الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار والنخب

هشام الهاشمي

2022 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما كانت النخب عبر العديـد مـن المجتمعـات قائـدة الحوار والمـؤثرة فيـه، وهـي التـي تشـكل أطراف هذا الحوار وكذا توجهات المجتمع. إذ من المتعارف عليه أن من بـين الشروط الضروريـة لإقامـة دولة مستقرة، الاهتمام بصياغة علاقة توافقية بـين النخـب المختلفـة والدولـة.
فبقـدر مـا يحـدث هنـاك تجانس في هذه العلاقة بقدر ما يسـاهم ذلـك في الحفـاظ عـلى الهـدوء الاجتماعـي والتقـدم الاقتصـادي وتوفير الأمن وكذا فسح الفرص لكل أفراد المجتمع لتطوير إمكاناتهم البشرية بشكل كامـل في ظـل تقويم سلوك النظام السياسي.

الانتقال إلى العراق عام ٢٠١٩٢٠٢٠ فأن النخب أو ما تبقى منها في هذا البلد، لم يعد لها تأثيرا إيجابيا منتجا للتهدئة، إذ لم تعد حواراتهم تنتج فكرا أو رؤية أو توجيهـا بـالمعنى الإيجـابي، بـل أصـبح الـبعض منهـا، وانطلاقـا مـن اعتبارات براغماتية يروج أحيانا لأفكار تناقض منطلقاتها المبدئيـة ومصـالح المجتمـع الـذي تنتمـي إليـه.

هذه النخب تتميز بضعف القدرة على المواجهة وحدة المزاج عند خوض الجدل وكذا التشرذم وتعدد القيادات وعدم اعترافها بقيادة موحدة. فتفسـير ظاهرة تنامي الاحتجاجات الشعبية حتى أصبحت ثورة والتي وصل مداها خلال خمسة شهور حيزا من الخطورة عندما عبرت العديد من المحافظات الجنوبية والوسطى عـن رفضـها التـام لسياسـات النظام الحالي وفساد قادته، إن الاحتجاجات وحالات الرفض هذه تمثل في واقـع الأمـر نوعـا مـن العقـاب عـلى سلوك النظام منذ ١٦ عاما وكـذا الخطاب الاجتماعي والسياسي للعديد من الاحزاب في العراق.

ومن هنا يجيز لي القول أن قادة الاحزاب ساهمت في بروز "انعدام الثقة" بالنظام السياسي تاليا أتسعت الهوة بين المجتمع والدولة وانحسار فضاء فرض القانون على الفئات المستقلة وغير المسلحة وبالتالي بروز ملامح القطيعة بين المجتمع المدني والدولة والتي أدت إلى حالة من الانكفـاء عـلى الـذات آو مـا يسميه علماء السيسيولوجيا بالعزوف لدى الكثير من أفراد المجتمع العراقي، وعدم الثقة بالديمقراطية ووسائلها.

وتجلى ذلـك العـزوف مـن خلال غياب الثقة بالعمل السياسي وفقدان الأمل بصلاح الاحزاب الحاكمة. وأدى غياب الحوار المجتمعي إلى اختلال في العدالة الاجتماعية والمعـايير التـي تحكـم التعايش السلمي للأفـراد والجماعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي