الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح وحماس واليسار /كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك

سامي حسن

2006 / 10 / 1
القضية الفلسطينية


يلاحظ المتابع لما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده داخل وخارج فلسطين قد وصل إلى مرحلة لا يحسد عليها إذ استقر به الأمر المقام أخيراً بين مطرقة فتح وسندان حماس
لقد بات جلياً اليوم أن الصراع بين فتح وحماس ليس من أجل التمسك بالثوابت وبحقوق الفلسطينيين التاريخية وعلى رأسها حقهم في العودة بل إنه صراع على الثمن الذي يجب قبضه نتيجة التخلي عن هذه الثوابت؟ فهما يجاهران بأنهما من أصحاب المدرسة الواقعية التي تعني بالنسبة لهما الرضوخ لما آلت إليه تطورات القضية الفلسطينية وموازين القوى في رسم استراتيجيتهما، وبتحديد أكثر كلاهما يرى الحل في إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب وليذهب اللاجئون إما إلى الجحيم وإما إلى مخيمات جديدة في الضفة والقطاع؟! أما الممارسة العملية للواقعية فإن من بين المشترك بين فتح وحماس هو التالي:
1- كلاهما يتعامل مع السلطة والحكومة ومؤسساتها المسخ وكأنها فعلاً مؤسسات دولة ذات سيادة ويتنافسان عليها لدرجة سفك الدماء؟! فمن أجل السلطة وبريقها الباهت ذهبت البرامج والوعود الانتخابية أدراج الرياح (أين الاصلاح ومحاربة الفساد؟ ماذا عن ملف اغتيال ياسر عرفات واعتقال أحمد سعدات؟........)
2- كلاهما يمارس على الأرض وبجدارة قرار الكف عن المقاومة العسكرية
3- كلاهما يتعامل مع موضوع اللاجئين كملف أو ورقة للتفاوض، ولذلك فهما متفقان على تجميد النشاط في أوساط اللاجئين وعدم القيام بأي مبادرة حقيقية لتفعيل وتطوير حركة الفلسطينيين في الشتات.
4- كلاهما ينشد رضى ودعم الأطراف التي طالما لعبت ولا زالت أدواراً أساسية في تصفية وتدمير القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، ونقصد النظام المصري والسعودي والأردني واليوم القطري وغيرها من الأنظمة
5- كلاهما يرقص أو ينشد طرباً على إيقاع إشارات الرضى من السيد الأمريكي أو الأوروبي
6- كلاهما يرى أن قضية الأسرى هي قضية مقدسة ويجب أن تحل في النهاية ولكنهما ليسا على عجلة من أمرهما، فبإمكان الأسرى العشرة آلاف وعائلاتهم الانتظار سنوات وعشرات السنوات الاضافية، أما أن يقوما بفعل يفرض على إسرائيل بالقوة إطلاق سراح الأسرى فهذه مغامرة لن يقوما بها، ولتعذر الأنظمة العربية حماس على الخطأ- خطف الجندي الاسرائيلي- الذي وقعت به ولا تعرف كيف تخرج منه؟!
أمام هذا الواقع الفلسطيني الموزع والممزق بين فتح وحماس، وبينما كان على اليسار الفلسطيني أن يقوم بدوره بكشف جوهر ودوافع الصراع الدائر بين فتح وحماس وترجمة شعار كل الحقيقة للجماهير إلى واقع ملموس، وأن يتمايز بموقفه وبرنامجه وممارساته، بل ويلتقط الفرصة التاريخية- التي لا زالت سانحة، شريطة أن يبدأ بمراجعة نقدية ذاتية شاملة- للتقدم نحو قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، فإننا نجد أن هذا اليسار بكافة أطرافه قد اختار ألا يتعلم شيئاً من تجاربه السابقة، واكتفى بشرف التفرج على ما يجري، مجسداً وعن حق المثل الشعبي "كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر