الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العاشرة عشقا/4
ريتا عودة
2022 / 9 / 23الادب والفن
العاشرة عشقًا
-4-
الحياة قصيدة
لكنّها..
قد تكونُ أحيانًا
مُتَوَحِّشَة.
*
في زمنِ القهر النّفسي الذي أحيا، أحتاجُ أنا ليلى، ابنةُ الثلاثينَ عاما أنْ أوْقدَ شمعةً في الظَّلامِ كي أبقَى على قيد الحياة. أحتاجُ أملاً اتمسَّكُ بهِ لكي لا أستسلم للضعف فأنهزم في عُمقِ أعماقي. أحتاجُ الحبَّ لكي أنفضَ عنّي قبائلَ الأحزانِ فأنهض كالعنقاءِ مِن رَمَادي.
في زمنِ الخراب النّفسي الذي أحيا، لم أعثرْ على ذاتي إلا ّفي البحر.
بدأتُ آتِي كلَّ غروبٍ إليه.
أتأملُ الشَّمسَ وهي تُسلّم ذاتها للبحر فتغوصُ داخله وأنتعش!
*
*
صرتُ منذُ افترقنا أنا وخالد محكومة بالانتظار.
أظلُّ أتلفَّتَ حولي لعلّي أعثر على حلمٍ ينقذني من ذاكرتي المثقلة بالجراح!
*
هي ذاتي الأمّارَة بالحُبّ التي طعنتني بسهمِ خالد، قبل 18 سنة، سهمًا لم يُدْمِنِي إنّما أحياني!
لكن، أيعقلُ أن أعشقَ مخلوقا لا أعرف عنه أيّ تفاصيل سوى اسمه وكونه يسكن حيًا بالقرب من حيّنا! أيعقل ألاَّ أتحدّث معه ولو مرّة، أيعقل أن أنتظره دهرا دونما كلل أو ملل.
كم كنتُ مراهقة وكم كانتِ النتيجة مُتَوَقَّعَة!!
*
"ما هو الحُبّ".
سألتُ نفسي.
فأجابَتني:
هو لحظة يلتقي فيها نصفا التوأم فتنطلق شرارةٌ تُوْقِدُ المشَاعر في أتونِ العشقِ.
هوَ لحظة انجذابٍ عشقي كونيّ ..
كلحظةِ الانجذاب بين المغناطيسِ وقطعةِ مَعْدَن.
هل يملكُ المعدنُ أن يرفضَ هذه الجاذبيّة طالما دخل مجالَ جاذبيّة المغناطيس؟ هل يملكُ المغناطيسُ ألاّ يجذبَ قطعةَ المعدنِ التي دخلتْ مجالَهُ المغناطيسيّ؟!
تَحْدُثُ حالةُ الجاذبيّة العشقيّة دونما استئذان.
تحدث تلقائيا دونما تخطيطٍ مُسبَق.
لا القلب ولا العقل يُمليانِ عليها شروطهما.
هي لحظة التآلف العشقيّ للتوأم.
لكن..
إن لم تكن القطعة معدنيّة لن تحدث الجاذبيّة حتّى لو دخل أحدهما مجال جاذبيّة الآخر وذبذباته.
إذن، لكي تَحْدُثَ الجاذبيّة العشقيّة يجب أن يتوفرَ لها شروط أساسيّة كالتناغم في الخصائص بينَ التوأم والتناسُق النّفسي والعاطفي بينهما.
*
راقبتُ الشّمسَ وهيَ تستسلمُ للبحر والنوارس ترفرف..ترفرفُ في وداعِ ملكة السماء.
بحرقة، سألتُ نفسي:
- تُراني سوف أعثر يومًا ما، على نصفي الآخر الذي به وحده أكتمل!
لكن، متى! وأين..!
*
*
*
23.9.2022
يتبع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى