الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد المؤسسة العسكرية

صوت الانتفاضة

2022 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بعد كل "فشل" لحركة احتجاجية معينة، او بعد كل "ضيق" او "افق مسدود" ينتاب المنتفضين امام السلطة، تتجه الأنظار مباشرة الى المؤسسة العسكرية، يتأمل فيها المنتفضون تدخل هذه المؤسسة، لحسم الأمور وإزالة السلطة واستلام القيادة، وهناك تجارب مرت بها المنطقة، فيما سمي ب "الربيع العربي" خصوصا في مصر وتونس.

العسكر في العراق وعبر تاريخه، ومنذ تأسيس الدولة فيه 1920، كان دائما ممثلا رئيسيا في المشهد السياسي، فأول انقلاب عسكري في المنطقة جرى في العراق "بكر صدقي 1936"، ومن ثم حدثت الكثير من الانقلابات، الى ان حد منها وسيطر عليها او أفشلها كلها ابان فترة حكم صدام حسين، بعد ان فرض سيطرة "عائلية" تامة على تلك المؤسسة.

بعد العام 2003 وحل المؤسسة العسكرية بالكامل، وتأسيس الامريكان لشكل حكم إسلامي- طائفي-قومي-وعشائري، هذا الشكل من الحكم عكس صورته على كل المؤسسات، وبالأخص المؤسسة العسكرية، فبريمر في مذكراته يقول انه اجتمع بقادة الميليشيات الإسلامية والقومية لتأسيس نواة المؤسسة العسكرية، وبالفعل ذلك ما حدث، حتى ان الرتب والمناصب والفوز بها صارت كعملية القمار، او ما أطلق عليه في تلك الفترة باللهجة العامية "مد يدك بالگونية"، وبدأ قادة الميليشيات بمنح الرتب العسكرية الكبيرة لعناصرهم، وصرت ترى ضابط برتبة كبيرة وهو معمم، وبدأت السخرية من هذه المؤسسة "ركن معمم"، وصرت تسمع الجنود ينادون الضابط ب "السيد" او "الحجي" او "الشيخ"، وبت ترى الرتب العسكرية الكبيرة تقف خلف معمم، او انه يقوم ب"تكريمهم"، وصرت تسمع ان الضابط الفلاني "قائد فرقة او امر لواء او ضابط استخبارات" هو قوي، وعندما تسأل من اين تأتي قوته؟ انه قوي بسبب دعم الميليشيات له، هذا فضلا عن الفساد في هذه المؤسسة، وحسب التقارير الإعلامية فأنها من أكبر المؤسسات فسادا.
رغم كل تلك الحقائق والوقائع، وغيرها الكثير، الا ان الطرح الذي يخرج بين الحين والأخر، من ان الحل يكمن بوجود ضابط عسكري قوي ومحترف "يعلن البيان رقم واحد"، ويزيل هذه القوى، هذا الطرح يعبر عن الإحباط واليأس من الحلول الجماهيرية عبر الانتفاضات والثورات، وأيضا يعبر عن قوة الخصم العسكرية.

على مدى عشرين عاما من حكم الإسلام السياسي والقومي لم –ولن-نرى عسكري واحد "تكلم" ولا أقول -حاول ان يقود انقلاب-ضد النظام، بل ان هذه المؤسسة شاركت وبحماس وفعالية عالية بقتل المنتفضين، خصوصا مجزرة جسر الزيتون في الناصرية، ومجزرة سريع محمد القاسم، فضلا عن التسهيلات التي قدموها للميليشيات بقتل وخطف المنتفضين؛ يجب على من يتأمل ان الحل يخرج من المؤسسة العسكرية ان يعيد النظر في هذا التأمل، فهذا وهم تام؛ لقد ذهب زمن ضباط خريجي "سانت هيرست" وجاء زمن ضباط "الگونية" و "الأماكن المقدسة".
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟