الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هذا مقياس التطور الاقتصادي..!

هرمز كوهاري

2006 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قال السيد الرئيس مام جلال أمام الكونغرس الامريكي ،" أن في مدينة السليمانية ، يوجد 2000 مليونيرا "!!! كدليل على تطور العراق الديمقراطي الغارق احتى أذنيه في الرفاهية والسعادة والانتعاش الاقتصادي !
ولم يبق إلا عدد قليل منهم لكي يصبحوا أصحاب الملايين ! بل في طريقهم الى ذلك !.

و بغض النظر، كم من هؤلاء من أصحاب الملايين هم من أفراد عائلته أو أقاربه أو المقربين اليه أو قادة حزبه ! وهل كل هؤلاء المليونيرية جاءهم الخير من فضل ربهم ! أم من فضل النهب والسلب المقنن بالعمولات الخيالية التي قد تزيد بعضها على مبلغ المناقصات وربما منها مناقصات وهمية !! أم بشطارتهم ،" والشطّار يستاهلون "! وإلا على ماذا يدل هذا العدد من المليونيرية في مدينة واحدة ، وماذا عن الضريبة التي قد تخفف من الصدقات التي يطلبها العراق من الدول المانحة أو يتوسل لخفض ديونه حتى من الدول الفقيرة ،وكم من هؤلاء هم من الأغوات الذين أثروا من رواتب الفرسان الذين كانوا يبالغون بعدد أتباعهم أضعاف المرات !! ولا هناك من يختلف مع مام جلال بأن التحسن والتطور الاقتصادي في كردستان العراق الذي حدث بعد سقوط البعث ، هو أفضل منه من بقية مناطق العراق ، ولكن هذا التطور له مقاييس أخرى غير كثرة عدد أصحاب الملايين في العاصمة الثانية للسيد الرئيس .

. ومع هذا لايهم من يكونوا هؤلاء ، كما ذُكرنا أعلاه ، ولكن نقول للسيد الرئيس أن الرخاء والتقدم الاقتصادي ليس في كثرة عدد أصحاب الملايين وخاصة في مدينة واحدة ، وهي عاصمته الثانية . بل ربما العكس ، فكلما مازاد عدد المليونيرية في بلد ما ، تضاعف الاف الاضعاف عدد الفقراء حيث يعني ذلك تراكم الثروة عن البعض على حساب المجموع ، وخاصة في بلد مثل العراق الذي يزداد فيه الفقر والفاقة والجوع يوما بعد يوم ، نتيجة البطالة للاسباب الامنية والاضطراب السياسي وإرتفاع الاسعار بصورة خيالية والتضخم المالي ، بالاضافة الى الفساد المالي والاداري الذي بلغ الدرجة التي لم يصلها أي بلد آخر حاليا وسابقا ، حتى تحول الى مهزلة !! كما لايخفى أن زيادة عدد أصحاب الملايين في فترة قصيرة جدا ، ليس إلا مؤشرا واضحا للفساد المالي والاداري المقنن.

والسيد الرئيس مام جلال لم يكن في كلمته هذه يمثل مدينة السليمانية ولا كردستان العراق .. ولكن كان يلقي كلمة بإسم العراق ويمثل كل العراق وليس مدينة واحدة ، فكان الاولى به أن يقدم الحالة الاقتصادية للمهجرين والمضطهدين والارامل التي وصل عددهن بالملايين والاطفال المشردين اليتامى ، والمتسكعين بدون أو ،مدارس من الخوف أو الفاقة أو لا ينسى أن يذكر مقابل أولئك أصحاب الملايين ،حالة التعاسة التي يعيشعها غالبية الشعب العراقي ليكون خطابا متوازنا لاينصب على فئة واحدة

هذا وأن مقياس الرخاء الاقتصادي في بلد ما يقاس كوحدة واحدة وليس في مدينة واحدة ،كما أن مؤشرات الرخاء الاقتصادي تعتمد على الامور والمؤشرات الاساسية التالية :

* في مقدمة التطور الاقتصادي ، تقف مشكلة الامن والامان وقوانين الاستثمار والفائدة والضريبة والتسهيلات المصرفية وقوة العملة وثباتها وعدم تذبذبها .
* الميزان التجاري ، وأن يكون لصالح الدولة تجاه الدول الاخرى أو متوازنا معها على الاقل ، وأن لا يكون إقتصادها كالهرم المقلوب أي يعتمد على تصدير النفط الخام وما يشكله من تقلبات الاسعار والعرض والطلب والمشاكل الاخرى ، وأن يكون مكتفيا ذاتيا على الاقل للمواد الضرورية كالغذاء والماء والدواء ،وأن يكون دائنا أو على الاقل غير مدين وواقع تحت رحمة الديون الدولية كبنك النقد الدولي ..ألخ
* عدم وجود البطالة أو أن تكون في أقل مستوى ممكن ، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود البطالة المفنعة بما فيها الايدي العاملة النسائية
* إرتفاع الحد الادنى لاجور العمال غير الماهرين
* توفر الخدمات الضرورية لجميع أفراد الشعب ، وليس لفئة أو مدينة واحدة ، كتوفير الماء الصحي والغذاء والدواء والعلاج والسكن اللائق بكرامة الانسان وبقية الخدمات ، كالكهرباء والوقود والمواصلات والاتصالات
* توفر وسائل ومحلات الراحة والترفيه البريئة وخاصة للشباب والعوائل . * الى غير ذلك من الشروط والمقاييس الاقتصادية لتققيم الوضع الاقتصادي في أي بلد .
* كل ما تقدم لا يعني شيئا إذا لم يتوفر الامن والحريات الفردية و الديمقراطية فما يفيد الفرد إذا كان جيبه مليئا بالدنانير والدولارات ، ولا يتمكن التنقل من مدينة الى أخرى أو حتى من تخطي عتبة داره خوفا من الاغتيال والتفجير. أو عندما لايتوفر الكهرباء والماء والغذاء والوقود
والسكن .
وأخيرا هل نسى مام جلال أن المستمعين اليه من الحاضرين والمهتمين بالسياسة وخاصة ما يتعلق بشؤون العراق وتاريخه منذ السومريين ، إذ قال أحد المؤرخين الاجانب : أن متحف شيكاغو يحتفظ بأربعة وعشرين ألف لوحة طينية عن تاريخ العراق القديم وحضارته وقبل العرب والاسلام !!
أم أراد أن يدغدغ مشاعر المستمعين من أصحاب الملايين الامريكان كي يسيل لعابهم عندما يسمعون ب " كرف " الملايين بسهولة في هذه الفترة التي تعتبر مثالية على الاثراء بفضل الشطارة فيها الربح فقط دون الخسارة !!

كما يعرفون عن الوضع في العراق ربما أكثر من أي عراقي آخر خارج أو حتى داخل العراق ! وربما ما سيؤول ويتطور أو ما يريدون هم تطوير الوضع العراقي؟؟

إن المداخلة هذه لاتعني أننا لانتفق معه في بقية مضمون خطاباته ولقاءاته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة