الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الخامس)

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 9 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في الواقع، رمى النازيون الأوكرانيين أيضا بعبارات عنصرية، مثل "أفريكانيون" (Afrikaners)
و "زنجيون" (Negers). أثناء
احتلالهم، "قُتل ما يقرب من 3.5 مليون مدني أوكراني، معظمهم من النساء والأطفال، ومرة ​​أخرى ، مات ما يقرب من 3 ملايين أوكراني في قتال الجيش الأحمر ضد الفيرماخت (*).
 لا تشمل هذه الأرقام الأوكرانيين - بمن فيهم اليهود الأوكرانيون مثل جد فولوديمير زيلينسكي - الذين قاتلوا ضد النازيين ونجا من الحرب. 
بعبارة أخرى، تم استهداف الأوكرانيين السوفييت من قبل النازيين بالإبادة، ولعبوا أيضا دورا كبيرًا بشكل غير متناسب في القتال ضد النازيين. كن هذه الحقائق تم إخفاءها من خلال افتراض أن كلمة "سوفياتية" تعني "روسي".
ومع ذلك، فإن الأيديولوجية التي تبناها ستالين في العلن كانت اللينينية. كانت نسخة ملتوية - مثلا، أعلن أن الاتحاد السوفييتي دولة اشتراكية، في حين اعتقد لينين أن الاشتراكية لا يمكن أن تنشأ دوليا - ولكن، كما اشتكى بوتين، احتفظ بعناصر من السياسة اللينينية ضمن الدستور، مثل الحق في تقرير المصير. كان هذا ضروريا لإثبات ادعائه بأنه الوريث الشرعي للينين. 
علاوة على ذلك، وبينما تحكم ستالين وخلفاؤه بقبضة حديدية في المستعمرات الروسية واستعملوها حتى في غزو واحتلال أفغانستان عام 1979، فقد تمكنوا من الظهور بمظهر مناهضين للإمبريالية من خلال دعم نضالات التحرر في البلدان التي استعمرتها الإمبريالية الغربية، واكتسبوا بالتالي نفوذا في تلك الدول. لذلك، لن يكون دقيقًا وصف النظام الستاليني بالفاشي.
استخدم خروتشوف وبريجنيف أيضا لينين لتعزيز مزاعمهم بالقيادة، ولكن بخلافهم، كان ميخائيل جورباتشوف باحثا حقيقيًا في لينين؛ إذ حاول مواءمة سياساته الخاصة بالديمقراطية من خلال جلاسنوست (الشفافية) والبيريسترويكا (إعادة الهيكلة) المجتمع السوفيتي مع لينين الثوري، لينين الذي سعى وراء الحقيقة، الأممي الذي شجع تطوير لغات وثقافات الشعوب السوفيتية، ولينين الذي كان على استعداد للتعلم من أخطاء الماضي وتصحيحها. سحب غورباتشوف القوات السوفيتية من أفغانستان ولم يتدخل عندما سقط جدار برلين. لقد صاغ معاهدة من أجل اتحاد سوفيتي أكثر مساواة وديمقراطية، ولكن قبل يومين من الموعد المقرر للتوقيع عليها، قام المتشددون بانقلاب ضده ووضعوه قيد الإقامة الجبرية وقطعوا اتصالاته. 
كانت هناك معارضة شعبية كبيرة للانقلاب ووضع بوريس يلتسين نفسه على رأسه. انهار الانقلاب وتم إطلاق سراح جورباتشوف، لكن يلتسين انحاز إلى جانب الأخير الذي قاد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى خمس عشرة جمهورية مستقلة، بما في ذلك الاتحاد الروسي.
اختار يلتسين بوتين ليكون خليفته في عام 1999، في وقت كانت فيه شعبية يلتسين في خانة الآحاد، وكان بوتين هو مدير FSB القوي ولكن غير المعروف، ولا زالت طريقته في اكتساب الشعبية خاضعة لنفس المنطق، ونا زال الاتحاد الروسي يضم مستعمرات داخله. كانت الشيشان إحداها، وقد أعلنت استقلالها في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991، فما كان من القوات الروسية إلا أن غزتها عام 1994، وفي عملية قادها جهاز الأمن الفيدرالي تعرضت العاصمة غروزني لقصف كثيف وقتل الرئيس المنتخب، لكن المقاومة استمرت. 
وقع الرئيس المنتخب الجديد اتفاق سلام مع يلتسين، وأرجأ تحديد وضع الشيشان. في عام 1999، تم إلقاء اللوم على الإرهابيين الشيشان في سلسلة من تفجيرات الشقق في موسكو، ولكن تبين لاحقا أن مكتب الأمن الفيدرالي هو من دبرها. لقد شكلوا ذريعة لشن حرب قاسية على الإرهاب ضد المدنيين الشيشان بما في ذلك التعذيب والاغتصاب المنهجي والقتل الجماعي وقتل رئيسها المنتخب الثاني وتنصيب دكتاتورية وحشية دمية متحالفة مع بوتين. ورافق ذلك حملة قمع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين الاستقصائيين في روسيا نفسها، في حين تم اغتيال الشهود والمحققين في تفجيرات الشقق واحدا تلو الآخر.
تحرك بوتين بسرعة لإعادة بناء دولة استبدادية، وتعيين الكي جي بي وحلفاء الجيش السابقين في الأجهزة الأمنية وتوسيع صلاحياتهم، وإعادة صياغة القوانين لمنح نفسه سلطة تعيين وعزل القضاة، واكتساب سلطات جديدة لإقالة وتعيين الحكام وحل المجالس التشريعية الجهوية، حتى "تستجيب الأجهزة الأمنية للكرملين فقط. واستوى فلاديمير بوتين على رأس القوة العمودية الجديدة.
تكررت قواعد اللعبة الشيشانية في سوريا بعد انضمام بوتين إلى الحرب هناك في سبتمبر 2015، والفرق الوحيد هو أن حليف بوتين الوحشي - بشار الأسد - كان بالفعل في السلطة ولكنه يواجه الإطاحة الوشيكة بانتفاضة ديمقراطية. ذلك ما أعطانا دليلا على ما كان يشير إليه بوتين عندما اقتبس كلمات أغنية البانك روك، "الجميلة النائمة في نعش"، ليقول لأوكرانيا: "سواء أحببت أم لا، تحمليها يا جميلتي". مصير الشيشان هو ما قصده لأوكرانيا عندما غزت قواته المسلحة وتوجهت مباشرة إلى كييف بداية عام 2022.
بصرف النظر عن الأسد، دعم بوتين أيضا الدكتاتور اليميني دانييل أورتيجا في نيكاراغوا، مقابل استضافة نظامه لقمر صناعي حامل لنظام مراقبة لجمع المعلومات الاستخبارية، مع الاستخدام المجاني لمنافذه..عملت مجموعة فاجنر شبه العسكرية التابعة له وارتكبت جرائم حرب جنبا إلى جنب مع الديكتاتور المحتمل خليفة حفتر في ليبيا. وانتقل إلى إفريقيا جنوب الصحراء بطريقة كبيرة، ودعم الحكام المستبدين والانقلابات العسكرية وارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان مقابل امتيازات تعدين الذهب والماس لشركة روسية ذات تابعة له. وقد وصف اليسار بحق مثل هذه الممارسات، عندما يقوم بها الغرب، بأنها إمبريالية.
____________________________
(*) نجد في موسوعة ويكيبيديا: فيرماخت (بالألمانية: Wehrmacht) تترجم «قوة الدفاع» هو اسم القوات المسلحة الموحدة لألمانيا من العام 1935 إلى 1945، وتشمل كلاً من الجيش (بالألمانية Heer) والبحرية (بالألمانية Kriegsmarine) وسلاح الجو (بالألمانية Luftwaffe).وقد تحول ما كان يسمى بوحدات النخبة المسلحة (بالألمانية Waffen-SS) (وهي الجناح العسكري لوحدات النخبة النازية (س س) إلى فرع رابع للفيرماخت، بعد أن تضاعف عددها من 3 أفواج إلى 38 فرقة بحلول عام 1945. (ويكيبيديا)
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟