الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غريبان في مطار

عبدالإله الياسري

2022 / 9 / 22
الادب والفن


قَعَــدتْ فمــالَ بهـــا إِلـيَّ المَقعَـــــدُ
وبَـدا ربيعـــــاً لي المطــارُ الأَجـردُ
وتَبسَّــمـتْ،فانشـقَّ غيـــمُ كــآبـتــي
عن صفوِهـا،وابيضَّ ليـلي الأَســودُ
وتَســاءلـتْ نظـراتُـنــــا عنَّــا،ومــا
كَـذَبَ الجـوابَ على الوجـوهِ تَجسُّـدُ
بانـتْ عليهـا "الغوطَتـانِ" نضــارةً
وعَلَيَّ للشـعـــراءِ بـانَ "المِـربَــــدُ"
وبــلا كــــلامٍ قـد تــأَكَّــــدَ أَصلُنــــا
إِنَّ العيــــونَ جــوابُــهـنَّ مُـؤكَّــــــدُ
وتَدَمْشَــقَــتْ غُنْجـاً لتُخفـيَ للهــوَى
صُــوَراً،أَخـذتُ بكشـفِــهــا أَتبغـــدَدُ
ولكَــمْ كذَبــتُ مُسـمِّيـــاً حُبِّـي لهــــا
شَغَفـاً،وحُبِّي ــ لو صدقـتُ ــ تَعبُّـــدُ
خيــرُ الصـلاةِ لـديَّ بينَ عيــونِهــــا
ولغيـرِ عُشَّـاقِ الجمـــالِ المسـجــــدُ
وليَجتمِــعْ قُبـــحُ الجهالــةِ كلِّـهـــــا
ليقـــولَ عنّي:كــافـــــرٌ أَو ملحـــــدُ
هي وحـدَهـا بانـتْ،وليسـتْ وحدَهـا
كانـتْ جيـــوشُ جمــالِهــــا تتحشّــدُ
طالعـتُ نهديهـــا نظيـــرَيْ غربـتي
بهمــــا جمـــوحٌ مثلهـــــا وتَمــــرّدُ
إِنْ لم تَمـرَّ على حريــــرِهمـا يــدي
لمســـاً؛فقـد مــرَّتْ لعَيــنٍ لـيْ يــــدُ
وطمعتُ في عطشِ الورودِ بخـدِّهـا
فشرعتُ أَبـــرُقُ كالغمــامِ وأرعـُــدُ
ولئـنْ تَــــردَّدَ أَنْ يُقـبِّـــلَهـــــا فـمي
حرَجـاً،فمـا مَنــــعَ الســــلامَ تَــردُّدُ
ودنـوتُ.لاأَدري ــ وقـد حَيّيتُهــــا ــ
أَيُــــذمُّ دانٍ نحـوَهــــا أَمْ يُحـمَـــــدُ؟
ـ:أَنا،شهرزادُ،اسمِي فقلتُ لها:أَنا
عبــدالإِلـــهِ وفي العـــراق المولـــدُ.
سفـــري غـداً قالتْ،فقلتُ لها:إذنْ
لـمْ يَبـقَ من عمــري هنــا إِلَّا غــــدُ
قالتْ:بقــاؤُكَ في فنائِــكَ عاشـقـــاً
لا تُبـقِ منــكَ عليــكَ شـيئـاً يُوجَـــدُ
لولم تَضـلَّ النـــاسُ عن حُـبٍّ لـهــا
مـا كــانَ عيسَى هـاديـــاً ومُحمَّـــدُ
وتَنهَّـدتْ وهي الضحوكُ فـزادَهـــا
لطفــاً علَى لطف الســرورِ تَنهُّــــدُ
وبرملـــةِ الصوفيّ في تـأويـلهـــــا
للـديــنِ غـــاضَ مُثَـلِّــثٌ ومُوِحِّــــدُ
مــا اللَّــه إِلّا كـامــنٌ فيـهــــا.بــــلا
حَـــدٍّ.ومـــا مِــنْ مُطلَـــقٍ يَـتحــــدَّدُ
لا أَوَّلٌ للحُســنِ في أَبـعــــادهــــــا
أبـــداً،ولا لـــه آخِـــرٌ.هـو ســرمــدُ
أَعيتْ مقـالـي كالسـرابِ صفـاتُهـــا
أَجــري لهـــــا ظمــأً،وعنّي تَبـعـــدُ
شـاميَّــةٌ كالكنــــزِ إنْ صَمَتَـتْ؛وإِنْ
نطقـتْ تَنـــاثــــرَ لــؤلــؤٌ وزُمـــرّدُ
أَعظمـتُ فيهـــا ـ كلَّمــا حدَّثـتُـهــا ـ
معنىً،وأعظمُـــه العميــقُ الأبعــــدُ
وَرِثــتْ أبـا تَمّــــامَ في تَـلميــحِــــه
ماكـدتُ أَفهـــمُ مـاتَـقـــولُ وتَقصــدُ
يــومَ التقينـــا لائـــذيــنِ بـغـربـــــةٍ
من شـفــــرةٍ تُدمِي،وعيـنٍ تَرصُـــدُ
طيريـنِ قد بَلـِيَ المُقيــــمُ ونحـن في
ريــحِ التغـــرُّبِ جنحُنـــــا يَتجــــدّدُ
لـن تَقبـــلَ الأقفــاصَ عِقبــانُ الفـلا
حتَّى إِذا هيَ فِضَّـــــةٌ أو عسجـــــدُ
مَنْ قــالَ ماطابـتْ لنـــا أوطانُـنـــا؟
مـاطــابَ قمـــعُ مواهــبٍ وتَبلُّــــــدُ
لولا انحطـاطُ العـيــشِ بين دواجـنٍ
ماشــاقَ نَسـراً في الجبــالِ تَشـرُّدُ
أوَما ارعوَى ذو الحكمِ من بَغيٍ لـه
وشـعـــارِ"حـزبٍ" خُلَّبٍ لايُــورِدُ؟
كــمْ "كُوفَـةٍ" مفجوعـةٍ في أَرضِنـا
منــه،و"حَجَّـــاجٍ" علينـــا يَحقــــدُ!
أَنَّى نَكـنْ يَشـنِـقْ سواقيَـنــا صَدىً
منـــه،ويَغْتَــلْ زرعَنــا لـــه جلمــدُ
ومتَى نَقُـلْ:"لا"،يَسـتبـِـحْ أَصواتَنـا
صمتُ العبيــدِ،وبالثُبُــورِ نُهــــــدَّدُ
لاذنْـبَ إِلّا أنَّ مصبــاحــــاً لنـــــــا
أَمسَى يَـدلُّ إلى الطريــقِ ويُرشِـــدُ
حُلمــاً بأَنْ يَنفــكَّ عن أَقــدامِنـــــــا
قَيــدٌ،ويَسـمــــعَ مــانقــــولُ مُقيِّـــدُ
أَ سَـمَاءَنــا الثكلَى،ومابــرحَ الأَسَى
مُذْ موتِ شـمسِـــكِ ليـلُـــه يَتلبَّــــدُ
هلْ بعـدَ نـــــارِ الحقــدِ من ماءٍ لنـا
تَشفـَى بـه كبــدُ الــــودادِ،وتَبـــرُدُ؟
أَيَّــانَ سُـحـبُ دمائِنــــا ودموعِنـــا
عن بسـمــــةٍ لشفـــاهِنـــا تَتَبَـــدَّدُ؟
لابدَّ من فجـــرٍ يُطـلُّ بـ"ســوريــا"
يوماً،وطيـــرٍ بــ"العــراق" يُغــرِّدُ
ونَحُطُّ في "بغــدادَ" رَحـلَ قلوبِنــا
أو في "دمشقَ"،وبَعـدَ هـمٍّ نَسـعَــدُ
وإِذا طوانــا ـ شـهــرزادُ ـ ثَراهمــا
موتـاً،فإنَّــا في الــربيـــــعِ نُــــورِّدُ
كــمْ من ســـراجٍ أَطفـأَتْـــه عــداوةٌ
وســراجُنـــا بسَـنَى المـودَّةِ مُـوقَــدُ
مهمـا يُثَـنِّ ذوو الغبــاوةِ روحَنـــــا
لفظـاً،ففي معنَىً لــها هـي مفــردُ
لولا المحبَّـــةُ غــايــــةً ووسـيلــــةً
مـاكانَ آدمُ في الوجـــودِ سـيَخلُــدُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي