الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهسا اميني بين نظام الجمهورية الإسلامية والنفاق الغربي

نساء الانتفاضة

2022 / 9 / 21
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أقدم افراد مما يسمى ب "شرطة الاداب" باعتقال الشابة مهسا اميني ذات ال 22 ربيعا في طهران، بتهمة خرق قانون "الحجاب القسري"، والتي أعلن فيما بعد عن وفاتها جراء التعذيب؛ شرطة طهران قالت: ان مهسا اميني كانت ضمن عدد من النسوة تم اقتيادهن الى مركز الشرطة لإعطائهن "تعليمات" حول قواعد اللباس.

ترى ما الجديد فيما حصل، دولة قائمة على الفكر والممارسة الدينية ما الذي يتوقع منها؟ او كيف ستكون الحياة فيها؟ انها تريد تطبيق قوانينها وأيديولوجيتها، حتما هذه هي النتائج، فلا غرابة ولا دهشة فيما حدث.

الغريب في الامر هو هذه الضجة الإعلامية الكبرى على مقتل مهسا، انهم يتاجرون بقضية هذه الشابة الضحية، بنفاق واضح، فمثلا يغرد جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي بايدن "نشعر بقلق عميق حيال وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاما والتي قيل إنها تعرضت للضرب خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق الإيرانية. إنّ موتها أمر لا يُغتفَر. سوف نستمر في العمل لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان"، او تصريح منظمة العفو الدولية "يجب التحقيق جنائيا في الظروف التي أدت إلى الوفاة المشبوهة للشابة أميني البالغة 22 عاما، والتي تشمل مزاعم التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز" هذا فضلا عن الصحف والقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي عجت بأخبار الضحية مهسا
.
سوليفان يشعر بالقلق، والعفو تطالب بالتحقيق، وكأن هذه القضية هي الأولى من نوعها في دولة مثل إيران، يا لسفالة وانحطاط الغرب؛ لكن ماذا عن بقية المعتقلين والمغيبين والمحكوم عليهم بالإعدام؟ او ماذا عن جارة إيران الأخرى التي تطبق الشريعة الإسلامية "أفغانستان"؟ والتي هي أقسى شكلا ومضمونا من إيران في تطبيق الشريعة.

صمت هذا الغرب الرأسمالي العفن عن جرائم الإسلاميين في العراق، فهو الذي جاء بهم الى الحكم؛ ففي السنوات الأولى من حكم قوى الإسلام السياسي، وتحت راية زعيم اللبرالية "بريمر" تم تشكيل ما يسمى "ميليشيا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وقد لعبت دورا كبيرا في نشر الخوف والرعب داخل المجتمع، من حرق لدور السينما الى تفجير مخازن المشروبات الى قتل النساء خصوصا صاحبات محلات الكوافير، الى توزيع الحجاب والجوارب في الأسواق، الى إقامة الحد على شارب الخمر؛ والى وقت قريب وخلال أيام انتفاضة أكتوبر والميليشيات الإسلامية قتلت وعذبت وخطفت وشوهت سمعة الكثير من النساء المنتفضات، كل ذلك جرى ويجري تحت سلطة أمريكا والغرب الحر؛ واليوم هو يعلن النفير العام على مقتل الشابة مهسا، يا لسفالة وانحطاط هذا الغرب وسياساته.

رحلت الشابة مهسا اميني، القادمة من احدى مدن كوردستان إيران، برفقة عائلتها للسياحة وقضاء أوقات جميلة في طهران، قتلت بسبب ظهور شعرها، الذي استفز شرطة "الاداب" القبيحة، قتلت مهسا بسبب ان حجابها مال قليلا الى الوراء، فتم تعذيبها وأعلنت وفاتها، لتنتهي حياة تلك الشابة بسبب قطعة قماش.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا عن الانتهاكات في الحرب في السودان خصوصا بحق النساء؟


.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية




.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك


.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج




.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً