الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة طواحين الهواء

اسراء حسن

2022 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا انتخابات ستخرج العراق من أزمته التي تستحكم حلقاتها يوماً بعد يوم، ولا الرهان على انتفاضة الجماهير ستخرجه منها حتى لو كانت الثورة ممكنة، وهي لن تكون ممكنة في السياق الحالي إذن التفكير بهذين الأمرين هو تبديداً لطاقة العقل في الاصطدام بمعطيات الواقع وبكل أوهام تجهضها توازنات القوة الإقليمية والدولية.

ليست هذه دعوة لليأس من المستقبل، وإنما هى دعوة فقط لأن لا نضحي بكوادرنا الواعدة في معارك طواحين الهواء الخاسرة؛ فالطبقة السياسية ستذهب كما ذهبت الطبقات السابقة... إن بحكم الطبيعة أو بحكم تغير السياقين الإقليمي والدولي ، أو حتى بحكم انهيار النظام من داخله ... سيبقى بعد ذهابه سؤال يجب أن نفكر في إجابته من الآن وهو.. ماذا بعد أن ينقضي حكم هذه الطبقة؟ هل سنعيد تجاربنا التاريخية الفاشلة مرة أخرى أم سنقف عاجزين عن صياغة مستقبل بديل ، ام اننا سنندفع بلا عقل لتوريط مؤسسات الدولة في أدوار تستهلك قدرتها وتفقدها أدوارها في إدارة شؤون الدولة

كُلنا نعي ان هذا النظام وُلِد ولادة غير طبيعية، وأنه لم يكتسب الحق في الحياة بحلوله في جسد دولة طبيعية، ولا هي استلهمت إرادته إرادة الأمة العراقية في البقاء؛ وإنما هو وُلِد مبتسراً سياسياً وتاريخياً، وأودع حضانات إقليمية ودولية هي التي تمنحه أسباب القوة على مواجهة ما يواجهه من تحديات الحياة ... أتحدث عن نظام وُلِد بعد 2003 ومعه كل عوامل بقائه التي هي أيضاً عوامل انقضائه؛ فكل أوراق قوته ستكون هي نفسها أوراق ضعفه حين يتغير السياقان الإقليمي والدولي ، وهما يتغيران؛ فعند لحظة معينة، لن يُمَكِّنه من أن يستمر في الحياة اصطناعياً إلى الأبد ضد منطق السياسة، والمصالح، والتاريخ.

الطبقة السياسية العراقية الحديثة اختارت لنفسها ولأركان نظامها الأدوار التي يقومون معبرين عن هذه الأدوار بوضوح ، ومن يختار دوره، ويمضي في أدائه بكل هذه الرعونة، و الطيش ، دون أي شعور بالحاجة لامتلاك ما يحتاجه رجل الدولة من ملكات الحكم الرشيد، مكتفين بثقتهم في دوام الحال الذي هو من المحال، إنما يختاروا - فى نفس الوقت نهايتهم الحتمية التي ستأتيهم عند لحظة الحقيقة من حيث يظنوا أنها كانت أوراق مأمنه !


لا أرانى أهتم بمتى، ولا بكيف ستكون النهاية، لكنها قادمة فلا تستعجلوها ... أعلم أنها كلما تأخرت ازداد حجم ما سنواجهه ونتحمله من خسائر ومن فرص ضائعة، لكن يبقى السؤال الذي يؤرقني ، وأراه أهم وهو ... ماذا ستكون حالنا عندما يذهب هذا الحاضر وتحضر لحظة الحقيقة؟ هل نحن مستعدون لما بعدها، أم أننا سنأخذ العراق معنا من بعدها إلى حيث خواء وتيبس وبؤس الأفكار التي أورثتنا بؤس تجاربنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة