الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخامئني بين نار - التوريث ونار ---------- الخومويين …

مروان صباح

2022 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


/ خذوا بادئ ذي بدء ، مثل هذه التجارب التى لم تمر عليها الكثير من الزمن ، كما هو التعبير الشائع ، وقد يكون من يخوضها اليوم ، قادر على استيلادها بشكل كبير من المطابقة ، كأن بابلو إسكوبار ورّث مهنة المخدرات للمحور الإيراني 🇮🇷 / الحرس الثوري / الأسد / حزب الله ، فاليوم واشنطن 🇺🇸 باتت تنظر لعائلة الأسد وشركائها على أنهم الجهات الأكبر والأوسع انتشاراً عبر شبكات معقدة ومرتبطة بالنظامين ومليشياتهم ، يقودون صناعة وزراعة المخدرات بأنواعها المتعددة ، وهذا بالطبع ، دق ✊ لدى المؤسسات التشريعية في أمريكا 🇺🇸 ناقوس الخطر ، والذي أستدعى كل ذلك إلى سن قانون يتيح ببساطة تفكيك الشبكات ، طبعاً ، سيكون وهو المرجح ، مصير عائلة الأسد تماماً 👌كما كانت مصير الشبكات المنتشرة في أمريكا اللاتينية والتى أعتقدت خطأً 😑 في جميع الوهلات ، أنها من خلال نشر المخدرات في أمريكا الشمالية 🇺🇸 أو أوروبا 🇪🇺 ، سيحققون بذلك جزء من السيطرة المضادة التى تتمتع بها واشنطن على الدول اللاتينية ، وقد يكون هذا الخطأ مكرر هنا 👈 ، عندما توهم الأسد أن حصوله على لقب 🤨 ملك القتل الجماعي في هذا العصر ، يتيح له أيضاً السهولة ذاتها في حصوله على لقب ملك 👑 المخدرات ، مع تجاهله للفارق بين القتل هنا 👈 وضرب ركائز الأمن القومي هناك 👈 ، وبالتالي ، أن يتيح المجتمع الليبرالي المخدرات في مجتمعاته شيء ، وأن تتجاوز نسبة المدمنين للحد الأعلى شيءٍ أخرً ، لأن ببساطة ، المؤسسة القومية الأمريكية 🇺🇸 تعتبر أن أي نوع من الشذوذية الاجتماعية ، إذ تجاوزت نسبتها عن 3 ٪ ، تُعتبر تهديداً مباشراً للأمن القومي .

عادةً ، تكون السجالات في مثل هذه الأمور حامية الوطيس ، لكن ايضاً النتائج عادةً تكون مفاجأة 🤗 ولا تخطر على البال ، لهذا صار صائباً في المعني السياسي المحض ، أن يظن أي مراقب ، بأن نظام ولاية الفقيه يعيش مرحلة السقوط ، فالأنظمة الدكتاتورية في تكوينها عادةً لا تسقط بالاحتجاجات الشعبية إلا بحالتين ، عندما تصل المنظومة وأدواتها التى تعتمد عليهم إلى خط التصارع بينهم ، أو بقرار من الدول الكبرى كما هو حاصل ، والذي يجعل شرعيته تتأكل بسبب الوضع الاقتصادي ، لهذا ، من الممكن للمرشد خامئني ببساطة أن يورث أبنه الإرشادية تماماً 👌كما فعل الأسد الأب ، لكن السؤال المُلحّ ، أين وصلت سوريا بسبب التوريث ، صحيح أنها كانت دولة فاشلة 😣 ، لتصبح بعد التوريث إلى دولة مستباحة يقودها عصابات القتل والمخدرات معاً ، إذنً ، اليوم لم تعد مشكلة إيران 🇮🇷بين فئات واسعة من الشعب المنتفضة والنظام فحسب ، بل تسللت المعضلة إلى داخل تركيبة النظام ، فالخلاف بين الأطراف عميق 🧐 ومركب ولا أحد يعرف أين يمكن له الوصول ، فإيران منقسمة بين الحرس الثوري والذي أيضاً هو منقسم إلى مربعات متعددة ، وهناك أيضاً الجيش والمدرسة الدينية والتى انقسمت الأخيرة منذ إبعاد حسين متنظري الملقب بأمام صلاة الجمعة إلى محاور وخلاية ساكنة ، وبالطبع ، يمتد الانقسام أيضًا بين الشبكات الاقتصادية والمنتشرة داخل إيران 🇮🇷 وخارجها ، وأيضاً فوق كل هذا ، هناك 👈 المافياوية الإيرانية التى لها علاقة بتجارة السلاح والمخدرات والهجرة ، الآن ، وهو أمر حتمي ، في النهاية المرشد الحالي سيموت يوماً ما ، إن كان بمرضه البروستات والذي لا يعتبر حسب تصنيف الأطباء بالسرطان ، أي أن بروتستات السرطان حسب التصنيف الطبي ، لا يعتبر سرطاناً كما هي السرطانات الأخرى أو بشكل عادي ، لكن النظام الإيراني 🇮🇷 على موعداً قادماً لا محالة مع الانتقال ، هل سيكون انتقالاً سلساً أمّا متعثراً ، تماماً👌 كما تفاقم الأمر في كل من سوريا ومصر 🇪🇬 واليمن 🇾🇪 وليبيا 🇱🇾 بسبب التوريث ، بل ما يقوم به المحتجين في إيران 🇮🇷 اليوم ، كحلق الشعر أو خلع الحجاب ، يظهر حجم الأزمة في البلد ، أو بالأحرى يسلط الضوء على الانقسام الحاصل بين المؤسسة الدينية والشارع ، وهذا بالطبع ، يعود إلى ضعف المدرسة الدينية في الدعوة ، والتى ارتكزت على فرض الشريعة على الناس وبالأخص فئة البنات بنفوذها السلطوي وليس الاقناعي .

كذلك ، وهو بيت القصيد ، وليس مدهشاً ، إن كانت مؤسسة ولاية الفقيه ستحسن إدارة الاحتجاجات الشعبية وتجيد ببراعة فنون إخمادها كما فعلت سابقاً ، وقد يصح القول ، أن الرهان على شخصيات دينية كبرى مثل منتظري أو محمد يزدي أو رفسنجاني أو صادق الروحاني أو الشيرازي فاشل / لأن أتباع هؤلاء منقسمون بين المدارس التالية ، ( المدرسة الفيضية / المدرسة الحجتية / مدرسة الكلبايكاني / جامعة الزهراء / مدرسة بنت الهدى / جامعة الصدوق / جامعة المفيد / جامعة المصطفي العالمية / جامعة آل البيت العالمية ) ، وقد كان محمد يزدي وهو من أسس لهذه الانقسامات ، فالرجل يُعتبر حسب تصنيف الشيعة بالفيلسوف والعالم الدين ، كما أنه مؤسس مؤسسة الخميني للتعليم والبحث العلمي ، وعضو مجلس خبراء في النظام الايراني 🇮🇷 وأحد أبرز علماء الدين الإيرانيين ومن تلامذته المفسر والفيلسوف الإسلامي محمد الطباطبائي ، هذا الرجل حتى العام المنصرم ، كان وراء تهيئة ابن المرشد خامئني / المسمى مجتبي للوصول إلى موقع المرشد ، لقد تعلم الأخير على يد يزدي وقد كان رجل الدين وراء إقناعه بالمشاركة في حرب العراقية 🇮🇶 الإيرانية 🇮🇷 ، بالفعل ، أثناء الحرب إستطاع مجتبي عبر معلمه تكوين علاقات وثيقة برجال الجيش ، بالإضافة لرجال الدين من الشخصيات المتحكمة بالحرس الثوري والأجهزة الأمنية ، بل يزدي دفع مجتبي إلى مصاحبة حسين طائب ، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري والتى تكللت العلاقة بتمكينه من مقدرات إيران 🇮🇷 ، لكن هناك 👈 خلافاً صريحاً في قم ، المدينة الدينية للإيرانيين 🇮🇷 حول تصنيف مجتبي باية الله أو حجة الله ، فالفريق العسكري والمقرب من المرشد ينادوه بأيه الله ، أما جماعة قم مازلوا لا يرونه سوة حجة ، أي أنه غير مؤهل للجلوس فوق مقعد الفتوى ، وهذه ركيزة تحول بينه وبين الوصول لموقع المرشد ، إلا إذا العسكر نفذوا إنقلاباً على مؤسسة قم وعلى مجلس خبراء القيادة ، وقد تكون هذه الخطوة بالطلقة الأخيرة التى سيطلقها النظام الحالي على نفسه ، لقد تجنب سابقاً الخميني نفسه صنعها ، عندما منع ابنه أحمد من الوصول لموقع المرشد تجنباً من ضعضعة ركائز النظام والأسس التى قام عليها ، كان الخميني يدرك حجم الأزمة التى تمر بها بلاده بعد حرب دامية ومجنونة ، لم تأتي للإيرانيين سوى بالدمار ، تماماً👌كما هو حال اليوم ، مع الحصار الخانق الذي أدى إلى إفقار الشعب بالكامل .

نهضت النظرية التخريبية الاسدية على القول بأن لا بد من ترسيخ ثقافة الهويات المتنافرة والمتصارعة والمتنازعة حتى تستمر عائلة الأسد في الحكم ، ومن بين هذه الهويات ، هوية إدمان المجتمع على المخدرات ، قاربت عوائد عائلة الأسد العام الماضي من المخدرات إلى 7 مليارات دولار 💵 ، وبالتالي ، هناك 👈 على سبيل المثال ، دول يُطلق عليها مسمى بالدولة النفطية ⛽أو الغازية ⛽ أو حتى السياحية أو ربما الصناعية ، لكن في سوريا الأمر يختلف ، باتت تسمى بدولة المخدرات ، بالطبع ، هذه الصناعة أو الزراعة لم تبدأ مع الانتفاضة الشعبية ، بل الذي أسس ركائزها الأسد الأب مع ابنه باسل ، تحديداً بعد سيطرة الجيش الأسدي على لبنان 🇱🇧 عام 76 م من القرن الماضي ، طبعاً مع الوقت تطورت صناعة المخدرات حتى وصلت إلى ما بات يعرف عالمياً بحبة الكبتاغون ، والتى بفضلها تدر على النظام بالعملة الصعبة ، فهي مصدر أساسي للنظام ، للعمليتين الدولار 💵 واليورو 💶 ، في المقابل أيضاً ، صحيح أن النظام الملالي تمكن من إنجاز مقومات تعزز استمراريته ، لكن ، إذا ما دب الخلاف داخلياً الأمور ستختلف ، بالفعل ، لقد حقق برنامجًا نوويًّا تحميه دولة بوليسية معززاً ذلك بشخصيات مقدسة ، لكن كلمة السر للانهيار ستكون عندما المرشد الإيراني 🇮🇷 ، علي خامنئي يقرر تنصيب ابنه خلفًا له ، تحديداً بعد ما أنهى عملياته القصقصية لكل من كان يقف في طريق النجل ، مثل احمد الخميني ورفسنجاني منتظري والقائمة تطول ، وهذا الصنع بالطبع يندرج عادةً حسب أدبيات العلوم السياسية ، بأسلوب الدكتاتوريين ، لم يكن هذا بالغريب ، لأن أي دارس لسيرة خامئني ، سيكتشف أنه بنى في إيران 🇮🇷 نظام حكم مطلق ، اولاً باسم الديكتاتورية الدينية والقائمة على عقيدة ولاية الفقيه ، والتى هذه العقيدة الشيعية السلطوية تبرر الحكم المُطلَق لرجال الدين على الدولة حتى عودة المهدي ، مسيح الشيعة ، مع الاحتفاظ بخصوصية روح الله الخميني كشخصية مقدسة ( خالدة ) ، وهنا 👈 يكتشف المرء من خلال التسميات مثل اية الله وحجة الله وروح الله والمهدي الغائب ، جميعها تهدف إلى حكم العائلة ، خصوصاً مع ترقية مجتبي الابن إلى مقام اية الله ، وبهذا الفعل ، يكون حول خامئني نظام روح الله إلى ما يشبه بالثالوث إياه ، أي أن هنا 👈 الروح تتشابه مع روح التى يتحدث عنها المسيحيين ، الثالوث ، ( روح الله وروح الأب وروح الابن ) ، إذنً ، نحن أمام مرحلة تحويل سلطة ولاية الفقيه المنتخبة من مجلس خبراء القيادة إلى سلطة الفقيه المطلقة ، كيف لا ، وقد تمكن خامئني مع رفيقه يزدي صنع نظام يستمد شرعيته من المهدي الغائب ، فباختصار ، عندما يصبح مجتبي في موقع أية الله ، فهو مرشح أن يختاره المهدي لولاية الفقيه ، وطالما ، الذي أختاره هو المهدي ، المقدس عند الناس ، إذنً ، لم تعد للانتخابات أو أصوات 🗳 من يحق لهم الاقتراع قيمة ، كان النظام قد تعاون منذ زمن بعيد مع الحزب الشيوعي الصيني 🇨🇳 من أجل تمويله بأنظمة وأساليب مبتكرة من التكنولوجيا الرقابية التى أستخدمها الأخير في مقاطعة شينجيانج لقمع مسلمي الأويجور ، فالإيرانيون يخضعون لنظامين ، الرقابة المقدسة التى يفرضها المرشد بحكم أنه نائب المهدي والذي يجيز له التحكم في حياة الناس وثرواتهم ، لكن هذا كله ، لا يلغي بالطبع ما وصلت له الأمور الاقتصادية والتى تدهورت إلى حد الناس كفرة بكل ما تم تلقينها به من قصص وحكايات ، بل الحالة الاقتصادية الصعبة مع الفساد المنتشر في الوظيفة العمومية ، جميعها هزت صورة المرشد بالذات بين الإيرانيين 🇮🇷 ، بالاضافة بالطبع ، أن مجتبي لعب دوراً راسخ رسوخ الجبال عند المتظاهرون ، عندما قاد قوات الباسيج في عام ال 2009 م لقمعهم بطريقة وحشية 👹 ، والذي تسبب القمع إلى إزهاق آلاف الأرواح العزل ، وهو أمر أدى إلى فرض عليه عقوبات دولية وأيضاً شكل له داخل النظام الخوموي عداءً ظاهراً ، بل في لحظة اعتلائه منصب المرشد ، كل التقارير تشير☝إلى أن الخومويين سيلتحقون بالتظاهرات الشعبية .

من الواضح ، أن النظام مازال يتجاسر من خلال تجريم المتظاهرون باتهامهم بالعمالة تارةً والإباحة اطواراً أو بالانفصاليين مراراً ، كل ذلك ، هو أحد وجوه 🥶 صناعة الكوابيس للناس ، فالنظام أبداً 👎 لم يُكرث إهتمامه منذ اندلعت الاحتجاجات الطلابية الأولى عام 1999م مرورًا ب2009م وليس انتهاءً ب2017 م التى جاءت نتيجة الجوع ، بحل المسائل الاقتصادية بقدر أنه كان يقود مسارين ، تمهيد لحكم العائلة والأمر الآخر ، هو التمدد في المنطقة العربية والتى تعزز روايته المذهبية ، لقد تراكم في ايران أمرين لا يمكن تجاهلهما ، الموت في سبيل قضايا مجهولة مثل المشاركة في قمع الانتفاضات العربية أو حرب على العراق 🇮🇶 من قبل ، وأيضاً تراكمت المظالم عند الناس ، تحديداً في مجتمع مغلق تماماً👌، وكل هذا يعود إلى أن النظام أنطلق منذ اليوم الأول من مبادئ تقول التالي ،( الولاية والدولة مقدمة على ضرورة الإنسان والشرع ) ، لهذا يجد المراقب في يوم الانتخابات ، الهيئة المكلفة في مراقبة إرتداء النساء والفتيات للحجاب ، تتجاهل غطاء الرؤوس ، بالفعل تغيب عن الشوارع تحت ذريعة القاعدة إياها ، فولاية الفقيه تقدم مصلحة الدولة على الشرع ، إذنً ، هنا 👈 ترتفع البراغماتية إلى درجة عالية ، لكنها تختفي عندما تكون في صالح الشعب ، لهذا ، عندما المتظاهرون وبالأخص طلاب الجامعات يرفعون شعاراً يقول ، ( الموت للديكتاتور) ، فهو بمعناه العميق ، رفع الغطاء عن شريعة النظام ، طالما رأس الشريعة مطلوب له الموت ، بل الاحتجاجات ستزداد توسعاً مع استخدام الإنترنت الفضائي الذي أقترحه إيلون ماسك ، إذنً ، ولاية الفقيه وبعد الاجتياحات المتواصلة منذ ثلاثة عقود ، تقف أمام تجربتين ، همًا متشابهتان معه ، الصينية 🇨🇳 عندما تخلى الحزب الشيوعي عن ايديولوجيته الاقتصادية لكي يحافظ على النظام ، وقد نجح في الاستمرار ، رغم أن الحقيقة تقول ، لم يتبقى شيء من الأيديولوجية السياسة ، أو أنه عليه صناعة ما صنعه الإتحاد السوفياتي 🇨🇳، عندما تمسك بالأيديولوجية وتخلى عن النظام ، فكانت النتيجة التفكك .

الخلاصة الكبرى ، بأن المرشد خامئني على يقين بأنه يقف بين نارين🔥، نار توريث ابنه ، والذي سيمهد إلى سقوط النظام سريعاً ، وأيضاً في المقابل ، معرفته العميقة بنوايا الخومويين ، فهؤلاء على موعداً قريباً مع أفراد العائلة التى قامت بتصفيتهم جسدياً ومعنوياً . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوسا وفهد سال.. في تحدي اللهجة السودانية والسعودية.. من سيرب


.. كارثة بيئية في إندونيسيا.. إزالة الغابات للحصول على وقود الد




.. اليونان: تبرئة المصريين التسعة المتهمين في غرق قارب -أدريانا


.. صحف كاليدونيا الجديدة : شتّان بين ماكرون وميتران إزاء الأزمة




.. الجيش الإسرائيلي يكثف عملياته في رفح ومخيم جباليا وبيت حانون