الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العاشرة عشقا/ الفصل 2
ريتا عودة
2022 / 9 / 20الادب والفن
انتفضتُ كعصفورٍ بلّله مطرٌ مباغت!
صارَ قلبي طبلاً يقرعه شبحُ الغِيرة بجنونٍ صاخب.
خالد تزوّج! يا للخيانة!
كيف لي أن أصدّق.. كيف لي أن أحتمل هذه الطّعنة؟!
كيف استطاع أن يرتبط بأنثى سواي؟ وهذه الرسالة المفخّخة التي لا أدري أهي اعترافٌ عشقي أم دليلٌ على خيانته لجنينَ حبّنا!
نهضتُ من مكاني.
يجب أن نلتقي لأطرحَ عليه هذه الأسئلة التي تكاد تنفجر بي أنا وكأنها حزام ناسف.
*
اتصلتُ بأخته وسألتها عنه. أخبرتني إنّه عاد من فرنسا قبل أسبوع، بعدما تعرَّضتْ سيارته لحادث سير أودى بحياةِ زوجته.
(زوجته!)
انفجرت الكلمة في وجهي.
أخبرتني أنه مشتّت الذهن..يعاني من حالة كآبة. أخبرتني أنه يقضي كلّ وقته بالقرب من البحر.
البحر!
شكرتها وأغلقتُ الهاتف.
النيران تنهشني.
خالد مصابٌ بالكآبة بسبب فقدها هي!
ماذا عنّي أنا؟!
أكنت مجرد نجم لمعَ في حياته، ثمّ خبا!!!
إن كنتُ لا شيء بالنسبة لقلبه، لماذا إذن أرسل لي هذه الرسالة.
لماذا!!!
*
تملكتني نوبةُ سعالٍ حادّ.
انتظرني يا خالد!
لن أدعك تهنأ ولا حتّى مع ذاكرة أنثى سواي!
سآتيكَ لامزّق ذاكرتك المُثقلة بعطرها هي!
انتظرني يا خالد!
ها أنا في الطريقِ إليكَ.
سيكونُ البحرُ شاهدا على قلبك المُراوغ.
عندما اختفيتَ من حياتي دونما كلمة وداع، لم أعتبْ عليك لأنّ الحبّ كائن مقدّس يترفّع عن العتاب والشّجار. كنتُ على ثقة أنّ والدي قام بتهديدك فأرعبكَ.
بعد سنواتٍ من الفراق، سمعتُ والدي يتحدّثُ في غرفة المعيشة مع صديقه الودود. كالديكٍ نفش ريشه وأعلنَ:
- لو لم أهدده أنا شخصيا بالقتل، لكانا قد تزوّجا وفضحانا.
ارتاح قلبي عندما تاكدّت أن هذا الفراق الرجيم كان بسبب والدي فازداد تمسّكي بخالد وازدادت كثافة صبري وانتظاري لعودته.
كنت مقتنعة أنّه لا بدّ أن يعودَ لحُبّنا ذات شوق، لتكتمل بنا دائرةُ العشقِ.
*
العاشرة عشقا...
خطواتي تقترب من الشاطىء.
نظراتي تبحثُ عنه بلهفة.
أينك يا خالد!
رأيته!
كان يجلسُ على صخرة بالقربِ من الصّيادين.
تسمرتُ مكاني.
عادت بي الذاكرة إلى اليوم الذي عدتُ به من المدرسة للبيت مرهقة فإذا بوالدي يُلَوِّحُ لي بدفتر مُذَكَراتي:
-كيف! كيفَ سمحتِ لهذا النذل أن يُمسك بيدك!
تُخَطّطينَ لفضحنا!
- أنا؟؟؟
تمنيتُ أن أصرخ في وجهه:
- بل، أنت الذي تفضحنا بعلاقاتك الغزيرة مع الزانيات.
أنا حبّي بريء.
لم ألمس يد خالد قط في حياتي.
فقط حلمتُ أنّني...
ونزلتْ صفعةٌ على وجهي: اخرسي!
فارتجفتُ.
لا فائدة من الشرح له.
يزني ويتهمني بالزنى!
عجبًا!
لا فائدة من الدّفاع عن نفسي.
سأصمت.
*
ناديتُه بصوتي المخنوق: خااااالد.
كنت كدجاجة على وَشَكِ أن تُقطَعُ عنقها.
لم يسمعني.
شهقتُ الهواء داخل رئتيَّ.. وزفرته مع نداءِ الحنين الذي اكتسح كلّ خلية في جسدي:
خااااالد!
*
*
*
يتبع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى