الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تحقق الثورة الشعبية أهدافها الركائز والمعاير

عبدالقادر خضير قدوري

2022 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


متى تحقق الثورة الشعبية أهدافها/ الركائز والمعاير
ان وجود ازمة بنيوية شاملة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اي دولة كان صفة عدم الاستقرار السياسي هو السائد في ذلك البلد . وطالما وجدت محركات الشعوب ( الفقر والبطالة والفساد والتهميش ) لذلك تلجأ الجماهير إلى تغير النظام السياسي وتحسين أوضاعهم المعيشية . بدءا بحراك شعبي غالبا ما يكون تلقائيا وفجائيا . اي في وقت غير محدد وغير مخطط له من قبل . وان حدث ذلك يعني هناك وعي جماهيري بضرورة التغيير وممهدا لثورة شعبية ( اذا لم يحقق الحراك جميع أهدافه) . والتي تؤدي في النهاية إلى التغيير المنشود، اذا ما تكاملت فيها جميع ركائزها الأساسية { الفكرة الخلاقة و النخبة المنظمة و الجماهير الواعية } . وغياب هذه الركائز يعني اجهاض او خطف الثورة الشعبية الوليدة او حتى قبل أن تطرح ثمارها . فغياب هذه الركائز يقود إلى ثغره تغري المغامرين والانتهازين ، أو اية جهات منظمة مسبقا داخل المجتمع على ركوب الموجة وتشكيل الثورة المضادة .
● الفكرة الخلاقة
الفكر الخلاق تشتقه عقول المفكرين اللذين يمثلون عصارة وضمير العقل الباطن لمعاناة شعوبهم ، وتوافق فكري لان التوافق الفكري ينتج اهداف موحدة بعيدة وأخرى وسطية وقريبة . لان تشتت الأهداف، وغموضها يشجع الحكم القائم على الثورة المضادة . كما يؤدي إلى فتور همة أنصار الثورة .
ان الثورة الحقيقية هي ان يجري توجيهها من قبل مفكرين وهذا يعني وجود شرط تلازم الغليان الشعبي المتصاعد مع الأفكار الثورية . التي تحدد نمط التناقضات الاجتماعية التي يجب أن تحلها ، وترسم شكل النظام الجديد الذي تود أن تقيمه . فكما أن الأفكار الثورية لوحدها ليست ذات قيمه فان الثورة الشعبية بدون اهداف وأساس نظري للتغيير ستكون غير ذات جدوى ، وتنتهي الى غير ما يحلم به الثائرون .
●النخبة المنظمة
نخبة شجاعة تتبنى الفكر وتشكل قيادة ثورية متجانسة موحدة . والوحدة لا تعني الأحادية ولا التلاحم العضوي ، بل التشارك والاتفاق والتنسيق والتكامل لتفادي تشرذم مكونات الثورة وتشتتها لان ذلك يحرض على استضعافها والانقضاض عليها .
● الجماهير الواعية
تعزيز الوعي الفكري لدى الجماهير وان لا تكون قطعانا ديماغوجية يسهل التلاعب بها . لان نجاح الثورة مرتبط بنهوض وعي جماهيري ثوري، ودوافع الناس في الحاجة إلى تأطير وإشباع في برنامج وأهداف سياسية ثورية .

نجاح الثورة الشعبية وتحقيق أهدافها لا يقتصر على ركائزها فقط بل هناك معاير وأساليب لنجاحها وتحقيق جميع أهدافها وأبرزها:
◇ السلمية
انتهاج الأساليب السلمية لثورة الشعبية ، فبالإضافة إلى أنه خيارا أخلاقيا فقد أثبتت الاحتجاجات والثورات الشعبية العالمية السابقة أن أساليب السلمية اكثر قوة وفعالية بمراحل من جميع أشكال الاحتجاجات الأخرى. كما أن فرص نجاحها أعلى بكثير من فرص نجاح الثورات غير السلمية في تحقيق أهدافها، باي حال من الأحوال.
ان الشعب يمتلك قوة سياسية ساحقة اما الجيش وقوى الأمن تمتلك قوة سلاحيه ساحقة فالحفاظ على الانضباط السلمي يبقي الحراك الشعبي في الميدان الذي يتمتع فيه بتفوق ساحق كما يقيه من نقل الصراع الى الميدان الذي تتمتع فيه القوى الحاكمة بتفوق ساحق. كما أن سلمية الثورة ترفع من احتمالية تعاطف الجيش وقوى الأمن مع الجماهير الثائرة، واذا ما تحقق هذا التعاطف يقود إلى احد الاحتمالين، أما الوقوف على الحياد بين الطبقة الحاكمة والجماهير او الوقوف بجانب الجماهير وهذا سيؤدي إلى حسم ونجاح الثورة بوقت أسرع ونتائج اكبر . كما يجب في سلمية الثورة عدم التجاوز او إتلاف البنى التحتية او اي أضرار بالأشخاص او الممتلكات العامة والخاصة .
ويحتاج التغيير السلمي الى الذكاء العقلي والتفوق الاخلاقي . فبالعقل يمكن ابتكار وسائل جديدة وضرورية لرفض النظام القائم كما يضمن سلمية التغيير التفوق الأخلاقي على الخصم واتساع تأييد الشعب وكسب التعاطف الدولي فتتحول الثورة السلمية بخطوطها العريضة الى موضوع دولي وتدخل اممي وفق القوانين المتفق عليها دوليا .
◇ القوى العددية
ارتفاع فرص نجاح الثورة الشعبية السلمية الى قدرة منظميها على حشد عدد أكبر من المشاركين من قطاعات عريضة من السكان مما يؤدي الى تعطيل المرافق العمومية وإصابة الحياة اليومية والاجتماعية بالشلل ، مما يحقق تهديدا حقيقيا للسلطات الجاثمة على صدور الشعب . وتشير التقارير والبحوث المتخصصة بدراسة وتحليل الاحتجاجات والثورات الشعبية السلمية بمجرد ما يصل عدد المشاركين في الاحتجاج او الثورة الشعبية السلمية الى اكثر من ٣،٥ % من إجمالي السكان فإن نجاح الثورة يتحقق لا محالة بشرط أن تكون هذه النسبة المشاركة فعالة وليس الحظور لإثبات المشاركة فقط او التقاط الصور للذكرى وغيرها من الممارسات البعيدة عن النشاط الثوري الحقيقي .
◇ رص الصفوف
ان الطبقة الحاكمة سوف تشرع في تظليل وتشتيت الصفوف لذلك يجب تفويت الفرصة عليها في التلاعب بالهويات الفرعية والثانوية والانتماءات العقائدية. ويجب أن يتخطى الانتماء للوطن كل الانتماءات الأخرى وتعلوا الهوية الوطنية فوق كل الهويات والمسميات.
◇ الثقة
عدم التسرع في تخوين الثوار بعضهم بعضا ، لان ذلك يسيء لصورة الثورة ويجعلها عرضه لسهام الخصوم . فالغاية هي نجاح الثورة ، ولكي نشهد نهايات سعيدة لثورة حقيقية على الحركات الثورية ان لا تدخل في صراعات مبكرة على السلطة والنفوذ وان تتوحد على رؤية كاملة لمرحلة ما بعد إسقاط النظام وتقديم المشروع السياسي والاجتماعي والاقتصادي البديل للمشاكل التي سببها النظام المطاح به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا