الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2% أو أقل ، أو أكثر

حازم العظمة

2006 / 9 / 30
الصحافة والاعلام


حين نسمع عن القتال الطائفي في العراق و المذابح الطائفية ، يحلو لبعض الجهات الإعلامية أن تعطينا الإنطباع ، أو أن هذا الإنطباع ينتقل إلينا من هذه الجهات دون قصد هكذا ، من أن " كل" الشيعة و "كل" السنّة يقتتلون و أن الموضوع هو حالة عامة من قتال تصطف فيه الطائفتان و بالتالي نتخيل أن قتالاً كهذا لا يمكن أن يتوقف ، فنيأس من العراق و نيأس من شعبه و من أنفسنا و من شعوبنا ، و من العالم
و يقولون لنا علانية أو مواربة : أنظروا كم أنتم متخلفون ، و أنظروا كم أنتم غارقون في ولاءات الشيوخ و ولاءات القبائل و الطوائف و كم أنتم تعيشون في التاريخ
فنصدق و نيأس ، و نشيح بوجوهنا خجلاً ، و ننصرف إلى شيء آخر ، نحن الذين " نتفرج" على ما يحدث من بعيد ، و إن كانت " من بعيد " هذه تمتزج بدماء قلوبنا ، بقلقنا و يأسنا و آمالنا ، التي تخيب .. ، غالباً ، و نكتشف بأن من يريدون لنا أن نيأس هم أنفسهم من صمّم المذابح ، لكي نيأس ، و أن من كان دائماً يصمم لنا المذابح و يهمه أن نيأس هو نفسه من يحرص على تخلفنا ، و أن نعتبر هذا و ذاك " قدراً" لا مفر منه ، و هم أنفسهم الذين يقولون لنا أن العالم " الواقعي" هو هكذا و أن لا أمل فابحث عن " خلاصك" الشخصي فتنجو ، أو اندمج في المذبحة لكي لا تُذبح ..

الذين صمموا و خططوا لتفجير مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري و الذين كانوا على إطلاع بهذا التخطيط لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، و الذين نفذوا العملية عددهم كهذا لا أكثر ، و هؤلاء على الأرجح لا يعرفون الذين خططوا لها ، عمليات كهذه تقوم بها أجهزة الإستخبارات ، و القواعد هي واحدة في كل الحالات ، من يعرف مصدر الأوامر الحقيقي معدودون ، و بعيدون ، وراء المحيط ربما ، أو في تل أبيب ، و القواعد تقول : الذين نفذوا و يعرفون ( نفذوا بالقناعة أو بالإيحاء أو بالإيمان ... ) مصدر الأوامر ، أو الإيحاءات ، أو القناعات ، ينبغي أن يغيبوا ، إلى الأبد .. يقال قُتلوا أثناء الإشتباكات التي تلتها ... أو سبقتها ، أو في حادث " غامض" ..

تفجير مرقد الإمامين ليس بداية كل شيء أو نهايته في القتال الطائفي ، هذا القتال جرت دراسته و تخطيطه و تهيئته و صناعة أدواته لسنينٍ قبل هذا
الإفلاس الأمريكي السياسي و الأخلاقي يبلغ ذروته حين تقيم الإدارة الأمريكية الدنيا حول " الميليشيا" الطائفية في لبنان ، و حول مسألة " الدولة داخل الدولة " في لبنان ، فيما المليشيات الطائفية ، الحقيقية هذه المرة ، جرت صناعتها و إعدادها و التمهيد لها و لنفوذها في " العراق المحرر" منذ الإحتلال و قبله ، و لإعداد " دول" و ليس "دولة" واحدة " داخل الدولة" "في العراق و دائماً بـ " إشراف " الإحتلال و " رعايته" ..
فرق الموت التي يروح ضحيتها العشرات و المئات يومياً ، التفجيرات أمام المطاعم و التجمعات و الكنائس و الجوامع من الذي ينفذها ... : الشيعة ؟؟ .. السنة ؟؟ .. هكذا يوحى لنا و نكاد نصدق

2% من الشيعة ، 5% من السنة ، أو بالعكس ، أو أقل أو أكثر ، يشتركون في المذابح ، في هذا " الجهاد" .. ، أعذروني لأنه ما من أرقام حقيقية في شأن كهذا و لكن هذا ما أقدره ، أتخيله ، أقول أقليات ضئيلة من الجهتين من يقومون بهذا

نحن نعرف عن علاقة الإحتلال بإنشاء و رعاية و إتاحة و صناعة الميليشيات الطائفية "الشيعية " ، لم يكن هذا سراً لأحد ، و لكن ما الذي نعرفه عن علاقة الإستخبارات ، و أصرّ : الإسرائيلية و الأمريكية بالمنظمات " السنية" كتنظيم القاعدة ، نحن نعرف أن الإحتلال هو من أتى بـ " الجهاديين" و " القاعدة" إلى العراق ، و إن بصورة غير مباشرة ، و لكن هل كانت هذه " العلاقة" دائماً " غير مباشرة ...
2-3% ، 5% ربما ، من " الشيعة " و " السنة" يصنعون حرباً طائفية في العراق ، و لكن ماذا عن الباقين " السنة" و الشيعة" ، الأغلبية الصامتة كما يقال ، الأغلبية- الضحية ، ما هو موقفهم من حرب كهذه ... ، هم ضحاياها فقط ، ضحاياها من أجل زعامات المشايخ و نفوذ المشايخ و هم أنفسهم مهربي النفط و إقطاعيوا العطايا الأمريكية و النفوذ الأمريكي ، المتنازعون على " إقطاعات" الدولة الجديدة الأمريكية – العراقية ، التابعة، الطائفية ، الليبرالية ، طليعة " الشرق الأوسط الجديد"...

هكذا تفتقت عبقرية العقول ، حادة الذكاء ، لدى الإستراتيجيين الأمريكان : نغرق العراق في الحرب الطائفية و ننجو بهذا بالعراق و بالنفط و ننجو من حرب تحرير ضدنا ، يشنها العراقيون ، بكل طوائفهم و قومياتهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام