الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو تأثير الملابس على الحالة النفسية؟ وحق المواطنة

محيي الدين محروس

2022 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بداية من الضروري التأكيد على حقيقة علمية بأن اختيار الإنسان لملابسه وألوانها والزي ليس هو اختيار حر كما يظن العديد من الناس. بل له علاقة وطيدة بالعادات والتقاليد والحالة النفسية للإنسان.
عادةً لا يفكر الإنسان طويلاً: ماذا سيلبس اليوم للعمل؟ بل يأخذ بارتداء الملابس ويُسرع للعمل …بينما يفكر أكثر عندما يكون له موعد غرامي أو لقاء هام مع المدير أو الوزير .. أما العروس والعريس فيستعدان للباس قبل شهور من موعد العرس.
لماذا؟
السبب الأول هو أن الإنسان يريد أن يظهر بالشكل اللائق أمام الناس الذين سيتواجد بينهم، وحسب المناسبة.
والسبب الثاني وعادةً يكون على طبقة ما تحت الوعي هو الراحة النفسية التي تنعكس عليه في لباسه الذي يختاره…حتى ولو كان لوحده في المنزل.
وعندما يتحول التفكير إلى طبقة الوعي وهي الحالة الأفضل عندها يكون اختيار الملابس أكثر راحةً للنفس.
وإشارة سريعة ولكنها هامة هي مسألة نظافة لملابس وكيها وسلامتها.
----------------
من المعروف دور العادات والتقاليد في البلد الذي يعيش فيه الإنسان في اختيار الملابس مثال: اللون الأبيض لملابس العروس، واللون الأسود أيام الحزن، والألوان الفاتحة عادةً في سن الشباب مثل الزهر والأحمر والسماوي،
والألوان الغامقة والوسطية في عمر الكهولة.
ولكن هذه العادات والتقاليد لا تُشكل القاعدة لدى كل الناس، حيث تلعب شخصية الإنسان دورها في اختيار الألوان والأزياء… حيث نجد امرأة في سن مُتقدمة ترتدي الألوان الفاتحة الفاقعة.
-------------------
الموضوع الهام أيضاً مدى تحرر المرأة في ملابسها وغطاء رأسها. والجواب الذي يتطلب منها الإجابة عليه:
هل ستخضع للعادات القديمة التي تراها بالية أم تستطيع تحرير نفسها من ذلك. وعادةً يكون هنا الخوف من الأهل والرجل والمحيط الاجتماعي في فرضهم كل تفاصيل اللباس للمرأة!!
وتحتاج المرأة الكثير من قوة الإرادة الشخصية لتخطي كل هذه الحواجز، ومن المفيد عندما تجد زوجها أو أخاها الكبير يُساندها في حرية قرارها الذي ليس بالضرورة يخضع لتلك التقاليد التي تراها بالية.
وبذلك تتحقق الراحة النفسية للمرأة في حريتها، وكذلك الراحة النفسية للرجل الذي يدعمها لشعوره بأنه أيضاً تحرر من ثقل بعض العادات البالية.
حتى الدساتير والقوانين في البلد لها دورها في الراحة النفسية للمواطن عندما يشعر بأنه غير مُضطهد بسبب جنسه ولباسه، وبأن حقوقه مُصانة بقوة القانون.
وهنا نجد العديد من الأمثلة في القوانين التي تُصادر حرية المرأة فقط لأنها امرأة !! يكفي تعداد بعضها من العناوين دون الدخول في التفاصيل:
لا يجوز للمرأة أن تكون رئيسة دولة، ولا يجوز للمرأة أن تمنح أولادها المواطنة التي تحملها، ولا يحق للمرأة المساواة مع أخيها في الإرث من والدهما، ،شهادة امرأتين أمام المحكمة تعادل شهادة رجل…والقائمة طويلة.
--------------------------------------------------------
ما هو دور „ الحجاب للمرأة „ على حالتها النفسية؟
هنا من الضروري التمييز بين حالتين على الأقل:
الحالة الأولى عندما يكون اختيارها الحر هو „ الحجاب „ والمقصود هنا غطاء الرأس. هنا لا يجوز التدخل للعائلة ولا للنظام السياسي التدخل في فرضهم نزع „ الحجاب „.
الحالة الثانية هي عندما يكون „ فرض الحجاب „ على المرأة من قبل الأهل أو بقوة قانون الدولة أو بقوة رجال الدين في السلطات السياسية والاجتماعية.
هنا من الضروري الوقوف إلى جانب المرأة في نضالها من أجل أن تُمارس حريتها على أرض الواقع. وهذا يتطلب موقف واضح وصريح من مؤسسات الدولة في إصدار القوانين لحماية هذا الحق.
كما يتطلب نفس الموقف من التنظيمات السياسية والمدنية التي تُناصر المرأة. كما يتطلب نشر ثقافة حرية الإنسان بصورة عامة في المجتمع.
وعندها كم تشعر المرأة بالسعادة النفسية لهذه المواقف الداعمة والمساندة لها ولحقوقها الطبيعية.
ما تسعى له المجتمعات الإنسانية هو راحة المواطن وسعادته،
وهذا يتحقق عندما تضمن الدولة في الدساتير والقوانين حقوق الإنسان كاملة بدون التمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة