الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(شانغهاي) تقول كلمتها

حسن مدن

2022 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في وصف مدينة سمرقند قال الرحالة ابن بطوطة: «إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمّها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصَّارين، وكانت تضم قصوراً عظيمة، وعمارة تُنْبئ عن هِمَم أهلها»، وتقع سمرقند التي فتحها المسلمون في السنة الهجرية ال 87 (705م)، على يد قتيبة بن مسلم الباهلي، في آسيا الوسطى، في بلاد أوزبكستان، ومعنى اسمها، والعهدة على الراوي، «قلعة الأرض».

المهتمون بالأدب يتذكرون، ولا شك، واحدة من أهم روايات أمين معلوف التي حملت اسم المدينة، والتي تناول فيها جوانب من حياة الشاعر عمر الخيّام في المدينة، وفيها كتب رباعياته الشهيرة، ومنها انطلق صيته بين الناس، لكنه يضطر لمغادرتها تلبية لطلب الملك شاه.

بعيداً عن التاريخ والأدب، وعودة إلى الحاضر فإن سمرقند هذه استضافت، مؤخراً، القمة السنوية لرؤساء منظمة شانغهاي للتعاون، التي يمكن القول إن روسيا، وبتعاون واضح مع الصين، كانت وراء تأسيسها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، حيث إن المبادرة انطلقت بتوقيع رؤساء روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان على معاهدة تعميق الثقة العسكرية في المناطق الحدودية، وكان ذلك في إبريل/ نيسان 1997، في مدينة شانغهاي، التي ستحمل اسم المجموعة، وخلال القمة السنوية لها في عام 2001، انضمت أوزبكستان إلى المجموعة ليتحول عدد أعضائها من خمسة إلى ستة، وفي العام 2015 انضمت للمنظمة الهند وباكستان، وفي العام الماضي تقرر البدء بعملية ضم إيران إليها، كما أن هناك عدداً من الدول تشارك في قمم المنظمة بصفتها «دولاً شريكة في الحوار».

قمة سمرقند تأتي في وضع دولي غاية في الدقة، لا بل والخطورة. طبيعي أن الأنظار تتجه، قبل كل شيء إلى حضور رئيسي الصين وروسيا للقمة، وحول مشاركة بوتين بالذات فيها قال أحد المعلقين، إنه في الوقت الذي تغلق فيه الأبواب بوجهه في الغرب، فإنه يجد في الشرق أبواباً مفتوحة على مصاريعها، أو أبواباً مواربة. وعلى كل حال هناك ما يدعو كل من روسيا والصين بالذات بصفتهما الأقوى بين الدول الحاضرة ما تتباهيان به حين نعلم أن الجالسين على طاولة المفاوضات في سمرقند هم قادة دول تضمّ نصف البشرية.

والرسالة هنا بليغة: وداعاً لأحادية القطب الغربي!





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - شنغهاي مجموعة الديكتاتوريات
منير كريم ( 2022 / 9 / 20 - 18:16 )
الاستاذ حسن مدن المحترم
دول مجموعة شنغهاي ديكتاتوريات
الرئيس الصيني يحكم مدى الحياة
الرئيس الروسي يتلاعب بالدستور ويحكم مدى الحياة
رئيس وزراء الهند شعبوي يميني عنصري يخرب ديمقراطية الهند
بقية دولها ديكتاتوريات وايران ستكمل هذه الجموعة باضافة رجعية ارهابية

شان الدول لايقاس بعدد السكان وانما بحجم الانتاج والابحاث العلمية والتكنلوجية

شكرا

2 - مجموعة شنغهاي النصف العفن من العالم للاسف وبليخانو
المتابع ( 2022 / 9 / 20 - 23:57 )
وبليخانوف عند قيام عصابات البلاشفه في الاستيلاء على روسيا قال لمن جاءه يطلب منه تاءييد ما سمي زورا بعد ذالك بثوره-قال بليخانوف بشرط واحد اذا تبنيتم دخول روسيا الى اوربا-وهو قد لخص كم هائل من الاسباب لان روسيا 1917-والان للاسف ايضا-كانت وطنا للعبودية والتخلف والفقر والعناد العنصري القومي الروسي المتعفن الذي لايريد ان يكون جزء من البشريه وانما دولة عظمى حتى ولو وسط جيفة التخلف والبربريه وهكذا مرت 100 سنه ويزيد ولازالت روسيا بلد عالمثالثي في ظل الاستبداد الاسيوي الكريه

اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم

.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع



.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس

.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر



.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا