الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا و الإرث الثقافي الحضاري للعالم العلامة أمادو همباطي با 4 -1.

عبير سويكت

2022 / 10 / 3
الادب والفن


فرنسا و الإرث الثقافي الحضاري للعالم العلامة أمادو همباطي با 4 -1.

عبير المجمر(سويكت)


أحتفت مدرسة كراميف العريقة فى أمسية ثقافية أدبية فنية قامت بتحضيرها و أعدادها السيدة الفاضلة أميناتا، فى يوم الجمعة الموافق 30 سبتمبر 2022 برعاية مدرسة كراميف، للإحتفاء بالتراث الأدبي الثقافي، و الإنساني الإجتماعي للأديب الأريب أمادو همباطي با، حكيم حكماء أفريقيا، العالم اللبيب، الكاتب الألمعي، و الروائي العبقري، و عالم الإجتماع الفذ، و المؤرخ الذي لا يُشقّ له غُبار.

و علمًا بأن الآدب و الفنون فى مختلف قوالبها الفنية هى أسهل، و ألطف الوسائل المرنة الفعالة لإرسال رسالة مهمة ذات محتوى عالى، و ترسيخ فكرة سامية، و عليه فقد أبدع السيدان توم و حبيب عبر مسرح إستعراضي فنى، تمكنا من خلاله تعريف الجمهور و الحضور على الإرث و الكنز الثقافي للعالم الأديب المالى الفولاني أمادو همباطي با.

العالم الذي ترك وراءه إرث تأريخي عظيم، كنز إنساني يحمل فى طياته عصارة تجربته الثرية التى خلدها فى كتب متنوعة و روايات، و رسائل لجيل الشباب، و أمثال و حكم، و عبر و عظات، و إرشادات و نصح, و طرائف.

أمادو همباطي با، يعتبر مدرسة في العلوم الإجتماعية و الإنسانية و الفكرية، حاول عبر ذكائه الإجتماعي تعليم فن التعامل الإجتماعي، و فهم الأخر، و عمل على نشر ثقافة التسامح، و التعايش السلمى، أيضًا دعا لتعزيز ثقافة الحوار الإنساني العقلاني، و التعايش السلمي.
عمل على بناء جسر تواصل بين القارة السمراء و الشرق، و بين القارة السمراء و الغرب، جاعلًا من الاختلاف و التنوع الثقافي حلقة وصل و تقارب عبر التلاحق الثقافي .
كما حرص على تواصل الأجيال، و قرب الهوة بين جيل اليوم و جيل الأمس.

أمادو همباطي با، حكيم حكماء إفريقيا و عقلائها، رحل رجل السلم و السلام، تاركًا تأريخه العظيم يجبرنا أن نقف عنده وقفة المتأمل المستلهم؛ المستفيد من ثرائه الفكرى و فوائده.

هذا الرجل الصوفي الزاهد، و عبر الصوفية على الطريقه التيجانية، و فكره التقدمي الحداثي، كان بوابة من بوابات الإسلام الوسطى الصوفي المتسامح، و نحن فى أمس الحاجة اليوم خاصة فى الوسط الاسلامى الإفريقي و العربي لنهج الإسلام الصوفي الوسطي المنفتح على الاخر المختلف دينيًا، و عرقيًا، و لغويًا، بروح متسامحة، بعيدًا عن التشدد و التطرف، والارهاب و الغلو ، و خطاب الكراهية و البغضاء.

ان الصوفية فى أسمي معانيها الإنسانية المتسامحة الرافضة للفساد و الإفساد السياسي بإسم الدين، و الزاهدة فى السلطة، و ضد الأنظمة الإستبدادية و الشمولية، و المعروف عن الصوفية الزهد فى السلطة، و العكف على التعاليم الروحانية الرافضة للديكتاتورية و العنف، و القسوه و الاستبداد، و ظلم الغير.

و فى الختام بعيدًا عن السياسة نصطحب مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي الجديد تحت شعار(معًا من أجل العمل على إعادة صياغة العلاقة بين أفريقيا وفرنسا)،الذى عُقد في مونبلييه في 08 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بهدف إلقاء نظرة جديدة على العلاقة بين أفريقيا وفرنسا، سعيًا إلى توفير إطار تفكّر وعمل مستحدث للأجيال الجديدة، حول خمسة محاور رئيسية كانت هى :
* التزام المواطنين،
* ريادة الأعمال والابتكار،
* التعليم العالي والبحوث،
* الثقافة،
* الرياضة.
و كان كذلك من أهداف تلك القمة إجراء تقييم مرحلي بشأن الأولويات الأساسية الآتية :
* تيسير الانتفاع بالتعليم والتعليم العالي، ولا سيّما من خلال مضاعفة التنقل،
* تقديم الدعم لإقامة المشاريع والابتكار،
* إتاحة استحداث تصور مشترك جديد، ولا سيّما من أجل تعزيز روابط فرنسا المتعلقة بالذاكرة،
* مواكبة القارة التي تتصدر عملية الانتقال إلى الممارسات المراعية للمناخ،
* العمل على إعادة صياغة مساعدات فرنسا الإنمائية من أجل إقامة علاقة شراكة.

المؤتمر خاطبه آنذاك الرئيس الفرنسى السيد إيمانويل ماكرون من جهة، والسيد أشيل مبيمبي مع منظمات المجتمع المدنى في أفريقيا، و شبابها الواعد لفتح صفحة جديدة مع إفريقيا عبر حوار مباشر بلا قيود مع أجيال أفريقيا الواعدة، بكل حرية و ديمقراطية، و كيف أبدى الرئيس الفرنسى الشاب صبرًا و انضباطاً دبلوماسيًا كبيرًا عندما كان بعض الشباب الإفريقي مستحرضاً الماضي الاستعماري تخاطب معه بطريقة وصفها البعض بالعنف، و الفظاظة التى لا تليق بأدب الحوار و التفاهم المشترك.

كنا و ما زلنا نتمنى ان تكون العلاقة بين الدول الفرانكوفونية و فرنسا كالعلاقة بين دول الكومنولث و بريطاينا، فلم نسمع حتى اليوم دولة فى أفريقيا قطعت علاقتها ببريطانيا، علمًا بان الراحل المقيم أمادو همباطي با إرتباطه بفرنسا كان بصورة طيبة و حسنة ، فرنسا التى كانت و مازالت مُقدرة و محبة و عاشقة لإرثه و تاريخه الثقافي، و عملت على نشر فكره و آدبه عالميًا بكل صدق و أخلاص، و محبة لهذا الرجل القامة، العالم العلامة، الحبر البحر الفهامة، الذى طاف العالم : إفريقيا ، الشرق الأوسط ، أوروبا ، أمريكا،و كان قادرًا على اجراء مقارنة بين فرنسا و بقية العالم من كل النواحى، لكن لم يُسمع عنه قط بأدبه الجم أنه هاجم فرنسا او اساء إليها، بل العكس، لطالما دعا الشباب الإفريقي للحوار و الإنفتاح على الآخر، و تواصل الأجيال، و فى رسالته الشهيرة للأجيال قال أقواله المشهورة :

إذا هددتك الخلافات، فتذكر فضائل الحوار و النقاش.

فى عصرنا الملئ بالتهديدات من جميع الأنواع ، يجب على الرجال ألا يركزوا بعد الآن على ما يفصل بينهم ، ولكن على ما يشتركون فيه ، مع احترام هوية بعضهم البعض.

‎المعرفة الكاملة للغة الموروثة من الاستعمار (بالنسبة لنا اللغة الفرنسية) ، لا يمكن الاستغناء عنها ، ليس فقط للسماح للمجموعات العرقية الأفريقية المختلفة بالتواصل مع بعضها البعض والتعرف على بعضها البعض بشكل أفضل .

‎حاليًا ، كقاعدة عامة ، تتعارض كتل المصالح وتمزق بعضها البعض. ربما يكون الأمر متروكًا لكم ، أيها الشباب ، لإحداث حالة ذهنية جديدة شيئًا فشيئًا ، أكثر توجهاً نحو التكامل والتضامن ، على الصعيدين الفردي والدولي. سيكون هذا هو شرط السلام ، الذي بدونه لا يمكن أن تكون هناك تنمية.

في هذا العالم الحديث، لا أحد يستطيع أن يلجأ إلى برجه العاجي بعد الآن. إن جميع الدول ، قوية كانت أم ضعيفة ، غنية أم فقيرة ، أصبحت مترابطة الآن ، ولو على الصعيد الاقتصادي فقط، أو في مواجهة أخطار الحرب الدولية. سواء أحبوا ذلك أم لا .

و للحديث بقية.

Abir Elmugamar
03/10/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة