الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هو حقا يمين متطرف ؟!

أحمد فاروق عباس

2022 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


للآلة الإعلامية الغربية - وهى بريطانية وأمريكية فى الأساس - تأثيراً قوياً على المستوى الاعلامى والفكرى ..

وهى الة تشمل آلاف الصحف والمجلات ومراكز البحث التى تصدر فيض لا ينتهى من الكتب والدراسات وأوراق البحث ، وقنوات التلفزيون والراديو ، ومواقع بلا حصر على شبكة الإنترنت ..

ولا يترك هذا الجهد الاعلامى والدعائي للمتلقى فى الغرب أو حتى عندنا في الشرق فرصة للتفكير والتدبر فى معنى ما يقرأه أو يشاهده ومغزاه ..

وبالنسبة لعندنا في الشرق فقد جرت العادة أن كلمة الغرب ووسائل إعلامه وكلمة كتابه هى الكلمة الصحيحة بلا نقاش ..

وعلى الرغم من توفر مادة ضخمة للغاية على عدم أمانة أغلب وسائل هذه الآلة الجبارة ، وارتباطها الذى لا ينفصم ببنى السلطة في الغرب فإن التبعية لهذا الوسائل مازلت قائمة ..

ومن ضمن أدوات التأثير اختراع مصطلحات وفرضها على جدول النقاش السياسى فى العالم كله ، وهى مصطلحات غير محايدة بالطبع ، وإنما تعبر عن وجهة نظر ومصالح الفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب ، وتستخدم فى فرضها جيش لا ينتهى من رجالهم فى وسائل الإعلام والصحافة والجامعة ومراكز البحث السياسى والاستراتيجي والاقتصادى ..

من ضمن هذه المصطلحات : امبراطورية الشر الذى أطلقته الميديا الأمريكية على الاتحاد السوفيتي أيام ريجان في الثمانينات ، ومصطلح محور الشر الذى أطلق على العراق وإيران وكوريا الشمالية أيام بوش الابن ..

وضمن هذا الجهد الاعلامى الذى يعرف ماذا يفعل وكيف يلعب لعبة الحرب النفسية ببراعة إتهام رئيس أى دولة تخرج ولو ببساطة على السياسة الغربية بالجنون أو البارانويا ، أو إصابته بالسرطان وأن أيامه في الدنيا أصبحت محدودة ، أو أن مساعديه أو أركان دولته على وشك التخلص منه !!

ومن طبقت عليه هذه الوصفات الجاهزة قائمة كبيرة للغاية من رؤساء العالم ، ليس أولهم كاسترو أو ديجول فى الستينات من القرن ٢٠ ، وليس آخرهم نيكولاس مادورو - رئيس فنزويلا - أو فلاديمير بوتين فى عشرينات القرن ٢١ !!

ومن ضمن هذا الجهد إتهام اتجاهات سياسية ليست على هوى الفئات الحاكمة فى الغرب بالتطرف أو بالفاشية ..

فكل اليمين القومي - وليس اليمين العولمى - فى نظر هذه الفئات الحاكمة هو يمين متطرف وفاشى ، بدءا من جان ماري لولن وابنته في فرنسا إلى دونالد ترامب في أمريكا نفسها ..

وبالنسبة للفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب وجهازها الدعائي كل من ليس معنا أو كل من ليس لنا عليه سيطرة " كاملة " فهو متطرف وفاشى !!

والسؤال .. متطرف بالنسبة إلى ماذا بالضبط ؟
هو متطرف بالنسبة للسياسة الغربية المعتمدة وأسسها ، مثل سيطرة فئات رأسمالية شديدة الجشع على مفاصل السلطة في الغرب ، يساندها حلف عسكرى شديد العدوانية هو حلف الناتو ، تسعى بلا هوادة إلى سحق كل من يقف في طريقها
!!
تتحالف مع يمين دينى شديد التطرف فى الشرق الأوسط ، ومع فئات قومية مهووسة في أوكرانيا ، وتتحرش بدول كبرى مثل روسيا والصين ، وتوشك أن تجعل إستخدام السلاح النووى أو على الأقل التلويح باستخدامه قصة عادية فى الأخبار !!

فمن المتطرف إذن ؟!
من الفاشى إذن ؟

وفى سبيل سيطرة الفئات الحاكمة فى الغرب على العالم فقد تم بناء يسار ويمين بمواصفات وشروط هذه الفئات الحاكمة !!
فتم بناء يسار جديد لا يختلف عن الخطاب السائد في الغرب سوى فى النبرة وليس فى الأسس أو فى الجوهر ، وقد سماه أحد الكتاب بالجناح اليساري للعولمة الغربية ، يهتم بقضايا مثل حقوق المرأة ، وحقوق المثليين ، وقضايا الجنوسة .. إلخ ، ونسى خطاب اليسار القديم عن الإمبريالية الأمريكية وجهازها العسكرى والمخابراتى وسعيه المحموم للسيطرة النهائية على العالم ..

وكذلك تم بناء يمين مدجن أو رسمى يمثله مثلا الحزب الجمهورى الأمريكى ، يهتم بقضايا مثل الإجهاض ورعاية القيم الدينية والأسرية ، وحمل السلاح للفرد الأمريكى .. إلخ .
وكلها قضايا لا تمثل أى خطر على مصالح الفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب !!

وعندنا هنا لم يختلف الأمر كثيرا ، فهناك يسار ويمين غربى التوجه ، بل أصبح هناك جناح إسلامى للعولمة الأمريكية !!

ومن هنا فإن أى يسار أو يمين جذرى ، ويبحث عن التغيير الحقيقى فى منظومة السلطة في الغرب يقابل فورا بالاتهامات الكلاسيكية بكونه يسار متطرف أو يمين متطرف !!

ومن هنا أصبح صعود اليمين القومي فى فرنسا بالأمس أو صعوده فى ايطاليا اليوم ، وربما فى المانيا أو أمريكا يقابل فورا بتلك الاتهامات التقليدية ..

وعلى الرغم من أن ذلك الخطاب يجد دائما من يصدقه فإن الكتل التى أصبحت لا تقتنع ولا تصدق هذا الخطاب الدعائي المهترئ في ازدياد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رئيسة حكومة إيطاليا الجديدة
Magdi ( 2022 / 9 / 28 - 18:58 )


رئيسة حكومة إيطاليا الجديدة
فيديو مهم مترجم إلى العربية . رغم أن عنوانه يفتقر إلى الدبلوماسية
مسحت بماكرون البلاط!شاهد رئيسة حكومة إيطاليا الجديدة تردح لفرنسا!من هي جورجيا/جيورجيا ميلوني؟
https://www.youtube.com/watch?v=652iiT1054g
مئات شاهدوا الفيديو وفرحوا بنجاحها
------------------------------------
مع تحياتى مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


2 - مقاله ضاربة في الرجعية -حتى الان لايعترف من كان ام
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 9 / 29 - 02:04 )
ابن ابيه امبراطورية الشر ومن لايزال محور الشر رغم سقوط ابو المجرمين والاجرام صدام

اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في