الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة خطاؤون

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قليلة هي شبه الدول العربية ( لا توجد في هذه الدول مؤسسات دستورية حقيقية تنظم عمل الذين يتولون السلطة باسم أمة وطنية ) و من ضمنها منظمة التحرير الفلسطينية ، التي لا تقيم علانية أو سرا ، علاقة ديبلوماسية مع دولة إسرائيل التي تاسست في فلسطين أثناء الإنتداب البريطاني ، عملا بوعد بلفور الذي توكل هذا الإنتداب الإلتزام بتطبيقه . نسارع إلى القول أننا لسنا هنا بصدد مراجعة تاريخية للقضية الفلسطينية و انما في سياق تفكر في الدور الذ ي أدّته سلطات الحكم في البلدان العربية خصوصا في مصر و الأردن والعراق و سورية و لبنان بالإضافة إلى السعودية ، في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية من جهة و بأمن هذه البلدان " القومي " من حهة ثانية .
لا شك في أنه اتضح الآن ، بعد مضي ما يقارب القرن من الزمن ، أن الدولة الإسرائيلية هي استعمارية استيطانية عنصرية توسعية ، و بالتالي ليس لدى قادتها مشروع تسوية سلمي أو توافقي مع قادة الدول في البلدان التي أشرنا إليها . فمن غير المنطقي ان يتوافق الإحلاليون مع الذين يريدون إقتلاعهم و الحلول مكانهم . بالرغم من ذلك وقّع قادة شبه الدولة العربية المعنية اتفاقيات هدنة مع دولة اسرائيل بعد كل مواجهة وهزيمة كانت تلحق بهم ، كان من المؤكد أن القدرة العسكرية لهذه الأخيرة ستتضاعف خلالها إلى درجة تمكنها من كسح خصومها بسهولة أكبر في المواجهة القادمة ، هذا إذا سلمنا جدلا أن دولة اسرائيل لا تمثل في جوهرها مشروع المعسكر الغربي لإقامة دولة له شرق المتوسط ، و بالتالي تقتضي مواجهتها مواجهة هذا المعسكر في آن واحد.
لا شك في أن قادة شبه الدولة العربية ، يعرفون أن المؤسسة العسكرية في هذه الدولة وهي من العوامل الداخلية الرئسية التي أوصلتهم إلى السلطة ، لا تمتلك في الواقع مقومات تمكنها و تؤهلها للدفاع عن التراب الوطني و مابالك بتحرير الأجزاء المحتلة منه . و بالتالي يحق لنا السؤال عن الغاية من قبول الهدنة ، إذا كانت هذه الأخيرة هي بالمطلق لصالح إسرائيل . و هذا الأمر ينطبق أيضا على اتفاقيات تطبيع العلاقات التي توقّع وسط همرجة تختلط فيها الحكمة و الدعوات إلى السلام و الرقي والأمل الخ ، بالرغم من أن الدلائل و البراهين تثبت باليقين دون شذوذ عن القاعدة ، أن القيادة الإسرائيلية لا تلتزم بالمواثيق الدولية و الإتفاقيات التي توقعها و لا تحتكم إلا لموازين القوى .
و من البديهي في هذا الصدد أنها تحظى ايضا بدعم كامل من المعسكر الغربي ، استنادا إلى أنها جزء عضوي منه و من مشروعه في شرق البحر المتوسط ، و لا نجازف بالكلام أن دولة اسرائيل القائمة على أرض فلسطين ليست سوى جزء من هذه الدولة ،التي يوجد ربما جذعها في الولايات المتحدة على سبيل المثال ، كما أن لها بالتأكيد إمتداد إلى أوروبا .

إذن ما هي الفائدة التي تتوخاها سلطة شبه الدولة العربية من توقيع هدنة مع دولة سرائيل ستكون حتما مؤقتة و ضارة للناس الرازحين تحت و طأتها . ؟ الإجابة المنطقية هي أن مواصلة الصراع ليس في أغلب الظن في مصلحة السلطتين ، الإسرائيلية و العربية معا . فالإنتصار الكبير يفوق قدرة اسرائيل على استيعاب تبعاته على كافة الصعد المحلية و الإقليمية و الدولية ، و من هذه التبعات انهيار السلطة " المهزومة في ميدان الحرب ما من شأنه أن يحرر الناس من قيودها و بالتالي تغيير معطيات المواجهة مع مستعمر يبتغي إلغاء الأخيرين ، فمن غير المستبعد عندئذ أن يتحولوا إلى طرف مباشر فيها دفاعا عن وجودهم ، مثلما صار الفلسطينيون طرفا مباشرا في مناوشة قوات الإحتلال ، بين 1967 ـ 1970 ، قبل أن تتمكن السلطة في شبه الدولة العربية من استعادة زمام الأمور و قبل أن تنشأ سلطة فلسطينية على شاكلتها في أماكن الشتات الفلسطيني .
خلاصة القول ، أن السلطة العربية و السلطة الإستعمارية ، عملتا على الأرجح تلقائيا او بالأحرى دون تنسيق مباشر في معظم الأحيان ، على ضرورة تحييد الناس ، الفلسطينيين و المصريين والسوريين و العراقيين و اللبنانيين و الأردنيين ، في الصراع ضد تمدد الدولة الإسرائيلية ، فلاشك في أن انخراط الشعوب فيه لم يكن في مصلحة السلطتين أو بتعبير أدق لم يكن في مصلحتهما طالما لم يكتمل تدمير هذه الشعوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص