي" و"محسن الأمين" و"أحمد الجوهري" و"الشيخ المفيد" و"الشيخ الصدوق" و"الشهيد الشيرازي" و"جلال الأرموي" وغيرهم العديد ..
"للبياتي"ديوانه الموسوم بالذي" يأتي ولا يأتي "
يقول ،في مفتتحه" سيرة ذاتية لحياة عمر
الباطنية "الذي عاش في كل العصور منتظرا الذي يأتي ولا يأتي
ويقول ،في قصيدة "صورة على الغلاف "من الديوان
"كان على جواده، بسيفه البتار
يمزق الكفار
وكانت القلاع 
تنهارتحت ضربات العزل الجياع
-مولاتي:لاغالب الا الله
فلتغسل السحابة
أدران هذي الأرض، هذي الغابة
ولينهض الموتى من القبور" 
ومن قصيدة تحمل اسم الديوان نفسه يقول:
"تعود لي من قبرها المهجور 
تمسح خدي وتروي الصخر والعظام 
-يأتي ولا يأتي، أراه مقبلا نحوي، ولا أراه
تشير لي يداه
من شاطئ الموت الذي يبدأ حيث الحياة 
-من كان يبكي تحت هذا السور؟
كلاب رؤيا مسحور
تنبح في الديجور؟
أم ميت الجذور في باطن
الأرض التي تنتظر النشور"
غرابيل العتمة وغرابيبها لا تحجب نور المعرفة فكيف إنْ كانت لدنية؟ تهدر الذواكر على صهوات الجياد خارج معايير الزمكان محملة بعصارات قلوب العشاق لتنعتق من النير المقيت. يسافرون ويعبرون مديات الأفق ويشربون السراب قبل المساء يخترقون ثقوب المسافات بالأماني، يخفون مراسيل وجدهم فراشات قزحية تطوف أبواب الرحمة تستجدي الرب نورًا لتنتحر بفيض ومضه ويكون مرساها لحدها ومنه النشور ……
تجليات في ممرات الانتظار
كنتُ أنتظركَ يومَ أمس
……مُدمِنٌ أنا في الانتظارات
أكتبُكَ فجرأً فتكتبُني قصيدةً …انتظارا
أهيمُ في شَبَقي النازف للقياك حدّ
…………. توحّدي بالأمل الذي يُراودُني مُذ كنتُ
………………………ألمّكَ في معاقل وجعي تميمةَ فرج
فأفترشُ ليلَ دروب النجف والكوفة حصيرَ صلاة …جوعَ دعاء
مُيمِّماً وجهي شطرَ انبلاج الطلعة التي تمطرها انوارُ السماء
كنتُ أنتظرُك يوم أمس ايها (الغائب) الذي
………………. انهكتني مواسمُ شوقي لمعانقته
………………………….. بقيّةً من ألق العدل
انتظرُك يوم أمس حُزَمَ ضوء تنهمرُ ملوّحةً للشروق
كلُّ مدائني ابتلعَها السَّخام…تناسلَ فيها غبش السواد
مدائني تَسلطنَ فيها لصوصُ العقائد …مروّجو الفتن…ذابحو النهار
كلّهم يحملون راياتك ….وأنت منهم براء
الدلالة العنوانية عتبيًا، إتباعا لمدارس لا نتفق معها دون تحري. ولكن هنا للعنوان معانٍ دلالية تشير إلى محتوى الخطاب ، تموضع العنوان في النص تدفعنا لتدارسه وتسليط الضوء على وظائفه ومكانته ...تفاقم استعمال العنونة كجزء من العتبات/التعاليق /الملحقات النصية الداخلية/النص الموازي المحيطي للأيحاءات الدلالية وتفكيك وتأويل رموز إشارة الدخول الأولية للنص/الكتاب في أداب مابعد الحداثة أكثر مما كان في الحداثة وما سبقها إلا إن ذلك لا يعني عدم دراستها وتعيين مكانها وأهميتها قبل ذلك ... كثيرون حاولوا غمط فتوحات التراث النقدي العربي بقصد أو دون قصد ومنهم الشاعر والناقد د. محمد بنيس الذي عمل على أثبات كون الشعرية اليونانية الأرسطية، والشعرية العربية لم تهتما "بقراءة ما يحيط بالنص من عناصر أو بنيتها أو وظيفتها"، ولكننا نعتقد أنه جانب الصواب على أقل تقدير في النظرية الشعرية ودراسات الشاعريات العربية مشرقية ومغاربية/أندلسية ، فبالعودة لكتب التراث يتبين خطل التعميم وانكار أو التغافل عما أنجزه الأجداد... ويقودنا ذلك بما لا يقبل اللبس للقول إن مغالاة" بنيس " كانت غير موفقة ... في كتب النقد العربي القديم يلاحظ اهتمامًا وجهدًا من مدونيها على بحث موضوع النص / الكتاب من جميع جوانبه ليس عبر دراسة المتن وحسب بل لفت النظر وتدارس كل مايحيطه به و المسمى اليوم بالتعاليق والملحقات النصية/كنص مواز ... الباحث يقع على عدة كتب يجدها قد أولت العتبات النصية عناية فائقة و أبدت دراية عالية بأهميتها ومكانتها ووظائفها ، فنجد في كتابات كبار الكتاب العرب ، أمثال الجاحظ والتوحيدي والصولي والكلاعي وابن الأثير والتهانوي وغيرهم أنهم قد اعطوا العتبات النصية الداخلية والخارجية موقعها النصي وأنهم ركيزوا عليها ولم يهملوها ،كما في كتاب" أدب الكاتب " لل"صولي " حيث تم تسليط الضوء نقديًا على العنوان وفضاء النص و التحبير والصدير و التقديم والتختيم ...
لقد اهتمت المناهج النقدية الحديثة بعتبات النص عمومًا والعنوان الرئيسي خصوصًا لما يتولد من أهمية لوجودها وباعتبار أنها الشفرات العلاماتية المرشدة المرافقة والمحيطة وتشكل القنطرة الأولى التي يمر المتلقي عبرها للنص/ الكتاب . العنوان وغيره من التعاليق النصية هي عتبات عند "جيرار جينيت "والكثير من النقاد الغربيين أما لدينا ، فإن المصطلح يعتوره الكثير من الغباش التعييني بل إن العتبات النصية عند ناقد هي النص الموازي عند أخر وهي المنصصات عند ثالث ...سنحاول المرور عليها لاحقا...والعتبة، خشبة الباب، أو بلاطته التي يوطأ عليها كما هي كل مرقاة من الدرج وقد تعني الأرض الغليظ أو ربما الأمر الكريه ،والعتبة  {هي ؛أسكفة الباب التي توطأ، والجمع: عتب وعتبات، والعتب: الدرج } النصية هي كل العناصر اللغوية والبصرية المحيطة بالنص المتني و المتداخلة معه دون أن تكون منه -مهما كان نوعها-. 
لم تأخذ العتبة النصية /النص الموازي مكانتها قبل انفتاح مفهوم النّصّ واستقرار تعريف النص وبعد التعرف على بنياته وسياقات وبعد فهم مكونات النص وآليات الخطاب وتحليله ، والذي لم يحصل إلا بعد التطور البنيوي وما بعد البنيوي وبعد توسع دراسات الخطاب وتحليله وعبور نحو الجملة إلى نحو النص .لقد حصل تطور مهم وتوسع كبير في دراسة النص ومفاهيمه وتحليله جزئياته وتفاصيله و وطبقاته وأنساقه وسياقاته وقد أثمر التطور ظهور ما يسمى التفاعل النّصّي ومن خلاله نظر للنص باعتباره فضاء توجب التوقف عند عتباته وتعاليقه كمداخل ومفاتيح إشارية دالة للقارىء /المتلقي تعينه على تكهن قصديات المتن النصي .
 "العتبات seuils" ،تتشكل من العناصر المحيطة بالنّص والمرتبطة به داخليا وعلائقيا وتشير إلى مسارات غائيات المتن وقد تشي بقصدياته وهي مشدودة بآواصر وأنساق جدلية مباشرة أو غير مباشرة مع التشكيل المتني. يشكل بحث العتبة مدخلا آطاريا خارجيا لتصور سيرورة شبكة القصد المعقدة والمركبة المكشوفة والمضمرة. العتبات كوى علاماتية سيميائية وثقافية نافذة من سطح المتن تستشرف دوال دواخله هذا الارتباط بالنص ومعه لا يحول دون قدرات البنية المتنية وانساقها من تخليق وإنتاج الدلالات المستقلة . كان "جيرار جينيت G.Genette " في الطروس" قد جاء على ذكر ما أسماه ب "النصية المصاحبة" وقال إنها:" خطابًا أساسيًا، ومساعدًا، مسخرًا لخدمة شيء آخر يثبت وجوده الحقيقي، وهو النص " وأراد لها أن يشمل العنوان العام كماعند "شارل كريفل Ch. Grivel "،عناوين كل فصل أو جزء ،المقدمة المدخل، التصدير ، والهوامش كماعند "هنري ميتران H. Mitterand"، أو ، الرسوم ،الغلاف ،الإهداء ،كلمة الناشر ، مقابلات المؤلف ، الدراسات المكتوب حول النص أو المؤلف ...و كل التعليق المصاحبة والمحيطة بالمتن مع كل الإشارات الأيقونات الطباعية...
يطلق"جنيت" مصطلح" النص الموازي  paratexte،{المصطلح من جزأين الجزء الأول Para في الأصل اليوناني تعطي معنى المشابهة والمماثلة والمساواة والموازاة والمصاحبة، والمجانسة، أما الجزء الثاني texte فهو النص من الفرنسية ،[ وعموماً يرجع النص في العربية إلى بلوغ الغاية واكتمال الصنع وهو ضمن فضاء المعاجم اللغوية العربية يقال: نصصت الحديث إلى فلان إذا رفعته إليه، ونصّت الظّبية جيدها رفعته، والمنصّة: الكرسيّ الذي تظهر عليه العروس لترى، والنّصّ أيضا: الحثّ والسّير الشّديد، وَتحريك الشّيء ، وَالسّؤال حتّى الاستقصاء ومنه: نصّ الرّجل نصّا إذا سأله عن الشّيء حتّى يستقصي ما عنده.]}ليعبر عنها "في كتاب "الطروس "بأنه نمط ثان من التعالي النصي. ويتكون من علاقة هي عمومًا أقل وضوحا وأكثر اتساعا. ويقيمها النص في الكل الذي يشكله العمل الأدبي، مع ما يمكن أن نسميه بالنص الـموازي، أو الملحـقات النصية ، كالعنوان، ...،"وغيره من ملحقات داخلية أو خارجية ، ويقول "د. محمد بنيس"- عن النص الموازي -"العناصر الموجودة على حدود النص، داخله وخارجه في آن، تتصل به اتصالا يجعلها تتداخل معه إلى حد تبلغ فيه درجة من تعيين استقلاليته، وتنفصل عنه انفصًالا يسمح للداخل النصي، كبنية وبناء، أنْ يشتغل وينتج دلاليته"، ترجمها "محمد بنيس" "النص الموازي" وكان موفقًا كما نعتقد،و"عبد الرحيم العلام" أطلق عليها " الموازيات،أما "سعيد يقطين "أسماها " المناصصات" ،وفريد الزاهي ترجمها " محيط النص الخارجي"،وهناك من أطلق عليها ،"الموازيات النصية" وآخر قال، إنّها النصوصية المرادفة، أما" محمد خير البقاعي " ترجمها "الملحقات النصية وإن نرى نحن أن الملحقات هي هي جزء من النص الموازي وتعاليقه الخارجية والداخلية والتي منها :العتبة العمدة" العنوان ...
نحن نعتقد " العتبة النصية الداخلية" هي الأوفق بشرط أقتصارها على المحيط المجاور أو المصاحب والذي هو كل ما وقع محيطًا بالكتاب أو النص أو في داخله دون أنْ يكون جزء متنيًا..يقول إكو: "العنوان للأسف مفتاح تأويلي سلفا. فلا يمكننا تجنب الإيحاءات التي يولدها هذا العنوان" وكما نرى فالوظيفة القائمة لعتبات العنونة والتي تمنح القارىء مدخلات إشارية موجهة (ربما تكون مخاتلة ومخادعة)، ويعد العنوان من القسم الأول وهو الأبرز و الأهم من بين التعاليق العتبية النصية المحيطة الموازية الداخلية"Péritexte" {حيث "Péri" من اليونانية بمعنى حول /مصاحب /مجاور... لمجاورةأوالمصاحبة للنص " Texte " يقدمها " جيرار جينيت" في كتاب "العتبات " "seuils" } ...العنوان أول مايتحدى أفق القارىء ويصدمه كشفرة رمزية تدفع لتلقيب الذهن وتثوير الفكر للإشتغال بتأويل الرمز الإشاري وفهمه كمقدمة لولوج النص .. {لقد قدم الفضاء المعجمي لكلمة"عنوان" مادتين معجميتين هما: "عَنَنَ" من معاني الظهور والاعتراض، و"عَناَ" من معاني القصد والإرادة، وكلاهما يشتغلان ضمن معاني الوسم والأثر والرسم . تصنف العناوين من حيث الدلالة وصلتها بالمتن في الدرس النقدي وتواضع النقاد على اعتبار العنوان إما عنوان إخباري أو عنوان موضوعاتي. أهمها الوظائف التي عرضها "جيرار جينيت"
1/ التعيينية، 2/الوصفية ، 3/ الإيحائية 4/ الإغرائية .
يتوجب على القارىء الانتباه لوظيفة العنوان، لا باعتبارها إشارة دالة على ماهية المتن ومكملة لها فقط وإنُما لكون العنوان بوظيفته يشتغل اتصليا للتعيين وانفصاليا في عين الوقت لأن للعنوان بنيته الذاتية وله مكانته الدلالية الخاصة ، وشاعريا للنص شعريته المستمدة، ولذلك على الناقد الأدبي منهجيًا وهو يعالج متن النص اخذ العتبات النصية باعتبارها نصوصا موازية بنظر الاعتبار ومنها الأبرز العنوان وله كما المتن بعدًا جماليًا ودلاليًا و تركيبيًا تخص بنيته المتفردة والمنفصلة عن بنية المتن النصي وباعتبارالعنوان الأدبي: علامة لغوية ودلالية وجمالية تتصدر كتلة النص، لتؤدي وظائفها المتعددة دون سطوة النص... وللعنوان شعريته الخاصة به وربما فاقت الاخيرة الأولى ...
- بنية العنوان لها مدياتها المفتوحة على النص متعاشقة معه دون أن تفقد استقلاليتها ..
- العنوان يبعث رسالة إلى عدد من المتلقين أكثر مما يرسلها متن النص} ...مفردة عنوان معجميا – بضم العين وكسرها ،
في لسان العرب،"عَنَّ الشيء ويُعُنُّ عَنَناً وعُنْواَناً: ظهر أمامك، وعَنَّ يُعَنُّ عَناًّ وعَنُوناً، واعْتَنَّ: ظهر واعترض ويضيف ابن منظور «وعَنَنتُ الكتابَ وأعْنَنْتُه لكذا أي عرضْتُه له وصرفتُهُ إليه. وعَنَّ الكتاب يَعُنُّهُ عَناًّ وعَنَّنَهُ: كَعَنْوَنَهُ، وَ عَنْوَنْتُهُ بمعنى واحد، مشتق من المعنى. وقال اللحياني: عَنَنْتُ الكتاب تَعْنِيناً وعنّيتُه تعْنِيةً إذا عَنْوَنْتُه ... قال ابن بري: والعنوان الأثر، قال سوار بن المضرب: وحاجة دون أخرى قد سنحتُ بها جعلتها للتي أخفيتُ عنوانا قال: وكلما استدللت بشيء تظهره على غيره فهو عنوان له كما قال،" حسان بن ثابت "-يرثي عثمان -:
ضَحَّوا بأشْمَطَ عنوانُ السجود به
يقطِعُ الليل تسبيحاً وقرآناً
روى "الأزهري" عن "أحمد بن يحي" قال: المعنى والتفسير والتأويل واحد. و"عَنَيْتُ" بالقول، كذا أردتُ... ومعنى كلّ كلام ومعناته ومَعْنِيَتُه: مقصِدُه،...يقال: عرفتُ ذلك في معنى كلامه ومعناةِ كلامه وفي معنيِّ كلامه... وعنوان الكتاب: مشتق فيما ذكروا من المعنى،
" الأخفش" يقول:
عَنَوْتُ الكتاب واعنُهُ، وأنشد يونس: فطِنِ الكتاب إذا أردت جوابه واعنُ الكتاب لكي يُسَرَّ ويكتَما ،وقال "ابن سيده": العُنوانُ والعِنوانُ سِمَةُ الكتابِ ، وعنونه عَنْونةً وعُنونا وعناه … وسَمَهُ بالعنوان ...وقال أيضا: والعنيانُ سِمَة الكتاب، وقد عنَّاهُ وأعناهُ، وَعَنْوَنْتُ الكتاب وعلونتُهُ ... وقال "ابن سيده" أيضا: وفي جبهته عنوان من كثرة السجود أي أثر، نقله "اللحياني" يظهر مما سبق أنّ "عنوان" في "لسان العرب" من المادتين : عَنَنَ وعَناَ، الأولى تعني الظهور والاعتراض، أما الثانية فتحيل إلى القصد والإرادة، وكلاهما تشتركان في الدلالة و الوسم. وردت في لسان العرب مجموعة إشارات متعلقة بالعنوان ومرتبطة بالعني والإظهار:       عنت القربة تعنو إذا سال ماؤها ، وقال" الأصمعي" : "عَنوْتُ الشيء : أبديته ..." ومنه أخذ معنى القصد والمطلوب ،كما اشتق فيما بعد العنوان ، ونقل عن" العكبري":" عنوان الكتاب، ما يعرف به … ويقال : عنوان وعُنْيان وعِنْوان وعُلْوان ، وجمعه عناوين وعلاوين … "
العنوان إذًا إظهار المستور ، فالكتاب/النص يكتم مضمونه مآرب كاتبه ، ويتمنع عن الإسفار عن مكنونه العنوان خدمة الكشف والفصح {ربماكما قلنا مراوغة المتلقي } العجول الموجز والمقتصد....
وقال المتنبي:
وَرُبَّ جَوَابِ عن كتابه بَعَـثْـتَـه
وعنوانَه للناظرين قَـــتامُ
يشرح" البرقوقي" البيت -في الديوان- :" ورب جيش أقمته مقام جواب كتاب كتب إليك ، فصار غباره يدل عليه كما يدل العنوان على الكتاب "..
والعنوان تعريف للمكتوب ، به يعرف الكتاب ويتميز عن غيره، وهو يختزل النص دلالة متشظية في فضاء المتن ويقدمها لغاية التعيين والتدليل والإظهار والإشهار وقد لتعميق التشتيت وتكريس الإغماض لإخفاء المقاصد ..."يقول "السيوطي" في" الإتقان في علوم القرآن " "عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في اوله" ويقول "محمد التونسي جكيب" في" إشكالية مقاربة النص الموازي وتعددقراءته" العنوان " بؤرة تختزل النص بكامله" وتقول، عن العنوان " يحتل الصدارة في الفضاء النصي للعمل الأدبي، فيتمتع بأولوية التلقي" :"شادية شقروش" في "سيميائية العنوان في مقام اليوم لبعد الله العشي"
العنوان جزء لا يتجزأ من إستراتيجية الكتابة لدى الناص لاصطياد القاريء وإشراكه في لعبة القراءة وكذلك بُعد من أبعاد إستراتيجية القراءة لدى المتلقي في محاولة فهم النص وتفسيره وتأويله ":هذا ما قاله" خالد حسين حسن " في"نظرية العنوان -مغامرات تأويلية في شؤون العتبة النصية " .
 لقد نظرت الثقافة العربية للعنوان باعتباره محدد هوية المكتوب لتمييزه عن غيره من المكتوبات ، وفيه يختزل المؤلف نوايا المتن ومقاصده ، والعنوان محرض إشاري يرغب المتلقي للخوض في القراءة ، يطوي في تضاعيفه المكثفة روح الإعلان الإشهاري مع احتفاضه بدوره الدلالي ولذلك احتل موقعا مرموقا في الدرس التوصيلي ونظرية التلقي ...
كان العرب في عصر التدوين قد أثارهم العنوان ووعوا دوره ووظائفه وانعكس ذلك في توسيم المخطوطات وعنونت المدونات التأليفية في شتى الشؤون فكانت العناوين ملونة وبخطوط كبيرة مزينة وتختلف عن خط المتن وربما جرى ذلك على باقي العتبات أيضا ، وعادة العنوانات يخط بالقرمزي ، وفي مراحل من تطور التدوين وجدناهم يضعون صفحة تسبق المتن ، يدون فيها القائم بالخط واسم المؤلف وربما الناقل عن المؤلف الأصلي... بعض العناوين تخط بماء الذهب وقد تكون الخلفية مزخرفة ومرقوشة .. وقد يذكر تاريخ الفراغ من التحرير ...
النص عالم واسع متجدد جدلي المقاصد محمل بكتل كثيفة من الدلالات المتغيرة والمتحولة تبعا لآفاق القراءة ومن ذلك تأتي مكانة العنوان كمرشد دلالي أولي يعين القارىء على ولوج عباب النص وفتح أبواب مضامينه ،ومن هنا جاءت قدرة العنوان على تحقيق الانسجام بين خطاب النص /رسالة و والتلقي/ استقبال ...فعاليةالنص تتجلى بالتكثيف الدلالي المحفز للمتلقي لتشغيل ملكاته الذهنية والتصورية الحسية والحدسية واستدعاء مدخراته المعرفية من مكتنزه الذاكراتي لشخذ همة العقل لتسبير المعتم من فجوات النص وإعادة تأويلها وتفريز المعاني الظاهرة عن المسكوت عنها والمضمرة...
العنونة بصمة النص وسمته وعلامته الفارقة القائمة على فعالية الإشارة الرامزة وهو صوة لبؤرة دلالية مكثفة كاشفة للنص ،اسماها "جيرار جينيت": "ثريا النص"..."إذ له الصدارة ،ويبرز متميزا بشكله وحجمه ،وهو أول لقاء بين القارىء والنص" كما يقول عبد الغذامي في الخطيئة والتكفير .. " فالمعنى يبنى انطلاقا من تجميع الوحدات الدلالية أو الكشف عن سياقاتهازالجديدة وتفاعلاتهامع الذات القارئة" كما يقول "أمبرتو إكو "في" ست نزهات في غابة السرد": :تأويل العنوان لا يعدم دلالية النص فكل إعادة قراءة هي إعادة تأويل وكل إعادة تأويل هي تحديث المعاني والكشف عن أبعاد المقاصد المستحدثة"...عنوان العمل الشعري أحيانا يكون مواربًا ،يحيل وسم نص شعري إلى نص غيره ، فالعناوين تتناص وتنهل من بنية واحدة ، إذ يتناسلان من بنية عنوانية واحدة ولذلك فأنّ إدراك المقاصد والتيمات من جدلية خلق المعنى يكون من قنطرت النصين والعمل على ابجاد الرابط الجامع ليتحقق الفهم الصائب الحقيقي في تلك المرحلة من القراءة ...إذًا إيراد إحالة عتبة عبر العنونة تشكل توثيقا تحريريا يوثق صلة نص بآخر وهو فعل إشاري يدفع لتسليط الضوء على العمل المحال إليه مع احتفاض العمل قيد التلقي موقعه القرائي ... ويكون الخطاب المراد استلامه من قبل مرسله رسالة جامعة الوثيقة قيد القراءة والنص المحال إليه ويكون مغزى الخطاب هو كلية مقاصد النصين بالربط الجدلي بينهما... أما القسم الثاني. "Epitexte " { حيث" Epi" من اليونانية التي تعني فوق/على } ، وتعني العتبات النصية الموازية الخارجية/الرديفة وهي كل ما هو من غير الداخلي من النصوص التي بينها والمتن / الكتاب فضاء وبعد زماني غالبًا ...كالتحقيقيات حول النص /الكتاب والشهادات والتعليقات والدراسات النقدية وغيرها... وفي سياق طروحات "جيرارجنيت" ؛ ألمح جان شافير إلى التعددية النصية (hypertextualité). والتي يعني العلائق المتحققة بين نص و نصوص أخرى لا حصر لها تشكل انماط إجناسية تتجلى في الإشارات والسمات والآثار المتخلفة في بنية النص المقروء والوضحة أو المخفية أو المضمرة قسريًا في البناء النصي القائم ...
فرض الدرس في النص الموازي الخروج بنتيجة جلية عن كون ذلك النص هو بنية جزئية تابعة ولا يمكن له أنْ ينفرد ويكون نصًا كليًا هو تابع كاشف ومؤشر ودال قوائم بقيام المتن الأصل ومع دوره التجميلي الشكلي كمزين وجذاب للنص فهو له دور تواصلي تداولي لا يقل أهمية عن أي دور آخر حيث به انيطت مهمة إغواء القارىء ...النص الموازي تبعًا ومن فهمنا لما أراد" جيرار جينيت "قوله، عنه ومنه العنوان؛ أنّه خطاب مساعد/مساند مكرس لتقديم الخدمة بالتعاضد النصي للمتن النصي الذي هو له الكينونة الكلية والقدرة على التواجد المفرد والوجود الحقيقي...
الشعرية -بنيوية / سيميائية- عززت من مكانةالنص الموازي الذي سبق وهمش ، ووضعت صوت صوة مكتنز بالعلامات الإشاري الدالة على النص هي المفتاح الرئيس لفتح باب ولوج المتن وخوض غمار عبابه لكشف أسراره ومكوناته أطلق عليه بورخس "البهو" وقال، عبره يتم دخول دهاليز النص ليتمكن الصريحةالقارىء من إقامة الحوار مع المؤلف لفهم المقاصد ومقاربة المعاني .. أي فعل يتجاوز العتبات يعيق حتمًا مهمة ملامسة المعنى وتكوين الفهم الكلي للغايات وذلك من أسوء الأخطاء المنهجية التي يمكن للقارئ/المتلقي الوقوع بها تلكم نتيجة توصل لها الدرس البنيوي والسيميائي ... بالتعكز على العنوان يمكن مقاربة المعنىوكشف شيء من غموض النص الشعري قبل مباشرة القراءة... أهمية العنوان كبيرة لاستكمال شعرية النص الشعري ... العلاقة الجدلية بين النص وعنوانه قعدت العنوان ضمن آليات البنية الدلالية الكلية للنص كمرشد رمزي وعلاماتي للاستدلال الدلالي الاولي فالتشكيل الحروفي للعنوان والتركيب اللغوي له {حتى لو كان العنوان كلمة واحدة فعبر تتشكيها المعجمي وتصريفها الإزاحي... تأخذ مكانتها اللسانية والرمزية والجمالية والتصورية والدلالية وارتباطها مع السياق النص } يعزز الدلالة المعجمية الراسخة في المجمع الدلالي للنص عبر علاقة التعالق المنتج من سياق النص اللساني والثقافي والجمالي ...كلما كان العنوان محملا بالإيحائية والإشارية الرامزة مبتعدا عن التلقائية كلما كان ذلك دافعا للمتلقي للحفر والتنقيب عن المعنى ولاستكمال عملية الفهم سيخوض تجربة قراءة النص ... هذا ما توصل إليه الوعي الإبداعي و تكفه المبدع جهدا لخلق عناوين دالة وجذابة ومنتجة لاعماله الإبداعي وخصوصًا الشعري ...واقع العنوان المتصل والمنفصل التي تميز علاقته مع النص حفزت المبدعين على شحذ الملكات التصورية لتشغيل الجهاز اللغوي الشعري بأعلى طاقاته الخلاق توظيف المكنة الشعرية للغة عبر الاستعارة والرمز في الأفرد والتركيب لتخليق عناوين شعرية تبز شعرية النص بشروط الإبقاء على كينونة العنوان الاصلية باعتباره صوة إرشاد رمزي ومرجع إحالي إشاري و حامل علامي كثيف الطاقة الدلالية يختزل المؤلف فيه عرض مقاصده أو التعمية عليها ومن ثم فإنّ ذلك يقود للقول بأنّ تشكيل البنية العتبية العنوانية لايمكنها أنْ تكون منقطعة عن تكون البنية المتنبة ومقاصدها ولا فرق في ذلك بين أنْ يكون سابق لإنتاج النص أو لاحق له المهم أن يكون الحامل الإيحائي للمقاصد كليا أو جزئيا التي في صدر الناص أو في المتن وهو أداة مطواعة بيد المؤلف لإنجاز ذلك مختزالة بناء ومعنى ...،ومحاورة مع الحسرة والتضجر والندم والقرف أقانيم الزمن تداخلات في النص. خثرت في زوايا من الوجد وأذيبت في مناحي عتب وتبكيت وشعور بخذلان تكابر الشاعر. يعض بالنواجذ وهو يداخل بعدين أوحتى أكثر وفي تجلياته السافرة واحدة من معاني التجلي إغماضة الحداة لتغلق ما يترك النور على العين من غواش ثم رفع الجفون وإسقاط البصر مع الحدس الفطري على ضالّة تترقبها ليس دائمًا تصيب ولكن تلك "السولة" مفيدة حتى لنا ولكثيرمن الحيوانات. إنك تواجه أشعة باسق النور وشروق باهر بإغماضة رخيمة. البعض تعود أنْ يغلق أحدى عينيه في الشمس ليتقي النور، ويرى بوضوح. كان العنوان عبورًا لمجازات دهلزية شقها ومعه آلاف من القرون بانتظار الفرج. خرج من المتبحرين واجتهد وجر خلفه الكثير خالف التقليد والعرف والسلو وأحاديث سافرة حتى للعوام أنْ لا قيام إلاّ إنْ قام من نام وحضر من غاب وآب من أسفاراته من سدر من قرون في رحلة طوت الزمان. قد تطول أكثر مما مضى ربما! . أفلح المجتهد في رفع التكفير عن العوف والعزوف والبقاء وفق "جعفر(ع)". إننا الأمة الوسط و الخروج بالسيف إنْ جاء الأوان ولا أحد بإمكانه أنْ يزعم إنّه يعرف .إنّ الانتظار حكم جبري ولا خروج عليه. ولكن هناك بدائل فالعقل المجتهد لا يقف عند أهل" شلال عنوز" خط سار فيه أخ وخالفه فيه الأخ كتب وانفتح على فكر الدنيا وذاع صيته ولكن سار خلف من أقرب إليه في الاجتهاد فأختطف وضاع، والآخر أفتى بعودة ما أوقفه التقليد لا المرجعية الناطقة راح يتدافع بصدق الحجة فكيف تصلّي أيام عثمان وهولاكو وتمتنع في ظروف أخرى؟ وكذلك ضياع القرون من الصبر لايبرر الضغينة والأحن والعداء مع ظالم وليس مع الناس. ليس أحفادَ الذي ملئ قلبه القيح بسبّابين ولا قتلة ولا سراق ولا طلاب سلطة وعميدهم مازال بعيد أو قد يكون قريب لا أحد يعلم عن برازخ الاحتضار وشطط الانتظار يطرق دروبها ممرات موحلة قاحلة مبلقعة تتهجسها الأشباح ،هوالفرد وهم القوم من أهله وليس بجديد أنْ ينقضي عمرالشاعر والمريد وحتى الأقطاب دون أن ينالوا الرضا يقول: القشيري": -في رسالة له - "وقد اختلف العراقيين والخرسانيين في الرضا: هل هو من الأحوال أومن المقامات فأهل خرسان قالوا:الرضا جملة المقامات وهونهاية التوكل ؛ومعناه إنّه يؤول إلى أنّه مما يتوصل إليه باكتسابه؛ أما أهل العراق فأنّهم قالوا الرضا من جملة الأحوال، وليس ذلك كسبا للعبد، بل هو نازلة تحل بالقلب كسائر الأحوال* والتوكل والصبر والرضا والرجاء من أمنيات السالكين والرجاء شبيه باعتقاد "البروتستانت" بالفضل الإلهي كما يقول، "ادم ميتز".
في "عنقاء مغرب" يقول المبجل "الشيخ ابن عربي "-في مسلك طرق درب حديث عن المهدي -:"تخصب الأرض ويكثر الزرع وتعظم الثمرة وتظلل الرهط الكثير الشجرة، وتحيا الشريعة المحمدية وتظهر الحقيقة الأحدية إلى أمد معلوم وقد تنتفخ دابة الأرض ويصرف عنا وجوه المحن".أين نحن من ذلك وفي المطاوي والثنايا من الموروث المكتوب والمؤيد من الأعلام أوصاف وتوصيف؟ أين منها نحن؟ تناول "د.على الوردي "طبيعة مجتمع العراق ودرسه باعتناء وعناية أكاديمية موفقة، أنت يا من تسلك الدرب وهو ليس من المطروق ولا اجماع على ما تقول: ولا تعود إلى العلم وأهلك من المعروف عنهم إنهم ممن لا تفوتهم صغيرة ولا كبيرة. لكن ألم يكن هناك من عارض دفن الرجل في مقابر أهله في المنطقة؟ ألم يحارب "د.علي شريعتي "ويوصم بأبشع الأوصاف؟ قيل عنه ومن جماعة" محمد بن عبد الوهاب" وقيل وقيل ...كما قيل عن "الوردي " بهائي وزنديق...أليست الصلاة في مغتصب حرام؟ أليس مال الدولة من العام وهو ملك الجميع فمن يسرقه يسرق الناس أجمعين؟ فكيف أصبح مال لا مالك له؟ أليس دم المسلم وعرضه وماله على المسلم حرام؟ كيف حلل الدم والمال والعرض؟. "دواعش" المحتل في الدين والمذاهب وتيمنا بأفكار "خارحية" ألم يكن لعبد الوهاب وصحبه جراية من الأنكليز؟ هل كان ذلك لوجه الله؟ .
ألم يكن هناك على الضفة الأخرى أهل الحفيز تمولهم السفارة البريطانيا؟
بين الممرات والأزقة و"الدرابين" طالع المكتوب وهو في مدينة شهدت من سنين ظاهرة "زكرت" و"شمرت" قبل "محمود الرحباوي" بقرون وبعده بعقود وتحت يافطات تناسب أوانها. الرجل من أهل مسلك الفكر والشعور وشاعر يملى عليه ويملي على الورق ما يخامر النفس من ظنون وهواجس. مع أهله في الرب يترقب "السهلة" البحر والفجر وإذا تنقلبت النهارات لغباش أحمر صاح المؤذن بمكبرات الصوت يا قريب الفرج يا عال بلا درج وكلها سويعات وتنقشع الغمة ويذهب أدراجه القتار. نصب وضنى ذلك من الصبر والله مع الصابرين. هل من يسلب الناس والساحات العامة ويلقي بالمسلمين على مكبات القمامة من الشرع؟ واسم الرجال الذي لهم التقى والتقية. الدعي والمنافق والسفاح وقاطع الطريق للرجل الخير المقيم للطقوس" الشيخ أحمد الوائلي "اجابات عما يجري لسنا في صددها الآن.
إن "تزكرتت" الناس أو" تشمرتت" وتناسل ذلك السفاح في الشارع آلا يرهب الناس الأمنة؟ . تقض مضاجع الشاعر النجفي وتقلق أمانه وأمنه هو لم يجنِ من الذين يحملون الأحلام إلا الكوابيس واللعنات لقد سلا النوم أجفان ذاك حسب من يعشق البلاد ويحب أولياءه فباسم الصالح تذبح القيم وتقطع رؤوس الأبرياء. انزال العقاب بمن يسير مع الجدار طامة كبرى دائما وفي كل مكان فالتعذيب والإتهام والملاحقة من تداعيات الحالة والعيث خرابًا والتخريب من النتائج المتوقعة كل تلكم بدّدت مجازات الانتظار. تمزّقت حجب الحياء والشفق أرخى شحوبه الأرجواني على الصباحات... الليل قادم والبلاد شر ممزق مزقت ...
…………………أيها الصبحُ الذي شربني عشقاً…تعويذة نجاة
مازلت أُهرولُ في المُدن القَحطِ باحثاً عن طيفك الذي لايعود الاّ بموعد
أينَك ايها الملّوّح لفراشات الياسمين بالعودة لخمائل اليُتم؟
أفتّشُ عنك في سكك الوجع
لأُريك دم الضحى المذبوح
حل النور بي لإشرق مع الصباحات مع المغسولي الذنوب. الشقاء هو جواز مروري وتعويذتي فأين يامن ننتظرك ببصيرتنا ونأملك بصبرنا؟ .الفزع ساد وعم العجف قيعاننا نعرف إنّك بموعد مضروب و بأمر الرب وأمر موصوف يكون ظهورك المنتظر .لن ننزع الأمل وقد لبسناه العمر بطوله وعرضه ...زهرة رقيقة وعبق شذي تملأ اليباب لايناع الخضار وتضرب اليباس ريح طيبة ليبتل ...
يا أيها النور تزدحم بباب شروقك فراشات الأمل كيما تأوب من جوف غربتك العميقة. النفوس تتوق والروح تكاد تجود برواء خلقها. نضرب السكك التي توجعنا العزلة والوحدة فيها والانتظارات فيها انهكتنا... الموئل والمراد والمطلوب والمرتقب أنت أما آن لك أن تأتي؟! ....
شاخ العمر وقد شطّت بنا السنون ونحن كل فجر في السماء معلقة منا العيون تذرف الدمع بصمت رقيق. لقد سفك دماء النهارات في الضحوات. فتعال لتملأ الدنيا عدًلا وتطيب الجروح وتقتص من المدعين وتعيد السكينة والأمان وتحيي أمل الخلاص ،اليقين بك عميق الغمر ويتغورنا يا منجينا مما كنا ولا نزال فيه من أوضار فالأوشاب غطت أنهار الأرض التي لدينا لاترتوي والتراب لا يشبع كما البعض ممن باسمك الشفيف يهتفون ويزعقون وأنت مع أركان العرش تأخذك الرعشات كلما قتل مسلم بدون ذنب. ولكن لن نهجر ما درج معنا ومعنا كبر وبه نحيا، إنه الأمل مرطب الوجد مهما نشف ومبلل الريق مهما صفعته ريح الهجير سنبقى بك نستجير ولك علينا أنْ نصبر ونكظم الشوق خلف الدليل الذي قال "محمد الباقر(ع )": "يخرج أحدكم فراسخ فيطلب دليًلا، وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فأطلب لنفسك دليلا…"
تقول "رابعة العدوية"
إني جعلتُــك في الفـؤادِ محدّثي
وأبحــتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجسمُ منّي للجليسِ مؤانسٌ
وحبيبُ قلبي في الفؤادِ أنيســـي
يقول" شلال":
المنى هُزال دبَّ في مفاصل الصبر
والصبرُ جبالٌ من توجّس
القادمون طاعون يتطايرُ رذاذا نام في الطرقات
مازلتُ أُحشّدُ نفسي …كلُّ شوقي للقياك
لأردّ طوفانَ الشرّ الذي لايريدُ سوى رأسك
الصبر تفككت وشائجه وإعتراه الوهن تسرب القهر والهرم إليه وأصابه النحول ،إنها محنة عمت تهجّسناها ،أتراها وهما؟الافتراضات أترانا خدعنا في مطلّة الوقوف؟ أطريقك هو الذي سلكنا؟ أين نراك؟ مشغولون بك وبك أخذنا بالشوق واللهفة للقاء الموعود يا وعدنا المكتوب والأمل المسطور على جبين كينونتنا "أنطولوجيا" وجودنا فيك ووجودك فينا لا تحديد للزمان فألم يحن الأوان؟ متى تراه؟ من يحمل اسمك يتأمر عليك وبك يستغل الضعيف وينتظر عطفك المسكين يا رحمة وقدر ومكتوب فاق ما حل بنا كل التوقع وأنت أصبحت مطلوبا للشذاذ لأن خروجك يسفر عن إكفهرار وجوههم وصفره قلوبهم التي بلا دم.. أبزغ مع الفجر شروقا مدوّي يفزع المدّعين, نعلم إنك تخرج ومعك سيفك البتار القاطع ويتبعك الأخيار ويُناؤك الأشرار هم تكاثروا اليوم وتناسلوا وسادوا وتسيّدوا على الرقاب فتفشّى الظلم والعتمة شاعت متى أيها الفيض تفوح وتلوح بشرى تعيد لنا الثقة؟ أتراك تنبجس من بيننا ذات يوم قريب؟
هل تدري أيها (الغائب)
…………..أنّ في الديار من يُساومُ على رأسك
الطاعونُ مازال يفتكُ متفشياً في تخوم التشرذم
أُمراءُ الطوائف يقتاتون على جثث الطموحات ويرقصون في أُتون سبيي العدالة
وأنا مازلت منتظراً قسطك الذي يملأُ جوفَ الوقت الذي غادرته مَسلّةُ الحقوق
ايّها السيفُ الذي يحصدُ افكَ المُدَّعين ….يقتلعُ زيفَ السقوط
……..يثأر للمظلومين…للمهمّشين …للمذبوحة أحلامهم
تنتظرك براءةُ الاطفال ….دموعُ السبايا….دمُ المغدورين
أنيابُ الجور …أسوارُ الظلم…مشرئبة تستبيحُ صباحاتِ العشق

لنطهر الأجساد والأرواح من الدرن والأرجاس والنجس الذي اندلق مع ما جاء يحمل لوائك إفتراءا وخديعة انطلت على الذين عطشهم لك انساهم ملامحك وفوت عليهم صفاتك ومعالم بشاراتك وعلوم انبثاق نجومك، أيها الغائب المنتظر وعدنا بك أن تعود وتنجينا من الجور والضر والقهر؟...
إنهم يتأمرون عليك ويأتمرون بالنفس الأمارة بالسوء حاذر وأحذرهم ينصبون لك تهلكة أنت وبال عليهم ومصيبة تحط على رؤوسهم كما عرفنا أنّ من يناصبك العداء من الفقهاء والوعاظ والمنتفعين... الخطر أنْ تنبز لهم وتسقط عنهم الأقنعة وتكشف حقيقتهم وزيفهم ويروك تقود جموع المعذّبين والفقراء والمحوجين، أنت لهم مانع أرتزاقهم لواؤك خطر داهم عليهم ولولا جبنهم لهموا بقتلوك ، هم باعوك على أرصفة دعارة الأدعاءات الجوفاء، قلوبنا مقبوضة ونفوسنا في كرب بين ترقب وخوف عليك منهم لقد أمسوا باسمك أقوياء وهم الجبناء ،وأثروا من السحت باسمك الجليل وهم الرعاع وعلى سمعتك وصيتك تغلغلوا إلى ضمائر المغرّربهم وجنّدوا الناس وتحزّموا بهم ليسرقوا ويقتلوا ويُشيعوا الفساد كل ذلك على رائحتك الزكية أيا الغائب أنت "غودونا" ورجانا وملاذنا وأنت سيدنا ومنجينا ومخلصنا ممسوحًا من الرب لتقضي حاجة المضطر وينال المحروم بظلك فئ الرحمة ...أماتنا الشوق لك وقتلتنا الحيرة فهل في حياتنا الفانية التي نحيا نراك وقد ساد العدل وقطعت رقاب الباطل, الأذى مازال يزهق الحق الذي ينازع للبقاء على الجادة...
فمابين نزفِ الانتظار
طواحينِ الصبر
تجلياتٌ من أزمنة العشق المقدّس
كلما دارت طواحين الحق تطحن خبز الأيمان من بر الفاقة التي تفاقمت على يد الوجوه الكالحة والقلوب المريضة والنفوس التي تمتلأ غيضًا وحقدًا وكرهًا للحياة و لكل الناس أتراهم لايحبون إلاّ أنفسهم العفنة والتي تشح عطنًا .أينما مروا أولاد الأبالسة من أمتطوا ذكرك وسيرتك وشوّهوها بالمين والمراء لأنهم أصحاب دنيا فانية لايرعوون ولا يتوبوون ولايشبعوون من الافتراء. تسحق طابونات الترقب زجاج شبابيك الرؤيا فنحن ننزف من الصبر الذي فاق الحد نحن من البشر لنا حدود وتبقى إشراقاتك تطل لتقشع الغبار كيماتشرق شمس الله ... رغم القهر يستجير بك يا مخلصنا ،فهلا سمعت وعجلت الفرج ؟ كل ما جرى ويجري يبقى عشقنا مدادًا مقدسًا كامنًا فينا نتعاطها شعائر ليل لتعبر عن حبنا النوراني لك يا منجي ...من فيض شوقنا نزرع أزمنة جديدة ونطرق دوريا غير مطروقة . تهفو القلوب إليك وتخشع الجوارح ...شواقنا حاجتنا إليك وصبرنا أيماننا بك ..أتأتي من حيث لا نتوقع ،كل يوم نمسح أبصارنا ببصيرتنا ونكحل حزننا بدموع الصبر على الفراق ...كلنا ومعنا حشود شيعتك نهتف باسمك سرا وعلانية...
يا المخلص!!
ياالهادي!!
ياالمنجي!!
يا الموعود!!
ننتظرك عند فِيقَةَ الضُّحَى لنبدد العتم ونحن نراك.. قسمونا وطوئفونا وانفردوا بنا
عد إلينا سنحميك وبك نحتمي
أيها المنى والأمنية
أيها السيف البتار نحن معاصمك ومقابضك واليد التي بها تضرب، فعد ننتظرك مع كل انبلاج فجر وإن كتمنا شوقنا فمن خوفنا عليك تلك التقية
يقول "عز الدين المقدسي":
أباحت دمي إذ باح قلبي بحبها @
وحل لهافي حكمها، ما استحلت
وما كنت ممن يظهر السر
إنما عروس هواها في ضميري تجلت
ومن عجب أن الذين أحبهم
-وقد أعلقوا أيدي الهوى باعنة-
سقوني وقالوا: لا تغن !
ولو سقوا جبال حنين ما سقوني لغنت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس