الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مشكلات المثقف العربي

ياسر عامر عبد الحسين

2022 / 9 / 27
كتابات ساخرة


من مشكلات المُثقف العربي أنهُ يزعُم في نفسهِ الكمال العلمي والأدبي، ويخالُ نفسهُ أعلم أهل الأرض في شتى المجالات، كأن لا أحد في العالم يفهم سواه، مثقف خياله يقبع في برج عاجي وهمي، مثقف التسفيه والتقديس، تارةً تراه يُسفه كبار الشعراء والأدباء والكُتاب، وتارةً أُخرى تراه يردعك عن نقد أصنامه، مثل هذه العقول النرجسية بحاجة لتنظيف فكري لآذانها الصماء، بحاجة لتهوية أكواخها المغلقة، بحاجة لعدسات مُكبرة تُريها حقيقة أنها ليست محور الكون.

كما أن العرب وللأسف الشديد دائمًا ما يُقارنون كُل ما هو ثقافي أجنبي مع تراثهم الفكري والأدبي، وأنا من عندي أقول بأن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، بل الأكثر من ذلك هو أن العرب دائمًا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مهد الحضارة والعلم والأدب، ويزعمون سرقة الغرب لهم في شتى المجالات، سواء من علم وأدب وفلسفة، ويخالون العالم مديونًا لفضلهم المفرط، إلى اليوم نراهم يتغنون بأمجاد الماضي بأمجاد بعض من عظماء الفرس المنسوبين لهم عنوةً، وحتى وإن كان بعض أولئك العلماء والأدباء والفلاسفة الذين برزوا في العصر العباسي عربًا، فإن أمجادهم مضت، ومن العار التمسُك بها كعُذرٍ لهذا التقاعس الذي نشهده، ومن العار تسفيه المجتمعات الأخرى بحجج سافلة كهذه.


إذن نحن نعتقد بقصور الثقافات الأخرى ونتهمهم بسرقتنا ونرى في ثقافتنا الكمال، وفي ذات الوقت داخل مجتمعنا الثقافي الضيق الأفق نُبالغ في تقدير أنفسنا كأفراد مثقفين، ونُسفه من لا يعجبنا ونُقدس من يروقُ لنا ونغطي على عيوبه، نحن مجتمع بائس حتى في طبقته المثقفة، ياحسرةً علينا…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا