الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفةمع -حي بن سكران- لشلال عنوز

سعد محمد مهدي غلام

2022 / 10 / 8
الادب والفن


"وتَرى النّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2]

نص كبير يتجسد في منجم واسع للدلالات القلقة المتوارية خلف لغة عالية تستلهم الاستعارات بشعرية تطويع المفردة وتقنية تخليق الصور المركبة ببنية تركيبية احترافية تتجلى في مهارات إغماض عيون النص وهي ملكة يتمتع بها الشاعر "شلال عنوز" والتي تكون مرة بالقناع أو الرمز واخرى بتنويعات رص البناء التشكيلي للتنصيص.. تلكم العيون الحشريةالمتشظية ثقوبًا لائبة تحت خط أفق المنظور ترهص بصمت وبياض ينوسان في فرو مقندس من دفء المقاصد الاليفية المتداولة في ما يبلغه القاريء أو المتفردة عبر تحويلات ملزمة ترافق فواعل التأويل المقتضية لتحقيق الفهم وفهمه... لقد عمد شلال عنوز إلى صندوق التاريخ ال"باندوري" ليتخذ من أيقوناته مفاتيحًا وأجراسًا علقها فوق غصون جيد النص ،منحها تارة النطق و غطاها بسحابة من أدوات ال"بانتوميم " تارة أخرى ،وربما احيانا جعل الإيماءات مشربة دلاليًا ،تفيض بروح" لغة بريل" كل ذلك مدعاة ليأخذ المتلقي حذره ويعمل على التسلح بمكنة لغة حسية جمالية وحدسية غنوصية ومعرفية ثقافية تساعده للوصل إلى معاني النص ومعانيها...بعد إدخال الدوال إلى مِصْهره اللساني ليكتشف "حي " متحوًلا بعد خروجه من جبة" ابن طفيل" إلى فضاء غابة العراق اللفاء
لقد انطقه ال"عنوز" حكمةالصيرورة
المتمردة على صندوق النظم لتحلق في عوالم أثيرية تأخذ المتلقي إلى ملكوت الكشف عن سيرورة التاريخ هنا ...المرور عبر خطاطات الأنساق المفتوحة تجعل القاريء غير العمدة يعجز عن فك رموز أفق النص وحينها يتخلف أفق انتظاره فتستعصي عليه دائرة الفهم فحركة الأنساق غامضة ومضمرة في مشغل القصيدة وعلى المتلقي أنْ يمتلك الوسائل التفكيكية والأدوات التسبيرية لتبئير المشهديات المتداخلة في النص ... "شلال عنوز" كان يرسم بالإزميل على رخام اللغة لتشع أشراقات وجعًا ضوئيًا- ميتا حسي- موغل بالألم والإصرار على المضي قدمًا في مسيرة الوجود بخطوات ثابتة تشي بها بنية الخطاب المتماسك التكوين والمنسجم الوشائج اللفظية محتميًا بإيمان أسطوري وقدرة منتجة على التعبير عن الخوالج النسقية بوعي أو لا وعي ...إنّ هذا النص يحتاج إلى وقفة تأملية نقدية ثاقبة حتى يتسنى الوصول إلى تيمائياته المؤجلة ...
"صَحا قَلبُهُ يا عَزَّ أَو كادَ يَذهَلُ
وَأَضحى يُريدُ الصَرمَ أَو يَتَبَدَّلُ"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة