الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الساحات وإنقسام الصالونات

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2022 / 10 / 7
القضية الفلسطينية


منذ معركة سيف القدس التي وحدت كل ساحات الوطن والشعب وحتى معركة وحدة الساحات مرورا بعملية العبور الى الحرية التي نفذها الابطال الاسرى الستة وواقع الحال يقول ان فلسطين المقاومة موحدة وقد قدمت غزة ومن بعدها جنين ونابلس وغيرهما النماذج الحية لذلك بمعارك واشتباكات مع جيش الاحتلال شارك بها كل اذرع المقاومة الفلسطينية بدون تمييز ولم يعد فصيلا واحدا يتحدث عن معركته الخاصة بل صار الجميع يتحدث عن معركة المقاومة وصار اسم المقاومة موحدا للجميع بنما ظل اصحاب الصالونات من ذوي الياقات البيضاء وربطات العنق الوردية يواصلون هرطقاتهم وخلافاتهم ويمعنون في انقسامهم بلا معنى وبلا هدف سوى سفسطاتهم او مصالحهم او اجنداتهم وأيا كان تصنيف فعلهم فان النتيجة الاضرار المباشر والكامل بالقضية الوطنية الفلسطينية حد الغائها ودفع الشعب لفقدان الامل بالتحرير والحرية ولولا الايمان الفطري بالحرية لدى كل شعوب الارض لكان علينا ان قرأ السلام على قضيتنا ونشيعها الى جثمانها الاخير.
المقاومة التي توحدت تحت هذا الاسم وبات احد لا نعنيه بيانات التبني للعمليات الفدائية ونتساب الشهيد الى هذا الفصيل او ذاك لتعمق الانقسام ووصل حد القاعدة لكن الدم الفلسطيني المقدس بأفواه الساسة في الكلام فقط ظل مقدسا بإيمان المقاومين انفسهم ومارسوا فعل القداسة هذا ووحدة الدم على الارض وفي الميدان وصرنا نرى ان المشاركين في كل معركة بين جيش الاحتلال والمقاومة ينتمون لكل الاطياف السياسية حتى بات لا احد يستطيع ان يدعي الامر لنفسه فقط وحين استهدفت دولة الاحتلال الجهاد الاسلامي في غزة في معركة وحدة الساحات لم تخرج قيادة الجهاد لتخون احد ولم تدعي البطولة لنفسها فقط بل تحدثت عن انتصار المقاومة ووحدتها في المعركة وهي لغة تجعل الحقيقة على الارض غير تلك التي نتابعها من افواه ساسة الصالونات والسيارات السوداء.
لا شيء يبقى على حاله وعادة ما تتطور النجاحات الى ما هو اكبر من البداية وحين يكتشف المقومين انهم يشكلون حالة متقدمة وسابقة لساسة الصالونات سيجدون انفسهم مجبرين على ان يمسكوا بزمام الامور لحماية انفسهم وساعتها لن يجد الساسة بدا من اللحاق بهم شاءوا ام أبوا يعني ان لا بديل اليوم عن المقاومة بعد ان اسقطت
ولة الاحتلال بدعم ورعاية إمبريالية كل الطرق التي كان يأمل الجميع ان تجد حلا سياسيا للقضية الفلسطينية وبعد ان افاق الشعب من صدمة اوسلوا ليجد نفسه ان كل ما فعلته اوسلوا ومفاوضاتها هو منح الاحتلال فرصة ذهبية لبسط سيطرته العملية على الارض وتقطيع اوصال الوطن وتهودي ما استطاع تهويده وتحويل جيش الاحتلال المحدود الى مئات الالوف من المستوطنين الذين باتوا يشكلون وجعا حقيقيا لشعبنا ولغدنا الساعي للتحرير والحرية.
يحاول الفلسطيني العائد من رام الله الى نابلس او جنين ان يتفادى ساعات الذروة وقد يحتاج ثلاث سعات او اكثر لمسافة لا تحتاج الى ساعة واحدة بسبب الاعداد الكبيرة للسيارات ولكن في يوم الغفران اليهودي كانت الطرق شبه خالية في ساعة الذروة وهذا يعني ان علينا ان ننتبه لناقوس الخطر هذا الذي يقول لنا ان اعداد المستوطنين في الضفة الغربية هي اكبر بكثير من الارقام المعلن عنها وبالتالي فان الوضع الديمغرافي في الضفة الغربية تغير كليا وان الغد سيجعلنا نكتشف اننا نعيش في جزي فلسطينية معزولة تسمى بأسمائها لا باسم فلسطين وهي الحالة التي تسعى دولة الاحتلال للوصول اليها حين يستطيعون الصاق اسم سكان البلاد الاصليين بنا.
قد تكون اوسلوا جريمة في تاريخ شعبنا لكن الجريمة الابشع من كل الجرائم هي جريمة الانقسام واسوأ ما فيها اننا نواصل تعميقها يوميا ونمنح الاحتلال كل الامكانية لتحقيق احلامه على ايدي السادة المنقسمين وإمعانهم في انقسامهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا