الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وصلت الرسالة؟

خالد بطراوي

2022 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تنهض المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية كل صباح على أنباء الإقتحامات الإسرائيلية لها والمداهمات الليلية وقد خلفت الدمار في الأملاك وعدد من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وكل ذلك يحصل في المناطق التي بسطت السلطة الوطنية الفلسطينية نفوذها عليها ومن المفترض أن تخضع لسيطرتها بموجب اتفاقيات "أوسلو" وخاصة في المدن الفلسطينية والمخيمات داخلها وبعض القرى المتاخمه لهذه المدن.
وتنهض المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الأرض المحتلة متشوقة لسماع الأخبار، إذا ما حصل أي إنفراج بخصوص الأسرى والمعتقلين وبشكل خاص أولئك الذين يخوضون الإضراب عن الطعام إحتجاجا على استمرار اعتقالهم الإداري دونما تهمة محددة أو محاكمة.
وتترقب العائلات الفلسطينية أيها الأحبة أية بارقة أمل تفيد بتحسن الوضع الصحي لهذا المعتقل المناضل أو ذاك المصاب بالمرض الخبيث أو غيره من الأمراض، وتبكي الأمهات ... كل الأمهات .. عندما يبتر الإحتلال ذراع معتقل شاب جريح، أصيب أثناء إعتقاله لأيام معدودات خلت.
ولا زلت أذكر ذات يوم عندما تسلمنا نهاية تسعينات القرن المنصرم رفات ثلاثة من المناضلين الفلسطينيين الذين إستشهدوا مطلع عام 1973، عندما همست سيدة لزوجة أحدهم ونحن نترقب عملية إستلام ما تبقى من "عظام أدمية" قائلة " وهل ستعرفينه عندما تلقي النظرة عليه"، فردت الزوجة " طبعا ... ما هو زوجي".
ما الذي يجعل أيها الأحبة، شابا أو شابة فلسطينية ، أو طفلا – كما الشهيد الطفل فارس عوده – يحمل حجرا ويقف في وجه الجندي الإحتلالي أو الدبابة ومن مسافة تكاد تقترب من الصفر، وهو يعلم تمام العلم أن هذه الصهيوني مدجج بالسلاح وجاهز كي يطلق الرصاص ليقتله.
لماذا يحتارعلماء النفس في معرفة سرّ إبتسامة المعتقل أو المعتقلة وهو يقاد مكبلا بالأصفاد الى المعتقل وأثناء جلسات المحكمة، ولماذا يملك المعتقلون السابقون المفرج عنهم أحلى الذكريات عن سنوات الإعتقال في سجون الإحتلال رغم ذكريات التعذيب والتنكيل والعزل الإنفرادي.
لماذا حتى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية يسعى المعتقلون الى اكمال دراستهم الجامعية وهم المحكمون مدى الحياة.
وماذا عن الجثامين المحتجزة في ثلاجات الإحتلال الذي يرفض ويساوم على تسليم هذه الجثامين بغية إلحاق المزيد من الألم والمعاناة للكل الفلسطيني بل والعربي.
وماذا عن تهريب النطف الى خارج السجن ... لتلد الزوجة ... فلسطينيا أو فلسطينية ثائرة.
ولا أنسى ما قاله المحقق الاسرائيلي ذات اعتقال أنه بقتل أو اعتقال أي فلسطيني أو فلسطينية يقل الشعب الفلسطيني على الأقل ثلاثة، الشهيد أو المعتقل وعلى الأقل إثنين من الأبناء والبنات إن لم يكن أكثر، فهم يحسبون ألف حساب لكل مولود فلسطيني سوف يؤثر على ديموغرافيا المنطقة.
ألم نشاهد الكثير الكثير من التغطيات الإعلامية حيث يقف شاب فتيّ بكل عنفوان في أزقة القدس وجها لوجه مع الجندي المحتل وينفث دخان سيجارته بكل تحد وكرامه غير مهتم بسلاحة الذي قد يطلق منه في أية لحظة رصاصة قاتلة، ألم نشاهد ذلك العجوز الفلسطيني مفترشا للأرض متكئا على ساعده غير مبال بمداهمة جنود الإحتلال على مقربة منه.
لماذا ... كل يوم ... يسطر أبناء وبنات الشعب العربي الفلسطيني مأثرة فردية وجماعية في التصدي للإحتلال.
إنها ... أيها الأحبة ... إرادة الحياة ... إرادة العيش بكرامة ... إرادة النضال لدحر الإحتلال ... إرادة الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ... إرادة القبول بأن يكون الشعب العربي الفلسطيني ... خط الدفاع الأول ... المتصدي لزحف الفكر الصهيوني وحلمه بالسيطرة من النيل وحتى الفرات.
لهذا كله ولأسباب أخرى، تقف الشعوب العربية قاطبة والشعوب غير العربية التواقة للحرية مع الشعب العربي الفلسطيني وتقاوم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويشذ عن ذلك قلة قليلة تطغى المصالح الذاتية الضيقة لديها على المصالح العامة العربية المتجسدة في نصرة قضية العرب ... قضية فلسطين.
وأنا أكتب لكم هذه الكلمات ... هناك إضراب عام يكتنف المدينة ... حدادا على أرواح شهداء ليلة الأمس وصباح هذا اليوم.
فهل وصلت الرسالة ..... بوركتم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات