الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات فوز اليمين الإيطالي !!؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2022 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


فوز اليمين في ايطاليا مؤشر آخر على افلاس وانحصار اليسار وتراجع الروح الليبرالية في الغرب وزيادة قلق الاقطار الأوروبية على خصوصياتها الديموغرافية والثقافية والجهوية والمحلية (الوطنية)!
*****************
من المؤكد أن ما حدث في ايطاليا من فوز تحالف اليمين يُعد مؤشرًا مهمًا على تغيرات عميقة تحدث في مزاج وعقل الناخب الأوروبي عمومًا والايطالي خصوصًا!، فلم يعد لليسار والليبرالية تلك الجاذبية القديمة ولا ذلك الحضور الكبير، فكل دول اوروبا الغربية، ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية والعالمية، قد تقع - في لحظة رهيبة من لحظات القدر الغريبة - وربما بإستثناء بريطانيا معقل الليبرالية التاريخي وحصنها الحصين - في قبضة اليمين بكل أشكاله وألوانه من اليمين القومي أو اليمين الوطني إلى اليمين المسيحي، أي كما لاحظنا في ظاهرة (ترامب) في أمريكا وكما لاحظنا اليوم في ما حدث في ايطاليا الآن .


ولا يمكن هنا استبعاد وجود (دور روسي) استخباراتي ذكي يحدث منذ عقود - من وراء الكواليس - لدعم وتشجيع انتشار اليمين في أوروبا في سبيل تقويض التوجه الليبرالي الذي تنظر اليه روسيا - بطبيعتها الوطنية اليمينية العتيدة - بعدم ارتياح!!.


ولا يمكن هنا أيضَا استبعاد ما لتداعيات ثورات الربيع العربي - والتي انقلبت إلى خريف مخيف - من دور كبير في تسريع عجلة صعود نجم اليمين في الغرب بسبب ارتباط ذلك بإزدياد الهجرة غير النظامية إلى الغرب وسط الفوضى التي خلقتها ثورات الشوارع العربية الغاضبة وما تبعها من قفز الاسلاميين على ظهرها في محاولة لتحويلها إلى ثورات (اسلاماوية أصولية) تخضع لسطوة توجيهات (المفتي/المرشد) لينتهي الأمر بحروب أهلية وبفشل ذريع في تحقيق ما بقي من حلم الديموقراطية!!.. فالعالم - كما تعلمون - مترابط بشكل وثيق ويؤثر بعضه ببعض كما نشاهد ونلمس اليوم في آثار حرب روسيا على أكورانيا حاليًا التي أثرت في أسعار الغذاء والطاقة وزادت من معاناة الفقراء في العالم!!


نلاحظ هنا أن شعار اليمين الايطالي والذي يعتبر العجوز الرأسمالي المتصابي العنصري (برلسكوني) هو (((الله، ايطاليا، العائلة)))، والسؤال هنا: ما علاقة شخص رأسمالي فاسد ومتصابي كبرلسكوني بالله والوطنية والعائلة !!؟؟.. فما يجري هو استثمار سياسي للوضع الأوروبي المأزوم من خلال رفع شعارات وطنية شعبوية تعبوية تداعب الروح اليمينية الوطنية والدينية المتطرفة والمحافظة التي باتت تنظر لليبرالية التي تقوم على الانفتاح والتسامح الانساني- وسط كل هذه الفوضى والضياع والأزمات الاقتصادية - كما لو أنها (السم في العسل)!! .


فلا شك، إذن، أن صعود اليمين في الغرب عمومًا يعكس من جهة (قلق اجتماعي ثقافي) عميق على (الهوية الوطنية) من خطر الهجرة المستفحلة من جهة ومن جهة من خطر الذوبان في الأمبراطورية الأوروبية تحت مسمى الاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا وفرنسا !

كما أن صعود نجم اليمين الشعبوي يعكس من جهة ثالثة حالة الافلاس العام التي تعيشها الاحزاب الليبرالية واليسارية على السواء في العالم ، تلك الأحزاب (الهرمة) التي باتت عاجزةً عن تجديد ذاتها وتجيد خطابها وبالتالي عاجزةً عن استقطاب الدماء الجديدة الشابة اليها، في المقابل تلقى الأفكار اليمينية ذات الطابع الوطني أو القومي أو العرقي أو الديني جاذبية لدى هؤلاء الشباب!.. ولهذا لا يمكن استبعاد عودة الفاشية (الوطنية والقومية) من جديد للظهور في أوروبا على المدى البعيد إذا استمر هذا الافلاس السياسي لليسارين والليبراليين في ازدياد!، واستمر معه هذا القلق الاجتماعي الثقافي (الشديد) على الهويات والخصوصيات الوطنية لكل قطر أوروبي حيث كان (الانجليز) أول من قفز من أسوار ذلك الكيان الهش، الضخم الفضفاض غير المتجانس (الاتحاد الأوروبي)، كما لو أنه سفينة حالمة ضخمة أدرك الانجليز بذكائهم السياسي أنها تسير نحو المجهول وأن مصيرها الغرق المحتوم (!) أو ليقينهم بأن ((الدولة الوطنية القطرية)) لم تستنفد أغراضها التي قامت لأجلها بعد، وأن (العولمة) و(الاتحادات الفضفاضة) ليست سواء وهم كبير وحلم غرير لا يصمد طويًلًا أمام قوانين الواقع القطري والوطني والثقافي العميق!!.. فالعالم يتغيّر لكنه لم يتبدل!!....هذا رأيي فما رأيكم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج