الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة رواية القبو للروائية فاطمة عبد الله

رائد الحواري

2022 / 10 / 2
الادب والفن


ضمن الجلسة الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق تم مناقشة رواية القبو للروائية ، افتتح الندوة الأستاذ رفعت سماعنة مدير دار الفاروق قائلا: أن تنوع أنواع الأدب التي تناقش اللجنة الثقافية ما هو إلا إثراها للأعضاء الذين لا يتوقفون عند جنس بعينه، وبما أن رواية القبو صادرة عن دار الفاروق، فمن المهم لنا أن نعرف راي المشاركين في هذه الرواية.
ثم فتح باب النقاش وكان أول المتحدثين الشاعر عمار دويكات الذب قال: "تعتبر هذه الرواية هي الرواية الثانية للكاتبة فاطمة سلامة، وتلتقي هذه الرواية (القبو) مع الرواية الأولى (شرائط ملونة) بنقطتين رئيسيتين: الأولى: الفئة المستهدفة، والثانية: الخيال العلمي. تتحد الكاتبة بقوة مع نصها الروائي، تتحكم به بقوة وسهولة، تعرف ماذا تريد من الكتابة لهذه الفئة العمرية المهمة. فهي تقوم بالتوجيه غير المباشر ، ليست وصية على القارئ، لكنها ذكية إذ تجعل المعلومة السلوكية والأخلاقية والوطنية تصل للقارئ بكل سلاسة ومنطقية. المكان في الرواية هو البطل الحقيقي، وهو المركز للأحداث داخل الرواية، المكان متعدد الأزمنة لكنه ثابت الوجود والذاكرة، القدس قبل مائة عام، من خلال استخدام خيالا علميا مطروحا منذ القدم في النصوص العالمية، لكن الكاتبة استخدمته بكل وطنية وانتماء، فلم تجعل ابطال الرواية يستخدمون هذه الفرصة في التقدم في الزمن مثلا أو العودة لفترة معروفة بزهوها وتقدمها. أعادة الكاتبة القارئ من المكان إلى ذات المكان، بنفس الواقع المقاوم، الاول يقاوم بالقوة والثاني يقاوم بالثبات والوجود. استخدمة الكاتبة اسماء بدلالات قوية، ( حبيبة، أحمد، ندى، مصطفى، أم سليمان، مجد، وسامي) إذا ما نظرنا إلى هذه الأسماء نجدها بدلالات ذكية استخدمتها الكاتبة. (أحمد ومصطفى) من اسماء النبي محمد .. (حبيبة وندى) لها بدع عاطفي وجداني، فهي تشير إلى أن هذا الشعب المحتل يحب الحياة، (سامي) دلالة على السمو، حيث وظفته الكاتبة بالوجه العلمي المبدع، (مجد) دلالة واضحة على الوطنية والعظمة.. (أم سليمان) هذا الإسم بالذات له دلالة عميقة، فالكاتبة هنا تقف موقف المتحدي المثقف الذي لا يخاف من التاريخ، ومن رواية الاحتلال التاريخية."
ثم تحدث الكاتب "همام الطوباسي" قائلا: رواية نتعلم منها كيف يتم مخاطبة الفئة المستهدفة في العمل الأدبي، وهذا يأخذنا إلى أهمية اللغة ودورها في إيصال الفكرة للمتلقين، فالرواية تحدث عن زمانين، الحاضر والماضي، وأبطالها هم مجموعة من الأطفال الذين استطاعوا بالعلم والمعرفة السفر عبر الزمن الماضي، وبما أن التركيز على شخصية "أحمد وندى" فهذا رسخ فكرة البطل الطفل عند المتلقين، بمعنى انه يمكن أن يكون هناك أبطال من الأطفال، وهذا بحد ذاته يحسب للكاتبة التي رسخت فكرة البطل الطفل، فالرواية جميلة، سلسة، تقرأ على مرة واحدة.
ثم تحدث الأستاذ كمال أبو حنيش فقال: رواية جميلة، ممتعة، لغتها جاذبة للقارئ، وطريقة تقديمها تبقيه متابع للأحداث وللأبطال، فالاندماج في الرواية يشير إلى قدرة الكاتبة على الصياغة المتناسقة وحبكة الرواية.
أما الناقد "سامي مروح" فقال: " رواية القبو للكاتبة فاطمة عبدالله ،لقد قرأت لها فيما سبق رواية بعنوان شرائط ملونة وكانت الكاتبة قد تطرقت إلى مواضيع في روايتها تميل إلى التحليل النفسي لأنها طرحت موضوع واضح في المضمون وهو عن الطائرة الورقية. أثبت العلماء أن الطائرة الورقية هي طريقة لتفريغ شحنات التوتر لدى الإنسان و إن هذه المرحلة العمرية التي كتبت لها فاطمة عبدالله هي مرحلة الدخول في سن المراهقة ، وهذه الفترة تعتبر من أصعب المراحل العمرية التي يمرّ بها الإنسان ، حيث أن هذه المرحلة الحرجة تحتاج إلى طريقة توجيه بالغة الدقة. و بعد فترة وجيزة طلعت علينا الكاتبة ب رواية القبو والتي طرحت موضوع مغاير عن الموضوع الأول في الرواية الأولى ولكنّها لم تتجاوز المرحلة العمرية التي كتبت لها في الرواية السابقة، لكنّ هناك تغيّر في المضمون وهو تحميل الرواية أحداث أكثر أهمية. وتنقل هذه المرحلة العمرية إلى معترك الحياة و الواقع الذي يعيشه شعبنا في هذه الأيام العصيبة. لقد نجحت الكاتبة بتوظيف المكان والزمان في روايتها وكذلك أبدعت في طرحها الخيال والواقع حيث أنّها دمجت الخيال بالواقع دون أن يحصل أي تغيير على الواقع ، لقد جعلت مساحة واسعة لها خارج القبو حيث كان الواقع المعاش بعيداً عن التخيّل. ولمّ دخل أبطال الرواية داخل القبو جاءت مساحة الخيال واسعة حيث أنها طرحت موضوع السفر عبر الزمان وهذا موضوع يشغل العالم و الفلاسفة. حيث أن الكاتبة جعلت من موضوع السفر عبر الزمان والرجوع للخلف هي عملية ترميز ، ولسان حالة الكاتبة بقول لا مانع أن نرجع إلى الخلف قليلاً دون نسيان الواقع المعاش. وهناك إضاءة لأشياء كثر منها الحياة في القدس داحل البلدة القديمة والمعاناة التي يعاني منها المقدسيّون في تغير بيوتهم بحجة الآثار. وأنّني أريد أن أقول إن هذا الأدب من حيث النوع نفتقر إليه كثيراً و إنّي أذكر بدايات حياتنا في المطالعة كنّا نقرأ الروايات البوليسية الغير واقعية و الألغاز و المغامرات... ولا أنكر أنها كانت الطريقة لنا في القراءة لكنّا كانت بعيدة عن الواقع ولك شيء يبعدك عن الواقع قد يساهم في تدمير عقلك ولقد نجحت فاطمة عبدالله أن تجعل الخيال يخدم الواقع المعاش الواقع المعاش. تكلمنا عن الإيجابي في الرواية ولا بد من وجود اللّفتات منها : 1- سيطرة الكاتبة على النّص 2-تقييد أبطال الرواية لا يتحركون من تلقاء نفسهم وهذا يعتبر تدخل في النص 3-لغة الأبطال موحدة رغم أن الأبطال متفاوتون في السن والثقافة وأما عن الأسلوب أسلوب السرد العادي ، ولقد اكتملت الصورة الإبداعية، حيث انتقت الكاتبة من الفنانة ميسم الحج محمد و هيفاء سامي سلمان فشكلتا مثلث في غاية الانسجام. ومع تحياتي "
وأضاف رائد الحواري قائلا: "الرواية ممتعة، جميلة، سلسة، تحمل مضمون وطني، وضرورة التمسك بالقيم الأخلاقية، كل هذا جاء في اطار خيال العلمي، وهذا ما يميز الرواية، كما أن تركيزها على مدينة القدس تحديدا، وعلى استمرار وجود الفلسطيني فيها، رغم مرور الزمن، هو تأكيد على أنها فلسطينية وستبقى كذلك، وما حديث الأجداد الذين قالهم الأطفال في رحلتهم للماضي إلا تأكيد على هذا الوجود، وعلى استمرار الصراع من المحتلين.
وفي نهاية اللقاء كان هناك مجموعة من الأسئلة والحوارات دارت بين المشاركين والكاتبة التي أجابت بقولها: "أسماء الشخصيات "أحمد وندى" تم اختيارها بعناية، وهما سيكونان أبطال الرواية القادمة، بالنسبة للمعلومات الفيزيائية، فهي متوفرة ومتاحة لكل الأطفال ولكل من يريد أن يتعرف على العلم والنظريات العلمية، لهذا تجد العديد من الناشئة تعرف ما جاء في الرواية من علاقة الزمن بالحركة.
في البداية لم يكن في خلدي أن أذهب بالأطفال إلى القبو لكن هاجس الاحتلال وما يقوم به، دفعني لأذهب بهم إلى القبو كمكان سري يمكنهم معرفة ما جرى في الماضي لمدينة القدس، فالاحتلال وما يقوم به كان الهاجس الذي جعلني أكتب الرواية بهذا الشكل وهذا المضمون، فعندما جعلت "أحمد وندى" يذهبان في رحلة إلى الماضي، كان بدافع الخوف عليهما من الاحتلال الذي لا يتوانى عن قتل الفلسطيني، فأردت أن أحميهما في القبو ومن خلال الرواية للماضي.
بالنسبة للغة تعمدت أن تكون لغة بسيطة وسهلة ومفهومة من قبل الأطفال، لهذا جاءت لغة بعيدة عن اللغة المعجمة التي ترهق القارئ، خاصة أن الرواية موجهة لجمهور معين.
أما التركيز على القدس فلأنها تستحق أن نبقى فيها، وما عبارة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" إلا نتيجة علاقة الحب التي تجمل الفلسطيني بمدينة القدس.
حاولت معرفة ما يريده الأطفال، فوجدت الخيال العلمي موضوع مثير لهم/ كما أنني حاولت أن أركز على فكرة (كتم الأسرار) من خلال القبو عند القارئ، لأن الاحتلال في القدس لا يسمح للفلسطيني بحرية الحركة أو العمل.
وتقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 5/11/2022 لمناقشة كتاب "حرائق البلبل على عتبات الوردة" للشاعرة مازال دويكات وللروائية عفاف خلف"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود