الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النووي

خالد بطراوي

2022 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بداية، لا بد لنا من القول أن محركات البحث العالمية وما تتضمنه من معلومات هي معلومات تخدم الرواية الإمبريالية فيما يتعلق بكل شىء، فلا عجب مثلا إن جرى تعمد إغفال في كثير من محركات البحث أن العالم الكيميائي الروسي ديمتري مندلييف هو الذي أعد الجدول الدوري للعناصر الكيميائية وتوقع الخواص الكيميائية للعناصر التي لم تكتشف أنذاك.
ومع ذلك، ورغم كل هذا الزيف الديماغوجي الإعلامي للماكنة الاعلامية الإمبريالية فإنها تقر وتعترف أن القصف النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي الذي شنته "رأس الحية" أمريكا في السادس والتاسع من آب لعام 1945 باستخدام قنابل ذرية أدى الى مقتل ما يزيد عن (140,000) مواطن في هيروشيما، و (80000) مواطن في ناغازاكي.
وأيضا، فاننا لا زلنا نذكر الإنفجار الذي حصل في مفاعل تشيرنوبيل / أوكرانيا في السادس والعشرين من نيسان عام 1986، حيث لقى 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص وتم اجلاء أكثر من 101 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل، هذا ناهيكم عن وفاة عدد كبير في السنوات التالية متأثرين بالإشعاع.
إذا أيها الأحبة .... لا مزاح مع النووي، وعندما تبدأ عملية " الكبس" على الأزرار المحركة للقذائف النووية تتلاشى كل النزاعات الداخلية في هذا البلد أو ذاك، وحتى النزاعات بين هذه الدولة أو تلك، ويكون المطلب العالمي العام ... أوقفوا تبادل إطلاق القذائف النووية.
لكن ثمة حقائق هنا يجب أن ندركها جميعا، أولى هذه الحقائق أن السلاح النووي يتكدس عند هذه الدولة أو تلك، بالأساس لغاية واحدة وحيدة وهي " التهويب" وليس لإستخدامه كوسيلة للهجوم وإنما كوسيلة للدفاع إذا ما تعرضت البلد الى أي هجوم نووي. إذا فإن تخزين ترسانة النووي هي للدفاع وليس للهجوم.
ولكن لماذا، ببساطة لأن التكنولوجيا المتطورة وخاصة المتعلقة بالتسلح قادرة على أن ترصد " تحرك الناموسة" أو بداية خروج الفراشة " من شرنقتها"، فما بالكم إذا ما برز " رأس" مقذوفة نووية قليلا فوق سطح الأرض، وبالطبع إذا ما بدأ يعبر المسافات جوا أو بحركة أو غير ذلك. فإن الدفاعات العسكرية المضادة ستضربه إما في أرضه أو حولها أو تحول مساره ربما الى ما يسمى بـ " دول العالم الثالث"، لكن بأي حال من الأحوال .... لن يصل الى هدفه.
ثاني هذه الحقائق، أن النتائج المدمرة لإستخدام السلاح النووي هي ليس فقط نتائج آنية، وإنما ستعاني منها البشرية حتى والدولة المستخدمة للسلاح النووي على إمتداد سنوات وسنوات من تأثيرات بيئية وبيولوجية وديموغرافية وغيرها، وبالتالي فان مسألة الضغط على "أزرار النووي" هي تماما مثل ذلك الشخص الذي يبتلع "الخنجر" فإن أخرجه من أعلى أو من أسفل فسوف يمزقه.
ثالث هذه الحقائق، وهي هامة للغاية، تتعلق بالاقتصاد، فالسياسية ما هي الا تعبير مكثف عن الاقتصاد، والحرب أيضا ما هي إلا تعبير مكثف عن السياسة، فإن تحرك " النووي" ... ستعود البشرية لتصنيع " إبرة بابور الكاز" من نقطة الصفر، وهل تذكرون هذه الإبرة؟
فلا يفرح أي منا، أيها الأحبة لموضوع " النووي"، ولا يصفق له أبدا، فالبشرية جمعاء سوف تتضرر، وأول المتضررين سوف تكون الشعوب المسحوقة والكادحين.
كان لنا تجارب مريرة في دولنا العربية وغيرها باستخدام القنابل الفراغية والعنقودية والحارقة والخارقة والارتجاجية وكانت جميعها مدّمرة، ولا زلنا نذكر في العراق الشقيق " على الكيماوي" والهجوم الكيميائي على مدينة حلبجة الكردية في السادس عشر من آذار من العام 1988 حيث تم استخدام غاز الخردل والمهيجات العصبية وادى الى مقتل ما يزيد عن ثلاثة الاف شخص عدا عن أن من نجا فقد عاش بامراض وتشوهات مزمنة.
خلاصة القول ... لا تصفقوا للنووي، ولا لأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول