الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنونة و المدخل لرفض الظلام الديني في نص -لا نريد دينًا لا يحب الصباح-

سعد محمد مهدي غلام

2022 / 9 / 18
الادب والفن


لانريد دينا لا يحب الصباح "
..كانت النوارسُ مذهولةً يوم أمس
حيثُ الضُّحى مشنوقاً يتدلّى
…………….من أعمدة الجسر
..مَداخنُ الكراهية تبثُّ عواصف دُخانها
…………لتبتلع كلَّ صبحٍ يولدُ خديجاً
..المدنُ الحرائق تتناسلُ فيها نارُ الفرقة..يوقدُها غريب أصفر الهطول
………………حملهُ جُنحُ ظلام التِّيه
………حيثُ تشتّتَ الجمعُ وادلَهمَّت النفوس 
…………………………التي غادرتها الضمائر اليقِظة
………………..مقطوعة الساقين تهذي فتاوى دينٍ جديد
..الغدرُ شيطان تُحرّكه أراجيح الغباء
..يحملُ كلَّ تواريخ أزمنة الذّبح المُمَنهج
…يُمَنّي العقول المَمسوحة الذاكرة
……..بفتحٍ من ديجور
..كانت النوارس تشربُها الحَيرةُ
…وهي تُحلّقُ شرقاً وغربا
…في أفقٍ من عويل
………بين (مكّة) و(الكوفة)
..أينَ أنتَ يامُحمّد؟
..أينَ أنتَ ياعلي؟
..أغثنا ياغياثَ المستغيثين
..دمُ (عمّار بن ياسر)يهرولُ في الصحراء
……….يُطاردهُ عطشُ( الفئة الباغية)
…وأنين (بن الأشتر) ينقله المدى حاملاً نفثاته 
……برغاف مسموم يوميء إلى اغتيال نهارات الحقيقة
..وصوت(بن أبي بكر الصدّيق) مازال يستفزُّ ذاكرة الزمن 
…………….وهو يُدفعُ حيّاً لمواقد الموت
………………… موضوعاً في جلد من عار ولعنة
..وهذا نداءُ(أبي ذر) يطوف في أقبية الزمن المعتوه 
……………….مُنطلقاً من (الرَّبَذة) يلوّحُ للفقراء 
…………………..بارتداء الكرامة وقلع جدار الجوع 
………………………محذّراً طغاة الأمة
………………………مُعلِناً أنّ الدينَ المعاملة
………………………..الدينَ العدالة
……………………….الدينَ الحبَّ والسلام
..كانت النوارسُ مذهولة
…….تسبحُ في فضاءٍ من بكاء
…………….تستمعُ لثرثرات التاريخ المشوّه القراءة
………………………………..المُحتّضِرِ النّقاء 
…أَعربٌ نحنُ يجمعنا النَّسَبُ؟
………….أَم نحنُ سلالات غدرٍ؟
………………….عَواصفُ دمار؟
…………………بِرك ُ بلادة وغباء؟
………………ندينُ بدين غير دين محمد؟
..ايها الحاملون رايات الدين سفهاً…دجلاً
………المُدمنون على جزِّ الرؤوس
……..القاتلون الأمل..القصائدَ …الغناء
..لانريد ديناً أحمرَ يفرّقنا
..لانريد ديناً لايعشق الصباح
..لانريد ديناً يرقصُ على جثثنا
……في متاريس القمامة …مكاتب الصيرفة
………….يذبحُ أحلامنا في أسواق الخيانة..الجهل…البلادة
…فنحنُ أجيالٌ تغنّي للحياة
……..مفتونة بالصباح
……..تزدهي بخضرة الربيع 
……مُورقة بالأمل…بالعشق…بالأُمنيات
..خُذوا دينَكم, دين الموت وارحلوا؟
يقول" أومبرتو إكو ": إنَّ الفعل التبادلي الذي يركب كتلة الذكريات المستدعات يطلع نظام الإحالات خلال المرحلة الثانية فيما يتأتى من الأولى التي تتدخل في شكل ذكرى وتناغمية، من الثانية، وهكذا تغتني الدلالة. وكلما تعقد الفهم كلما كان التعبير الأصيل -في المادة التي تشكله- بعيدًا عن الاستنفاذ، قابًلا للتجديد، ومتهيئًا لقراءات عميقة.وهكذا فأنَّ ما ينتج هو رد فعل حقيقي متسلسل، من جنس حقل الجمالي وتنظيم المحفزات التي نسميها عمومًا بالشكل. واللغة كما نرى أكثر تعقيدًا وغرابة مما قد يفترضه البعض. فالكلمة ليست صرخة تعبير بل مجموعة من اأاصوات مصطلحًا عليها تدعى" الفونيمات" أووحدات الكلام الصغرى ...ولقد وضع "تشومسكي" ومدرسته القواعد اللازمة لإعطاء الشكل النحوي للكلام الفارق الخاص الدقيق في المعنى الذي يكاد أنْ يدرك…إنَّ في كل كلمة ثلاثة عناصر يمكن تميزها:
أ/صوت كل "فونيمة" ب/الشكل المعين للمقاطع أو" المورفيمات"( وحدة لغوية ذات معنى قائم بذاته، ولا تضم أي جزء أصغر ذي معنى) ج/العلاقة بالمقاطع الأخرى والكلمات الأخرى التي توضح ما يريد المرء أنْ يقوله،.
ولما تكون اللغة تعبيرًا عما يعتور العقل ومن مفرزات تركيباته فهي معطى يعكس ما سيضمر في وعيه ولاوعية والتعبير عن النوازع التي تنتاب قطاعات تقف خلفها وقائع بعينها. يقول "جون لويس":إنَّ مانعرفة عن المجتمعات البدائية وماقبل التاريخ لا يقدم أي دليل على أنَّ صراعات على الأمكنة أو الأراضي وقعت في المجموعات السكانية البشرية قبل تطور المجتمعات الزراعية-الرعوية منذ مالا يزيدعن إثني عشر ألف سنة. وترجع خرافة الإنسان حيوان مفترس إلى المدرسة الفكرية التي ترجع إليها الخرافة الدينية عن الحرمان الكلي أو الخطيئة الأصلية…الاعتقاد الشائع بعدوانيةالإنسان الموروثة يمكن أنْ يكون خطرًا، كما كان شأنه حين كان موضوع التفكير الفلسفي والاجتماعي واسع الانتشار في المانيا قبل تولي هتلر السلطة. فقد اتخذ مفكرون من أمثال "كليكز" "روزنبرغ"" شبينغلر"ففي كتابيه "انحطاط الغرب " و"الإنسان والتكنولوجيا" يقول:إنَّ الحيوان المفترس هو أعلى أشكال الحياة النشطة. إنَّه يمثل أسلوبًا للعيش يتطلب الدرجة القصوى من ضرورة القتال، والإخضاع، والإبادة وتوكيد المرء و تفوقه على الأخرين. ويحتل الجنس الإنساني مرتبة عليا لأنّه ينتسب إلى نوع الوحوش المفترسة. إنَّ الإنسان وحش مفترس. وسأقول، أنا ذلك مرارا وتكرارا". العقيدة الأمريكية الرسمية تتبنى ذلك نهجًا ومنهجًا وسلوكًا وعليه تربي قواتها، يقول "دي. بدني"- عن الانسان-: "حيوان متأمل في ذاته أومستبطن، إنّه يملك وحده القدرة على تشيئ أو موضعة نفسه، وعلى الوقوف بمعزل عن نفسه، إنْ صح التعبير وعلى التفكير في نوع الكائن الذي هو عليه وفي ما يريد أن يفعل وأن يصح. إنَّ الإنسان وحده القادر على التأمل، على الوعي الذاتي، وعلى التفكير في نفسه بوصفها موضوعا. ما نستدركه في تلك الملامح "الأنثروبولوجية" الاعتباطية الحيوانية المتوحشة واستعادة هواجس مرضية في التفكير العقلي لمفكرين وفلاسفة مرورًا ب"نيتشة" الذي أمات الله هناك من ينمطها في تغذية جيل همجي مستخدم وسائل أفيونية كما كان يفعل" الملاماتية "" و"الحشاشون" من جماعة "حسن الصباح" والقوم الذين يمرروا المخطط معلومة للجميع فلم يكن الشاعر ببعيد عما يجري في وطنه يحس ويلمس ويتألم ويمتعض ويرفض ويعترض، وتعكس المواقف الشخصية في سيل سيح الذهن في النص وهذا ما وجدناه سفورا فاضحا في نص" لا نريد دينا لا يحب الصباح".
بالدلالات بالنور وفيوضات الوضوح والانكشاف الإشراقي وهو ما سنعمل على تقفية... 
لانريد دينا لا يحب الصباح
..كانت النوارسُ مذهولةً يوم أمس
حيثُ الضُّحى مشنوقاً يتدلّى 
…………….من أعمدة الجسر
..مَداخنُ الكراهية تبثُّ عواصف دُخانها
…………لتبتلع كلَّ صبحٍ يولدُ خديجاً
..المدنُ الحرائق تتناسلُ فيها نارُ الفرقة
..يوقدُها غريب أصفر الهطول
………………حملهُ جُنحُ ظلام التِّيه
………حيثُ تشتّتَ الجمعُ وادلَهمَّت النفوس 
…………………………التي غادرتها الضمائر اليقِظة
………………..مقطوعة الساقين تهذي فتاوى دينٍ جديد
..الغدرُ شيطان تُحرّكه أراجيح الغباء
..يحملُ كلَّ تواريخ أزمنة الذّبح المُمَنهج
…يُمَنّي العقول المَمسوحة الذاكرة
……..بفتحٍ من ديجور
فيض تقاسيم مفترضةالحزم في ما كان كائن فالدرب شاق ووعثائه ذلكم الزيف المستشري في إنثيالات وجد ظلل حراك رؤاه وفق استنطاقات زمكانية لمواصفات الغوص في تجليات الحلم الذي يدغدغ المخيلة في مصنع الخيال والمتسرب خلال مقاربات و تلاشيات مفعمة بالعتمة المشروطة .الصور المعروضة في "فاترينات" المسموح المشبعة بالتضاد الذي هو الحراك الذهني التغريبي تبعا للفهم ال"برشتي" للذهنية الدالة على مكتسب انبعاثيات النص الرمزي الذي قنعه "عبد الوهاب البياتي" واقتفى السيرورة أرهاص "أدونيس" في "مهيار الدمشقي" و"صلاح عبد الصبور" والكثير حتى وإن تعددت اسماء اأاقنعة. الرمز تشكل تعبيري لتراكم الشظايا لرسوم الرؤى الموحية المتوغلة في عري حقيقة الظاهرة في مخاضها" الأنطولوجي"،والزحف السلحفاتي خارج المحيط لتكور بؤري قيمي تخطاه سراب من الشفق وسلالات من تناسل السراب يحجبها الغبار هي كينونة العنوان ولذلك نجدها تبث إشعاع الوهج الموحي لتوجدات الناص وتنزع للزوغان عن مسار المجاهيل لتجسد توصيلات مدركة تمر على قناطر المجاز والاستعارة والتشبية. إنَّ المستوى المتحرك لأفاق انتقال الصورة داخل النص ل"شلال عنوز" مرتسمات ديكارتية تستوعب الاستجابات الظرفية لمتطلبات الإفصاح عن المعاني المتوارية خلف المعاني الاصلية .مرات تكون احداثيات شاقولية تشكل محور صادي والفهم حساب دقيق بالمنقلة والبيكار للزوايا المنتجة في أربعة حقول منها الموجب ومنها السالب تدويرات النقد إلزامية وملاحقة دوامة حركة البروس"قصيدة النثرب/في هي تقفي أثر الدالة. قد يقترح البعض الاستعاضة عن ذلك واعتبار النص دائرة والدائر داخلها وترها القطري الذي تمر به نقطة المركز وحدوده المحيط. نجيبه ببساطة إنَّ نصوص "عنوز" غير خاضعة إلى قاعدة نصية معيارية قياسية وفق العرف القانوني للإقليدية التقليدية في الهندسة في تعين الأشكال الهندسية وتطبيق القوانين عليها حسب شكلها المعتاد. الفهم الذي استدرجناه في المقايسة الديكارتية للدالة مجرد تعبير افتراضي ،إنْ لم نقل استعاري. حراك الدوال لاترسمها تحديدات القطر ب360 درجة ،إنّها تخرق المحيط وتخرج وقد تنكمش وتتقلص ربما من يقول: اعتمد التفاضل والتكامل نقول له: ليس من خوارزميات للنص ومرجعية مثبتة ولا حتى على سبيل الفرض في المعطى المستخرج وتحبط محاولاتنا حين ذلك في إدراك ما نرمي إليه وهو كشف مضمون النص عبر عتمة عارمة تجتاح المفردات. سبق وقلنا إنّها مفردات الهدم والبناء الضيق والسعة المتحركة والساكنة طيف انتقالات فوتونية وموجية واشتغالات لغوية من الخاص والعام وفق قواعد وخروج عليها بنفس الوقت. اأالفاظ الانزياحية متقيدة بمشارطات الإشارة /العلامة/الرمز والفهم "السوسري"" البيرسي" إلى استدلالات لاوجود لها التي تعني إنّ" عنوز "أداها وظيفة بناء متكئ على قبسات سرابية تشكل جدد ومسارات في ممرات النور الأصلية للمعنى المكتوم ذلك هو ما يضفي ضبابية على تمثيل مفرداتي تفسيرها المباشر غير متاح .إنّه صنع مبصوم و"ختم أسطواني" "مسماري" نقرأه قبر بشخصه جينولوجيا هل من أصول "سومرية" أم" بابلية: أو ربما آلية...تلك هي مهمة التأويل والغوص في البحث عن القصدية لفهم المعنى... ليس من دليل على زمن إطلاقها فالمعنى" الكلدي" ليس" الأموري" ولا" السومري "وما في "ماري" ليس ما في" أوروك". نعم الرسم نجمية ثلاثية ولكن المعاني مختلفة والمبتغيات غيرها من عصر لعصر ولكن الجمل وصناعة النص تميز الناص فالناص بصماته مطبوعة ليست إبهاماته بل عينيه وصوته نتعرفها بمجرد إبحار يسبقه رفع القلوع للخوض في غمار عباب النص . حتى بنظرة من بعيد متوسلين وسائل متقدمة ناظرين عبر نواظير التقريب المتطورة ستحجبنا كثافة السحب وأرتفاع الموج . وحتى لو أصغنا لتهدج المقاطع أو دبيب مفاصلها الحيوية عبر ثقوب النص سنستغرق زمنًا وجهدا ...لا نجد تلك المصاعب عند الجميع ربما وجدناها عند "عبد الجبار الفياض" ولمسنا ملامح عند "إيمان مصاروة" أو بعض الشيء عند "رشا السيد"وإن كانت لديهن الأوضاع أكثر تيسيراد والحالة ليست عامة كما عند" "الفياض" فهما في الأعم الأغلب يبصمان بتميز فارق يمثلهما، يلمح ذلك ليس الناقد وحسب بل المتلقي المداوم على المتابعة المتأنية للنصوص والمتعاطي الممارس مع نتاجات الشعراء لقصيدة النثر المتوفرة والمتاحة.
البحث والتنقيب الذي يعمد إليه البعض لاطائل من وراءه للوقوف على "عتبات نصية" داخل نص قصيدة النثر ب/في يعني التوصل إلى سجف لمبتغيات لاوجود لها في قصيدة النثر عبر دراسة التعتيب الداخلي . البعض لا يقرأ ولو قرأ يتولى العنونات...وهنا نجد سانحة للمرور على العنوان وأهميته ووظائفه ومكانته الإشارية والجمالية...
يعتبر " جيرار جينيت"في " معمار النص" العنوان نص قصير كثيف يسع النص دلالة مختزلة،وهو مستقل عن متن النص ولكونه يتشكل من بنية لغوية عالية التركيز يستدعى التوقف عنه ودراسته بجدية ،وتفكيك دلالته الاستعارية مفردة أو تركيبًا إسناديًا لفضح مكتوم المقصد والاستدلال على منافذ ولوج النص عبركشف مستور نية الناص/الشاعر ،والعنوان عنصر سيميائي يكتنز العلامات الإشارية المتوجبة التفكيك أوًلا وقبل المباشرة في الدخول للنص ونتعرف على الشفرات الرمزية للعلامات عب. تقفي المظاهر السيميائية المستشرية في التكوين الكاليغرافي / الخطي ومساحة الإشغال وإحالته الدالة كمرجعية .إنَّ أهمية العنوان لا تكمن فقط في تقدمه السابق على المتن النصي ماديًا مع ما سيفرضه من معاينة تحليلية أولية ولكنه أيضًا لأن العنوان هو عامل هيمنة تتسلط على المتلقي وتنفرض عليه متقدمة على مؤديات التأويل الابتدائية للمتن{ممكن أنْ يكون العنوان مراوغًا ومخادعًا سيترتب علي ذلك تعويق الكشف عن دلالات المتن النصي} وقد حدد "ليو هوك" ثلاث وظائف رئيسية للعنوان متعلقة بالتلقي 1/ الوظيفة الإخبارية2/الوظيفة الإنجازية 3/ الوظيفة الإقناعية وجاءت هذه الوظائف من نظرية العنوان عند "هوك" والتي اعتبر العنوان فيها وجودا ماديًا صنع لخدمة التلقي والتأويل ...أما" جنيت " فقال الوظائف هي1/ الوظيفة التحديدية ، 2/الوظيفة الوصفية ، 3/الوظيفة الإيحائية 4/الوظيفة التاثيرية – الإغرائية
يعتبر " أنطوان كومبانيون" إن المرجعة هي الوظيفة المركزية ، فالعنوان يرشد كلية المتن النصي بعلامة مكثفة مختزلة محملة بالإشارات الرامزة لجميع النص ، ويعتقد الإغرائية وظيفة مساعدة تدعم النص بالحث والترويج له... حقيقة ملموسة متواترة منذ عصور التدوين القديمة شاهدناها في الأثر التراثي وفي المحدث وفي الكتابات المعاصرة تشير إلى ان النثر العلمي و الأدبي دائما يوجد موسومًا وحامًلا للعنوان، و يظن "كوهن " إنها من سمات النص النثري بغض النظر عن نوعه ، فهو يعتقد إن النثر يعتمد على الوصل ويحتكم الى قواعد منطقية قابلة للحجاج أما الشعر فبإمكانه إغفال العنوان فلغة ليس لها مرجعية منطقية وفي بنيتها لا تستمد تأليفها من الإنسجام والإتساق التقليدي والنص الشعر حكمًا يعوزه وجود مرجعية للبنية التركيبية الماسكة لعناصر النص المشتتة على امتداد النص ... أما "جوليا كريستيفا " فهي تعتقد أن التناص هو الآلية التي يرتكن إليها العنوان ويرتكز عليها بناء كيانه الخاص ومنه تستمد فكرة صنع منصة تقديم النص ، ونراها قد اعترضت بشدة على إجراءات تكبيل العنوان بقيود البنية المغلقة بشمولها بما فرض على متن النص في النظرية البنيوية ...باعتباره كما النص آلية منظمة عبر لسانية ... كان العنوان في الشعر للقصيدة أحيانا يأتي من صدر / عجز أو بيت كامل وقد جزء منهما بل ربما كلمة مستلة من القصيدة ذات وقع وموقع خاص لها في القصيدة ...والمجاميع/ الدواوين كانت غالبًا تسمى على اسم شاعرها وعلى زعم"محمود عباس العقاد "إن ظهور جماعة "الديوان "{كان منهم} هو الإذان تغيير حصل وجعل القصيدة لها عنوانها الذي قد لا يكون مأخوذا منها كما في السابق ...
بعد اتضاح قيمة العنوان وحمولاته الدلالية جرى العمل حثيثًا في مقاربة العنوانات المختلفة للنصوص وخصوصًا القديمة منها من التي لم يسبق وأن تم العناية النقدية التحليلية لها ،وكما النصوص فإن العنوان أخضع لمناهج وأساليب تبعًا لمنهج ومدرسة المتصدي للعمل النقدي ، وجدنا "جاك دريدا" يضعها على طاولة التفكيك ومحاولة سد الثغرات ... طالعنا "جي.فيشر " في تركيزه على مركزية العنوان في كونه البورة الدلالية الكثيفة الرمزية والتي تشكل معينًا في فتح استغلاق النصوص ولذلك عدت بمثابة المشير والصوة والدليل الإرشادي لتأويل كامل المتن و كمدخل" بهو" كما وصفه "بورخس" لابد من المرور به قبل دخول دهاليز المتن... وقد وجه " ليفنستن أدمز" طعونًا لاذعة وهو يتصدى نقديًا لطروحات فيشر الآنفة...
جهود" ليو هوك" و"كلود دوشي" و"جيرار جينيت " وجون مولينو" و"جون كوهن"و"شارل غريفال"و"أندري فونتانا" و" روجر روفر"و" لوسيان غولدمان "وهنري متران "وغيرهم المنصبة على دراسة وتحليل العنوان أوجدت ما عاد يعرف بعلم العنوان Titerologie التي تكرس لدراسة النص الموازي ومنه العتبة الأولى التي تسهل الولوج إلى النص ، وهو ؛الإشارة المرشدة ،والدالة،والعلامة، والسمة ،والوسم المميز . احتل العنوان موقعه في السيميولوجيا والمنطق وعلم النص والشعرية وعلم السرد ...إلخ طالب "غولدمان" جميع المعنيين بالنصوص والأدبية والشعرية الانتباه للنصوص الموازية وإيلاء العنوان أهمية خاصة .لقد ثبت اليوم ،إن تعيين عنوانًا هو موضوعة متعلقة بكلية الفهم لعملية خلق وإنشاء النص النثري والشعرية ليعطي المتلقي كوة يطل منها على ...
العنوان بؤرة النص الدلالية و عدسته المكبرة وبنية مصغرة مكثفة البناء والمقاصد تستشرف عالم النص ومن هنا وجدنا أهتمام المؤلفين والكتاب والشعراء بالعنوان وبحثهم المجد عن محاولة اختيار الأنسب الذي يمكن أن يحمل بكل مقاصدهم الأولى والقادر على أداء الوظائف العديدة التي توصل إليها النقاد ، هناك الكثير من الكتاب والشعراء والروائيين ممن أعلنوا أنهم استغرقوا وقتًا كيما يقر رأيهم على عنوان بعينه لنصوصهم {هناك من يختار العنوان قبل البدء بالكتابة وقد يقره بعد إنجاز النص وربما عدل عنه لعنوان جديد} رأت "نريمان الماضي"في" العنوان في شعر عبد القادر الجنابي ". " العنوان يصنع ويضاف إلى العمل بعد الانتهاء من تأليف هذا العمل". كما رأى "ناصر يعقوب"في" اللغة الشعرية وتجلياتها في الرواية العربية " الذي يقول : إنَّ اختيار العنوان يكون بعد كتابة النص والانتهاء منه، لأنَّ العنوان فرع والنص أصل، فالكاتب بعد كتابة نصه يختار عنوانه القادر على اختزال نصه في تركيبته أو لفظه،..." أما "عز الدين المناصرة"في "جمرة النص الشعري {مقدمات نظرية في الفاعلية والحداثة}"- فله رأي مغاير -يقول:"حدث معي ويحدث دائما أنَّ عنوان القصيدة يولد قبل كتابة القصيدة" . من النقاد من قال بامتلاك العنوان شعرية توازي شعرية النص أو تتفوق عليها بفعل كثافتها وحجم محمولها الدلالي والأدهاشي .. " محمد الجزار" في" العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي" -وهو يتناول القصدية في العنوان كوسيلة تدولية تحقق جودة التوصيل الدلالي في عملية الاتصال مع المتلقي /المستقبل/المرسل إليه عبر العنوان - يقول : " كل فعل اتصال ينطوي على "قصد" من طرفيه يجمع بينهما على قاعدة المرسلة، ثمة إذن قصد للبث من طرف المرسل، وقصد لتلقي هذا البث من طرف المستقبل، هذا في المرسلة ذاتها أي العمل، أما عنوان هذا العمل فإنَّه - بالنظر لخصوصية وظيفته - ذو وضعية أكثر تعقيدًا، إذ إنه يتوجه إلى المستقبل حامًلا مرسلته في دلاليته، وهذا الحمل – تحديدا -هو "قصد " المرسل و"إرادته" إبلاغ المستقبل بجماع المرسلة". علاقة العنوان بنصه جدلية تحيل إلى عدم استقلالية العنوان وظيفيًا وهدر طاقاته العلاماتية في حال سلخه عن نصه ولكن ذلك لا يقود للاعتقاد بأنَّ العنوان ليس له وجود أنطولوجيا قائم بذاته ككيان نصي مستقل له حيزه المكاني المنفصل عن النص بله المتميز عن النص كاليغرافيا بنوع الخط وحجمه وألوانه... وهذا لايقدح بأرتباطه الدلالي والوظيفي مع كلية المؤلَف /النص بعموم عوالقه ونصوصه الموازية وهذا ما فصل له " محمد فكري الجزار" في " العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي" عندما قال" "استقلال الوسم أنطولوجيا عما يسمه، والأثر عن حامله، فهذا ليس ذاك، ولا تخدش نسبة أي منها إلى الآخر ذلك الاستقلال إطلاقا" ثم يقول: "إذن، نحن في مواجهة خصيصتين محدودتين للعنوان أولهما: خصيصة أنطولوجية هي استقلاله، وثانيهما: خصيصة وظيفية تنسبه إلى عمله أو تنسب العمل إليه ."
العنوان العام حدث فيه وعليه الكثير من العدولات الاستعارية المنتجة وظيفيًا ودلاليًا وتبادليًا...شأن متون النصوص الحداثية والما بعد حداثية بنياتها أنساقية وسياقية مقامية وحالية في آن واحد ... ولذلك فللوقوف على العتبة النصية الكبرى العنونة الرئيسية أو الثانوية لبعض النصوص كمدخل إشعاري ودلالي لابد من أنْ تكون محيطة بالتطورات الحاصلة على دراسة النصوص وتفكيكها والحفر فيه لغايات التسبير والتأويل الاستنباط المقاصد والتيمات وإدراك المعاني بغية ْتحقق الفهم ... يستوجب ذلك إطلاعًا "بانوراميا" وثقافة واسعة وتمكن لغوي وتعمق في الدرس اللساني المعرفي ...وإتباع المناهج النقدية المنتجة معاصريًا، ويتوجب أنْ تكون هناك مرجعية شمولية وخصوصًا لأي نقد . النقد ليس انشاءً وتخمينًا وسردًا وتدبيجًا صحفيا لمقال ولذلك ينبغي مراعات الأسس والأصول مع الحكمة والحنكة والحدس والمران والمراس والتمكن من اقتفاء الدوال والاستدلال عليها في كلية النص حيث إنَّه هنا في مثل هذا الجنس ليس لها موضع اقامة ثابتية التأويل بمعاينات دقيقة للاستعارات المبثوثة في النص صورًا أو أساطيرًا إو استدعاءات فولكلورية أو رموزًا ثقافية ... والحفر والتنقب في الجذور والأصول ،و عندما نستوعب إنَّ النص لا يشبه سواه في الحداثوية المفتوحة النهايات فأين العتبات وإنْ عثرت عليها ربما تعثرت بها ... أي سجفات نتحراها لا توصيف وإنْ وجدنا هنا أوهناك فهي البصمة وليس الدالة والبون شاسع ...
البصمة توقيع الناص وهي روح(عقل ونفس وفكر وثقافة وعقيدة ...الناص) ، إنَّها هو بكليته وجد ووجدان بعالمه الشخصاني ومحيطه العمومي. ن جده يضوع لنستدل عليه بعطره الفارق وكان المثال الشاعر الجميل "شينوار إبراهيم" لا نرغب كما عدنا أنْ نتورط بذكر أسماء وإغفال أسماء ليس بقصد ولكن لطبيعة الموضوع والاستشهاد وظروف النشر فليعذرنا الشعراء ممن لم نأت على ذكرهم رغم تناولنا نصوصهم نقديا..
نقول لا نريد لأحد أنْ يعزف عن مطالعة ما نكتب نحن هدفنا الأدب الجميل والرفيع والكثير هم من يمثلوه ولكن ليس بالمقدور الإحاطة بالجميع بمبحث قد عندما نباشر بالكتاب الجديد نتعرض لمزيد من العناوين والأسماء. من صدق في تحري البعد" البروسي" لقصيدة النثر سيتوصل إلى تلك التي هي اللمسات السحرية للشاعرالمطبوع ك "شلال عنوز". لا نزعم إنَّه المقياس المرجعي الراهن ولكنه من بين من لديهم البصمة فالرجل خاص ومتميز ونوعي وصنع ذاته ولا يكرر نفسه، وإن احيانًا تحت ضغط الشارع والواقع يكسر الانضباط ويتجاوز خصوصيته ليتماهى مع الساحةالعامة في اضطرار ملموس نحسه ونفهمه ونستوعبه. ما نقوله ليس التبرير بل الإقرار بالراهن. ظروف "الفياض "مختلفة ومغايرة لسنا بصدد بحثها، لكن نلفت ونضع ذلك بين قوسين بالقلم العريض ،إنَّ ما نزعمه ونتحدث عنه ونقدم له التوصيف له مداليل وتأويل ولا تجرح بالشاعرية إنها ليست موضوعنا فلا ،يذهب البعض إلى مقارنات الشاعرية بله الشعرية إنّنا هنا ندرس النصوص وليس الشاعريات والشعريات. ليس سرا إنّنا لا نتعاطى إلا مع شعراء بعينهم ، في اجتهادنا -قد نكون على طريق اللا صواب- فلنا أجرًا واحدا يكفينا.
الحداثوية في عروق أماليد النص وأروقته ولوبياته المكتظة بالأوراق الخضراء والصفراء والحمراء فالشجرة قيقب لا تعطيل على الإطلاق بل تمنح وسيلة لتلمس الطريق. عبر الاستدلالات المعرفية لعمر ونوع القيقب وهو أنواع كبيرة قد يوعز النص إلى نوع وشكل أومقاربة للبعض من المطروق ولكن نؤكد لا تماثل على الإطلاق بل قد يكون من الفرائد. التراسل في النصوص أصبح التقليد المتبع وربما تناص وقد تلاص ،ولكن تبقى الأذواق وتقبل الروائح والأصوات متباينة. في النص العصري مواد ال"ميثولوجيا" بالمنظور الحديث وكذلك وجود الفلكلور والمعتقدات ومداليل إشاروية محددة التدليل لن نبرحها في أيما نص لأنّها ميزة الكبار من الشعراء. يتداخل الشعري بالتصوف والإشراقات وقد نجد توافق في الكثير من المفردات والدلالات كالعنقاء مثلا تتخلل النصوص تحت أسماء متعددة. إنّنا لوﻻ ضيق واقع المتاح وتحديدات النشر لتتبعنا ليس المداميك والمقاطع ولا حتى ال"مورفينات " بل لاقتفينا حركة ال"فونيمات" في ما ترمز له وهو درس أثاره نقاد مابعد الحداثة كوسيلة لإدراك المدلول واستغله الكبار للاستدلال ولكن الصغار لاعتبارات الشكل التعبيري تمسكوا وحملوه أكثر ما يحتمل. لا انفصال توحيدي بين الوحدات الصغرى عن وشائجها في التعشيق مع عروش التشكيلات الكبرى. بل لا نقطع حبل الوصل بين الوحدات الكبرى داخل المقطع ولا في المدماك وننوه إنّه قد يكون كلمة واحدة ولكن التنبيهات لوحدها دون وضع أجندة استدلال، لا تقودك لفهم ال"فونيمة "ولا ال"مورفيم" ولا حتى مجزوء مبتسر. لا بد من ربط مع ما سبق وما يلي أنّها قواعد "سوسرية" لم يتجاوزها أحد أو حاول كسرها. طورها البعض وليس الاجتهاد بل من شطط القول أنّ حرفًا أوكلمة دالة بلا سياق قبلي ومعقب تشكل نصا!!.
نحن ندرس النص والناص حال عرضه على طاولة النقد ولم يكن من عندياتنا ولا من إبتكارنا أنْ نستخدم كل المتاح وكل الأدوات الميسرة للتسبير والتشخيص وعندما نتكهن حقيقة النص( وقت التلقي القرائي ومقاطعة الآفاق والتأويل ضمن آليات الفهم بعد الكشف عن المعنى بدلالة الدوال ) نستدل لخلوصات المعاني والمقاصد ووفق ما نتج عن جدل أفقنا وأفق النص ثم ندون التحصيل كمطالعة نقدية ... وهذه ذات التقنية المتبعة هنا في التعاطي مع هذا النص ولقد توسعنا في المداخلة لغاية محددة وهي كيما يفهم المتلقي تقنيات وأليات الكشف التي تتبعها في تبيان ما يريد الشاعر الإفصاح عنه( مقاصده بمقاربة مع ماهية الحقيقة التي عناها واعيا أو لم يعها و ربما بالتنقيب عن الأنساق الثقافية ) ،"شلال عنوز" في نصوصه يقول، ويسرد ويقص ويبوح ويومض ويشرق ويضمر ويكتم ويسفر وينص .في قصيدته المعروضة على الطاولة أمامنا سنعمل بالمشرط ونجري تبضيع تفكيكي أوتحليلي ونستعين بالحدس المهني والخبرة ومعنا من الحديث المتقدم الكثير.
مطلع قصيدة "العنوز" عنوانها "لا نريد دينا لا يحب الصباح " نجد في العتبة النصية الرئيسية العنوان ؛المفتاح الماستر للنص، ليس لأن المعتاد الثيمة في العنوان كتعالق دال هذه المقوله التي تنطوي على الكثيرمن السذاجة في الشعر ومنه المعاصر، فهناك نصوص بلا اسم وهناك نصوص لها أكثر من اسم وهناك مالاعلاقة بين النص والعنوان وهناك ما كان العنوان جزء من النص كحال الكتب الدينية ومفتتح السور والآيات التي اختلف الفقهاء حيلها كالبسملة مثلا فمنهم من عدها آية منفصلة ومنهم من عدها جزء من السورة وأخر قال، لا علاقة لها بالآية لأنه محض افتتاح وهناك آية كانت متضمنتها وهناك آية لم تفتتح بها وهي مدار اجتهاد من 1400 عام ولذلك فهذا الاستغراق الغربي المقتفى دون تمحيص من بعض نقادنا لا نراه سوى لزوم ما لايلزم...
..كانت النوارس تشربُها الحَيرة
…وهي تُحلّقُ شرقاً وغربا
…في أفقٍ من عويل
………بين (مكّة) و(الكوفة)
..أينَ أنتَ يامُحمّد؟
..أينَ أنتَ ياعلي؟
..أغثنا ياغياثَ المستغيثين
..دمُ (عمّار بن ياسر)يهرولُ في الصحراء
……….يُطاردهُ عطشُ( الفئة الباغية)
…وأنين (بن الأشتر) ينقله المدى حاملاً نفثاته 
……برغاف مسموم يوميء إلى اغتيال نهارات الحقيقة
القطعية بالبدء بلا والإسفار الصريح غيرالمقنع لمخاطبة من هومعني وتبيان أنْ ليس الرفض بالعاطفة كلمة حب غير سواها فجاء الصباح إشراقا والوضوح جليا والعلن فصيحا والكشف سافرا واللامخاتلة بينة والوجوه المكشوفة تحت النور. هو تعميم بحكم المطلق والشامل يعني سفور "جميل صدقي الزهاوي"ويعني جسارة "نوال سعداوي" وانفتاح "مي زيادة ".كان جهد تطلع" روز اليوسف" تعميم النور وتجاوز الغباش وتفتح الأزهار وتقطر الندى ونظافة المدن والتوجه للعمل بروح الحياة رفض السواد والإقلاع عن ما ساد من عادات تناولها "د.على الودي "بالعديد من الكتب وتعرض لها"د. على شريعتي "وميز بين نمطين من الاعتقاد خلاف المعتقد من السائد الواحد المتفرد فأصبح ومن منابر حسينية الإرشاد في طهران أنّ أنماط الحقيقة غير نمط الشاه وذلك ينجر على كل شئ من القراءة للكتب الأربعة إلى الممارسات ويدخل في صلب التعامل بالاعتقاد وكان ومعه "د.علي الوردي". إنَّ أحداث جسام يمكن أنْ تقوم لو أنْ لم ير أصحاب الشأن هذا الابتلاء وتعرض الشيخ "د.أحمد الوائلي "لهذا القبيل كما في الضفة الأخرى طريقة اعتماد الكتب الستة والصحيحين وتفسيرات "ابن تيمية" والتى داخلها "محمد بن عبد الوهاب "ودخلت الراعية الكبرى في صنع القاعدة واليوم الذئاب. الخطوات إبحار في صحراء ممتدة من الكوفة إلى مكة منها التقريب وعبرها كان يعبر بعض اأاعراب وتوقع خروج الغائب المرتجى الأمل لانتقال الشوف إلى مشارف الضوء لكسر جُدر العتمة الزجاجية المتمنعة عن الكسر بالرؤيا والعرفان نستقيها من الشوق والأمل والثقة بالاعتقاد أنَّ الطريق سيسلكة من نترقب ذات يوم في وضح النهار. الإسلام دين فطرة ومحبة من دخلوا الإسلام عن طريق التجارة والتبشير والإقناع أكبر بكثير ممن دخل بالفتوح وحتى هذه كانت عند الحجاج لغايات غير ما كانت أيام "الفاروق( رض)" وكان القوم في لب عقيدتهم أنْ لا يداخلوا الساسة بالدين ولا يخرجوا إلا مع الإمام في الإنبعاث الأعظم. ما حدث بين "البروتستانت" و"الكاثوليك" وظهور "البيوريتان" سالت بحور من الدماء لم يحدث في الإسلام عبر كل تاريخة تناحر بين المذاهب ما حصل أيام "المتوكل" محدودًا ..في القرون الوسيطة شواهد تعاضد الناس من الطائفتين من بعضه البعض حيال بطش سلطان آل عثمان وشاه الصفويين . قراءة "جواد مغنية" و"محسن الامين "و"د.على الوردي" و"د.على شريعتي" والعشرات من الباحثين الكبار التاريخ تكشف حقيقة المجتمع العراقي فالطائفية لم تكن متجذرة أو متغلغة فنفس العشيرة فيها من هذه الطائفة ومن تلك وهذا هو الواقع التاريخي ما حدث من عتمة لم يشهدها العراق والعالم الإسلامي اليوم ربما تمنحنا حوادث وواقعات كمثل ما قام به "صلاح الدين" من مذبحة للفاطميين الذريعة المذهب والحقيقة السلطة ..وما اقترفه "الحجاج" في حصار وقذف مكة و البيت الحرام بالمنجنيق عام 692م ثم هدم الكعبة وأحرقها بعد دخوله مكة وقتل" عبد بن الزبير" أبشع قتلة فهل كان ذلك غيرة على الدين أم تزلف للحاكم وطمعا ؟ ولما هاجم القرامطة بقيادة " أبو طاهر الجنابي" وأوقعوا القتل بأهلها ثم تم رمي الجثث في زمزم وهدم قبتهاوقلع باب الكعبة وحمل الحجر الأسود لعاصمتهم عام 930م ولم يعود إلى مكانه إلا عام 950م وكان قد توقف الحج لعقدين... هو الكرسي والسلطة والمال والنفوذ وليس الخلاف في المعتقد والمذهب ...ديدن كل الحكام هذاعبر التاريخ وفي كل مكان... تظلم العقائد ويذهب دم الناس عبيطا ... الناس في الإسلام إما على مذهب القرآن أو على مذهب الأمير المذهب الأول يستدعى تقديم الطاعة لله والمذهب الآخر الخضوع للسطان وتنفيذ مآربه والذود عنه حتى لو بقتل الناس... بعض الخوارج وهم أعراب لم يمنع عنهم" الأمام علي (ع) "-وهم كفروه- الماء ولم يحل مالهم ولا عرضهم ولا تعرض إلا لمن تعرض له وسامح الكثير... فهل ردوا إليها المعروف بالمعروف ؟
من أين الليل جاء وديننا دين العفو والسماء والسماح، هي دياجير من عفن المارقين في التاريخ جاءت مسلفنة مع الربيع و"الديمقراطية " بشر به في" أفغانستان" ونجحت في تدمير الحجر والبشر وتفكيك الدولة وتشويه الإسلام والعودة بالمجتمع قرونًا إلى الوراء .أرادت "أمريكا" أنْ تعممها وتنشرها هنا في العراق ومعها من الجيران الكثير والعملاء من المرتزقة لا يخلو منهم عصر ولا مكان ...كم تحملت ياعراق !!وأنتم يا أهله المساكين " آل عثمان" و"شاه إيران" هل كان الخلاف في العقيدة أم كان ذلك مجرد قناع لإخفاء الأطماع ؟ . أصل عقيدة "بابا بكداش" غير ما اعتمدته" السلطنه" لأغراض خدمة الحكم فالشرط أن يكون عربيا للإمامة العامة إلا عند الأحناف مذهب السلاطين الذين أخذوا به لتكون لهم الولاية العامة ... شاه إيران الذي أقترح المذهب الخامس" وهو ليس من الشيعة في الأصل والغاية معرفة ...
من أين يأتي الصباح يا" شلال عنوز "الذي تطلب فصل الدين عن الدولة أمر أخذ من أوروبا قرونًا وسيح النجيع حتى استقر الحال دولة مدنية . الخلفاء الأربعة كل له اجتهاده ولكن كانوا مع الاختلاف في وفاق يجمعهم حب الدين ... مانجم عن الفتنة لبوسها "الكسروي" أحد الثلاثة الدهاة رفع قميص ورفع المصاحف بغية نيل العرش وتعاظمت الأمور بفعله وتفاقم انقسام حملت الكتاب بين إهل دين وأهل دنيا... "عمار بن ياسر" الصحابي الجليل قال:" أننا حاربناكم بالأمس على التنزيل واليوم نحاربكم على التأويل". وتزاحمت الرؤى وتقاطعت الأفكار وتداخلت النوايا وتوسع الإسلام وامتد ليكون إمبراطورية كبرى واخضع العالم المعروف حينها لسطانه إلا النز اليسير. دخل الناس فيه أفواجا ،ودخلت معهم لغاتهم وأديانهم وأعرافهم وعقائدهم وشعائرهم وطقوسهم ... حتى اليوم الممارسة الطقسية وإنْ على نفس المذهب تتباين من مكان لأخر...هل أهل "أذربيجان" في تطبيق الشعيرة والطقس على ذات شاكلت أهل بلوشستان لذات الطقس الديني ؟ هل المسلم" البنغالي" يكرر السنغالي في الممارسات العملية ؟ هل ما يؤدية" الإندنوسي" هو ما يؤدية" المغربي"... في الدول التي دخلها العم سام أو عموم الغرب كانت قبلهم الشعائر والطقوس مستقرة ... ولكن اليوم اختلطت الأمور ...إلى أين تتجه ليبيا؟ ،وكيف حال الشآم؟ متى ينقشع عن بلاد النهرين كل هذا الظلام؟... ما يبشر له الشاعر و يريده معه قلوب كثيرة،ولكن هل أيديهم معه ؟ لن يترك هذا البلاد الغنية بالثروات من هو مقره الدولي" لندن" وكلف بالمهمة،ولا من يحمل وثيقة دول أجنبية تعهد بالدفاع عنها ،ومصر على البقاء من رعاياها ...الكثير ممن جاء مع وبعد الاحتلال لا يؤمن بقيم وعادات وطقوس وشعائر هذه البلاد إذًا لماذا يكرس تقاليد بعينها هو لا يؤمن بها؟ هناك من جاوز النصف قرن هو وكل من معه اتخذها مهنة ومعاش واستوطن مكان أخر كيف يفهم ما يدور وما دار؟

"شاعر مجروح :
--------------
"شلال" لا يكتب وأنما ينزف ولا عجب أنْ يكون الدم من الحبر الأسود فقد مر عقد والنزف فيه حتى تخثر الدم وعفن واسود ، به يرسم لوحات المشهد ومعه الغالبية ملت الموت بالمجان. عفت الديار وقد فاتها أهلها واليوم طعام للسمك أو يمتطون قطار الريح أو في متاهات الغربة يفلتحفون البرد والغربة والظلام ينامون على الطوى ؛ منهم من يترحم على الجور والضنك والأذى فما عاد يرى له من صاحب وسط الهوجاء كيف حل بنا ما حل؟؛ الجار يذبح الجار والأخ يهجر الأخ والتبن يتنكر لأبيه. المدن تسمى للطائفة المعينة هذه وتلك. لماذا الأقنمة الثلاثية الأركان لا تستجيب لمنطق إما نحن من هذه الطائفة أو تلك الطائفة ولا وفاق بين الضفتين ،ونحن من هذه الأثنية أو تلك ولا لقاء بيننا. مكوناتيا قسم الوطن طوائف وأثنيات وكل منها مقسم وفق الولاءات ... قوم الشمال لهم هوية بلا طائفة وهنا قوم من طائفتين ،لماذا ؟ لأنَّ القادة برعاية المحتل توافقوا على ذلك في مؤتمرلندن قبل الاحتلال بسنوات ... لأبد للموت من أنْ يشيع بالمشروع لا يستقر إلا بذلك.. الناس بقرا تذبح وتلقى جثثهم في مكبات النفايات.... مايحصل غير مسبوق في العراق عبر كل التاريخ المنظور ...
كم عدد الأبناء والأحفاد من شيعة "الإمام علي" أسمهم "عمر "وكم في الغربية من يدعى "حسينا" أو"علي"، اتقوا الله فينا وفي العوام تقتلون على الاسم والهوية الطائفية لعنة الله عليكم ...دعوا الناس تعيش أنهم لايفقهون ما توافقتم عليه . يا هذا الوطن من أرومة واحدة تجمعهم مشتركات أكثر مما تفرقهم مصيرهم واحد ... لم يسبق لقاطن الجبل عبر التاريخ غير المزور أنْ كان كيانًا مستقًلا ما تزعمه القيادات السياسية تكذبه الوثائق والأرشيف اقرأ"الشرفنامة"، وابحث في تاريخ "البدليسي". إنها إمارات كانت أيام الفوضى والتسلط العثماني أو الفارسي وحتى حين ذاك كان الوطن واحدا، ولما نظم إداريًا ثلاث ولايات كانت العاصمة بغداد وكان التقسيم لدواع محض تنظيمية لم يكن العراق يوما ديرات قبائل رحل تحت سلطة زعامات قبلية وظفها البريطاني لخلق كيانات مصطنعة أقامهم ورسم حدودها ومنح عملائه السلطة والرعاية والدعم ." ساحل القراصنة"" المتعادي" الذي عرف بالصراع والسطو والسلب كان واحدًا من تلكم الكيانات المجمعة من عدد من الديارت يقطنها أعراب هجامة ، فأعيد تسميته ب"الساحل المتهادن" لخدمة قوافل الجيش البريطاني والتجار والجواسيس الذين كانت تديرهم حكومة الهند البريطانية عندما كانت المملكة المتحدة إمبراطورية لا تغرب الشمس عنها. غدروا ب"الشريف حسين" واخرجوه من مكة، وسلمت سلطة الجزيرة العربية السلطة لرجلهم" ابن الدرعية" و"العويينة" الذي تمكن بالإشراف البريطاني من السيطرة على كل نجد والحجاز و كان يتقاضى الأجر والدعم المسلح والرعاية منه . قادة الأعراب هم من انيط بهم حكم الممالك والسلطانات فعقليتهم موجهة للغزو والسلب والقتل وعوض أولاد " الشريف حسين" بعروش من بلدان "سايس -بيكو" ليس تلك بمصدفات، وتنكرهم لوعودهم وتعهدات "مكماهون " الشريف في المكتبات بينهم والموثقة والمحفوظة .العقل" الفكتوري" ل"كيرزن" هو الذي خطط ورسم وأملى ونفذ أما الأسباب والدوافع فغدت معروفة لسنا في هذا المقام .. اقيمت الكيانات ومرر من توافقوا عليه وتعاهدوا {دول الاستعمار الفرنسي/البريطاني-} بالالتزام به من أيام "كامبل بنرمان" .وزعت ممتلكات "آل عثمان"... أرض الجبل حصة القيصر وأنت أيها المدعي بالكذب لم تكن من أبناء هذه الأرض هذا ما يقوله، التاريخ ...البلاشفة تخلوا عن تلكم النوازع الشريرة وقلبوا ظهرالمجن وكشفوا الوثائق وخرائط التقسيم ... عرف الناس أنَّ مكاتبات " حسين -مكماهون- " مجرد خدعة لتوريط الرجل مع كل ما يمثله في قيادة الحيش الذي أسسه البريطانيون لمحاربة الدولة العثمانية .هذا ديدن المحتل والمستعمر عبر التاريخ لا عهود لهم إلا ما يخدم مصالحهم .لقد جاؤا لاحتلال البلدان ونهب ثرواتها ولن يكون لهم ذلك إلا بالتقسيم وزرع الفرقةو كباش أبناء نفس الجلدة وهم خبراء في صنع العملاء وتجنيد المرتزقة... من خدموه وقاتلوا كتفا لكتف وإياهم نالوا الجزاء ..
بلدان تمتلك الرجال الأكفاء والعوائل العريقة المحتد والأموال فيمكنها أن تقوم بتأسيس أنظمة حديثة وبناء وتطوير بنياتها التحتية والفوقية على غرار الدول الحديثة ،ولكن ليس ذلك ما "وعد بلفور" به لدق ركائز تنفيذ مقرارات "بنرمان" وما تحقيق مصلحة الصهيوني الموكلة له سلطة دق آسفين تخريب المجتمعات العربية الإسلامية وأشكالها واستنزاف مقدراتها عبر أقامة كيانا و ظيفيا لخدمة المشروع الإمبراطوري الاستعماري الغربي ومعالجة صرخة "أزولد شبينغلر "وسواه ممن كشف وهن الحضارة الغربية وتدهورها وانقضاء أجلها. لقد خرج "تونبي ""ورسل" والعشرات من المؤرخين والمفكرين في الغرب يستغيثون من هول ما متوقع حدوثه الغرب وطالبوا حكامهم بالعمل على تدارك الأمور وأعلنوا أنْ لا بد من معالجات جذرية وإلا الزوال، فكان لابد من أنْ تصنع متلازمات هنا وهناك مابعد امكانيات تطور حضارة نائمة قريبة من أوربا ،وكان الأسد الرابض على الضفة الأخرى من المتوسط هو الخطر عبر التاريخ هذا ما قاله "الفكتوري" الأكبر "تشرشل" حينها...اليوم الأمريكي وريث الغرب وقائده واجبه استكمال المشروع الغربي فعمل على أنْ لا يبقى الوضع قائمًا فقط وفق ما أرسته أوربا بل وطويلة تبعا لمصالح إليك فعملت حثيثًا بعيد الحرب الكونيةالأولى وصعدت بشكل كبير بعد الحرب الكونية الثانية فحركت جميع أحجار الرقعة ولعبة "دستا " مغايرًا للمعهود فقد تمادت في أذلال وقهر وإفساد وتخريب منطقتنا وقوت بشكل غير مسبوق الكيان المصطنع ...تزاحمت المصالح وتقاطعت المخططات وتوافقت بين حكام ورجال الدول هنا وما يبتغيه العم سام... تاريخ أمريكا يشهد أنها دولة أقيمت على النهب والقتل .الرأسمالية الأمريكية بظل حكومة "أوليغارشية" لا تشبه سواها في الجشع والاستهتار والغرور وتمكنت من خلق "ديوشرمة " من أبناء الشعوب وبهم عبرت المحيطات الغزو بلدانهم الأصلية . كان الجيش الأمريكي يغزو الدول وواحدة من الغابات ما بعد الاحتلال ضمان مصالح أمريكا القومية وفرض الأمركة في الأخلاق والقيم والمفاهيم والثقافة ... "الديوشرمة" اليوم من حملة شهادات بروف والدكتورا في الفيزياء والرياضيات ومن كبار الدعاة ومن أهل العمائم المبرزين ومن كبار الضباط ممن درسوا وتدربوا خارج أوطانهم ولهم مؤسسات ودوائر ومال ومكاتب و منظمات عابرة الحدود كالشركات التي تقف خلفهم ...التعرف على المصادرالتمويلية كافية للتعرف على حقيقة الأمر ... إنّنا مقبلون على ما لا حصر له من المصائب فأزمة المياه لم تحدث بشكل كبير بعد وحدود الأقلمة لم يتفق عليها حتى اليوم... أيام" وزارة المستعمرات" و"سايس- بيكو "ولت ولن تعود، اليوم درب" يوغسلافيا" يلوح في الأفق. العملاء و المرتزقة وال"ديوشرمة" تحصلوا على المال والسلطة بما لم يكن في الحسبان لا في حلم يقظة ولا في طيف منام... لم يمر ببال أحد ولا حتى عشر معشار ما هم عليه الآن، يقول الصحفي العربي" محمد حسنين هيكل":" العراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص ،ليس لهم علاقة لا بسياسةولا بحكم ولا بإدارة دولة!!" فهم ليسوا من هذا الوطن وهم في عقيدتهم لا يؤمنون بالأوطان... " الأمريكي" "راعي البقر" من فتات ما يسرقه من مال الشعوب يمنحها هبة لذيوله ولا يعرفون متى تنتهى مهمتهم ليتخلى عنهم ويلقي به إلى حيث كانوا ...لما كان الموت أحد مقومات قيام الدولة في" الولايات المتحدة" أصبح ذلك نسقًا ثقافيًا في ضمير وعقل المواطن الأمريكي وغدا ذلك جزء من تقاليدهم وخططهم تبني بموجبه وعقيدتهم أسست وفق ذلك ،إينما حط الأمريكي ركابه حط الموت والثبور... لا يريدون البندورة إلا مهجنة والعجل إلا مستنسخًا والإنسان إلا متحوًلا وهجيا ... ". "برستد" في كتابه الذي كان ضمن منهج مدارس الشرق العربي أطلق تسمية "الهلال الخصيب"، ومنذ عقود أصبح شرق أوسط وغرب أسيا وشرق أدنى... تبعا لمخطط تقسيم الأمة ...
النوارس هامت على وجهها بلا هدى فالنهر يحمل في الصباح عشرات من المذبوحين ورائحة البارود ودخان" الهمر" و"الهمفي"و"الإبرامز". كنا نراهم يسقطون أعمدة الكهرباء والهاتف دون أغراض عسكري وبلا سبب ويخربون الحدائق العامة والنصب يسقطون التماثيل ويدمرون أسيجة الطرقات والمباني العامة ... هناك من شاهد رجل ب"عقال "يلقي عبوات تشعل النار في مكتبة الجامعة المستنصرية... الكل شاهد من حمل موجودات المؤسسات والوثائق والأثار ... شركات النفط التي تم تأميمها اليوم عادت لتملك كل أبار النفط وكل ما يرتبط بها...كل ما تم بعد التأميم وله علاقة به تم محوه حتى المحافظة اعيدت لاسمها القديم تم استبدال أسماء مواقع وساحات ومحافظات ...إلخ كما القادسية عادت معروفةالديوانية وذي قار عادت السماوة (هذا لأسباب ذات صلة بالاسم) ترى هل ذلك بقرار من الحكومة أو البرلمان أو حتى من برايمر؟ ... وثائق دوائر التسجيل العقاري والأحوال المدنية والأرشيف الحكومي أين ذهبت؟ إنهم أهل الديجور كيف لا تذهل النوارس وكل هذا الدخان في السماء ؟كيف لا تفر وكل هذا الموت في النهر ،وعلى الرصيف، وفي مكبات النفايات؟ براكين من الحقد وتحريك" تكتوني" للصفائح الأرضية ...الدولة الأولى في العالم عبث بتاريخها... مدينتان مسالمتان بدقائق حولتهما أمريكا إلى محرقة ومقبرة تشتعل بأهلها وأحجارها وأشجارها النار ذات اللهب في "هوراشيما "و"نكازاكي" وأثبتت الوثائق أنّ ذلك تم ليس بدافع عسكري ،فقط للإرهاب وزرع الخوف ليس في قلوب اليابان التي كانت عسكريًا في طرقها للتسليم بل في قلب الاتحاد السوفياتي .. ألم يجعلوا غابات على مد البصر وكأن الصيحة باغتتها في :يتنام"؟. ماهو مشروع" فينكس" هناك؟ وما فعلوا في أمريكا الجنوبية؟ أولادها السفاح هم من يقوم اليوم بما ترغب وحتى تقوم "هرمجديون "لابد أنْ يخرج "زومبي "الشيطان من جحور الأرض ليحكم، و لا بد أنْ تقلب الأرض ويبعث التاريخ العفن الذي نفق، هم لهم باع في التعامل مع "دي أن أي "يبعثون الرِمَم ويستحيون الخرافات ولهم مراكز متخصصة في إشاعة الكراهية والعبث بالموروث ومعهم الوثائق لكل الماضي يقتفونها. تتناسل الحرائق في كل مكان ولن تقف وهناك من يساعد ونحن نقول، إنَّ أصابع مشعل الحرائق ستنالها النار غدا وأبناء الأصفر كما جاء في الأثر هم من أبنا ء جلدتنا اليوم. كيف لا نمسي طوائف وتدلهم النفوس وقد غادرتها القلوب بالعربات المصفحة. ستطور اللغات ليحذف منها الضمير بكل أشكاله وأنواعه المتصل والمنفصل ،الظاهر والمضمر … لا للضمائر في اللغات ذلك أحد تجليات العولمة و ليس متطلبات لغة "السبرانتيك"... بل ما يريده الكبار الذين يديرون الدولة الأعظم تدوم للأبد . هناك ليس سلطة بل مؤسسات يديرها الأفراد من خلف الستار هم الذين يقررون المصير...
الله اكبر ولكن الله ليس له في كيف! يدير الإنسان حياته ويدمر حياة الآخرين . هناك أفراد بعدد الأصابع يقضون على كل شئ ،المؤسسات ما هي إلا وسائل وأقنعة قد نعرف أسما أوأسمين وهم كثر ، منهم من لا أحد يعرف عنه شئ هم أصحاب " البيكار" لا يحبون النور، يستعينون بالشموع لأنهم في أقبية وأنْ نراهم في الطرقات، لهم أروح الخفافيش ومصاصي الدماء، هم من يسن القانون ويرسم الغد ،ومن عقود تعاهدوا ووثقت العقود عند كاتب عدل عبر البحار . يقول، أخواننا في مصر في الشهر العقاري ونسخ طبق اأاصل محفوظة والعصا لمن عصى. لاتستغرب كل العارفة أوصدوا الأبواب ولم ينج أحد، عبر الكوى داهموهم ،فر منهم من فر ومنهم من ينتظر قالها" الإمام علي (ع)"، أصحابي قضوا نحبهم وأنا من ينتظر أنْ تخضب تلك هذه وأشار برأسه وذقنه. آلا تعرف مراكز البحوث ذلك؟. في جيوب كل واحد منهم ممحاة بحجم وطن ولديه النية والتصميم أنْ تمسح الذواكر والمرتسمات والخطوط وتمزق الخارطة شر ممزق ويعيث بالعقول ويأكل القلوب والأكباد وينصب على كل مفترق ينصب ديجورا ...لن نرى الجسور والمقتربات لن نتعرف على جزرات الطريق ستضيع معالم الدرب فلا صوى ولا علامات ولا دليل هيجوا الرماد ونشفوا حتى الترع والجداول. العقارب وأفاعي "سيد دخيل" و"زهرة النيل" والسرطان ،مدن تباد وبنوك استعانت بالحفارات لترفع لتعمق مستودعات خزن المال السحت الذي هرب ويهرب وهم في الفنادق .يمروا في الطرقات مع كل منهم لواء كامل العدة والعتاد. يعمموا الفساد ويفتون بذبح البشر ويعلبون الرايات منهم أنيق بربطة العنق وفي لندن أو أستوكهولم يرتاد البار ويكرع الجعة يفضلها هولندية أوألمانية ولا يشرب غير "الشيفاز " ، ولكنه لا يأكل لحم الخنزير ،لحم البشر ممكن والأفضل لو كان لخديج . بعد جلسة شرب وقبل النوم يفتي بالهاتف الجوال للمرتزقة أن ينفذوا غارات على أمنين ويلصقوا تحت سيارة فلان عبوة ناسفة ، ويخطفوا علان ويتصارعون وفي الإعلام وهم شركاء في الدم والبون...
..وهذا نداءُ "أبا ذر" يطوف في أقبية الزمن المعتوه 
……………….مُنطلقاً من (الرَّبَذة) يلوّحُ للفقراء 
…………………..بارتداء الكرامة وقلع جدار الجوع 
………………………محذّراً طغاة الأمة
………………………مُعلِناً أنّ الدينَ المعاملة
………………………..الدينَ العدالة
……………………….الدينَ الحبَّ والسلام
..كانت النوارسُ مذهولة
…….تسبحُ في فضاءٍ من بكاء
…………….تستمعُ لثرثرات التاريخ المشوّه القراءة
………………………………..المُحتّضِرِ النّقاء 
…أَعربٌ نحنُ يجمعنا النَّسَبُ؟
………….أَم نحنُ سلالات غدرٍ؟
………………….عَواصفُ دمار؟
…………………بِرك ُ بلادة وغباء؟
………………ندينُ بدين غير دين محمد؟
..ايها الحاملون رايات الدين سفهاً…دجلاً
………المُدمنون على جزِّ الرؤوس
……..القاتلون الأمل..القصائدَ …الغناء
..لانريد ديناً أحمرَ يفرّقنا
..لانريد ديناً لايعشق الصباح
هذا الذي نال" الربذي" المتفرد في دينه ودنياه كما أصحابه والخلصاء يتزعمهم سيد الغرباء إمام الهدى. ألم يكن بمشاورة وإشارة من "مروان بن الحكم" وحمل عثمان الوزر؟ إنّنا مع إناس لا يريدونا أنْ نقرأ كما أفتى فقهاء اليزيدية قبل عقود تحريم القراءة والكتابة... أنْ يكون الثمن للتخلص من نظام خاص لافقه ولا علم ولا معرفة. قال "معاوية بن سفيان" "-لصعصعة بن صوحان"- :قل لصاحبك ويقصدالإمام علي( ع) "سأتيك بالآلاف ممن لايفرقون الناقة من البعير"...ولا نريد أنْ نسترسل في الحكاية، ابحثوا عنهافي كتب التاريخ. الصحابي الجليل الثمانيني يضرب ويهان وينبذ إلى حيث لا ماء ولا زاد وسط الصحراء ليموت وحيدا تحت سياط الشمس الحارقة ،لا من يكفنه ولا من يدفنه المسلم الصحابي التسعيني" عمار" ابن أول شهيد وشهيدة في الإسلام... يقول ،-عنه قائد عربي مسلم :هو الزنجي من أشعل الفتنه لأن "الرسول (ص)"قال: تقتله "الفرقة الباغية ". طوبى للفقراء والمساكين والغرباء في كل أرض..
طوبى للشهداء
طوبى للغفاري الغريب
هل ينتظر من السارق والقاتل رحمة؟؟ انتقتهم أمريكا إلتقطتهم من زواريب ومواخير وأرصفة وأزقة الموبقات في الغرب فكيف تريد أنْ يشيع النور ؟!. لماذا لا يوقظوا "الزومبي" وهم قد اشتروا النباش ليخرج ما باد من الرِّمَّةِ وهم ينفخوا به الروح ليطارد الأحياء والاموات.،تسللوا باسم الخشخاش والتاريخ المظلوميات ...
أعادونا قرونا للوراء. موروثنا مقرونًا بحوارات ناضجة هذا "سفيان الثوري" وذاك "الحسن البصري" ...هنا" النعمان" و"أحمد" و"الشافعي "رجال يتحاورون ويتجاورون كما كان الصحابة الأولين لما تفعلوا أحديث الأحاد وروايات شاذة ليس لها إسناد .ما شاع أيام " آل بويه و"آل سلجوق "و"إسماعيل " و"عباس" و سلاطين "آل عثمان". في الربع الأول من القرن الجديد ذلك الكيان المتجبر المسخ يريد أن يعيد لمفاصله الحياة لتموت البشرية. المهم إنهم يعيشون في رفاه، والكبار بالعدد الذي لايزيد على الأصابع يتحكمون بالعباد، تلك شركاتهم ماذا فعلت في السودان وما صلتهم بال"تبت" وال"شيشان" بضعة أشخاص لهم اعتقاد واستقلوا بأنفسهم تم سحقهم وقتلهم وإبادتهم عن بكرة إبيهم ،استخدموا الغاز القاتل حتى لعوائل تلك الطائفة . ما علاقة "جو بايدن" ب"عمار ابن ياسر "و"الفاروق" و"عثمان " ؟ . جر الناس إلى المهالك وعمم الموت والجهل والسحت الحرام عبر يافطات الدين والمذهب ... بالتاكيد لا يرغب الأشرار بالنهارات والصباح وحتى يعم الهندس(الظلام الشديد الحلكة) يمنعون إشعال شمعة وقد خربوا الكهرباء .تنحوا عن الدين ياطلاب العروش والكروش. ما اختلف فيه 1400 عام لن تحسمه ما تفعلون. اإاحن والبغضاء ليست من الدين الذي هوالنصيحة.
يقول "الزمخشري" في "الكشاف" " أبوحنيفة " يفتي سرا بوجوب نصرة "زيد بن علي "وحمل الأموال آليه وقال ،بالخروج معه على اللص المتغلب المتسمى بالأمام أو الخليفة الحاكم .يخرج من يقول: إن" النعمان" يحرم الخروج على السلطان كيف أتيت مع المحتل، إذن؟ وتعيد ماقاله" المقريزي "في النزاع وتخاصم على أن "يوسف بن عمر" والي الشام على العراق إرتقى منبرالجمعة وقال :" من فتح باب الفتنة وسفك الدماء هو "علي (ع) "و"صاحبه الزنجي " يعني" عمار بن ياسر" وهو الصحابي الجليل الذي" سمية" أمه أول شهيدة في الإسلام وبها كان أهل الجاهلية يعيرونه بها ويسمونه" ابن سمية " ،ثمة رجل أخر يسمى "ابن سمية" شهد الناس " سمية " خرجت بعد دخول" أبو سفيان " عليها (كانت من ذوات الرايات الحمر ) وهي تقطر ماء والسنة تقول ، للزانية الحجر والطفل للفراش... وقد نسبه "معاوية" إلى أبيه "أبو سفيان" وذلك ليس بالسر وكان الدافع هو كسبه لصفه في قتال" علي (ع)" وصحبه . والصحابي الجليل "عمار " هو الذي شتم "خالد بن الوليد"الذي قتل "ابن نويرة "ودخل على زوجه بنفس الليلة دون عدة. واشتكاه للخليفة فما شكاه. ماذا ترجعون إلى المغرض ومن تحت ضبن سلطان ك"القاضي الاندلسي "صاحب" ابن حزم ""ابن عربي" -هذا الأخير غير الزاهد الصوفي العظيم -الذي يقول هذا الذي جلس للقضاء إنَّ" الحسين" قتل بسيف جده ليلمح أنّ الحسين (ع )خرج على إمام عصره الإمام " علي (ع)" فارس الإسلام قيل حرقت داره عليه أو كادت لأجل أنْ يبايع ،و كسرتضلع "الزهراء فاطمة" وفقدت محسن... وهي يبين" شريعتي "أنها لم تعش إلا أسابيعّا بعد وفاة والدها وأين كان داحي باب خيبر... من الضفتين ممن ليسوا من الدين والمذهب بشيء و لا يفقهون من الذين عاشوا في الغرب عقودا وهو اليوم رجال حكم ودين في العراق الأمريكي . هنا من المتشددين وفي موطنهم حيث أسرهم متسامحون يعيشون حياة الغرب بأعراف الغرب وقوانينه... أتركوا الدين لأهل الدين أيها المنافقون الدجالون ،كم منكم من كان يتلقى أجور من جهاز المخابرات ؟؟. أهل الداخل الأغلبية التي عانت الحصار والحرب هم من خارج السلطة ، الذين تكسبوا من حكم ما قبل 2003 وكانوا في عربات قطار النظام السابق الخاصة الكثير منهم ضمن مركب سلطة اليوم ... لماذا الطبيب والمهندس والعلماء هم الأزلام وممن وقع عليهم القتل والتهجير ؟ وسم جبهته وضع عمة السيد أو عقال الشيخ ولبس ثيابًا فضفاضة من الصاية أو الثوب" الدشداشة" للركبة وجلس للفتيا في السياسة أو إمامًا في جامع... يفتون أنّ مال السحت يطهر بالزكاة والتخميس ويعيشون في دور مغتصبة ويرفعون راية الإسلام . يذكر" العقاد "عن" المسعودي "إنَّ أهل الشام صلوا الجمعة خلف خليفتهم يوم الأربعاء حيث اقتضت مشيئة الحاكم عند مسيرته إلى" صفين" وكان ذلك بقبول محدثيين وقراء قرآن... ﻻيتساوى الطلقاء مع المبشرين بالجنة ولا المؤلفة قلوبهم مع الخلفاء من الراشدين. كل كتاب في السوق اليوم في اللا هدى واللا مرشد واللا دليل ...الناس تطالع الغث والسمين من "محب الدين الخطيب "إلى "القاضي ابن عربي" ومن "سيد قطب "حتى "أبي محمد المقدسي" مرورَا ب" المودودي" ... لا أحد يعود "للثوري" ولا لأئمة المذاهب عودوا إلى "موطأ مالك "و"مسندأحمد" و"الأم ،للشافعي" بل لتقرأوا:" البخاري "و"مسلم" و"سنن الترمذي" مع أنهم رجال وأنتم رجال كما قال ،"النعمان" عن التابعين ،فتواهم ليست سندًا أنْ لم تصل الرسول عن من عرف بالصدق وليس من أورد أكثر من عشرة آلاف حديث ولم يرافق الرسول إلا أياما طلبا للزاد... أرجعوا إلى "ابن قدامة "و"ابن رشد الحفيد"... خذوا بعد التيقن عن" عائشة(رض) "أم المؤمنين وعن"أم سلمة(رض)" و"فاطمة (ع)" "و"عمر(رض)" و"علي (ع )"... أيعقل أنَّ هؤﻻء ومعهم العدد الأكبر من المقربين للرسول ومن على شاكلتهم وأزواجه وبناته وربيبه وابن عمه والأخ وحتى" ابن عباس"و جميع من هوقريب من الرسول لوجمعت ما نقل عنهم مجتمعين لن يبلغ عشر ما نقل عن أخرين أبعد عن الرسول ومقامهم من العامة وليس من الخاصة ...هناك مئات وألوف يعدون من الصحابة وهناك من كتب تحت حد السيف وشهوة المال عام الأمويين والمروانيين لا تقبل بيعة الإكراه وهي باطلة فكيف بالأحاديث الشريفة ؟...
قصيدة "العنوز" تجبرنا لنخوض في ما نحن غير معنيين به فتعيين التيمة وتجليها تدفع القارىء للخوض والتأويل والدلائل تجعل الناقد يتعمق في المداليل من التنويه إلى ما خطل من يعتقد بأن التيمة متماسكة في النص الحداثي بل هو العكس التيمة تكون زئبقية والنص يكون متخما بالتيمات المتعددة المتصاهرة والمتظاهرة المتناقضة والمتشاكهة وثمة تيمة مقصدية يتوخاها الناص وقد يخفيها أو تضمر دون وعي منه ذلك ما يعمل النقد على تحريه وتبنه وتأويله ... يقول" د. علي الوردي"في "مهزلة العقل" ""حين نقرأ اليوم كتب المتعصبين من الشيعة وأهل السنة نجد تلك المكيدة الأموية واضحة الأثر فيها فالفريقان يكادان ينسيان :معاوية" وما فعل بالإسلام، الجدل القائم بينهما في معظمه يدور حول تلك الخصومة المزعومة بين علي والشيخين …ولو انصفوا وتبينوا الحقيقة وقالوا بالحق : إنَّ "معاوية" في حياة "عمر" غيره بعد وفاة" عمر". "معاوية" كان من الدهاة وهو يستطيع أنْ يلبس في كل حال لبوسها" لماذا سحب الجند من حول المدينة بعد استشهاد الخليفة الثالث؟ ولما لم يتدخل لحظة تسورهم دار الخليفة؟ ما قاله "عمر ابن العاص" صاحب الخاتم وكاشف العورة والذي أشبعه الفاروق ب"الدرة " ضربا، وصاحبه الداهية الأخر الذي يملك "لؤلؤة "قاتل الخليفة الثاني ما جمع الدهاة الثلاث وعلى ماذا اجتمعوا؟. إعادة كتابة التاريخ وتنقية التراث من عقلاء القوم أوترك الأمور على عواهنها... عندما جمع "نادرشاه "علماء السنة والشيعة وهو مقبل على تثبيت مذهب خامس وهو كان ليس من الشيعة تذكر المصدر ،أنّ ممثل الشيعة خطب فكسر "عمر" وهو ممنوع من الصرف -ذلك مثبوت في كتب موثقة ومتاحة- قال، كبير المفاوضين السنة إنّه كسر الراء للانتقاص ، هذا قبل قرون وبين كبار الفقهاء فكيف اليوم وبرعاية المحتل . اليوم أنتم يامن لاتعرفون حتى أصول الدين... أيها السادة هو النفق المظلم ارمعتم العفن والمتهالك وضعنا الاحتلال فيه وضيعنا مع والإمعات و:الديوشرمة:... من لا يعرف أين تقع" أوزبكستان: وهو رئيس دولة كبرى و يتحدث عن الشيعة والسنة ،هو لا يدري أنَّ "جورجيا" غالبية سكانها مسيحيون و يناقش شؤون الأكراد ويضع الكيبة ويتمسح بحائط البراق ويحاضر عن تاريخ القدس... من العرب من هم الأعراب وفي المصحف هم أشد كفرا ... نصبوا حكامًا و كرسي عرشها مستورد ...المال مغير الأحوال لقد أصبحوا يتحكون بمصائر أمة من الحضر وأهل الحضارة ...
بيد إن مصيرنا بات بيد الأعراب والذيول والمرتزقة ...
عندما زار "بغداد "في أحد مؤتمرات القمة حاكم منهم في الصباح كان يأتيه حليب الناقة من بلده لأنه لا يعر ف أن يفطر إلا على ذاك الحليب الذي لا يعرف غير ... خسر العراق ترليون دولار والناس جياع والكهرباء غير متوفرة والماء شحيح والبطاقة التموينية من الأموات الذين ذبحوا من الوريد للوريد. من لا يبال بذبح الإنسان وتهجيرة ويساعد على سرقة البنوك وتدمير المصانع وقطع الماء عن الحقول والحدود بلا رقيب وبلاد دون غطاء جوي ولا دفاع وجيش يترك واجب الخفارة ليقيم الصلاة وقاضي يقطع المرافعة مع الأذان وصلاته تطول أكثر من ساعتين بمعنى حتى نهاية الدوام ... ومؤسسات تقفل مع صلاة الظهر...توقف حياة الناس والأعمال في العام أكثر من مئة يوم تقطع فيها الطرقات وتوقف الوظائف. تكسر الأبواب بضربات القدم في الثالثة فجرا والناس نيام وتقوم الساعة في ذلك الدار ثم حتى دون اعتذار أنه أخبار كاذب وفق المادة /4 إرهاب . أنت في الشارع العام ولا تعرف أتعود أملا لدارك فقد تخطف أو تقتل أو ينالك انفجار أو يلقى عليك القبض دون أن تعلم من ولماذا ربما تشابه أسماء أو وشاية مخبر سري ولاتعرف متى يفرج عنك... قال ،"بوش" "المنطقة الخضراء " أيام النظام السابق في بغداد وسبقه "كلنتون" تساوي مدينة !!!اليوم مساحة "السفارة الأمريكية" و"البريطانية" و"الأسترالية" أكبر من ما كان يسمى "المنطقة الخضراء" و تلك المنطقة تشغل اليوم ثلث مساحة كرخ بغداد أي أن الديمقراطية وسمعتها أضعافها مضاعفة ... لو تعرضت لاسم ما لا تحاكم ولا تسجن بل تباد مع جارك وجار جارك وهي سنة سنها الأمريكي وصارت تقليدا لأن من درب وضع قواعد إشتباك هو المحتل ... يعتبر أهل المدن أعداء وتلك عقيدة الجندي الأمريكي في كل مكان الميدان الحربي ساحات المدن الأمنة وراحوا يبتكرون اساليب يتفوقون بها على ما علمهم الأستاذ . بدل "الجَامِعة" و"شريط التقييد" أقرب سلك متين يقطع وتربط به وبدل الأكياس التي توضع في الرؤوس قميصك والفايلة... يطلب الشاعر، أن لا تذهل النوارس وعلى دجلة الشحيحة الماء تطفو جثث الأموات ؟ لقد تم اصطياد غالب الحمام المطوق واستخدم للطعام ، باعوا السا حات العامة فككت مستشفيات من الأرقى وبيعت خردة هي والمعدات فككت مصاف للنفط وبيعت لدول الجوار ... "د.علي الوردي "يقول:" أود أن أخاطب المؤرخين وأعيد عليهم السؤال مرة بعد أخرى: أكانت الخصومة المزعومة بين "علي "و"عمر" موجودة في حياة علي وعمر أم اصطنعت بعد وفاتهما؟ ومن هو الذي اصطنعها واستفاد منها؟"... بدورنا نسأل كنا لا نعرف هذا من أي طائفة وكان الكردي والمسيحي والمندائي في كل الحارات ومنهم أصحاب ولا يعنينا أنْ نعرف من أي قومية أودين أومذهب فكيف تفجر ذلك الأمر بعد 2003 ،من اصطنعها ومن استفاد منها؟ تصدق نحن أجيال نغني مع الحصار نقيم حفلات باليه والفرقة السمفونية العراقية لها مواسم ونعود لدورنا أحيانًا عند الرابعة صباحا وأبوابنا مشرعة ونحن نيام ، ونترك سياراتنا دون إقفال في الطريق العام ...عندما كان للدولار قيمة كان وسط الكفاح يتجول تاجر السكائر ومعه مئة ألف دولار بيده دون أن يخاف أن يسلب ... أتريد للنوارس أنْ لا تنتحر وعلى ناصية الطريق يقتل الناس على الهوية أو دون سبب ؟...هناك ما لا أتوقف أمامه في النصوص لأنني أسعى لتضميد ما استطيع ليبقى ثمة أمل .. الشق أوسع من الرقعة بمئات المرات ولا حيلة لنا ... "ابن سبأ "عد تارة عربي وتارة فارسي، مرة شيعي وغيرها سني و وقيل أن من يهود اليمن وهو يكنى "ابن السوداء" وهي كناية أهل الجاهلية ل"عمار بن ياسر"، ابحثوا ليس عنه بل عمن أطلقه من قمقم الظلام؟، من أنطقه كل اللغات؟، من وضع على رأسه العمامة والعقال واليشماخ؟. من سَيّد الذعر؟ من أطلق حملة الرايات السوداء؟ من أدخل أحزمة التفجير التي صنعت في أفغانستان والشيشان؟ من يطبع كتب فتنة السلفية الجهادية؟. من لا يقبل تغير قوانين زعيم السراق برايمر؟ ما علاقة الكونجرس الأمريكي بزعيم ديني وزعيم قبلي وطبيب صار زعيم طائفة؟ ومن أجاز فتح مكاتب للدجل والشعوذة ،من وراء كل القنوات الفضائية التي تشيع برنامج الأبراج وقراءة الحظ والطالع والمستقبل والكف والفنجان والشعوذة؟ من أغلق الماء عن بلاد مابين النهرين؟ من أباد البساتين؟...إنَّ "عمار" و"أبو ذر " كانا من حزب واحد هوحزب العدالة الاجتماعية ولكنهما يختلفان في الزاوية التي ينظر كل منهما إلى الأمر. ذلك بدوي إعتاد في حياته القبلية على الأشتراكية، وهذا حضري يكره السادة المتكبرين ويعتبرهم كفرة رغم تظاهرهم بالدين. و"الأشتر" ذراع "علي "الذي به يضرب كذلك" إبراهيم " ابنه من بعده وكان كصاحبه "الغفاري" و"عمار "و"صهيب" و "حذيفة "من الزهاد يتعبدون مع زعيمهم وطعامهم تمرات وقطع خبز يا بس ثيابهم الصوف الخشن تقادمت وقد تكون من الأعطيات.
..لانريد ديناً يرقصُ على جثثنا
……في متاريس القمامة …مكاتب الصيرفة
………….يذبحُ أحلامنا في أسواق الخيانة..الجهل…البلادة
…فنحنُ أجيالٌ تغنّي للحياة
……..مفتونة بالصباح
……..تزدهي بخضرة الربيع 
……مُورقة بالأمل…بالعشق…بالأُمنيات
..خُذوا دينَكم, دين الموت وارحلوا؟
يقول "محمود عباس العقاد ":*يروى أنّ "مسلم بن عقيل" رسول ال"حسين" في الكوفة أختلى ذات يوم بخصمه اللدود، "عبيد الله بن زياد ابن أبيه "، في بيت من بيوت الكوفة. وكان بإمكانه آنذاك أن يغتاله فينقذ الحسين بذلك من تلك المأساة الفظيعة، ولكنه لم يفعل، وقد سأله رجل عن السبب فأجاب "(منعني من ذلك حديث عن رسول الله ص حيث قال:المؤمن قيد الفتك ولا تفتك مؤمنا...) فقال. الرجل ،وهو متبرم أما لوقتلته لجلست في الثغر لا يستعدي به أحد …وكنت تقتله ظالمًا فاجرا"
يقول "د.علي الوردي "في "وعاظ السلاطين" إنْ أراد الشيعة وأهل السنة في هذا العصر أنْ يتحدوا فليرجعوا إلى شعارهم القديم الذي اتخذه "زيد بن علي" و"أبو حينفة النعمان"، "أي شعار الثورة على الظلم في شتى صوره... لا فرق في ذلك بين الظالم الشيعي أوالظالم السني...أنّ هدف الدين هو العدل الاجتماعي، وما الرجال فيه إلا وسائل لذلك الهدف العظيم.
يقول "الرسول (ص)":" حب الوطن من الإيمان ويقول "الحسين بن علي( ع) ":إنْ لم يكن لكم دينا، فكونوا أحرارا في دنياكم"ويقول في نهج البلاغة الإمام "علي (ع)": لبئس لعمرو الله سعر نار الحرب أنتم، تكادون ولا تكيدون. وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون. غلب والله المتخاذلون"
يقول "د. علي شريعتي" :إنّ كربلاء مدرسة ثورية عظيمة، فإذا كان الأستعمار الخارجي والإستحمار الداخلي، والأمراض السياسية والفكرية قد عملت لقرون، وأحدثت آلاف الأفعال والانفعالات الكيميائية القديمة والحديثة حتى حولت عنصر الدم إلى عنصر الأفيون بحيث تخدر به لا أن تحرك، ينبغي آلا يغفل المفكر الواعي عن هذا كله ويجعل معيار الحكم ما يراه الآن بعينيه كما يراه عامي مخدوع غير واع".ويقول: إنّ الانتظار نوع من الحتميةالتاريخيةلصالح انتصار الحقيقة والعدالة والناس، نوع من النظرة التاريخية والمستقبلية والإيما ن بمصير الإنسان، ومرور الزمان على الزمان على اساس رؤية كونية إسلامية خاصة، كما يوجد مثل هذا الإيمان في الحتمية التاريخية في الفلسفة العلمية ...وبقانون الجدلية التاريخي"...
ما نريد قوله، إنّ ما قامت به "الديوشرمة "من تحطيم القيم في المجتمع وتخريب النفوس ودفعت لاختلاط الانساب مخططًا مدروسًا لبعث روح البداوه والريفية و تغليبها على روح الحضارة والمدنية التي كان العراق يسير فيها فالأطراف غزت المركز والنواحي هاجمت المدن وتسلق المتخلف والجاهل سلم السلطة ... "الديوشرمة" مارست أفعًالا يندى لها الجبين، وساقت الناس خلفها حيث نشرت النهب والسلب والقتل حتى شاعت مظاهر الفساد وعم الخراب وأريفت المدن وسحق الريف ... الأعذار على اعتبار أنّ القتلى كلهم من طائفية ما هو إلا بغية إخفاء نوايا الأطراف المتعددة التي شاركت بها ..."شمّرتت "الناس و"زكّرتتهم" ورغم إتباع المنهج "الإسرائيلي" في الفصل،" الكانتوني" لم ينجح المحتل ولكن نقول ،إنّه لن يمل طالما لم يتعرض إلى ما هو فادح فالمال ليس بذي بال هم يطبعون والنفط لهم ولا غطاء ذهب للورق الذي يتحكمون به بالعالم ومن مات منهم الغالب المطلق من المرتزقة ومن المتعهدين لا أحد يطالب بهم ولا سجلات لهم ولكن الذي زرعوه وترعرع في النفوس حيث القلوب أفرغت من عواطفها والضمائر بيعت مع منشآتنا والخوف يتلبس من لهم اسم أو هاجر أو قتل فالمفقود من عقد متى يعود؟ ...
"شلال عنوز" متلبس بالنور ألم يشرب الصباح؟ إنها إشراقات ما فتِئ يقول ، إنّ الصباح نور الله المنتظر ...الاستحمار بشكليه القديم والجديد عاهة مستديمة رحم الله "شريعتي "،ما لدينا فاق كل ما تخيل وتوقع من تشيع صفوي واستحمار دموي... متجبر متوحش مكتسح مهجن كل علوفاته معبئة من مراكز الدرس للسموم وتمارين مص الدماء يقول "شريعتي"" في الاستحمار القديم يستفاد من الزهد، الأخلاق، التصرف، الشعر، القومية، تعظيم وتجليل الماضي، الفلسفة، الشكر، الثواب، الشفاعة، والوصول الفردي إلى الجنة ودخولها... وفي الاستحمار الحديث يستفاد من التخصص، التحقيق، العلم، القدرة، الحرية الفردية، الحرية الجنسية، حرية المراة، التقليد، الاتباع، و …الدين الاستحماري، الدين المضلل، الدين الحاكم، شريك المال والقوة، الدين الذي تتولاه طبقة من الرسميين الذين لديهم بطاقات للدين، لديهم إجازات للاكتساب وفيها علامات خاصة تنبئ عن احتفاظهم بالدين وأنهم من الدعاة ولكنهم شركاء الأثنين المذكورين (المال والقوة أي السلطة). في واقع استحماري استذأب وتضبع الحمار أصبح من أكلي اللحوم والأفضل لحوم البشر وكلما كثر الدسم للعالِم أوالشاب أو النابه أوالعلم يكون التهامه أشره أي علوم وأي سقاية ومعها أهل الريات؟"
مول العنف الوهابي مال الخليج... برعاية الغرب وهو الذي كان يجري من عقود طويلة ،فالخليج مجرد محطة تدار من الغرب والسلطة هناك هي وكيل ... الصفويون بكل عنف وقسوة دمروا البصرة وبغداد والموصل في حروبهم مع السلطنة وشاهد بشاعتهم "جالديران "حيث الجماجم جبال... والبصرة دمرت وأحتلت أكثر من مرة والموصل قصفت بالمدافع الثقيلة وبغداد لحق بها أضعاف ما نال البصرة وكان لقرون العراق تحت نير الاحتلال العثماني البغيض ... تلك دروس جزيرة "كوام "ووصايا العم "نغرو "وبإشراف أهل الكيبة ومن الشوفينيين يلقنوننها للمرتزقة لتحفيزهم على القتل والتخريب... كان الاستحمار الموصوف من" شريعتي" مجسدًا في عراق مابعد دعوة مغول العصر ... من يتمعن في كلمات "شريعتي "يجد المصاديقها هنا، فالطبيب الاختصاصي يخطف ويقتل وهو حال الأستاذ الجامعي والطيار وكل كفاءة... ابن العشيرة يتعاطى أقراص هلوسة ومخدرات ويقوم بانتهاك العرض والسطو المسلح والخطف والقتل بقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والحرق والكي واستخدام المثقب وألة اللحام وتمزيق الأجساد ورش الملح منه مع اليود ومنه الخالي من اليود وبتر الأعضاء ... بعد الانتهاء من تجارة الاثار والمحفوظات والمخطوطات التعامل بالأعضاء البشرية... الأمريكي مارسها في أفغانستان وأهل الكيبة تعاطوها في فلسطين ولبنان...نشر المخدرات بل زراعتها وتصنيعها. والفقراء لهم شم" الثنر "و"السكوتين "وشراب معالجة السعال ...فمن أين سيمرالصباح؟ العجلات بالعلامات الرسمية تمارس الخطف والإغتيال، وحمايات المسؤولين وجدت أدلة موثقة أنها تمارس التفجير والقتل و بإشراف وزراء ونواب وقادة أحزاب ورجال دين وسفارات... اعتقلوا الصباح ولو حضر أحد الأولياء لاختطفوه وساوموا الله عليه... إنها نوبات فقدان الإنسانية والحلول للمسوخ المهجنة والمعدلة وراثيا،
والله تحجبه سحب السخام ،
إنّ المسيح لو قام سيطلب العودة للمنام،
وتريدهم أيها الشاعر، أنْ يرحلوا ،إنّهم لايقيمون في هنا فلهم فلل وشقق في أرقى أحياء المدن الكبرى ولهم إقامات في عمان ودبي ولندن ونيويورك وجدة وقطر وطهران والكويت ... لمن استحمر وتغول واستمكن وتمكن والدم يقطر من أنيابه ومخالبه ماذا يقول الشاعر؟... هناك ممن شيدوا الحصون والجدر كيف سيرحلون؟ سلاحهم ما تعلموه و أفيونهم استحمار العباد... حسبنا الله ونعم الوكيل …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل