الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الكارثة التي تهددنا-*

سمير الأمير

2022 / 10 / 7
الادب والفن


للكاتب رواية وللناقد رؤية
والجاهل بالمعارف العامة والأحداث الهامة لا رواية له ولا رؤية.

طبعا من حق الناقد أن ينتقد ما شاء، بشرط أن يكون ذلك مبني على المعرفة، فمثلا لا يمكن أن اعترض على وصف ملابس عصر النهضة كما أوردها الكاتب إلا إن كانت لدي فكرة عن ملابس هذا العصر، ولا يمكنني أيضا أن أعترض على حدث تاريخي دون دراية كاملة بالحدث
الأمر الثاني، الكاتب يكتب روايته أو قصيدته بطريقته هو، لا بطريقة الناقد، وعليه فقط أن يقدم لنا عالما غير متناقض من الناحية الجمالية،
أما إذا سمعت من أحد النقاد لوما لكاتب مثلا كتب رواية بين الحربين العالميتين ولم يذكرهما، فهذا إجحاف ينم عن جهل!
ولكن أيضا على الجانب الآخر لا يستطيع الكاتب أن يتجاهل الوعي بالحربين حتى وأن لم يذكرهما تصريحا، لأنهما من المؤكد سينعكسان على السلوك المباشر، وغير المباشر للشخصيات..
وهذا يذكرني بالكاتبة العظيمة" جين اوستن" التي تجاهلت الأحداث الكبرى لكنها قدمت لنا روايات بديعة عن الاسرة الانجليزية والحب والزواج والولائم وحفلات الرقص،
وهذا طبعا لا يعني كما قلت انها كانت جاهلة بالاحداث الكبرى، فالجاهل بالاحداث الكبري لا رواية له، ولارؤية

الكاتب اذن حر تماما في اختيار عالمه، وليس من حق القارىء مثلا أن يقول له إن زمن الرواية كان بين حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر ولا يوجد بها شهيد واحد،
هنا يتحول الناقد الى "شعبان عبد الرحيم" في فيلم "مواطن ومخبر،وحرامي" وهنا يصبح الضحك على تفاهته فرض عين،
وليس من حق الروائي أيضا أن يمنع الناقد من ادراك الافتعال والكذب والتناقض، إن كانت الرواية تدور بين الزمنين السابقين، ثم يقول الروائي على لسان البطل مثلا " إن كامب ديفيد كانت مناورة ضرورية من أجل اقتحام خط برليف والعبور العظيم
وبكل حال آفة حارتنا النقدية "الاستهبال" فقد تجد مفتكسا يتخيل أنه ناقد، بينما إن كتب مقالا من ثلاثمائة كلمة تجد ثلاثمائة وخمسين خطأ نحوي واملائي..
وآفة حارتنا الابداعية "الاستهبال" فتجد روائيا يكتب مشهدا للص قاتل ومحترف دخل يسرق ويقتل، فسمع الآذان أو جرس الكنيسة فخر ساجدا باكيا تائبا، وبعدها يستطرد الكاتب فيكتب الكاتب بالتداعي الحر كل آيات التوبة في الإنجيل والقرآن،

إن شهادات الدكتوراة التي منحتها الجامعة المصرية منذ جيهان السادات وحتى الآن قد جرأت المدعين والسابلة على أن يصيروا نقادا

وجرائم "أندية الأدب" والصفحات الأدبية في منذ التسعينات وحتى الآن طمعت المطرودين من جنة ليالي الخميس المفقودة فتحولوا الي ادباء..
فضلا طبعا عن الجريمة الكبرى التى جعلت من مساكين كانوا يعملون في تجارة الولاعات ومسكينات كن موظفات طيبات يقشرن الكوسة أعضاء في اتحاد الكتاب، وهذا طبعا لا ينفي الأسس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية العامة وتدهور التعليم العام، للكارثة التي تهددنا مع الاعتذار للعظيم صلاح عيسي.
...
سمير الأمير.. المنصورة.. ٧اكتوبر 2022
..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا