الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة ما هي و ما لونها

المهدي المغربي

2022 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أَ هِيَ موجة اليأس الرحيم ؟


كم من مداد سال حول هذا السؤال التاريخي
" ما العمل؟ " ! لالالا
كم من مداد سال حول اقتراب اللحظة الحاسمة! لالالا
كم من مداد سال حول اسباب اتساع الهوة ما بين الثوريين و الجماهير! لالالا
كم من مداد سال حول نقد تدني الوعي السياسي لذا الناس! لالالا
كم من مداد سال حول الازمة الذاتية و الموضوعية! لالالا
كم من مداد سال حول تذبذب و حربائية المثقف! لالالا
كم من مداد سال نظريا حول الفرق ما بين الحركة و الانتفاضة! لالالا
كم من مداد و قذائف السباب نزلت على راس النظام المستبد! لالالا
كم من اطنان النوايا حطت لتذويب جليد الخلافات ما بين الرفاق في الهم المشترك! لالالا
كم من مداد النقد الذي سال حول مسلاكيات المناضلات و المناضلين! لالالا
كم من مداد سال حول اشكالية التغيير بدل اشكالية الذات المناضلة المازومة! لالالا
كم من مداد سال ابيضا و لم يكتب شيئ! لالالا
كم من مداد سال حول الجهد الذي يضيع في غير محله! لالالا
كم من مداد سال حول نقد سياسة الاجترار و الانتظارية! لالالا
كم من مداد و حبرٍ سالاَ لاجل تفسير راس المال و شرح البيان الشيوعي! لالالا
كم من مداد و حبرٍ و وقت استغرق تفسير كتاب "نقد الفكر الديني" ! لالالا
كم من مداد سال حول نقد تعشعش التحليل الخرافي في عقول الناس! لالالا
كم من مداد سال حول نقد سُعار التكتيكات بدل تحديد الاستراتيجية بكل وضوح و العمل على اجندتها! لالالا
كم من مداد سال حول نقد بطء حركة عجلة الصراع الطبقي و كأنه يدور "بالبَرَكة"! لالالا
كم من مداد سال حول نقد تغييب المرأة من العمل السياسي! لالالا
كم من مداد سال حول الكلام العلمي الذي لطّخته الايديلوجية! لالالا
كم من اطنان الثقة التي وضعنا في نجاعة الماركسية و سالت بحارا من المداد تزكية لمبادئها! لالالا
و كم من مداد سال حول دور الايديلوجية بدل النضال المباشر!لالالا
كم من مداد سال حول نضال الظل في عز ظل شمس بلادي المحرقة! لالالا
كم من مداد سال ملأ بحر القيل و القال و بحيرة المعنى تظل جافة! لالالا
كم من منصات و مناظرات و صالونات ملأت الدنيا لغطا
و الناس لم تعد تبالي و تكاد تصدق ان هؤلاء مُصابون بل قل هو كذلك!
كم من الوقت ينقصنا كي نكف عن الكتابة بالاصابع و نعوضها بكتابة الارجل على الارصفة فهناك كذلك مدادا نوعيا حثما يسيل و يسيل بكثرة لا مثيل لها في ما مضى!

مقدمة في الموضوع

تبدوا هذه جملة من الاسئلة بديهية و لو انها تختزل الكثير من المعاني السياسية و الاشارات المنبهة لما وجب ذكره او التذكير به
حتى لا نسقط في متعة راحة الغفلة و نستحلي لذة الاجترار امام قضية كبيرة و متشعبة المنابع و الامتدادت و التداعيات الا و هي ثورة تقرير مصير شعب من الفقراء
ففي لجة الايام المتراكمة الاحداث تتزاحم فيها واجبات العمل بشقيه السياسي و النضالي الى جانب الالتزامات الموكولة لشرط البقاء و ضمان القوت اليومي من خلال الثماني ساعات الاجبارية نوعا ما في طاحونة الانتاج و اعادة الانتاج من داخل المنظومة المتحكمة تعسفا في ارزاق الناس من الطبقة الادنى الى الطبقة الوسطى مرورا بجحافل الفقراء المقهورة و المرمية على هامش الهامش

ما وجب ذكره ليس ترفا او امتلاء لغويا و لا كذلك دردشة جاء بها سياق اليومي و التداول المجاني و انما هي ضرورة الضروريات و بما ان للضرورة احكام فلها كذلك تداعيات و تطورات تطال كل جسم اليسار المناضل في ما مضى و ذلك في راهنية الظرف الحالي و ما ادراك ما نحن فيه من ظرفية اشكالية على كل المستويات و ايضا المتازمة بكل المقاييس السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الايديلوجية و المذهبية

الدخول في صلب الموضوع:


الثورة ما هي و ما لونها



التصور البعيد المدى اي الاستراتيجية المرتبطة بتقرير مصير الشعب المغربي معروفة لدى كل اليسار الجدري بمختلف ادبياته
الا ان الاشكال الجدير بالطرح و التداول بلا اولويات و لا متأخرات المرحلة
هو انجاز الخطوة الاولى في تكسير الجمود و الكسل النضالي و تقوية المبادرة في اشعال الشرارة التي تدفع بالجماهير المتضررة مما هو قائم و معاش في بلاد سلطة المخزن القمعية و الجبروت و فيروس الاستغلال في عمق الطبقة العاملة و عموم الفقراء تدفع بالكل الى حلبة الصراع على المحك الطبقي

اذن الهدف الواضح في هذا الامر و السديد و الثوري من دون طرح و تكرار سؤال متى؟ هو التفاهم على اشعال شرارة النزول الى الشوارع و الساحات في افق الانتفاضة الكبرى وشل هياكل الانتاج بسلسلة اضرابات متواصلة و انضاج اللحظة الحاسمة من دون تردد او تراجع لان كلما يدفع بالعجلة الى المنعطف مفاده في كل الابعاد هو تحفيز الناس على كسر الخوف من جهة و من جهة اخرى اعلان الاضراب العام و التحفيز على شجاعة النزول في افق انقشاع بوادر الثورة الديموقراطية الشعبية كشرارة شعبية تغطي كل المدن الكبرى و كل القرى بل قل كل الوطن

و حسب فسيفساء الرقعة السياسية و تجاذب الاطراف المؤطرة فهي بالتاكد في مرحلتها الاولى لن تكون لها قيادة واحدة بل قيادات و تطور الاحداث و سلطة غليان الشارع ستفرض و تؤهل القيادة المنسجمة لخوض المعارك الثورية و تنظيم هياكل الدولة الفتية و اخذ القرار السياسي في محاكمة النظام البائد و نسج التحالفات جيوبلتيكية مع الجيران و الدول الحليفة و الصديقة

اقول شيء من الفوضى لا مفر منه بحكم طبيعة المجتمع و منسوب الضغط المرتفع في نفوس الناس و المواجهة الميدانية مع النقيض بكل تركيبته المعقدة و قد تحدث انفلاتات مع تطور الاحداث الا ان قوة الفعل المنظم و جهد الاطر المناضلة المتمرسة عبر الانتفاضات و المواجهات الميدانية و التكوين و التحلي بالمسؤولية ستكون كفيلة بضبط الامور بتبصر و تفاهم و عقلانية كي تمشي الامور في الاتجاه المنشود من دون مزاعم انفرادية او العودة بالشرارة الى درجة الصفر و مربع الاحتمالات و تضارب الآراء
اذن اما ان يمضي الخطاب الثوري الصريح في اتجاه التصعيد و المبادرة الجريئة او سيستمر الاعوجاج و الانتظارية المقيتة
من دون حدوث الخطوة الحاسمة تعبيرا على تأزم الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الى درجة لم تعد تطاق و استجابة لنداء الشعب المظلوم و المغلوب على امره سنظل ننفخ في الريح و يتحول الاشتغال السياسي اليساري الى تيرابي لمعالجة النفوس المكلومة بالوعي الشقي و فتح الباب لمناظرات صالون المثقاتي لمضغ الكلام و جعل مسالة الاجترار و الانتظارية مسالة لذة على مضض تدفع الى الاستئناس بدل تجلي ما هو مطلوب راهنا الآن الآن و ليس غدا


المجد و الخلود لشهيدات و لشهداء الشعب المغربي
و نضال مستمر حتى النصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟