الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر مرشد وآخر رئيس إيراني

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2022 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مراجعة الاوضاع في إيران وماقد نجم عنها من أحداث وتطورات منذ أن تولى علي خامنئي منصب الولي الفقيه والتدقيق فيها ملية، يجد المراجع إنها أوضاع إتسمت بالتوتر والاضطرابات المستمرة وإتسعت المسافة بين الشعب والنظام الى درجة يمکن وصفها بأن الشعب صار يقاطع النظام ويرفضه علنا والذي يلفت النظر کثيرا هو إن الشعب الايراني يعرب عن موقفه المقاطع والرافض للنظام من خلال الشعارات التي دأب على تکرارها ضد شخص الولي الفقيه.
لسنا نأتي بجديد إذا ماقلنا بأن خامنئي لايحظى بتلك الکاريزما التي کان الخميني يحظى بها، وهذا الامر تم لمسه بوضوح من خلال تعرض الکثير من المسٶولين في النظام له وقبل ذلك الانتفاضات والتظاهرات الشعبية التي هتف الشعب فيها ضد خامنئي بحيث إنها أکدت وأثبتت بأن منصب الولي الفقيه في عهد خامنئي لم يعد يمتلك تلك الرهبة وصار في مرمى نيران الغضب والاحتجاجات، ومع إن النظام وخلال عهد خامنئي قد سعى عبر مزاعم الاعتدال والاصلاح للإيحاء بإستيعاب وإمتصاص مشاعر الرفض والغضب الشعبي ولکن ومن خلال دورتين رئاسيتين لمحمد خاتمي ودوريتين رئاسيتين لحسن روحاني، فإن أي تغيير إيجابي لم يطرأ على النظام بل وإن حدوث إنتفاضات ذات طابع سياسي خلال عهد حسن روحاني ضد النظام قد أثبتت بأن الشعب صار يعلم بأن شعارات الاعتدال والاصلاح مجرد واجهة هدفها خداع الشعب والتمويه عليه.
الازمة الخانقة للنظام ووصولها الى منعطف صار يهدد مستقبله، هي التي دفعت بخامنئي لوضع حد للعبة الاعتدال والاصلاح وأن يسفر النظام مرة أخرى عن وجهه الحقيقي من خلال قيام خامنئي بهندسة الانتخابات الرئاسية وتنصيب ابراهيم رئيسي کرئيس على الرغم من إن لرئيسي تأريخ بالغ السواد وهو متورط في العديد من الجرائم والمجازر ولعل أبرزها مجزرة صيف 1988، الخاصة بآلاف السجناء السياسيين، ولکن الذي حدث هو إنه ومنذ أن تولى رئيسي منصب الرئاسة وقام بتشکيل حکومته فإن الاوضاع قد إزدادت تأزما وحدثت خلال العام الاول من ولايته أکثر من إنتفاضة مئات التحرکات الاحتجاجية ناهيك عن إن حادثة مقتل الشابة مهسا أميني، قد جرت في عهده، ولذلك فإن معظم المراقبين السياسيين لايعتقدون أبدا بأن الاعوام المتبقية من ولايته ستکون أفضل حالا من عامه الاول.
مشکلة النظام الايراني وخلال حقبة خامنئي ـ رئيسي ليست مشکلة داخلية فقط مع أهمية وحساسية ذلك، بل إنها أيضا مشکلة خارجية، ذلك إن هناك مقاطعة دولية لهذا النظام بسبب من نهجه في تصدير التطرف والارهاب وکذلك من جراء برنامجه النووي المثير للشبهات، ومن دون شك فإن الاوضاع تسير نحو المزيد من التأزم ولذلك فإنه يمکن القول بأن کل الاوضاع تسير بالنظام بإتجاه المجهول وحتى يمکن القول بأن خامنئي سيکون آخر مرشد للنظام مثلما إن رئيسي سيکون آخر رئيس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م