الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس اللا أمن

سيف الخياط

2003 / 5 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


سرياليات
 
يكتبها من بغداد - 

 
هكذا وببساطة طلع علينا مجلس الامن الموقر بقراره الاخير حول العراق، الذي نص على ان الولايات المتحدة الامريكية محتلة للاراضي العراقية وعليه تتحمل مسؤولية ما يجري.

والسؤال الذي صار نكته، من الذي يتحمل المسؤولية، وامام من، واية مسؤولية تلك، هل الضحايا الذين ذهبوا نتيجة حروب صدام العبثية ام ضحايا الحصار وما انتجه من قتل للاطفال والنساء والرجال، او العوائل والملايين المهجرة في جميع انحاء العالم، وما تبقى من خراب ودمار بعد هروب القائد الظافر، تاركا مقابره الجماعية تفصح عن قذارته ودمويته.. الخ.

هل تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية أمام الاقزام الجالسين خلف الطاولة الدائرية في مجلس الامن، الذين تاجروا خلال السنوات الماضية بدمائنا، مزايدين بين الحين والاخر بالعضوية الدائمة في المجلس واستخدام حق النقض (الفيتو)، وهل ستهرب الولايات المتحدة ململمة صلفها ووقاحتها من مجلس الامن امام الدول العريقة والعتيقة والاستعمارية سابقا والديمقراطية التحررية حاليا.

ان مشهدهم الان يذكرني بحكاية شعبية عراقية، عن احدى العشائر التي مات شيخها وتركها دون ان يلد حفيدا يستلم القيادة خلفه ولم تكن عنده سوى ابنة في العشرينات من العمر وحسب الاعراف لا ترث المرأة الزعامة القبلية بعد موت والدها؟ وظلت العشيرة تمسي وتصبح بلا قائد يدير شؤون القبيلة، ومن اعراف تلك القبيلة ان يبرز من بين رجال العشيرة من هو من فرسانها ليتزوج ابنة الشيخ وينصب بعد ذاك شيخا، ولكن المؤسف لم يتجرأ احد من الرجال على طلب يد ابنة الشيخ وقيادة العشيرة، حتى ضجرت ابنة الشيخ من رجال القبيلة وقررت ان تحيك خطة تستثير بهم كبرياءهم، فجمعت الرجال ذات صباح في مضيف العشيرة وقيدتهم الواحد مع الاخر وهم جالسون بقيد رقيق جدا يمكن ان ينقطع باي حركة بسيطة.. واخبرتهم انها سوف تذهب لزيارة اقارب لها وتعود في المساء فان تحرك احد ستعاقبه عقابا شديدا، وحين عادت وهي حالمة بذلك الرجل الذي سيمزق القيد معبرا عن سخطة وثورته وكبريائه لتتزوجه وتعلنه شيخا للعشيرة، وجدتهم في مكانهم ينتظرون مقدمها لفك قيودهم الرقيقة واطلاق سراحهم.. مما اثار سخط ابنة الشيخ وقررت تكرار ذلك كل يوم حتى يموتوا او ينفجروا، فما اثر بهم ذلك الا مقدم احد الضيوف الذي اثاره ما شاهده بين بيوت العشيرة من ندرة الرجال ولعب النساء دون احتشام في ازقتها، وحين سأل عن رجال القبيلة اخبروه بان ابنة الشيخ تقيد الرجال كل يوم في مضيف العشيرة بخيط رقيق وتذهب صباحا ولا تعود حتى المساء، مما اثار استغرابه لطبيعة هؤلاء الرجال (المخانيث) فدخل عليهم ممزقا خيوطهم رغم اعتراضهم وجلس على مقعد الشيخ منتظرا قدوم ابنته الشجاعه والحلم بفارس يقود هؤلاء الرعاع، فاندهشت مما راته فبعد ايام من الصبر ظهر اخيرا من ترضاه زوجا لها وقائدا لهؤلاء.

ليست هذه الحكاية تنطبق فقط على ممثلي الدول في مجلس الامن فقط بل تشمل ايضا زعامات البلد السياسيين الذي تملأ صدورهم المزدانة بربطات العنق الانكليزية على شاشات الفضائيات وهم ينتظرون السيدة الموقرة الولايات المتحدة لتقطع عنهم الخيوط الوهمية كي ينصبوا رؤساء للبلد 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب