الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!

أحمد فاروق عباس

2022 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أيهما أكثر إفادة من زاوية المصلحة الشخصية ، المعارضة للنظام أم تأييده ؟
بمعنى آخر : من زاوية المصلحة فقط وبدون النظر لأية مبادئ أيهما أجدى فى زمننا الحالى ، تأييد السلطة أم معارضتها ؟
أولا : هل من يؤيد السلطة سيستفيد ؟
من الممكن أن يحدث ذلك ومن الممكن ألا يحدث ، فدائماً أصحاب المطالب أكبر بكثير من الفرص المتاحة ، فمناصب مثل الوزير أو المحافظ او رئيس المدينة وغيرها من وظائف السلطة المتاح منها عشرات ، فى حين أن الذين يدقون الأبواب طلباً لها بالآلاف وربما أكثر ، وهى إن جاءت ستجئ لعدد محدود جداً منهم ..
وبالتالى فالمراهنة على الوصول إلى هذه المناصب غير مضمون ..
لكن من يؤيد السلطة سوف يخسر فى المقابل الأتى :
- اعتباره عند البعض رجلاً منافقاً ..
- اعتباره باحث عن مصالحه وليس صاحب مبدأ ، فدائما تأييد السلطة مظنة للبحث عن المنافع والفوائد ..
- ومع كل ذلك فحتى لو كان فعلا رجلا يبحث عن منافع بتأييده السلطة ، فمن المحتمل جدا الا يصل لشئ ، ويجد أن ما فى يده مجرد قبض ريح !!

فأى سلطة مهما كان قمعها وجبروتها ومهما كان غباءها مضطرة إلى الاستعانة بذوى الكفاءة أو الخبرة ، وإلا انهارت دولتها فى اليوم التالى مباشرة ، وبدون الحاجة حتى إلى معارضة ..

.. أما من يعارض السلطة فالوضع مختلف .
يجب أولا إيراد ملاحظة ، وهى أنه باستثناء من يرفع السلاح أو من يحرض على رفعه أو من لم يرتكب مخالفات ما فإن المعارضين فى مصر لا ينالهم أذى ، وهناك مئات الألوف ممن يعارضون الآن ولا يقرب منهم أحد ، ومنهم الإخوان ممن لم يحرضوا على العنف ، وهم موجودون الآن في أعمالهم العادية ؛ ولم يمسهم أحد ..

ملاحظه أخرى .. سأعتبر أن الموجودين خارج مصر ممن يظهرون على الشاشات معارضة ، مع أن كثيرين منهم - وربما أغلبهم - قطع المسافة الفاصلة بين المعارضة الوطنية وبين التعامل المباشر وبمقابل مع عدو أو غريم أو حتى منافس لبلدهم ، وهو ما يخرجهم من معنى المعارضة إلى معانى أخرى معروفة ..

لكن على الناحية الأخرى يستفيد المعارضون من معارضتهم - سواء كانوا داخل مصر وخصوصا لو كانوا خارجها - الأتى :
١ - يستفيد أولاً معنويا ، من تقديم نفسه باعتباره الرجل المناضل أو الثوري ، الذى لا يقبل الظلم ، بغض النظر عمن يصدق ذلك أو لا يصدقه ..
٢ - تفتح لهم القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية يقولون فيها ما يشاءون ..
٣ - يستفيد مادياً بشدة ، وتتعدد صور الاستفادة المادية باختلاف نوع المعارضة :
- فهناك عشرات الملايين من الجنيهات من أموال السفارات أو المنظمات الأجنبية تذهب لجمعيات حقوق الإنسان وغيرها من منظمات المجتمع المدني ، أما أعضاء التنظيمات السياسية فتتكفل قطر وتركيا وغيرهم بالإنفاق والصرف عليهم ، لا يهمها أكان هذا الرجل متأسلم وارهابى سابق كعاصم عبد الماجد ، أو شيوعى ملحد كعزمى بشارة ، أو ليبرالى باحث بلا ارتواء عن المتعة كأيمن نور ..

- سفريات إلى مؤتمرات فى دول العالم المختلفة ، يلقى فيها المتحدث ببضع كلمات مشكوك فى قيمتها مقابل إقامة مفتوحة فى فنادق راقية ، وفسح وطعام وهدايا !!

فمن من المؤيدين لنظم الحكم في بلادهم يرفل في نعيم فنادق الدرجة الأولى في الدوحة ، أو فى مغانى الجمال على ضفاف البسفور والدردنيل ، أو فى مواطن الفتنة في لندن أو جنيف أو كوالالمبور ؟!!

أغلب من يتمسكون ببلادهم وبقيادتها يضعون الجنيهات على الجنيهات لمجرد أيام في شهر يوليو أو أغسطس يقضونها في الإسكندرية أو الغردقة ، ويعودون بعدها إلى بلادهم بلا طمع أو تطلع إلى شئ أكبر ..
هناك - طبعا - من سيقول :
وماذا يفعل إذن أحمد موسى أو عمرو أديب وغيرهم من مؤيدى السلطة وهم في نفس الوقت من أصحاب الملايين ؟!
والجواب .. إن هؤلاء لا يزيد عددهم على عشرة أشخاص بالعدد من مقدمى البرامج التليفزيونية ، ومن المضحك اعتبار كل المؤيدين للدولة هم عشرة أشخاص !!

وكلامى فى المقام الأول يقصد به المسيسين أو من تعد السياسة حرفتهم أو مجال اهتمامهم الأكبر ، وخارج عما أقصد هؤلاء المساكين ممن اضطروا إلى ترك أوطانهم هربا من ظلم أو من حرب أو نزاع ..

لقد تغير الزمن ولم يعد المعارض هو من يعانى بينما يرفل المؤيد في النعيم ، فقد جرت عولمة السياسة كما جرت من قبل عولمة الاقتصاد ، وأصبح الطلب على المعارضة اليوم أكبر بكثير من الطلب على المؤيدين ..
وأصبحت الاستفادة المادية والشهرة في يد المعارضين ، وأكثر بكثير مما لدى المؤيدين ، وهو ما يقلب بالكامل النظرة القديمة السطحية بأن المؤيد للسلطة هو دائما مستفيد ، وأن المعارض هو دائما خاسر !!
فقلة من المعارضين - ربما لحمقهم او لغباءهم - هم من يضارون ، أما الأكثر ذكاء فصور المنافع أمامه لا تعد ولا تحصى .. فطالب المال سيجده متاحاً ، وطالب الشهرة سيجدها طوع يديه ، وطالب المتعة بإمكانه أن يغرف منها بما يستطيع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-