الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع داخل القصر السلطاني

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت العديد من المواقع ، والاذاعات ، وحتى الفضائيات منذ مدة ، يتحدثون عن صراع يجري داخل القصر السلطاني حول الحكم . وقد انخرطت في هذه الموجة الطائشة حتى اذاعات وفضائيات الدولة الجزائرية . وكأن الجميع ينتظر بلهف بزوغ هذا الصراع ، من جهة لإثبات ضعف النظام ، ومن جهة لبث البلبلة وسط الرعايا ، حول المصير الذي ينتظر القصر من هذا الصراع الذي حصل أول مرة بعد استقلال Aix-les Bains ..
وقد ذهب الجميع في انّ هذا الصراع هو مرة بين الأمير الحسن ، ومنه أمه سلمى بناني من جهة ، وبين بعض الاميرات المنافسات لأم ولي العهد سلمى بناني كالأميرة مريم ، وبالأخص الاميرة حسناء التي يلقبونها بالمرأة الحديدية ، وفي مرة أخرى يحصرون الصراع بين ولي العهد الأمير الحسن ، وبين عمه الأمير رشيد ، الذي يرون انه اهل بالحكم على ابن أخيه الأمير الحسن ..
وفي غياب الحجج والدلالات على هذا الصراع Le pseudo conflit ، الذي يتفتّق عن مخيلة التائه في دروب التيه ، حيث كثر المحللون ، والمنجمون ، وقراء الفناجين ، والكهنة .... الخ ، فان ما يتم الترويج له من سموم ، لا يعدو ان يكون مجرد البحث عن L’adsense ، وبحثا عن البوز ، طالما ان الوضع يبدو عاديا مرة ، وفي مرات عديدة يكون الهدف الاصل ، هو الحكم بتقديمه كطنجرة ساخنة تنتظر الانفجار في كل وقت وحين ، لأنه حسب اعتقادهم ، انّ فقط مجرد الترويج لصراع داخل القصر ، كافي للتأثير على النظام بتقديم المتصارعين كخصوم ، ستترتب على خصومتهم تفجير ازمة الحكم في المغرب ، ومن ثم السهولة في خدمة عدة مخططات كنزاع الصحراء الغربية . فدخول الاعلام الجزائري والدولي في هذا الصراع الغير موجود Le pseudo conflit ، وتغديته بالمطبلين والمصفقين ، قد يكون وفي هذا الظرف بالذات ، دعوة للتهييج والتحريض ، باسم صراع موجود في مخيلة اصاحبه ، لكنه في الوقع هو صراع غير موجود ..
فالحرب الإعلامية الدائرة بين النظام السلطاني المخزني ، وبين خصومه واعداءه ، هي حرب شاملة تستعمل فيها الاشاعة والدعاية لتحطيم ركائز الخصم ، للوصول الى القضاء عليه . لذلك فالقول بالصراع الدائر بالقصر ، ومن دون دلائل تشير الى ذلك ، شأنه شأن الدعاية التي تم الترويج لها بسفر السلطان محمد السادس لحضور مؤتمر القمة العربية بالجزائر ، في حين انّ كل المؤشرات والمعطيات ، كانت تفيد بعدم حضور محمد السادس الذي سيتغيب ، من جهة لأنه مريض ، ومن جهة كي لا يسقط في خطأ / مقلب النظام الجزائري عندما جاء وزير الخارجية بلخادم وسلم السلطان دعوة الحضور ، لكن ما ان دخل السلطان الجزائر ، حتى انقلبوا على ما تم الالتزام به عند تسلم الجهات المختصة الدعوة الجزائرية ..
اذا كان هناك صراع على سبيل الافتراض حول الحكم ، فهو صراع على الثروة والمال .. وبما ان الاسرة الحاكمة غارقة في ثروة الشعب المغربي المفقر من اخمص القدمين الى الراس ، فالصراع المتداول من قبل خصوم النظام يبقى مستبعدا على الاطلاق ..
ان الحالة الوحيدة التي قد تشرعن لصراع ، هي ان يكون اصله أيديولوجي ، او عقائدي ، او فلسفي ، او ثقافي .. فهنا ان الحديث عن صراع داخل القصر ، سيكون ذا سجون . لكن بما ان العائلة المفروض انها تتصارع من اجل الحكم ، لا علاقة لها اطلاقا بالصراع الأيديولوجي ، او العقائدي ، او الثقافي .. وهي مهتمة وغارقة فقط في جمع اليورو والدولار ، واقتناء الأشياء النفسية الغالية ، وشراء الفيلات والقصور خارج المغرب ، فان ما يسمى بالصراع داخل القصر ، يبقى للاستهلاك ، ولتعويض الشعور بمرارة الهزيمة الى نصر سريالي ، يوجد فقط في مخيلة مبدعيه .
ان محاولة تركيز الصراع بين ولي العهد الأميرالحسن ، الذي سيكون مغايرا لمحمد السادس ، وسيكون نسخة طبق الأصل للحسن الثاني ، وبين عمه الأمير رشيد البعيد عن السياسة ، والثقافة ، والأيديولوجية ، والراكد فقط وراء الثروة ، وتضخيم حساباته ، والشعب يتدور الجوع ، والفقر ، والمرض .. ، هو مجرد افتراء ، وخيال لواقع غير موجود .. فكيف سيتصارع الأمير رشيد ، مع ولي العهد الأمير الحسن ، والتعديلات التي ادخلها الحسن الثاني فيما يخص ولاية العهد في دستوره الممنوح ، لا تزال نفسها ولم يتم تغييرها في تعديل 2011 ؟ .
لقد اعتبر بعض هؤلاء قراء الفناجين الرديئين ، انّ الأمير رشيد في صراعه مع الأمير الحسن ، انتصر عليه ، وان أصحاب الأمير رشيد ، انتصروا على أصحاب الأمير الحسن ولي العهد .. ودللوا على الانتصار بانّ الأمير رشيد هو من تشرف و( فاز ) بتمثيل السلطان محمد السادس المريض ،ن في جنازة الملكية البريطانية ، وخلصوا بعقلهم المُكلّس الساذج ، الى انه لو لم يكن الأمير رشيد قد حسم بشكل نهائي صراعه مع الأمير الحسن ، لكان على الأقل ان يصطحبه معه لحضور الجنازة ، وزاد تائها عندما قال " مثلما اصطحبه اباه محمد السادس لحضور جنازة Jacques Chirac " ، في حين ان محمد السادس لم يحضر جنازة Chirac ، واناب عنه الأمير الحسن ، لان الملوك العلويين لا يحضرون الجنائز خارج المغرب Les rois du Maroc n’assistent pas aux funérailles ..
فهل تمثيل الأمير رشيد للسلطان محمد السادس ، هودليل على الانتصار للأمير رشيد ومن معه ، على ولي العهد الأمير الحسن ؟ . ان هذا الهراء لا يقول به غير شخص مخبول ومصطول ، يضرب اخماس في اسداس ، دون امتلاكه الوجهة الصحيحة المحددة لطبيعة الوضع بالمغرب ، الذي يبقى مستعصيا الفهم على أمثال هؤلاء ..
اما مستوى الحقارة التي بلغها هذا ( الإعلامي ) القنواتي ، هو عندما انتقل يوصف ويصنف لباس مراسيم العزاء ، واعتبر حضور الأمير رشيد باللباس الأبيض وليس باللباس الأسود ، شادا عن المألوف ، وخروجا عن المراسيم ، لان لون لباس الجنائز يكون الأسود ، وانّ اللون الأبيض في الجنائز تلبسه الارملة التي مات زوجها لتتميز عن النساء غير الارملات في الجنازة ، واقترح اسما جديدا للأمير هو الأمير " الهجّالة " .. هؤلاء هم جمهوريو اخر ساعة . جمهوريو النت ، واليوتوب ، والفاسبوك ، وتويتر .... مستوى اكثر من ضعيف .
اذا كان الدستور كأعلى قانون في الدولة لا يعلوه الاّ عقد البيعة ، واضحا في تحديد سلسلة وراثة العرش ، فاعتقد ان الدستور واضحا في هذا الامر .. وان الجميع يلتزم بنصوصه ، وبما فيهم السلطان ، رغم ان الدستور هو دستوره المنزل ..
فالقول بوجود صراع داخل القصر ، بين الأمير رشيد ، وبين الأمير الحسن ، وانّ لكل منهما أنصاره ومريدوه ، يعني هذا ان الدستور اصبح على المحك ، وانه عرضة للتجاوز في اية لحظة تسمح بذلك .. والسؤال هنا . هل الأمير رشيد سيخرج عن الدستور الذي لم يتم تعديله بعد ، بخصوص سلسلة وراثة العرش ، وسينقلب على ابن أخيه ولي العهد الأمير الحسن الذي يمنحه الدستور وحده هذا الحق ؟
ان هذا السيناريو لم يطالب به حتى هشام بن عبد الله العلوي ابن اخ الحسن الثاني ، وابن عم السلطان محمد السادس المهاجر في فرنسا ، في أوجه صراعه الذي لم يتعدى في وقت من الأوقات ، مطالبته بالملكية الدائرية كحق ، قبل ان يتخلى حتى عن هذا المطلب ، وتخلى عن لقب الأمير ، ليصبح واحدا من الشعب ، وليس واحدا من الرعايا التي تعيش في كنف السلطان .
فهل القول بالصراع داخل القصر والغير موجود ، بين الأمير رشيد ، وبين الأمير الحسن ، سيصل درجةً لفرض الامر الوقع ، وتولي رشيد مقاليد السلطنة ، مكان الأمير الحسن الذي يعطيه الدستور وحده هذا الحق ؟
ان القول بمثل هذا الهراء ، يعني ان الصراع وكأنه يجري في حلبة ضيقة ، لا تشعبات ولا منافد لها .. في حين ينسى هؤلاء الذين يتصيدون في المياه العكرة ، ان مؤسسة الجيش الضامنة للسلطنة وللسلطان التي ثقافتها علوية سلطانية ، تراقب سير العمل داخل القصر وخارجه . فأي محاولة للقفز على الدستور لفرض الامر الواقع ، ستفشل اذا لم يؤيدها الجيش . فهل الجيش سيسمح بتجاوز الدستور لسرقة الحكم من شخص الأمير الحسن الذي وحده يكفل له الدستور هذا الحق ، دون القيام بما يفرضه واجب الثقافة السلطانية العلوية التي يرتبط بها ضباط الجيش ، ويصبح الأمير رشيد قد قاد انقلابا دستوريا ابيضا على ابن أخيه ولي العهد الحسن الثالث . وهنا يصبح السؤال . هل سيجيز الجيش هذا الانقلاب الأبيض المفترض ، ليصبح الجيش يقود انقلابا سيرفضه الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، واشنطن ، ودول العالم ، وليصبح ضباط الجيش يسألون عن عدم احترامهم الدستور ، ويوصفون بالانقلابيين الخارجين عن الشرعية الدستورية ..
ان من يروج ويعتقد ان هناك صراع يجري داخل القصر حول الحكم ، بين الأمير رشيد ، وبين ابن أخيه الأمير الحسن ، هو شخص يتوهم ويحلم ، ويكون بمن يلوح بالكذبة ، ويصدقها من بعد ..
ليس هناك أي صراع داخل القصر ، والجيش يراقب كل شيء من الأشياء الصغيرة الى الأشياء الكبيرة .. والدستور سيتم احترامه وبتشجيع من الأمير رشيد نفسه .
لكن هذا لا ينفي ان هناك عدة اطراف داخل القصر ، وداخل الديوان السلطاني ، يتمنون ومن داخل قرارة نفسهم ، الاّ يكون السلطان المقبل هو ولي العهد الأمير الحسن . فبما انهم اساؤوا الى امه سلمى بناني ، والى اخته من خلال ما أصاب أمها من اعتداءات ، فان مجيء الحسن الثالث ، سيكون مجيء امه سلمى بناني ، وبكل قوة ، واكيد سيتم تصفية حسابات عن اعتداءات ، الأمير الحسن كما اخته خديجة يحقونها ويعلمون بها ، لكن وقت الفصل فيها لم يحن ، لكن يقترب ، وهو قريب جدا .. فهؤلاء المجرمين وهم معروفون ، الذين اعتدوا على ام الأمير الحسن واخته الاميرة خديجة ، واعتدوا على الناس المسالمين ، وملئوا السجون بالأبرياء .. لا ينامون ، ويحسبون الدقيقة بالثانية ، لانهم واثقون من ان المحاكمات تنتظرهم ، وتنتظرهم السجون ضمن معتقلي الحق العام ، وينتظرهم التّتْريك لثروة المغاربة التي جمعوها بالسرقة ونهب المال العام .. ( من اين لك بهذا ) أجبْ ..
الأمير الحسن سيصبح الحسن الثالث بكل سهولة ، وستستمر الدولة السلطانية مع بعض الروتوشات التي أملاها الوضع الدولي والعلاقات بين الدول ..
اما الحديث عن صراع الاميرات مع الأمير الحسن لمنافستهن له الحكم ، فمجرد هراء ، وكلام غير مسؤول .. وانه لا توجد اميرة حديدية ، واميرة شُكلاتية Le chocolat ..




دأبت العديد من المواقع ، والاذاعات ، وحتى الفضائيات منذ مدة ، يتحدثون عن صراع يجري داخل القصر السلطاني حول الحكم . وقد انخرطت في هذه الموجة الطائشة حتى اذاعات وفضائيات الدولة الجزائرية . وكأن الجميع ينتظر بلهف بزوغ هذا الصراع ، من جهة لإثبات ضعف النظام ، ومن جهة لبث البلبلة وسط الرعايا ، حول المصير الذي ينتظر القصر من هذا الصراع الذي حصل أول مرة بعد استقلال Aix-les Bains ..
وقد ذهب الجميع في انّ هذا الصراع هو مرة بين الأمير الحسن ، ومنه أمه سلمى بناني من جهة ، وبين بعض الاميرات المنافسات لأم ولي العهد سلمى بناني كالأميرة مريم ، وبالأخص الاميرة حسناء التي يلقبونها بالمرأة الحديدية ، وفي مرة أخرى يحصرون الصراع بين ولي العهد الأمير الحسن ، وبين عمه الأمير رشيد ، الذي يرون انه اهل بالحكم على ابن أخيه الأمير الحسن ..
وفي غياب الحجج والدلالات على هذا الصراع Le pseudo conflit ، الذي يتفتّق عن مخيلة التائه في دروب التيه ، حيث كثر المحللون ، والمنجمون ، وقراء الفناجين ، والكهنة .... الخ ، فان ما يتم الترويج له من سموم ، لا يعدو ان يكون مجرد البحث عن L’adsense ، وبحثا عن البوز ، طالما ان الوضع يبدو عاديا مرة ، وفي مرات عديدة يكون الهدف الاصل ، هو الحكم بتقديمه كطنجرة ساخنة تنتظر الانفجار في كل وقت وحين ، لأنه حسب اعتقادهم ، انّ فقط مجرد الترويج لصراع داخل القصر ، كافي للتأثير على النظام بتقديم المتصارعين كخصوم ، ستترتب على خصومتهم تفجير ازمة الحكم في المغرب ، ومن ثم السهولة في خدمة عدة مخططات كنزاع الصحراء الغربية . فدخول الاعلام الجزائري والدولي في هذا الصراع الغير موجود Le pseudo conflit ، وتغديته بالمطبلين والمصفقين ، قد يكون وفي هذا الظرف بالذات ، دعوة للتهييج والتحريض ، باسم صراع موجود في مخيلة اصاحبه ، لكنه في الوقع هو صراع غير موجود ..
فالحرب الإعلامية الدائرة بين النظام السلطاني المخزني ، وبين خصومه واعداءه ، هي حرب شاملة تستعمل فيها الاشاعة والدعاية لتحطيم ركائز الخصم ، للوصول الى القضاء عليه . لذلك فالقول بالصراع الدائر بالقصر ، ومن دون دلائل تشير الى ذلك ، شأنه شأن الدعاية التي تم الترويج لها بسفر السلطان محمد السادس لحضور مؤتمر القمة العربية بالجزائر ، في حين انّ كل المؤشرات والمعطيات ، كانت تفيد بعدم حضور محمد السادس الذي سيتغيب ، من جهة لأنه مريض ، ومن جهة كي لا يسقط في خطأ / مقلب النظام الجزائري عندما جاء وزير الخارجية بلخادم وسلم السلطان دعوة الحضور ، لكن ما ان دخل السلطان الجزائر ، حتى انقلبوا على ما تم الالتزام به عند تسلم الجهات المختصة الدعوة الجزائرية ..
اذا كان هناك صراع على سبيل الافتراض حول الحكم ، فهو صراع على الثروة والمال .. وبما ان الاسرة الحاكمة غارقة في ثروة الشعب المغربي المفقر من اخمص القدمين الى الراس ، فالصراع المتداول من قبل خصوم النظام يبقى مستبعدا على الاطلاق ..
ان الحالة الوحيدة التي قد تشرعن لصراع ، هي ان يكون اصله أيديولوجي ، او عقائدي ، او فلسفي ، او ثقافي .. فهنا ان الحديث عن صراع داخل القصر ، سيكون ذا سجون . لكن بما ان العائلة المفروض انها تتصارع من اجل الحكم ، لا علاقة لها اطلاقا بالصراع الأيديولوجي ، او العقائدي ، او الثقافي .. وهي مهتمة وغارقة فقط في جمع اليورو والدولار ، واقتناء الأشياء النفسية الغالية ، وشراء الفيلات والقصور خارج المغرب ، فان ما يسمى بالصراع داخل القصر ، يبقى للاستهلاك ، ولتعويض الشعور بمرارة الهزيمة الى نصر سريالي ، يوجد فقط في مخيلة مبدعيه .
ان محاولة تركيز الصراع بين ولي العهد الأميرالحسن ، الذي سيكون مغايرا لمحمد السادس ، وسيكون نسخة طبق الأصل للحسن الثاني ، وبين عمه الأمير رشيد البعيد عن السياسة ، والثقافة ، والأيديولوجية ، والراكد فقط وراء الثروة ، وتضخيم حساباته ، والشعب يتدور الجوع ، والفقر ، والمرض .. ، هو مجرد افتراء ، وخيال لواقع غير موجود .. فكيف سيتصارع الأمير رشيد ، مع ولي العهد الأمير الحسن ، والتعديلات التي ادخلها الحسن الثاني فيما يخص ولاية العهد في دستوره الممنوح ، لا تزال نفسها ولم يتم تغييرها في تعديل 2011 ؟ .
لقد اعتبر بعض هؤلاء قراء الفناجين الرديئين ، انّ الأمير رشيد في صراعه مع الأمير الحسن ، انتصر عليه ، وان أصحاب الأمير رشيد ، انتصروا على أصحاب الأمير الحسن ولي العهد .. ودللوا على الانتصار بانّ الأمير رشيد هو من تشرف و( فاز ) بتمثيل السلطان محمد السادس المريض ،ن في جنازة الملكية البريطانية ، وخلصوا بعقلهم المُكلّس الساذج ، الى انه لو لم يكن الأمير رشيد قد حسم بشكل نهائي صراعه مع الأمير الحسن ، لكان على الأقل ان يصطحبه معه لحضور الجنازة ، وزاد تائها عندما قال " مثلما اصطحبه اباه محمد السادس لحضور جنازة Jacques Chirac " ، في حين ان محمد السادس لم يحضر جنازة Chirac ، واناب عنه الأمير الحسن ، لان الملوك العلويين لا يحضرون الجنائز خارج المغرب Les rois du Maroc n’assistent pas aux funérailles ..
فهل تمثيل الأمير رشيد للسلطان محمد السادس ، هودليل على الانتصار للأمير رشيد ومن معه ، على ولي العهد الأمير الحسن ؟ . ان هذا الهراء لا يقول به غير شخص مخبول ومصطول ، يضرب اخماس في اسداس ، دون امتلاكه الوجهة الصحيحة المحددة لطبيعة الوضع بالمغرب ، الذي يبقى مستعصيا الفهم على أمثال هؤلاء ..
اما مستوى الحقارة التي بلغها هذا ( الإعلامي ) القنواتي ، هو عندما انتقل يوصف ويصنف لباس مراسيم العزاء ، واعتبر حضور الأمير رشيد باللباس الأبيض وليس باللباس الأسود ، شادا عن المألوف ، وخروجا عن المراسيم ، لان لون لباس الجنائز يكون الأسود ، وانّ اللون الأبيض في الجنائز تلبسه الارملة التي مات زوجها لتتميز عن النساء غير الارملات في الجنازة ، واقترح اسما جديدا للأمير هو الأمير " الهجّالة " .. هؤلاء هم جمهوريو اخر ساعة . جمهوريو النت ، واليوتوب ، والفاسبوك ، وتويتر .... مستوى اكثر من ضعيف .
اذا كان الدستور كأعلى قانون في الدولة لا يعلوه الاّ عقد البيعة ، واضحا في تحديد سلسلة وراثة العرش ، فاعتقد ان الدستور واضحا في هذا الامر .. وان الجميع يلتزم بنصوصه ، وبما فيهم السلطان ، رغم ان الدستور هو دستوره المنزل ..
فالقول بوجود صراع داخل القصر ، بين الأمير رشيد ، وبين الأمير الحسن ، وانّ لكل منهما أنصاره ومريدوه ، يعني هذا ان الدستور اصبح على المحك ، وانه عرضة للتجاوز في اية لحظة تسمح بذلك .. والسؤال هنا . هل الأمير رشيد سيخرج عن الدستور الذي لم يتم تعديله بعد ، بخصوص سلسلة وراثة العرش ، وسينقلب على ابن أخيه ولي العهد الأمير الحسن الذي يمنحه الدستور وحده هذا الحق ؟
ان هذا السيناريو لم يطالب به حتى هشام بن عبد الله العلوي ابن اخ الحسن الثاني ، وابن عم السلطان محمد السادس المهاجر في فرنسا ، في أوجه صراعه الذي لم يتعدى في وقت من الأوقات ، مطالبته بالملكية الدائرية كحق ، قبل ان يتخلى حتى عن هذا المطلب ، وتخلى عن لقب الأمير ، ليصبح واحدا من الشعب ، وليس واحدا من الرعايا التي تعيش في كنف السلطان .
فهل القول بالصراع داخل القصر والغير موجود ، بين الأمير رشيد ، وبين الأمير الحسن ، سيصل درجةً لفرض الامر الوقع ، وتولي رشيد مقاليد السلطنة ، مكان الأمير الحسن الذي يعطيه الدستور وحده هذا الحق ؟
ان القول بمثل هذا الهراء ، يعني ان الصراع وكأنه يجري في حلبة ضيقة ، لا تشعبات ولا منافد لها .. في حين ينسى هؤلاء الذين يتصيدون في المياه العكرة ، ان مؤسسة الجيش الضامنة للسلطنة وللسلطان التي ثقافتها علوية سلطانية ، تراقب سير العمل داخل القصر وخارجه . فأي محاولة للقفز على الدستور لفرض الامر الواقع ، ستفشل اذا لم يؤيدها الجيش . فهل الجيش سيسمح بتجاوز الدستور لسرقة الحكم من شخص الأمير الحسن الذي وحده يكفل له الدستور هذا الحق ، دون القيام بما يفرضه واجب الثقافة السلطانية العلوية التي يرتبط بها ضباط الجيش ، ويصبح الأمير رشيد قد قاد انقلابا دستوريا ابيضا على ابن أخيه ولي العهد الحسن الثالث . وهنا يصبح السؤال . هل سيجيز الجيش هذا الانقلاب الأبيض المفترض ، ليصبح الجيش يقود انقلابا سيرفضه الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، واشنطن ، ودول العالم ، وليصبح ضباط الجيش يسألون عن عدم احترامهم الدستور ، ويوصفون بالانقلابيين الخارجين عن الشرعية الدستورية ..
ان من يروج ويعتقد ان هناك صراع يجري داخل القصر حول الحكم ، بين الأمير رشيد ، وبين ابن أخيه الأمير الحسن ، هو شخص يتوهم ويحلم ، ويكون بمن يلوح بالكذبة ، ويصدقها من بعد ..
ليس هناك أي صراع داخل القصر ، والجيش يراقب كل شيء من الأشياء الصغيرة الى الأشياء الكبيرة .. والدستور سيتم احترامه وبتشجيع من الأمير رشيد نفسه .
لكن هذا لا ينفي ان هناك عدة اطراف داخل القصر ، وداخل الديوان السلطاني ، يتمنون ومن داخل قرارة نفسهم ، الاّ يكون السلطان المقبل هو ولي العهد الأمير الحسن . فبما انهم اساؤوا الى امه سلمى بناني ، والى اخته من خلال ما أصاب أمها من اعتداءات ، فان مجيء الحسن الثالث ، سيكون مجيء امه سلمى بناني ، وبكل قوة ، واكيد سيتم تصفية حسابات عن اعتداءات ، الأمير الحسن كما اخته خديجة يحقونها ويعلمون بها ، لكن وقت الفصل فيها لم يحن ، لكن يقترب ، وهو قريب جدا .. فهؤلاء المجرمين وهم معروفون ، الذين اعتدوا على ام الأمير الحسن واخته الاميرة خديجة ، واعتدوا على الناس المسالمين ، وملئوا السجون بالأبرياء .. لا ينامون ، ويحسبون الدقيقة بالثانية ، لانهم واثقون من ان المحاكمات تنتظرهم ، وتنتظرهم السجون ضمن معتقلي الحق العام ، وينتظرهم التّتْريك لثروة المغاربة التي جمعوها بالسرقة ونهب المال العام .. ( من اين لك بهذا ) أجبْ ..
الأمير الحسن سيصبح الحسن الثالث بكل سهولة ، وستستمر الدولة السلطانية مع بعض الروتوشات التي أملاها الوضع الدولي والعلاقات بين الدول ..
اما الحديث عن صراع الاميرات مع الأمير الحسن لمنافستهن له الحكم ، فمجرد هراء ، وكلام غير مسؤول .. وانه لا توجد اميرة حديدية ، واميرة شُكلاتية Le chocolat ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة