الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منافقون

واصف شنون

2006 / 10 / 1
كتابات ساخرة


كنا في مخيم صحرواي تصعد درجة الحرارة فيه لحد ستين مئوية ،لكننا نتبرد بحرارة الرسائل الي تردنا من الأخرين في الخارج ، كنت من السعداء المحسودين الذين تقرأ وكالة الإغاثة الإسلامية أسمائهم تقريبا ً يوميا ً عبر مكبرات الصوت الكبيرة الموزعة في أرجاء المخيم التعيس ..،كان شارع المخيم الرئيسي يفصل بين خيام الناس والعشائر المتجاورة ،لكنه يوصل الى مقر إستلام الرسائل ...،في كل مرّة وأنا أسير متوجها ً لإستلام الرسائل مع صديق شيوعي يحب الضحك و (النصّبة ) ..نجد البعض وقد وقفوا جميعا ً يؤذنون للصلاة كلا ً حسب (اللاود سبيكر ) الخاص به ،فمكبر الصوت الذي يشتغل بالبطارية شاع إستعماله في مخيم رفحاء ،فجرى إن الكثير من طالبي التوبة والإيمان السريع أن إشتروه ،فأخذوا أن يؤذنوا كل واحد أمام خيمته طلبا ً الوصول في توبته إلى أقصاها .
كنا نسير أنا و(أبو نادية) ونحن نحمل الرسائل التي تربط المخيم بالعالم الخارجي ونمر ّ بعض الأحيان في أوقات أذانات اللاجئين ،الذين ما أن يروننا سائرين حتى يغيروا لغة أذاناتهم،فتتحول اللغة الى الدعوة للإنتقام من المنافقين والكافرين ،فكنت أنظر الى أبو نادية بعجب ،وأسأل : منّ هم المنافقين ؟،ولأن الأمر تكرر ،وضحك أبو نادية مستمر حتى فطنت للمؤذنين ،فهم يقصدوننا ونحن نسير لجلب رسائلنا ،والسبب هو أن نمشي بينهم وهوجميعا يؤذنون ونحن بلا شوارب ولا لحى ونرتدي بنطلونات ....

*****
طال زماننا في ذلك المخيم ،كانت كل ثلاثين خيمة تسمى خلية ،ولها أربعة مداخل ،وبنى الناس حسينية لكل خلية تقريبا ً أوحسينية حسب عشائرهم أو مناطقهم ..،لكنا بلا عشيرة ،فتم زجنا مع ناس من الجبايش والغراف وسوق الشيوخ ،،كنا عاطلين عن الحركة ،فأقترح أحد الأصدقاء أن ننجر منضدة وهي أسهل اللعبات الرياضية التي لاتثير مشاهدة السلطات الحاكمة في ذلك المخيم ونبتعد عن الجميع ،وهكذا بدأنا نلعب المنضدة بعد أن تسمح حرارة الهجير أمام خيامنا،لعبنا كرة المنضدة ألأيام الأول بكل شوق وإستمتاع ،لكن أحد الساكنين في نفس خليتنا من أهالي الجبايش ،أخذ يفزعنا وهو يركض بكل سرعته أمامنا ، في أول الأمر إستفسرنا فقالوا إنه يود اللحاق بالصلاة الجماعية في الحسينية المجاورة للخلية التي لا تبعد عن خيمته سوى أقل من مئة متر ،كان ذلك الشخص طويل القامة ضخم الرأس وطويل الساقين وكبير القديمين وحينما يركض يترك ورائه غبرة من التراب تثيرنا ونحن نلعب المنضدة ،إضافة إلى الخوف المزروع في قلوبنا أساسا ًمن القوات المدرعة التي تحيط بالمخيم ،فأظطرني الأمر أن أوقفه يوما لسؤاله عن ماذا يركض ؟ فأجاب إنه وقت الصلاة وعلي ّ اللحاق بها قبل فوات الأوان ،فقلت إذن له حق ،لكنه لماذا لايذهب للصلاة مبكرا ً بخمس دقائق خاصة وهو لاعمل لديه ولا صنع... فهو لاجىء في خيمة ...!!!
في عصر اليوم التالي بدأنا نلعب المنضدة ،حتى هب المذكور بركضته المخيفة لكنه أضاف عليها نكهة إخرى ،فقد كان يركض ويبصق علينا ويردد منافقون منافقون ..

*****
منافقون يعيشون في تاريخ زائل لاوجود له سوى في متاحف الغربيين ومخيلاتهم ....
منافقون يمتلكون حقيقة الكلام الغير المباح ،والموهبة لديهم تواريخ وسجلات ترضي غرورهم المتعفن ..
منافقون يؤمنون في خريطة لايعيشون فيها ،ولا يجرؤا على العيش فيها ...لكنه مرض جغرافي ..
منافقون يحسبون الهذيان في زمن الدم والقتل وتركيب رؤوس الكلاب على جثث البشر أمر طارىء ..وجديد
منافقون لأن إغتصاب و قتل المرأة الحامل لأنها تحمل سنيا ً أو شيعيا ً في بطنها من فعل الصهيونية والأكراد ...
منافقون يقرأون التاريخ والإسلام وحزب البعث برؤية النص الباهر الرصين في الإنتصارات والهزائم ...
ومنافقون لأن العراق بلد الحضارة والنفاق .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال