الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا العميل

ابراهيم زورو

2022 / 9 / 24
الادب والفن


أنا العميل!
انا عميل وكلُّ خليّة من جسدي تدلُّ على أنّني عميل!
بالجملة وبالمفرق، أنا عميلٌ.
أفتخر بأننّي عميل! كلّهم ينبحون على باب داري وكأن زوجتي سيدة الاولى في ترتيب مدينتها من الحيوانات الشادرة، كل الاسواق تعرفني والغرباء يعرفون رائحتي وتشمها من بعيد!
لا أنسى للحظةٍ بأننّي عميل!
جاء العميل ذهب العميل، اسكتوا فقد أتى العميل، كوني حقيقة واضحة لا يخطئ أحد في توصيفي ربّما لهذا السبب أنا عميل!.
أحسن المواسم عندي الشتاء، حيث الاجتماعات واللقاءات، ويتجاهلون وجودي لأن الشتاء يلبس معطف الحنين!
أنا قوميٌّ للنخاع وأقول عندي مشروع مع ضابط في سلك الأمن، فمثلي لا يكون عميل!.
يقول أبي:
في عائلتي عميل! يتسبب في ايقاع الأذى بالاخرين، يضحك في وجه كلّ عابر السبيل، أنا لا اسامح أحداً، في قاموسي لا يفلت أحداً من عقابي لكوني عميل!
تقول أمي:
في بيتي فخ جميل بمواصفات وطنية! يؤرشف الحركات، وزميلاً لجميع الروائح، وأصحاب الاحذية، كل وجه يلبس أحذية، لهذا أنا عميل!
أعرف الطرقات كلها وإلى أين تنتهي، أقبض ثمن الكلام واشرح معنى الكلام! وأضع لبعضها دعائم من التراب أو الاسمنت، اعرف الاجواء كلها، وأعلم سرب الحمام إلى أين يطير؟.
تردف أمي:
في بيتي الروائح كلها ضيوف ابني! كرائحة الثوم، الفاصولياء، الحمص، الفول، البصل، العدس، رائحة الخمر والويسكي ورائحة العطر الفاخر والرخيص مشلوف على كل الزوايا مثل دعاء الفقير.
أنا عميل! مثل إلهٍ أعرف نوايا الآخرين، استطيع أن اقول له كلاما قريباً من فكره حينما أريد، أرتب لهم تربة افكاري، أنتف لهم ريشهم وأقدم قرابين لانبيائي!.
أكره قول شريف، كل مافيّ ماء آسن يتجنبون سرد كوابيسهم خوفا من ذكر اسمي بأننّي عميل.
ثمن عمالتي غالٍ لا حدود له وأكتفي أحياناً بقبلة من شفاه عشيقاتهم، بينما الجدد غيري يتسابقون بأموالهم وشرفهم كي ينالوا لقب العميل!
أنا أعرف أن أكذب بشكل جميل! وأفرز الاغبياء والاذكياء عن بعضهم بشكل جميل،
أنا محاط بطلاسم وخلقت لأكون عميل،
في عفرين أنا عميل، وفي الشام دبابيرهم في جسدي لا تستكين وفي قامشلي أنا حذاء مرميٌّ على مزابل الاخرين
أنا عميل!
أقدم القرابين لأكون وحيداً حينما يقترب الحنين!
أنا محصن، العامة تحبني لأنها تخاف خوازيقي وقت الانين والقادة لا يثقون فيّ ! لذلك أحب أن أكون عميلاً!
أنا لا أرحم أحداً وخاصة الاغبياء منهم لأنهم لا يعرفون ترتيب الحديث حين أقدم شهادتهم بكلماتي الرصينة، لذلك أتعذّب مليّاً! أسهر الليالي كي أرى مكاناً للجر والنصب والرفع مبين. ونصيبهم من أقاويلي كثير!.
بدوت رحيماً عندما قال لي احدهم قل: لأسيادنا، أن شعبي ونساءه لهم قرابين! تصوّر خجلت وأنا العميل، وهو الآن يقود الثورة ويقول أنا خلقت لأكون ثورياً ذو شأن عظيم.
عنواني هو خوف الناس مني، ومشهور أنا في بلدي أنا العظيم. وأرمي الفقراء بحذاء جدي بال وحقير.
أنا العميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة