الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو يحب الموسيقي ، لكنه ليس حالما تماما

هويدا صالح

2006 / 10 / 3
الادب والفن


ما الذي جعلك تعاملها هكذا ببراءة تامة ؟ لماذا رأيتها في تلك اللحظة أعلي من أن تلمسها يداك ؟ من هي حتي تعاملها بقدسية لا تليق بتصوراتها التي ظلّت ترسمها للقاء ؟ سيناريوهات كثيرة تخيلتها ولم يكن مقابلتك العذرية تماما واحدا منها أنت الذي اكتفيت بالضغط علي يدها ومحاولة إبقائها في يدك أطول فترة ممكنة . لما جاءك صوتها بعد هذه السنوات الطويلة لم تصدق أذنيك ورقصت طربا ، خفق قلبك كمراهق صغير يحصل علي موعد لأول مرة من حبيبة تمناها كثيرا . صوتها رائق ودافئ كعهدك به تطلب في دلال معرفة عنوانك . تتلعثم وأنت تصف لها العنوان الجديد ... صوتها يمتلئ شجناً وهي تسألك متي غيرت عنوانك القديم ... تتجاهل السؤال حتي لا تقول بعد خيانتك لقصة حبكما ... لماذا شعرت بنغذة فوق القلب وأنت تردد الجملة في رأسك ... لقد كانت قصة حبكما فاشلة بأية حال ، ليس لأنك شخص لا يوثق به ويخون حبيباته القدامي ، بل لأنك كنت حالما بشكل زائد ، فاتهمتك بعدم الواقعية ، كفاحك لم يبد له آخر ، ولا يوفر سقفا وحياة . ربما لم يكن الأصدقاء محقين حين حسدوكما علي هذه العلاقة .
سأخبرك أمرا هي ليست سعيدة بهذه الحياة وإلا لماذا سعت إليك بعد هذه السنين ؟ ولماذا وافقت علي اللقاء في منزلك .. ربما تكون اهتزت فرحا حين دعوتها لمنزلك ... سمعت من أختك أنك طلقت زوجتك ... لو تصورت اللقاء هكذا لقالت لك مثلا نتقابل في مكاننا المفضل . ذلك المكان الذي شهد علي كل الوعود التي قطعتها لك.
نساء كثيرات جئن إليك وفعلت معهن كل ما تشتهى ، فلماذا ليست هي ؟ ! لماذا لم تأت بها إلي سريرك وتعريها قطعة قطعة ... مثلما فعلت كثيراً في أحلام يقظتك .
أنت هكذا من تحبها لا تقدر علي تصورها في السرير... ومن تأتي بها إلي سريرك لا تحبها ....... هل يعود ذلك إلي تلك الرومانسية التي تغرق فيها حتي أذنيك لدرجة تمنعك من تصورها جسدا يشتهي ؟ ... أم الخوف علي براءتها المفترضة، ..... لعلمك هي مجرد امرأة لطالما اعتلاها زوج لم تكن أبدا تطيق نفسه أو رائحة فمه ... ولكنها لم تعترض يوما ... ولم تستطع أن تهرب من أسفله ، بل داومت علي إدعاء الاستمتاع والرغبة .... وبعدها كانت تجري علي الحمام لتفرغ جوفها من أثر ريقه . بل هي أقل من عادية ، تفوح منها رائحة العرق ولا تفلح التركيبة التي تأتي بها من العطار في إخفاء رائحتها ... لا تقل أن رائحة عرقها تثيرك .. فلم تثر زوجها يوماً .. بل دائما طلب منها أن تتعطر قبل الدخول إلي سريره .
أعلم أن رائحتها تثيرك وأنها تذكرك برائحة الخميرة البيرة واللبن المتخثر ، بل تذكرك برائحة جسد أمك البض الذي كنت تستمتع بتشممه حتي لما كبرت كنت تلقي بجسدك في حضنها وتغيب لحظات مع تلك الرائحة .
تذكر حين انفردتما يوما وأنتما تصعدان إلي الروف جاردن في المصعد ، ولم يكن معكما عامل المصعد يومها . نسيت أن تأخذ شفتيها اللتين كانتا مثيرتين في فمك . انشغلت عن ذلك بتشمم جسدها . يدك الممدودة ترتعش ، وهي تقبض علي يديها ، صوتك يفضحك تماما ، تشعر بارتباكك ، عيناك زائغتان كشاب ضبطه أبوه يقبل ابنة الجيران . ابتسمت في دلال وجلست بجانبك علي الكنبة ، لا يفصلكما سوي المخدة الصغيرة التي وضعتها علي حجرها بتلقائية تبدو غير مقصودة ، لتفسح المجال لجسدك يلامس جسدها .الآن هي بين يديك ، وتمد يدها لتفك التوكة التي تقيد شعرها خلف رأسها . تحرره ثم تهزه في غنج واضح ، وعيونها تشتعل رغبة . أنت تكتفي بالنظر إليها ، وتأملها في وجد لا يليق بهذه اللحظة . ظللت تتحدث عن الأصدقاء وماذا فعلت بهم الأيام والذكريات ، وتجنبت تماما الحديث عن فراقكما . كانت تجلجل ضحكاتها ، وهي تستمع إلي تقليدك لبعضهم وتلمع عيونها . أصابعها تمتد لتزيح خصلات غطت وجهها ، لا تعرف كيف واتتك الجرأة لتلمس خدها الأسمر الرقيق ، تمرر إصبعك فقط علي خدها ، تفيق لنفسك بعد أن شعرت بارتباكها ، فتغير الموضوع وتتحدث عن المشهد السياسي وحال الناس ما لها هي والناس . هي الآن تذوب في انتظار لمستك وأنت لا تفعل ، بل تستمر في الحديث ، وهي تضحك حتي تقع علي ظهرها . يبين قميصها الأسود . تتعمد أن تظل هكذا نائمة علي ظهرها .. ترفع ذراعاه و تضعه أسفل رأسها ... تضع الذراع الآخر علي رأسها ... ويسود بينكما سكون للحظات ... طالت .. تكاد تسمع دقات قلبك ... وهي تغمض عينيها وتظل راقدة في انتظار يدك ... حين تطول اللحظة ، تمد يدك لترفع رأسها ، فتقوم وهي قابضة علي ذراعك . تنظر لها في وجد ، وتقول :
ـ اشربي العصير
تخرج لسانها ليلامس شفتها العليا أثارك المشهد تماما فتقول رغما عنك :
ـ يخرب بيتك .
تنتبه لجملتك وتفهمها ولكنها تدعي البراءة وعدم الفهم وتسألك في دلال لماذا قلت هذا التعليق تتهرب من الإجابة ولكنها تلح وتظل تزحف إليك حتي تلامس ركبتيها فخذك فيشتعل جسدك وتشعر أنك مهيأ لها ، تشعر بالملل والإحباط ، فتنزل قدميها علي الأرض تقول في مرح وهي تبحث عن حذائها
ـ أنا همشي بقي أحسن اتأخرت
وتقرر الرحيل .


القاهرة
ديسمبر 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-