الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمين الإيطالي ( إخوة إيطاليا 🇮🇹) / بين الماضي الفاشي والحاضر الذي يعج بالفقر والعنصرية …

مروان صباح

2022 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


/ هو الأكثر حقيقةً 😳😱 ، والذي يفرض على كاتب ✍ هذه السطور ، أن يكون حيوياً ، وهو أيضاً جدير بالمرء والأحسن والأجدى وضع الحاضر على محك التبادلات التى يعتقد 🤔 الكثير أنها مرتبطة بالماضي بشكل كامل ، دون أن يردها المراقب إلى المتغيرات الكبرى التى جعلت من الماضي متحركاً ، فعلاً 😟 ، لقد فاز بالفعل تحالف فراتيلي ديتاليا "إخوة إيطاليا"بزعامة جورجيا ميلوني ، وهذا المسمى قد يكون غريباً على مسامع الناس ، لكنه مأخوذ من النشيد الوطني الإيطالي 🇮🇹 ، الذي كُتب أثناء حرب الاستقلال الثالث والتى دارت بين روما والنسما 🇦🇹 ، بالفعل ، نهض النشيد على هذه الكلمات ، يقول من حيث يقف صاحبه عند خيط رفيع من الدم ، ( أخوتي من إيطاليا / إيطاليا نهضت / بخوذة سيبيو/ ربطت رأسها / أين النصر / أرجوكم نادوا النصر / لأجل الله خلقه عبداً لروما / تلاصقوا جيداً / نحن مستعدّون للموت / نحن مستعدّون للموت / إذا ما نادتنا / إيطاليا / تلاصقوا جيداً / نحن مستعدّون للموت / نحن مستعدّون للموت / إذا ما نادتنا إيطاليا / ، ثم في نهاية النشيد يأبى صاحب الكلمات والملحن أيضاً ، إلا أن يكشف الصراع التاريخي بين إيطاليا 🇮🇹 الملكية والخصم النمساوي 🇦🇹 الإمبراطوري والشوكة القوقازية ، يختم النشيد على وتر ما يحصل اليوم ، يقول غوفريد ماميلي ، ( انحناء ريدز / السيوف الجشعة / النسر النمساوي /فقد ريشه / دمّ إيطاليا / الذي في الأقطاب / شربه القوقازيين / لكنّه أحرق قلوبهم ) ، الملفت حتى الدهشة هنا 👈 ، تحديداً في هذه الانتخابات ، أن تخفيض عمر من يحق له الاقتراع ل 18 عاماً كان وراء نجاح التحالف اليميني المتشدد ، وهذا له دلالة على أن اليسار الوسط أو الاشتراكي الغربي أو حتى اليمين المحافظ ، فقدوا جميعاً نسبة كبيرة من قواعدهم الشبابية وتحديداً الأعمار الذين شاهدوا ذاك التخبط السياسي الأخير ، كل ذلك ، كان وراءه انشقاق ميلوني عن حزب برلسكوني الرئس الوزراء الأسبق ، بعد ما رفض 🙅 الأخير قطعاً الاستماع للأولى بإجراء إصلاحات جوهرية على حزبه ، كان برلسكوني قد أولى لها حقيبة الشباب في إيطاليا 🇮🇹 لدرايته المسبقة بقدرتها على مخاطبة هذه الشرائح واستقطابها بجدارة ، وقد يكون الصحيح أيضاً ، أنها شقت طريقها المستقل ، لكنها في نهاية المطاف اضطرت إلى إبرام تحالف معه في الانتخابات ، لأن حقيقةً ، وهي حقيقة دامغة ، لا يوجد فارق بين مطالب جورجيا ميلوني واليمين المتشدد أينما كان ، جميع القضايا التى يتبنونها مشابهة ، مثل الهجرة واللاجئين ، وضرورة إغلاق الحدود أمام المهاجرون الجدد ، كما أنها تعتبر المثلية في أوروبا 🇪🇺 سبباً في تراجع الولادة وضرب مفهوم الآسرة ، إلا أنها في المقابل ، ليست تماماً 👌كالمحافظين في بريطانيا 🇬🇧 ، لأنها تنصت إلى صوت 🗣 القادم من التاريخ ، لهذا تجد أن الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 واليورو 💶 والحلف الناتو قوة لايطاليا 🇮🇹 وليس العكس ، والدفاع عن أوكرانيا 🇺🇦 جزء من الدفاع عن أوروبا الديموقراطية حتى لو كانت تحت حكم أو الأغلبية اليمينية .

ولعل من الخير الابتداء من حقيقة 😳 ، بأن خطاب ميلوني إحتل موقعاً كبيراً في نفوس الناس ، ليس لأنه شعبوي فحسب ، بل لأنها تمتلك مهارة الخطابة ، وعلى الرغم من خطبة النصر التى ألقتها أمام حشداً كبيراً من مناصريها ، إلا أنها حرصت على الوحدوية ، حيث قالت بالحرف ، لن نخون ثقتكم ، وتحدثت بإسهاب عن ضرورة توحيد صفوف الايطاليين وعدم إثارة العنصرية ، بالطبع ، قد يقول قائلاً ، بأن القارة الباردة تشهد منذ مدة متغيرات عميقة بسبب الهجرة وارتفاع المهاجرون ، وأن ما حصل في المجر 🇭🇺 يعتبر مشابه لما يجري في إيطاليا 🇮🇹 ، أبداً ، لأن الأخيرة ، وعلى الرغم من فوز 🥇 اليمين المتشدد بالانتخابات ، إلا أن الاجتماع الايطالي مختلف من الجانب الاقتصادي عن المجر 🇭🇺 ، فهو الثالث على المستوى الأوروبي 🇪🇺، بل ايطاليا تعتبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو 💶 ، وأيضاً في جانب أخر ، الثقافة العامة للطليان 🇮🇹 منفتحة على الآخر ، فاليمين اليوم ، مهما كان خطابه متشدداً ، لا يمكن 🤔 له أن يتبني الفاشية السابقة في ظل عالم ليبرالي واسع وعولمة معممة ، وهنا 👈 في سياق جوهري ، لا بد التوقف عند ضرورة التنبيه للفارق بين توصيف اليمين بالمتشدد والمتطرف ، لأن طالما لم يرتكب أي نوع من الأفعال المتطرفة ، فهو يندرج ضمن تصنيف المتشدد ، وتشدده ليس مقتصر على المهاجرين ، بل أصل الخلاف في التاريخ بين اليمينين في أوروبا 🇪🇺 ، هو قائم بين القبائل والممالك والنظريات والمذاهب في أوروبا الشرقية والغربية سواء بسواء ، إذنً ، معركة اليمين مع المهاجرون هامشية ولا ترتقي إلى أنها أزمة مركزية بقدر أنهم ينظرون 👀 لها على أنها تحتاج إلى إعادة تنظيم وحسب احتياجات المجتمع والسوق معاً ، لأن عموم أوروبا أو بالأحرى الغرب لديه مشكلة أساسيه في مسألة الولادة والتى نتجت بسبب عزوف المجتمع الصناعي والحداثي عن تكوين العائلة ، وأيضاً في المقابل ، لم تعد حياة البشرية تقتصر على الفكر والخطاب فقط ، بل أصبحا الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا المعولمة أساسين في تجنيب أي اقتصاد من التعثر أو تعرضه لخسائر .

والحال هذه ، أن تصبح القارة الباردة واحدة☝من أكبر المسارح الفكرية ، الجميع أعلن باسم اللعبة الكبرى حربه على الآخر ، بين الليبرالية الغربية والقيصرية الشرقية ، وأن تخاض الحروب الجيو سياسية ، بهدف الوصول إلى مياه الخليج الدافئة والمحيط الهندي ، لم تكن العملية سهلة ، كانت إجراءات الرئيس بوتين 🇷🇺 والتى ترتكز على الفكر السلوفاني ، دفعت اليمين الأوروبي / الغربي إلى إعادة هيكلة الخطاب التقليدي ، وبالأخص مع الغزو الروسي لأوكرانيا 🇺🇦 ، لقد أحيى الغزو مرة أخرى المحاور ، وأثار الخوف 😨 في نفوس المجتمعات الغربية ، في المقابل ، وهو أمر يعيه الطرفين ، الليبراليون واليمنيين سواء بسواء ، أن الطاقة بالنسبة للقارة الباردة تُعتبر مسألة حياة أو موت 💀 للاقتصاد ، وبالتالي ، لا توجد جهة ، مهما كانت متشددة ، قادرة على إعادة زمن الفاشية ، لأن ببساطة ، أصبح العالم معولم ، جميع البشرية في مركب⛵اقتصادي مشترك حتى لو كان طبقي .

هنا 👈يبقى عنصراً جوهرياً وضع تضاريس المواجهة في مقدمة المسائل التى يواجهها أي مجتاح لأي بلد ، على الرغم من كل ما حصل ويحصل من حروب وإبادات أو احتكارات للحياة الرافهية ، وما ينتج عن كل ذلك من خللاً في توزيع الموارد البشرية والطبيعية بين مختلف شعوب هذا الكوكب 🪐، أو تلك الحروب التى تم خوضها على أسس النظريات الحديثة وأدت إلى إستخدام أقوى ما صنعه الإنسان الحديث ، مثل الحربين العالميتين ، تبقى هناك 👈 حقيقة دامغة لا يمكن 🤔 القفز عنها ، بأن الشعوب والأنظمة يدركون معاً حجم مخاطر أي مواجهة مفتوحة ، وبالتالي أيضاً ، وهو أمر بالغ الأهمية ، بأن دولة كانت سابقاً تصنف باوكار للمفافيوية ، أصبحت اليوم قوة اقتصادية كبيرة لا ينفع أن يبقى جزء منها يراوح في ذلك الماضي ، فاليوم باتت دولة مثل كولومبيا 🇨🇴 تبحث عن حلول للانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة ، لقد اكتشفوا الناس هناك 👈 أن من غير المعقول ولا المقبول الاستمرار بالعيش في زمن بابلو اسكوبار ، لهذا الشعب أقدم على التعاقد مع شخص مثل أنتاناس موكوس ، إذنً ، هل يظن ظانناً ، بأن شعوب مثل الأوروبية 🇪🇺 أو الغربية 🇺🇸 بشكل أوسع ، ستقبل بشخص مثّلّ موسوليني أو حتى هتلر ، يدخلهما في حروب تدميرية كما جرت في القرن الماضي ، وقد تكون التجربة الكولومبية ( الجديدة ) جديرة باستحضارها ، لأنها في نهاية المطاف ، تعتبر اليوم النقيض للماضي الثقيل ، فالبارحة كان دم 🩸 الناس هناك 👈 يسيل في الشوارع وعلى الأرصفة لتتحول بعزم هذا الرجل إلى مدينة خضراء ينتشر فيها المكتبات والحدائق كما هي في سويسرا 🇨🇭 ، بل العجيب أن دولة مثل كولومبيا 🇨🇴 كانت المخدرات تجتاحها بسبب الديكتاتوريات التى أسست حكومات ، كان آخر همها الشعب ، أما اليوم باتت 🇨🇴 من الدول التى ينخفض فيها التدخين العادي ، وهذه النقلة أنهت بدورها تحالف السلطة مع شبكات المخدرات والتى كانت تعد من أغنى أغنياء العالم ، وقد يكون الدرس البليغ الذي تعلمه منه الكولومبيين ، هو أنهم جنوا أموال 💰 كبيرة وبسهولة ، لكنها كانت على حسب عافية الشعوب الأخرى ، بالفعل ، أنعكس هذا المبلغ نقمة على مواطنين دولة كولومبيا 🇨🇴 ، لقد تضاعف العنف مرات عديدة ، تحديداً بين المتصارعين وزادت الجريمة لدرجة لم تعد كولومبيا 🇨🇴 أو عاصمتها بوجوتا آمنة للعيش ، بل تحولت حياة الكولومبيين تقتصر على عاملاً واحداً☝، هو الدفاع عن حياتهم حتى تولى أنتاناس موكوس بلدية بوجوتا أو كما يطلق عليه الفيلسوف ، لقد باشر في معالجة آفة الفقر وانتشار القتل والعصابات والمخدرات والفساد ، بالفعل ، لم تكن المهمة بالهينة ، بل تحمل على عاتقه مواجهة كل ذلك ، ولأن الفيلسوف فيلسوفاً حقاً 😟 ، قام بالتعاقد مع مهرجين 🤡 من أجل 🙌 متابعة كل من يقوم بمخالفة القوانين ، مثل رمي القمامة في الشارع أو السواقة المتهورة أو تجاوز إشارة المرور حمراء ⁉ ، وغير ذلك الكثير من المخالفات التى يشتهر الكولومبي صنعها ، ولأنه بالطبع على دراية كافية بالعقلية هناك 👈 ، فعلى سبيل المثال ، الكولومبيون أكثر شيء يخافون منه ، هو أن يسخر الآخر منهم ، لدرجة أنهم على أستعداد لدفع مخالفة المرور أو أي مخالفة أخرى ، مقابل أن يتجنبوا من سخرية 🤣 الآخرين ، وهذه المعرفية لسيكولوجية الفرد ، مكنه من فصل أعداد كبيرة من الشرطة 👮‍♀ الفاسدين واستبدالهم بأفراد مدربين .

المراحلة القادمة تقتضي لأي حكومة أن تقتفي طرق الوديان وتلامس سفوح الجبال الكبرى ، إذنً ، ما تحتاجه الحكومة الايطالية 🇮🇹 القادمة ، هو وضع مشروعاً متكاملاً في جنوب البلاد ، فالفقر هناك حول شكل الإقليم إلى شكل من أشكال التخلف الفاضح ، على سبيل المثال مدينة مثل نابولي ، بات العمران فيها ليس رمزاً للفوضاوية فحسب ، بل لليأس والإحباط ، اللذين أصابا المنطقة الجنوبية برمتها 🇮🇹 ، لهذا ، الايطاليون ينتظرون حكومة لديها سياسات قادرة على رفع التهميش الحاصل في المناطق الأكثر فقراً وتمكين الطبقة العاملة ، وصنع التكامل الاجتماعي من خلال رفع الضرائب على الأغنياء ، بل يستحسن مضاعفتها على هذه الشريحة ، وتأمين سهولة التنقل في المدن الفقيرة ، وتسهيل الخدمات ، وتحقيق الكفاءة المؤسساتية من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية للمواصلات ، وإنشاء الطرق وصيانة القديمة منها ، وتحسين وتوسيع نظام الحدائق والمكتبات العامة ، التى إذ تحقق كل ذلك ، ستقلب الجنوب رأساً على عقباً ، بالفعل ، سيتنقل الجنوب من منطقة نائية يصعب التنقل فيه ويعمه الفقر والجرائم ، إلى منطقة ديمقراطية تحقق العدالة بين أصحاب الدخل المختلف ، من خلال بناء خطوط للمترو ، وخطوط للباصات السريعة ، تحت ما يسمى في الغرب بمشروع ( Transmilenio ) ، بل من الضرورة أن تصل المواصلات العامة إلى داخل الأحياء الفقيرة والمهمشة ، إذنً ، ما يحتاجونه الإيطاليين 🇮🇹 هو حلول إبداعية وشخصيات تتمتع بروح المحاربين للفساد ، وليس أبداً لأي شخص يغذي العنصرية أو الوقوف بجانب الدكتوريين في العالم ، لأنها تبقى فرصة لليمين الايطالي ، لكي يؤسس في جنوب إيطاليا 🇮🇹 ، مدن خضراء تقدم لمواطنيها خدمات العيش الكريم وترسيخ العيش المشترك وتقديم صورة مختلفة لليمين الغربي ، أليس هذا صحيح يا ( جورجيا ميلوني ) . والسلام 🙋✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة