الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخبة المهزومة تلملم أطرافها من جديد لتصفية الثورة

خزامي مبارك

2022 / 10 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


__________________
في الحقيقة لا توجد دولة مابعد استعمار ، خالية من النخبة، وهي سمة من سمات التجارب الاستعمارية لدرجة يجعل المرء يتكهن بأن النخبة شرط من شروطها الوجودية، والمقصود بالنخبة هي وجود فئة اجتماعية صاحبة امتيازات تاريخية نالت امتيازاتها عبر تجربة تعاون وعمل مشترك مع المستعمر، وهذه التجربة جعل منهم أناس يعيشون في دولهم ولكنهم يفكرون وفق خيال المستعمر، ويتصرفون وفق تصرفاته، وهذا ماقاله عنهم فرانز فانون في كتابه معذبو الأرض بأنهم يسرقون ثورات الشعب في لحظة النصر وتنسبها لنفسها، وتتسلم مقاليد الحكم من الاستعمار لتحل محله وهي شريكة الاستعمار في الغنائم وفي اضطهاد وقهر الشعوب، وهم في حقيقتهم لا يؤمنون بقدرة شعوبهم في التغيير، يفتقدون للأصالة فهم يتحدثون عن الثورة و الوطنية والتغيير الجذري، وغيرها من الشعارات دون إدراك كامل لواقع بلدانهم وطبيعة أنماط تطور بلدانهم.
وقد نالت موضوع النخبة الاستعمارية حيز واسع في نقاشات التحرر الوطني في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي، ونجد اميلكار كابرال صك مفهوم (الانتحار الطبقي) كمخرج لهذه النخبة كي تساهم مع شعوبهم بشكل جاد في عملية التحرر .
السياق السوداني ليس استثناء من هذه التجربة، وتاريخنا السياسي حافل بالممارسات النخبوية وكل حراكاتنا الوطنية قد ركبتها النخبة وسرقتها لمصلحة بقاء امتيازاتها، فنجد في ثورة أكتوبر 1964، خرجت الجماهير ثائرة من أجل الحرية والديمقراطية ولكن النخبة سرقتها، وصنعت تحالفاتها مع المؤسسة العسكرية والتي بطبيعتها استعمارية طبعاً، وفي أبريل 1985 خرجت الجماهير وهي تضع الديمقراطية كهدف نصب عينها،ولكن وكما يحدث عادة جاءت النخبة وركبت ظهرها، وهكذ الحال.
في ديسمبر المجيدة والتي مازالت في بدايتها الأولى جاءت النخب عبر تجمع المهنيين والحرية والتغيير وركبت ظهر الثوار لتمارس هوايتها المفضلة وهي سرقة الثورات ولكنها انهزمت هذه المرة، انهزمت عندما فشلت التسوية والشراكة مع المؤسسات العسكرية، انهزمت عندما نظمت الجماهير نفسها بشكل أفقي عبر لجان المقاومة، وكما يقول أستاذنا محمد جلال هاشم "لأول مرة في دولة ما بعد الاستعمار تقود الجماهير نفسها وتتبعها النخبة من الخلف".
اليوم بدأت النخبة تعمل وبخطى حثيثة لتفكيك لجان المقاومة، وتشيتها، عبر الاختراق والتغويص، وهذا ما يحدث الآن وما يراه كل بصير، وقد بدأت بوادر الانقسام واضحاً عند توقيع ميثاق سلطة الشعب (دمج المواثيق).
ولو تواصلت هذه النخبة في ممارستها الحالية دون انتباه الثوار، فبلاشك سيتلاشي ويخفتي من الوجود حركة لجان المقاومة السودانية، ومن ثم نرجع للسير خلف قيادة النخبة من جديد.
لذلك وكما قال صديقنا ورفيق الدرب الشهيد عبد السلام كشة "نخاف على ثورتنا من النخب" لروحك السلام يا كشه وانت في علياءك.



7/اكتوبر /2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو