الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة / الطفل شنودة مازال يبكى

مصطفى راشد

2022 / 9 / 20
الادب والفن


الطِّفلُ شُنُودَةُ يَبكَى
-------------------
بُكَاءَكَ الْمُسْتَمِرُّ يَاصغَيْرِى أَدمَى قُلُوبَنَا
بَعدَ أَنْ مَاتَ الضَّمِيرُ فِى بِلَادِنَا
بَكِيْنَا وَبَكَى الْعَالَمُ ،،،، إِلَّا حُكَّامَنَا
اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السَّفَاءُ مِنَّا
أَسَف يَاصغِيرَى
يَابْنُ الْأَربَعَةِ أَعوَامٍ،، نَزَعُوكَ مِنْ سَرِيرِكَ
وَأَهْلِكَ وَجِيرَانُكَ وَمَرحِكَ وَأَمَانِكَ
حَتَّى مِنَ الْعَابِكِ وَأَشْيَاءِكَ
وَتَلَاعَبُوا بِوَحشِيَّةٍ،، بِبَرَائَتِكَ وَمَصِيرِكِ
مَنْ سَيَهْتَمُّ الْأَنَّ بِطَعَامِكَ وَغِيَارِكِ
مَنْ سَيَهْتَمُّ بِبُكَائِكَ وَسُقُوطِكَ وَأَلَامِكَ
مَنْ سَيَهْتَمُّ فِى اللَّيْلِ بِغِطَائِكَ
لَعنَةُ اللَّهِ سَتُطَارِدُ كُلَّ مَنْ تَسَبَّبَ فِى عَذَابِكَ
بَعدَ أَنْ قَهَرُوكَ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ عَودُكَ وَهِندَامُكَ
أَلَمْ يَسْمَعُوا فَأَمَّا الْيَتِيمُ فَلَا تَقهَر
فَمُنذُ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ،، وَلَمْ تَهْتَزِ جُفُونُهُمْ لَبُكَاءِكَ
وَبِأَيْدَى نُفُوسٍ وَحشِيَّةٍ لَمْ تَهْتَزِ لِصُرَاخِكَ
حَبُسُوكَ وَأَبْعَدُوكَ عَمَّنْ رَبُوكَ
وَوَضَعُوكَ فِى سِجنِ الدَّارِ بَعِيدًا عَنْ وَالِدِيكِ
وَامْعَانَا فِى عَذَابِكَ مَنَعُوهُمْ مِنْ رُؤْيَاكَ
وَكَأَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَكَ ثَأْرٌ يَقْتَصُّوهُ مِنْكَ
وَصَمَتَ الْمَسْئُولِينَ عَنْ كُلِّ عَذَابِكَ
حَتَّى يَغْتَالُوا طُفُولَتَكَ
لَكِنْ أَكِيدَ أَسْتَمَعَتِ السَّمَاءَ لَبُكَاءَكَ
وَبَعدَ أَنْ مَاتَ عَدلُ بَلَدِكَ وَقَضَاءَكَ
سَتَقتَصُّ لَكَ مِنْ كُلِّ مَنْ تَسَبَّبَ فِى عَذَابِكَ
فَهَؤُلَاءِ لَمْ يَفْهَمُوا أَنَّ جُرحَكَ وَأَغْتِرَابَكَ
عِنْدَ اللَّهِ أَعظَمُ مِنْ كُلِّ الْآدِيَانِ
أَلَمْ يَسْمَعُوا أَنَا وَكَافِلِ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ
فَبِأَىِّ دِينٍ هَؤُلَاءِ يَدِينُونَ
وَهَلْ لِلَّهِ أَمْ لِلشَّيْطَانِ يَتَّبِعُونَ
حَتَّى زَوَّرُوا الْكَلَامَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّنَا الْأَمِينِ
وَقَالُوا أَنَّ الطِّفلَ يُولَدُ مُسْلِمٌ عَلَى الْفِطرَةِ
أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجرِمِينَ
نَجَاكَ اللَّهُ يَابْنِى وَأَعَادِكَ لِوَالِدَيْكَ الطَّيِّبِينَ
لِتَهْدَأَ نَفسَكَ وَيَحمُوكَ مِنَ الْمُتَطَرِّفِينَ
فَمَنْ لَمْ يَرحَمْكَ ،، لَا دِينَ لَهُ وَلَا أَمَانَ
نَلْجَأُ إِلَيْكَ أَنْ تَحمِيَهُ يَارِحِمَانُ
بِأَسْمِ مُوسَى وَعِيسَى وَابْرَاهِيمَ وَالْعَدنَانِ
سِيجَ عَلَيْهِ بِالسَّكِينَةِ وَالْأَطمَئْنَانِ
ضَع فِى طَرِيقِهِ مَسْئُولَ إِنْسَانٌ
يَحنُو عَلَيْهِ بَعدَ أَنْ مَاتَ بِدَاخِلِهِمُ الْإِنْسَانُ
يَحمِيهِ مِنْ بَطشِ الْغَابَةِ وَالْحَيَوَانِ
وَكُلُّ مَنْ يدعَى حِمَايَةَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ
بِأَسْمِ الدِّينِ ،،رَغْمَ أَنَّهُ تَبَرَّأَ مِنكُمْ الدَّيَانُ
فَكُلُّ الْوَيْلِ لِمَنْ تَسَبَّبَ فِى أَذَى الْيَتِيمِ
أَلَمْ يَسْمَع هَؤُلَاءِ أَنَّهُ لَا أَكْرَاهُ فِى الدِّينِ
أَلَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُ وَيْلٌ لِمَنْ يَدَعُ الْيَتِيمَ
اتْرُكُوهُ يُكَبِّر وَيَخْتَارُ يَامُؤْمِنِينَ
اتْرُكُوهُ مَعَ مَنْ رَبُوهُ مُسْتَكِينٌ
بِالتِّبَنَى أَوْ بِالْكَفَالَةِ مِثْلُ كُلِّ الْأَدَمِيِّينَ
شُكَوْتُكُمْ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
كلمات ودموع الشاكى مصطفى راشد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً