الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جنون نيتشه و عقل رجال الدين

مازن كم الماز

2022 / 9 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يطيب لرجال الدين أن يسخروا من جنون نيتشه ، هذا هو انتقام إلههم الشرير من الرجل العنيد الشجاع حتى الموت ، حتى الجنون … إن الجنون فضيحة عامة ، و الفضائح العلنية هي بالتحديد ما يهدد به رجال الدين الآخرين ، خاصة من أمثال نيتشه ، إنها سلاحهم الأمضى ضد كل هرطقة ، ضد كل محاولة للتملص من شباكهم … يسخر رجال الدين من جنون الرجل ، لأن رجال الدين لا يصابون بالجنون ، إنهم دومًا "عاقلون" ، يستخدمون الله كي يصلوا إلى هذا "التوازن" و يحافظوا عليه … يحميهم إيمانهم من الأسئلة المحيرة ، من الشك ، من التفكير ، يمنحهم رباطة جأش لا تبارى أمام ألغاز العالم المحيرة … لا يجن رجال الدين عادةً و إذا أصابهم الشك أو ابتلوا بشيء من الفكر كما حدث مع الغزالي ، فإنهم قادرون عمومًا على تجاوز تلك المحنة دون "فضائح كبرى" … يسخر رجال الدين من استغراق نيتشه في الوجود , في أسئلته الكبرى دون وجل ، حتى الهاوية ، حتى السقوط الحر في الهاوية ، دون أدنى تردد أو وجل … يتوقف رجال الدين قبل الهاوية بكثير ، يستطيعون طرد شياطينهم بترديد كليشهاتهم و بالتوقف عن التفكير ، قبل الهاوية بمسافة كبيرة ، إنهم لا يجرؤون على الاقتراب منها ، يتحاشونها ، يبتعدون عنها ، يتراجعون ، يلفون و يدورون ، ينظرون إلى الوراء ، دائمًا إلى الوراء ، حيث السلامة ، يمسكون بعضهم البعض و يقمعون بعضهم البعض و يقمعون الآخرين كيلا يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام ، يسجنون العقل و الخيال ، يقيدون الروح و الفكر بقوة ، كيلا يحلقوا بعيدًا وراء المستحيل ، حيث يصبح الإنسان بعقله و روحه و قلبه حرًا طليقًا إلا من ممكنات العقل و نوازع القلب بلا أية مسلمات مريحة ، بلا أية مواقف مسبقة ، و بهذا يتحاشون الفضيحة المرعبة المسماة جنونًا ، و يشبههم في ذلك كل المؤمنين سلفًا بحقائق مطلقة لا يأتيها الباطل من أمام و لا من خلف ، بنفيهم حرية العقل و بتعطيلهم الخيال و بسجنهم للفكر في سجون أفكارهم المطلقة يستطيع هؤلاء النوم في نهاية نهارهم بعد أن تاكدوا من أن عقولهم مغلقة بما يكفي أمام رياح الحقيقة و أن أسوار حقائقهم المطلقة أعلى من أن تتمكن عقولهم و أرواحهم من التحليق فوقها ، و بين الخشية من أن يسموا مرتدين إذا فكروا خارج ما تسمح به عقائدهم و من فضيحة الجنون الذي يأتي مع خطر إطلاق سراح العقل و الخيال ليلحقا عاليًا فوق كل الأسوار و أبعد من كل المحظورات ، يبقون بمأمن من هذيان الحقيقة … العقول المقيدة جيدًا هي محمية جيدًا من خطر الطيران بعيدًا عن القطيع ، بعيدًا عن الحدود المسموح بها ، خارج السماء التي يعتقد بها الجميع ، إلى حيث يتماهى المرء مع الكون و يتجاوز كل المحظورات إلى صفاء جديد لا يعرفه المساجين و لا الحراس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إيدي على راسكم والنبي كباسكم قولوا لي : في أمل؟؟
ليندا كبرييل ( 2022 / 9 / 20 - 16:54 )
الأستاذ القدير مازن كم الماز

تحية وسلاما والرجاء أن تكون بأحسن حال

مفتي مصر السابق السيد علي جمعة أدلى بحديث مدهش إن دلّ على شيء فعلى عقل المنطق( المبدع المفكر المتفلسف المتعمّق المتبحّرالمتوسّع الرياضي) الذي حسبها عالطاير أن
(سيدنا عيسى المسيح عليه السلام رُفع إلى السماء منذ ساعة واحدة،( ملاحظة مني منذ ساعة بتوقيت غرينتش السماء) لأن اليوم في الملأ الأعلى اللي مدته 24 ساعة، في الأرض يساوي 50 ألف سنة، وبالتالي الساعة الواحدة في التوقيت السماوي بـ2000 سنة في الأرض، هذا يعني أن سيدنا عيسى رُفع إلى السماء منذ نحو ساعة بتوقيت السماء، أما سيدنا محمد فرُفع منذ ساعة إلا ربع، يعني حوالي 45 دقيقة-
منقول من آرتي

مفتي اضرب واطرح يخاطبنا بهذا المستوى من التحليلات التي يستقبلها العقل العربي المسطّح الفارغ على أنها حقائق

منشان الله إيدي على راسكم والنبي كبّاسكم قولوا لي في أمل؟؟
احترامي


2 - لا أمل يا ليندا ، لا أمل
مازن كم الماز ( 2022 / 9 / 21 - 00:36 )
لا أمل ، على ما يبدو


3 - لا أمل
ماجدة منصور ( 2022 / 9 / 21 - 11:30 )
و فالج لا تعالج
شكرا لكم
و للغالية ليندا محبتي

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية