الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة الدفاع عن متهمي الأنفال والمجاذبات السقيمة مع الشهود

أدهم ميران

2006 / 10 / 1
دراسات وابحاث قانونية


منذ بدء الجلسات الأولى في قضية الانفال لمحاكمة صدام ومعاونيه المتهمون في هذه القضية، لم يلمس المتتبع والمشاهد لحد الآن خلال سير المحاكمة الصورة الحقيقية والأهوال المفجعة التي ارتكبها اولئك المجرمون بحق المدن والقرى الكردية في حملات الأنفال، كما عرضت في قنوات عالمية كثيرة الأفلام الوثائقية التي تجسد الوقائع الحية لتلك العمليات من قتل جماعي ورمي بالرصاص، وبأوامر من المتهم الأول في عمليات الأنفال (علي الكيمياوي). ان جلسات سير المحاكمة وأجواءها تقزم أعمال هؤلاء المجرمين وتقلل من شأنها الى درجة التشكيك في الجرم نفسه ما يرفع من معنويات المتهمين وهذا ما يدفع باتجاهه محامو الدفاع اكثر فأكثر من خلال طرح اسئلة تهكمية للتلاعب بكلمات الايفاد من قبل المشتكي وايقاعه من خلال اسئلتهم في تناقض لغوي وليس معنوي لا يفيد القضية، ومما يرسم علامات الارتباك والتردد نوعا ما على المشتكي وهذا ما يبغونه بالطبع، وما جعل القاضي السابق (عبدالله العامري) بدوره ان يظن بأن المشتكي غير متأكد مما يقول، وهذه محاولة مكشوفة من قبل محامي الدفاع لتمريرها على القاضي، اضف الى ذلك انهم بذلك ضيعوا وقت المحكمة في الخوض في تفاصيل غير مجدية لا علاقة لها بواقعة الأنفال، ويطلبون من المشتكي ان يتذكر الحادثة بتفاصيلها الى أبعد الحدود، وكأنه رحالة يسجل تفاصيل ما تمر به من احداث يومية ومشاهد جغرافية وفلكية. لم يتبق لهؤلاء السادة (محامو الدفاع، واخص منهم بديع عارف) إلا ان يوجهوا عتبا للضحايا والمشتكين في عدم حملهم ورقة وقلما لتسجيل الوقائع بالتفصيل رغما عن حالتهم النفسية وكم فقدوا من افراد عائلتهم واصدقائهم والهلع الذي اصابهم من جراء اصوات القصف بالاسلحة الخفيفة او الثقيلة وقت الحادثة او كيف سعوا لانقاذ أنفسهم. وكما هو معلوم فإن مثل هذه الحوادث تجعل الانسان الذي يمر بها يصاب بشرود ذهني لانصباب تفكيره المطلق لانقاذ نفسه من الفاجعة وليس لتسجيل الحوادث. ولكن محامي الدفاع بأسئلتهم هذه ليسوا فقط لا يأبهون للحالة النفسية التي تعرض لها شهود العيان، بل هم بأسئلتهم يريدون ان يؤنبوا الشاهد على عدم صبره امام القصف وحمله الورقة والقلم ويدون نوع الاسلحة.
وهناك مسألة مهمة تتكرر في الغالب في سير المرافعات داخل المحكمة ألا وهي مسألة الطعن في القومية والانتقاص من الآخرين من قبل المتهمين، ومثال على ذلك حين قال صدام للمحامي عبدالرحمن زيباري: (سنسحق رؤوسكم يا خونة..) فهذا فيه قمة التعالي والغاء الآخر باعتباره تجاوز على قوميته الكردية التي ينتمي اليها، وغير مقبول داخل المحكمة مثل هكذا كلام، وفي مرة أخرى يهدد صدام المدعي العام بأنه سيلاحقه سواء داخل المحكمة او خارجها، وهو تهديد صريح وواضح لم يتخذ بحقه اي اجراء قانوني. وكل هذه الامور تدخل ضمن السجالات التي لا طائل منها.
هذه السجالات العقيمة مع الشهود والمشتكين وطرح الأسئلة التي لاغرض لها سوى تشويش المحكمة والمتابع لها. أما محاولة الابتعاد عن القضية الرئيسية ألا وهي الانفال، ومحاولة دس مواضيع سياسية واخرى لغوية سيحاسبون عليه من قبل الضمير الانساني والمجتمع العالمي. ونحن بدورنا وبعد تنحية القاضي عبدالله العامري نرجو من القاضي الجديد التنبه لمسألة السجالات هذه، واتخاذ اجراءات مناسبة بحق هذه التجاوزات اللاقانونية في المحكمة. وإلا فإن المجتمع والعالم لن يغفل عن مثل هذه الألاعيب طيلة الوقت، وستأتي ردود أفعالها بشكل مناسب في الوقت المناسب، حين تنتهي مبررات حدوثها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين