الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الحزب والجريدة والجبهة (الشعلة عدد خاص 1976)

محمد علي الماوي

2022 / 9 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الاعتماد على الحلقة المركزية في الوقت الراهن والاسهام في قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية
كثرت التحركات الانتهازية الرامية الى اقامة جبهة اصلاحية يمثل الحزب التحريفي قاعدتها الاساسية وأصبحت مسألة الجبهة الشغل الشاغل لكل المجموعات بما فيها المجموعات التي تطرح نفسها ماركسية لينينية.
ولقد شارك بعضهم في المشاورات واللقاءات التمهيدية الى جانب التحريفيين والإصلاحيين وبقي بعضهم الاخر يتردد ويفكر في خلق جبهة مضادة او في بعث قوة ماركسية لينينية تكون لها كلمتها داخل الجبهة الاصلاحية.
ففي هذا الظرف بالذات لا بد لنا ان نؤكد من جديد بان المهمة المركزية لجميع الم الل الثوريين تتمثل في بناء حزب الطبقة العاملة .ان بناء الحزب هو الحلقة المركزية التي يجب التمسك بها او كما يقول ستالين"المهمة المباشرة التي يمثل حلها النقطة المركزية والتي يتم بانجازها تأمين الحل الموفق لبقية المهام المباشرة (مبادئ اللينينية). ان ضمان قيادة الطبقة العاملة من خلال حزبها الطلائعي هو الشرط الاساسي لنجاح النضال الوطني وبلوغ اهدافه الجذرية المتمثلة في اقامة المجتمع الوطني الديمقراطي الشعبي كمرحلة اولى في طريق بناء الاشتراكية.
لقد اثبتت التجربة في بلادنا وفي بلدان اخرى ان بناء حزب الطبقة العاملة على اسس علمية يتطلب مواجهة انحرافين اثنين: يتمثل الانحراف الاول في نظرية "العمود الفقري" التي يبثها "العامل التونسي" فحسب منظري هذه المجموعة يمثل العامل التونسي العمود الفقري الذي يجب ان تتمحور حوله بقية المجموعات لبناء الحزب وتستمد هذه النظرية "شرعيتها" من اقدمية هذه المجموعة التروتسكية وكثرة مناضليها وتقترن هذه النظرية بنظرية "القرار الرئاسي" التي تعتبر انه من حق مجموعة قليلة من المناضلين ان تقرر بناء الحزب بصورة منفصلة عن ظروف النضال وبدون اي نقاش مع بقية الفصائل .
ولقد سبق لنا ان ابرزنا الطبيعة الارادية لهذه النظرية وطابعها التروتسكي الذي يضع المسألة التنظيمية فوق كل اعتبار والذي يستهين بالدور الرئيسي الذي يلعبه الخط الايديولوجي بالنسبة للم الل.
اما الانحراف الثاني فهو اكثر خطورة في المرحلة الحالية فهو يتمثل في "الوحدة حول مائدة مستديرة " بعيدا عن النضالات الجماهيرية وعن الممارسة العملية.
ان النقاش على مستوى القيادات وهي احيانا قيادات مزعومة لا تمثيلية لها لا يؤدي الى نتيجة ايجابية الا اذا توفرت الخصال الشيوعية في جميع الاطراف واذا شمل هذا النقاش جميع الكوادر والمناضلين واذا اقترن بعمل قاعدي مشترك في الاطر الجماهيرية.
لذا فاننا نعتبر ان المساعي التي تقوم بها بعض العناصر والرامية الى توحيد الحركة في بعض الصالونات الباريسية سوف يكون نصيبها الفشل اذ انها محاولات انتهازية لا صلة لها بالنضالات الجماهيرية وممارسات المناضلين الم الل وكامل الحركة الوطنية الديمقراطية.
ان توحيد الم الل لن يتم في الكواليس او بمقتضى "قرار سياسي" بل انه سيتم على اساس برنامج ثوري يعبر عن حصيلة التجربة الجماهيرية والممارسات النضالية وفي اطار مؤتمر تشارك فيه كل المجموعات الم الل الحقيقية ومن الواضح ان هذه التجربة لا تزال محدودة جدا وان هذا البرنامج لم يتبلور بعد بنا فيه الكفاية.
انطلاقا من هذه الاوضاع فاننا نعتبر ان السلاح الرئيسي يتمثل في جريدة ثورية قادرة عل بلورة الخط السياسي من خلال الصراع السياسي والنظري وعلى تحديد برنامج الحزب والثورة بمشاركة كل القوى الم الل الحقيقية واعتمادا على مجموع الحركة الوطنية الديمقراطية وفي نفس الوقت تصبح الجريدة الصلة الفعلية بين مختلف المجموعات وبين مختلف الجهات وتقرب بينها وتمكنها من تبادل التجارب ومن مواجهة الامبريالية واعوانها بصفة مركزة.
الى جانب الجريدة فانه من المفيد ان تعمل مختلف المجموعات وحسب الظروف الموضوعية والذاتية عل تنشيط العمل المشترك والتنسيق فيما بينها مع احترام متطلبات العمل السري خاصة في الداخل (...)فما هي طبيعة هذا العمل المشترك ؟ هل هو عمل جبهوي ام هو عمل حزبي ماركسي لينيني؟ انه بالتأكيد عمل حزبي شيوعي بحكم مضمونه الم الل اما ارضية العمل المشترك فقد تكون :
1-الدفاع عن الم الل مثلما حددها ماركس انجلز لينين ستالين وماو تسي تونغ والتصدي للانحرافات الانتهازية وفي مقدمتها التحريفية المعاصرة والتروتسكية
وصيانة المبادئ الاساسية كالأممية البروليتارية والعنف الثوري.
2- النضال ضد نزعة الهيمنة وخطر اندلاع حرب عالمية ومساندة حركة التحرر العالمية وكفاح بلدان "العالم الثالث"
3-النضال من اجل تحقيق الثورة العربية التي تمثل الثورة الفلسطينية طليعتها المسلحة.
4-النضال من اجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية في تونس تحت قيادة الطبقة العاملة كمرحلة اولى في طريق بناء الاشتراكية.
5-تحديد برنامج عمل قاعدي في الاطر الجماهيرية.
اما المهمة المباشرة الاخرى التي ستتحول بدورها الى مهمة مركزية حالما يقع انجاز المهمة المركزية الاولى فهي بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية التي يكون التحالف في اطارها على اساس النقاط الاحدى عشر التالية:

1- الاطاحة بنظام العمالة عن طريق العنف الثوري المسلح واقامة نظام وطني ديمقراطي شعبي تحت قيادة الطبقة العاملة.
2-النهوض ضد الامبريالية بشكلها الاستعمار الجديد وخاصة ضد هيمنة الدولتين الاعظم والدفاع عن الحوزة الترابية وحرمة المياه الاقليمية ضد كل تدخل امبريالي مهما كان نوعه والمطالبة باخلاء البحر الابيض المتوسط من الاساطيل الامريكية والسوفياتية التي ليست من بين الدول المتوسطية حتى تتوفر شروط الامن والاستقرار في المنطقة.
3- مصادرة ممتلكات كل الامبرياليين في ميدان الصناعة والتجارة والبنوك والاراضي والبناءات العقارية دون تعويض واملاك الاقطاعيين والبرجوازيين الكبار وتكليف السلطة الوطنية ادارتها هذا دون ضرب اسس الراسمالية الوطنية.
4-الغاء كل المعاهدات الجائرة والاتفاقات اللامتكافئة التي امضاها النظام البورقيبي مع الدول الامبريالية والمؤسسات العالمية وكذلك الغاء الضرائب والرسوم والجبايات والامتيازات التي وضعها الامبرياليون وعملاؤهم في البلاد.
5-انجاز الاصلاح الزراعي الجذري وتطبيق شعار "الارض لمن يخدمها"
6- توفير الحريات الديمقراطية الحقيقية وتطبيق شعار "الحرية للشعب والقمع لاعداء الشعب"
7- تأسيس اقتصاد وثقافة وطنيين وتنميتهما وتوفير الشغل للجميع والتعليم والصحة المجانيين
8- تطبيق يوم عمل ب8 ساعات والزيادة في الاجور وتحديد الاجر الادنى ووضع تشريع عمل منطلق من مصلحة العمال.
9-تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات
10- العمل المستمر من اجل وحدة الامة العربية التي تونس جزء منها ومن اجل تحرير فلسطين التي تمثل النقطة المركزية في حركة التحرر العربية ومناهضة كل الحلول التصفوية ومقاومتها والوقوف الى جانب الشعب العربي الصحراوي الشقيق وجمهوريته الفتية ضد نظام الاقطاعي المغربي الشوفيني والتوسعي المدعوم بالامبريالية الامريكية والفرنسية والاسبانية والى جانب الشعب العماني العربي والنضال الذي يخوضه ضد الامبريالية الانجلو-امريكية والتوسعية الايرانية والرجعية القابوسية والى جانب الشعب الاريتري العربي الشقيق في النضال الذي يخوضه ضد النظام الاثيوبي المدعوم بالامبريالية الامريكية.
11- اقامة علاقات صداقة واخاء مع البلدان الاشتراكية وجميع البلدان التي تحترم استقلالنا ومع كل الاحزاب والمنظمات والحركات التي تناضل ضد الامبريالية في معاقلها او في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة.
ان هذه النقاط الاحدى عشر تمثل الحد الادنى لتحقيق وحدة وطنية ديمقراطية حقيقية بين مختلف الاطراف في اطار جبهة وطنية ديمقراطية ولنا قناعة بان كل ديمقراطي ووطني جذري يعيش تطورات العصر لا يمكن له الا ان يقبلها او على الاقل ان يقبل جوهرها.
(ورد النص في عدد خاص من جريدة الشعلة التي كانت تصدر في باريس:
عدد خاص في نوفمبر 1976 عنوانه "حول بعض القضايا الراهنة":
صفحة 11 و12)
النسخ: م ع.الماوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل