الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العاشرة عشقا/ 3
ريتا عودة
2022 / 9 / 21الادب والفن
عنوان الموضوع: العاشرة عشقا/ الفصل 3
اسم الكاتب-ة: ريتا عودة
لم يلتفتْ نحوي. أعدتُ النّداء:
- خاااااالد.
أخذ قلبي يقرع كأجراسِ الكنائس صباح يوم الميلاد.
آه خالد، لِمَ تصرُّ أن تهربَ ممّا قد يجعلُ اليرقاتِ فراشاتِ حقول.!
أنا يا حبيبي قويّة في مواجهتي لِ أعتى العَواصِف..
وجدًّا ضعيفة في حاجتي ل....حنانِكَ.
آه حبيبي، "كُل أنواع الجُنون تدُلُّ على ضياع العقل إلاَّ جُنون الحُبّ، يدلُّ على ضياع القلب".
وأنا اضعتُ قلبي، وفقدتُ بصري فلم أعُد أرى في الكون رجلا سواكَ لذلك لم أعُد أنتظر إلاَّكَ.
*
عندما فقد الأديب غابريل ماركيز الذاكرة ، في آخر أيامه، قال لصديقه الذي جلس بجانبه:
" أنا لا أعرفك .. ولكني أعرف أنني أحبّك".
وأنا لا أعرفك يا خالد لكنّني أعرف أنّني أحبّك.
ذاكرة القلب، هل تُنسى!
تراكَ نسيتني!
تراني عشتُكَ وهمًا وقد أتى وقتُ الاستيقاظِ!
*
وقفتُ بالقربِ منه. لم يُحَرِّك ساكنا. لم يقف..لم يُصافحني..لم يُعانِقْني! ظلّ جالسا فوق صخرة!
أهذا هو الرجل الذي عشقتُ أم أنني واهمة!
-خالد. يجب أن نتحدّث.
- لستُ في حالة نفسية تسمح لي بالتحدّث يا ليلى!
- لكن....!
تناولتُ الرسالة من حقيبتي. لوّحتُ بها في الهواء وصوتي يزدادُ حدّة:
أليست هذه رسالتك؟
-بلى.
- قبلَ 18سنة غادرتَ دونَ أن تنبس ببنت شفة. كنتَ تستطيع أن ترسل لي رسالة مع أحدهم لتطمئنني. كنت تستطيع أن تتصلّ لتخبرني عن سبب رحيلك. كنتَ تستطيعُ أشياءَ كثيرة لو أنّك، حقًّا، تحبّني.!
- يا ليلى، أتيتِ لتحاسبينني على حبّ منذ 18 سنة!
كنّا أطفالا.
- لمَ ارسلتَ لي هذه الرسالة، إذن.
- كنتُ أعاني من نوبة كآبة. كتبتها فتحررت من الطاقة السلبيّة التي امتلكتني.
- ما سبب كآبتك؟
- أخبرتك أنني فقدت زوجتي "أحلام" في حادث سير. "أحلام" كانت حاملا، لذلك لم أفقدها هي وابني، فقط، إنّما فقدتُ معهما كلّ أمل لي في البقاء في هذه الحياة. صارَ الموتُ هاجسي، بل حلمي.
*
لا أدري أيّة مشاعر سيطرت عليّ وهو يتحدث عنها..!
من وجهة نظر إنسانيّة، أشفقتُ عليه فَقَدْ فَقَدَ رفيقة دربه وابنه/ ابنته في لحظة وكان هو المسؤول عن موتهما.
من وجهة نظر عشقيّة، أشفقتُ على قلبي أنا!. هذا الغبي الذي ورّطني بخالد وجعلني أنسخُ من حياتي أيّ رجل محتمل، على أمل استعادةِ حلم العشق يوما ما.
*
تركته هناك، جالسا كشبحٍ فوقَ تلكَ الصخرة التي تشبه قلبه.
أخذتُ أسيرُ في طريق العودة...إليّ.
أُسْدِلَتْ السّتارة على مشهدٍ فوق سريالي. عاد جمهورُ المتفرّجينَ كلٌّ إلى بيته.
هبطتُ درجات المسرح.
كنتُ البطلة الوحيدة لحكاية عشقٍ فاشل. خالد لم يكن، قط، بطلا فيها.
تناولتُ من حقيبتي منديلا وأخذتُ أمسحَ الدموع المنهمرة بغزارة عن وجنتيّ.
*
على باب البيتِ، انتفضتُ على أحزاني.
لا..لا... لن أستسلم للهوان.
التّجربة التي لم تقتُلني.. سوفَ تُقَوّيني وتُحيني.
سأنتصر..
أمامَ ضعفي
لا..لا... لنْ أنكسر.
*
يجب أن أُطلِق خالد من قرص الذاكرة لأرتاح.. أنا.
ها أنا أعودُ إليّ
يرقة تغلّفها شرنقة.
ها أنا أنبثقُ من الشرنقة فراشةً حُرّة من كلِّ قيدٍ وذكرى.
ها....
أنا ...
أطير....
*
#ريتا_ عودة/ حيفا
21.9.2022
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى