الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية المفكرين في حياة النظام السياسي / الجدار الحديدي كيف تم تفكيكه بفضلهم…

مروان صباح

2022 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


/ عادةً النظم الشمولية / الكُليَّانية ، وبسبب الاستبداد التى تمارسه على المجتمع ، بالطبع كما هو معلوم ، ينشأ الإنسان على النفاق ، فيصبح يمدح النظام في الضجة ويخونه في الصمت ، وفي الزمن البعيد جداً ، كانت الناس لا تملك خيارات متعددة سوى خيار الجلوس على الطرقات ، ومع تطور حياة المدنية وظهور ما يسمى الآن بالبنية التحتية ، أصبح للناس خيار آخر هو الجلوس فوق الأرصفة ، ومن ثم تطورت الحياة أكثر ليصبح هناك خيار المقاهي الواقعة بين ساحات يطلق عليها اليوم بالبولفار ، فعلاً 😟 ، كانت قد بدأت وذاع صيتها في شارع الشانزلزيه ، العاصمة الفرنسية باريس 🇫🇷 ، بالفعل ، كُنت أعتُدُّ على الجلوس في مقهى برليني 🇩🇪 شبه يومي ، هو واقع في منطقة تسمى ميدان ألكسندر (Alexanderplatz) ، وفي هذه الأماكن وبحكم اكتظاظها ، تتيح لواطئها اليومي التعرف على شخصيات متنوعة من كل مشارب ومغارب الاتجاهات والأيديولوجيات والانتماءات المتعددة ، فعلاً 😟 نشأت بيّني وبين فيلسوف ألماني 🇩🇪 علاقة توثقت مع الأيام ، صحيح أننا كانا على إختلاف تماماً 👌، فهو ينتمي للمدرسة الاشتراكية ، أما صاحب هذه السطور ، يعتقد 🤔 هكذا ، بأن حرية الفكر والرأي لا بد لهما أن يكونا جوهر أي انتماء ، وحقاً 😟 ، دونهما لا شيء 👎 يستحق الانتماء له ، بل أصل الانتماء لا بد أن يقوم على النقد ، لأنه السبب في تطوير أي إجتماع ، وبالفعل ، كان الرجل يثير نقاشات واسعة ، لها علاقة بمنطقة الشرق الأوسط وانعكاسها التاريخ على الغرب بشقيه ، الغربي والشرقي وعلاقة كلهما بالكنائس والسرديات التاريخية وعلاقة أوروبا الغربية 🇪🇺 بالدولة الأندلسية وحضورها الثقافي والعلمي والديني وانعكاس ذلك على الفرد الغربي ، لكن أيضاً ، وبعيداً عن ما تقدم ، تحديداً بعد منتصف الليل ، كان ينقلب تماماً 👌، ثم ينظر 👀 👴 إلى جدار برلين ، ويشير بيده ، ثم يقول بأنه سيسقط قريباً ، كنت في البداية ، أبتسم ، لكن مع الوقت ، سألته كيف يمكن له الإنهيار وهناك شيء أسمه الاتحاد السوفياتي 🇨🇳 ، بالفعل ، أجاب الرجل عن تساؤلي 🧐 على هذا النحو المنهجي ، بأن أي قوة تقوم على شخص مصيرها الفشل والتلاشي ، وهذا الشرق الجديد ، أقامه جوزيف ستالين رئيس الإتحاد السوفياتي الأسبق 🇨🇳 بالحديد والنار ، فأصبح بعد رحيله باهة والفجوة الحضارية بين الغرب والشرق عميقة 🕳 ، بل كان يتساءل ⁉ عن السبب ، الذي يجعل الشرقي يعيش عيشة أشبه بالسجن الكبير ، أما الغربي فهو طليقاً حراً ودائم التحضر ، وبالتالي ، كان رأيه بأن السجين لديه خيارين ، أما أنه سيأتي يوماً لكي يخرج من سجنه أو سيموت به ، بالفعل ، عندما شهادت مؤخراً جموع الروس 🇷🇺 يصطفون عند الحدود الشرقية بين روسيا وفنلندا 🇫🇮 ، تذكرت الناس كيف أطاحوا أمام عيني 👁 جدار برلين 🇩🇪 ، لكنني أيضاً ، لم اتسأل عن السبب الذي يجعل الآخرين يتريثون بالهروب ، لأنني كنت تعرفت على الإجابة من الفيلسوف إياه ، صديق الليل في برلين ، فعلاً 😟 كنت سألته لماذا لم يتجاوز هو الجدار نحو برلين الغربية أثناء تحطيمه ، تماماً 🤝 كما يفعلون الآخرين ، فقال بالحرف ، لقد سقط السجن ، والآن هي مرحلة جمع المارك الشرقي لاستبداله بالغربي ، لأن ثمن الوحدة الألمانية 🇩🇪 ، سيتكفل بدفعها أبناء ألمانية الغربية .

مرّ 30 عاماً على سقوط جدار برلين و28 عاماً ظل الناس خلفه ، بالطبع ، هناك 👈 من هي وظيفته صنع ما يسمى بالتأزيم اللفظي في بلده ، حتى لو كان الراهن الذي يعيشه مترهل وعلى الأصعدة كافة ، شاءت أسباب مختلفة ، يقترن أغلبها برحلة الهروب 🏃‍♂، الكثير من خاضوا التجربة ، كان الهدف 🎯 هو ذاته الذي جمعهم من أجل 🙌 الوصول إلى أرض الحرية ، وهي بالغة العطاء والترحاب ، والخلاصة الصغرى لكل من عاشًّ في الجهتين ، لا يوجد شخص واحد ☝ في زمن ألمانيا 🇩🇪 الغربية كان يرغب بالتوجه للعيش بالشرقية ، لكن في المقابل ، كانوا الناس في ألمانيا الديمقراطية ، يفرون يومياً عبر الجدار بشكل جماعي من أجل 🙌 الوصول للجهة الأخرى ، ومع علمهم بأن من كل ستة أشخاص سينجوا واحد ☝ فقط من القتل على الحدود ، وهذا دفع الكثير من الروائيين لكتابة ✍ الروايات التى ركزت على البيئات السياسية وألهمتهم مرحلة التجسس في الحرب الباردة والاضطهاد السياسي والتعثر الاقتصادي ، والصحيح ايضاً ، أن ما قبل بناء 🚧🔨 الجدار ، كان هناك جدران عسكرية تسمى بالستار الحديدي ، وهذا المصطلح كان تشرشل 🇬🇧 قد أطلقه على الدول الشرقية ، بعد ما أقام ستالين حواجز عسكرية تراقب كل شاردة وواردة ، لقد تم عزل المنطقة الشرقية أثناء الحرب العالمية وليس بعدها ، لكنها تكللت بعد السقوط المدوي لهتلر بالحرب ، والذي أتاح للسوفيات 🇨🇳 آنذاك إنشاء مؤسستين قمعيتين ، VoPo اختصار لكلمة ( Volkspolizei) ، والثانية ( Ministerium für Staatssicherheit ) والتى تعني بوزارة أمن الدولة ، والسبب الجوهري ، لأن كانوا الروس يتخوفون من تدفق الحاصل للعقول الذكية من الشرقية نحو الغربية ، لقد أنفقت أموالاً باهظة وتكلفة تشغيلية سنوية عالية وذهبت أرواح الكثير من الناس تحته ، لكن في الأخير سقط عندما أتضح للسجانين والقمعيين أنهما فقدوا كل الأسباب التى توفر لهما الدفاع عن أيديولوجية النظام ، وهذا تجلى بشكل واضح عندما امتنعوا عناصر VoPoو Staatssicherheit معاً في مدينة لايبزيج مواجهة 100 ألف متظاهراً ألماني 🇩🇪 ، بل عندما السوفيات 🇨🇳 انخرطوا في عملية الإصلاح الداخلي بقيادة غورباتشوف ، قرروا بيع الطاقة بالعملة الصعبة لحلفائهم ، والذي كشف للدول الشرقية بأن كل ما كان يُقال حول المواجهة الاقتصادية بين الغرب والشرق ، هو مجرد وهماً ، تماماً👌كما يحصل اليوم ، فالكرملين 🇷🇺 قرر دفع الدول بتدفيعها جزء من الطاقة التى يحصلون عليها من روسيا 🇷🇺 بالروبل ، ( العملة المحلية )، دون أن يعي المقرر انعكاسات ذلك في المستقبل ، بل كان سقوط الستار الحديدي ، الحدود بين المجر 🇭🇺 والنمسا 🇦🇹 في أواخر ربيع عام 1989 إنذاراً 🚨 هاماً للألمان الشرقيين 🇩🇪 ، بأنهم سيكونون الطرف القادم ، لأن باتت الأمور يوماً بعد الأخر تتكشف أكثر فأكثر ، على سبيل المثال ، قبل ذلك ، كان يوم الاستقلال في الشرقية يعج بالفاعليات ، حتى أنه في ذاك العام الذي سقط الجدار ، مرّ يوم الاستقلال دون أن يحتفل 🎊🎉 به أي ألماني شرقي ، بالفعل ، لقد سقط الخوف 😨 عند الألمان قبل أن يسقط الجدار ، كانت انتفاضة 1953 في ألمانيا الشرقية عندما أضربوا عمال البناء في برلين ، شكلت مصدر إلهام لشعوب أوروبا الشرقية ، فهي بمثابة الدافع وراء انتفاضة المجريين 🇭🇺 سنة 1956 م، وايضاً ما يعرف بربيع براغ سنة 1968 والاضطرابات العمالية التي شهدتها بولندا 🇵🇱 سنة 1980 ، لقد تمردوا الملايين من الألمان الشرقيين نتيجة الظلم المبكر والواضح والواقع عليهم من الأجهزة الأمنية ، كما أن الظروف المعيشية السيئة التي كانت لا تطاق ، بالفعل ، لقد أنضم العمال إلى حركة التمرد مع الطلبة والمزارعون وربات البيوت ، إحتجاجاً على زيادة ساعات العمل التي فرضها الحزب الشيوعي الحاكم ، وقتها تطورت الاحتجاجات بسرعة وارتفعت أصوات الاستياء في جميع أنحاء الجغرافيا التى كانت تعرف بألمانيا الديمقراطية ، فخرج ما يفوق مليون شخص إلى الشوارع في 700 موقعاً ، وفي جميع أنحاء البلاد مطالبين بالحرية والديمقراطية وبتوحيد ألمانيا 🇩🇪 ، إلا أن هذه الحركة قمعها الاحتلال السوفياتي 🇨🇳 بالدبابات وتمكنت قواته من إسكات كل الأصوات التي إرتفعت ضد الستالينية ، وقد لقى أكثر من 50 متظاهراً حتفهم ، كما سجن الكثير منهم في وقت لاحق في أعقاب محاكمات صورية ، صحيح أن الكرملين حينها كان يتهم الغربيين في الطرف الأخر من ألمانيا 🇩🇪 ويتوعدهم ، إلا أن تهديد الرئيس كنيدي 🇺🇸 بضرب موسكو بالنووي كان جدي 😮 وواضح والذي جعل خروتشوف يتوقف .

تواصلت المظاهرات ، ومعها توقفت 🛑 الحياة وباتت المؤسسات معطلة ، لم ينادوا الناس في الجزء الشرقي بالوحدة ، بقدر أنهم كل ما كانوا يرغبون به ، هو جواز سفر 🧳 من أجل السفر إلى الغرب ، وبعد التظاهرات الحاشدة في كل المناطق وتحديداً العاصمة ، اضطرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية تقديم استقالتها للشعب ومطالبة الحكومة بإصدار قرار بمنح كل من يرغب جواز سفر ، في هذه اللحظة ، احتشدوا الألمان عند مختلفة النقاط الحدودية وبدأوا بالتوجه نحو الغربية ، في تلك اللحظة أيضاً أدركوا من هم في جهاز Staatssicherheit ( شتازي ) بأن اللعبة إنتهت ، وبدأت مرحلة هدم الجدار كما بدأوا الفنانون بمطالبة السلطات الغربية بالمحافظة على أجزاء من الجدار لنقلها إلى متحفاً خاصاً ، بالفعل ، تحول الجدار إلى رمزاً للفروق والخبراتية الموجودة أصلاً ، فكان المقصد من تخليده هو تُوظّيف المفاهيم التى آبت أن تتكرس في الشخصية أو الهوية ، لأنها مخالفة لعلم الأخلاق والابستمولوجيا Epistemolog ) الحججية ) ، بوصفها مصادر لطرح تصوّرات الهوية ، وعبر هذا النهج ، يمكن للاختلاف أن يُفضي إلى فهم عبر التحليل النفسي لماذا خسر الجدار مكانته ، في حين كان من المفترض أن يظل قائم لكي يبقوا من خلفه ، خلفه ، لكن الحقيقة الدامغة ، أن جميع الجدران مدتها الزمنية محدودة ، تماماً👌 كما هي النظريات التى تُبنى على النهج الاستبدادي ، صحيح أن من ورائها يسعون إلى إقناع الناس بجدوتها ، لكن من خلال السجون والجدران .

توحدت الأرض 🌍 الألمانية 🇩🇪 وعلى أرضها إجتمع الشعب الغربي والشرقي بعد عقود من الانقسام الفكري بين النخب ، صحيح أن هناك 👈 يظل نوع من العنصرية أو التفوقية بين الطرفين ، لكن مع تولى انجيلا ميركل الحكم ، استطاعت أن تثبت بأن الإنسان الألماني واحد☝، قادر على التفكير بشكل صحيح وأن يصبح واحد من أهم المنتجين في عالم البشري ، ومع أزمة الطاقة ، هنا 👈 ، يبرهن العقل الألماني بأنه حاضراً ، عندما قدم مؤخراً قطارات🚆 تعمل عن طريق مزج الهيدروجين مع الأكسجين الموجود في الهواء المحيط ، وذلك بفضل خلية الوقود المثبتة في السقف ، فتنتج عن ذلك الكهرباء اللازمة لسحب القطارات 🚆، إذنً ، نحن أمام تحول علمي لا يعتمد على الموارد فقط ، بل يوظف مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين ، وهذا يتيح لألمانيا 🇩🇪 أن تتحول إلى واحدة ☝ من القوى الكبرى في توفير الهيدروجين الأخضر للعديد من الدول الصناعية .

الخلاصة الدائمة التى يبلغها المراقب ، لقد سارت الأمور على هذا النحو ، لماذا 🤬 ، بالطبع الجواب ، لا يتسع المقام هذا لسرد الأسباب جميعها ، لكن يبقى هناك 👈 سبباً كافياً إحضاره ، هو أن الطرف الشرقي أخفق في استحضار المستقبل ، بالفعل 😦 ، وهذا الخلل غير طارئ في الواقع ، لأن كانت سجالات النظريات الاقتصادية والقوميات والكنائس المختلفة تتخذ عادةً مناقشات عنيفة ، على الأغلب ، كانت تحصل في أروقة الغرف وتفسد كل ود ، وتظهر بوضوح 🙄 بين الكلمات السيوف والبنادق والمدافع ، إذنً ، وهو قسط غير ضئيل من الذاكرة الغربية ، لقد تجمع خلف الجدار الحديدي 8 دول من أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعيه ، لم يتبقى خلفه أي دولة ، جميع هذه الدول هربت نحو أوروبا الغربية 🇪🇺 واندمجت في النظام الحر الليبرالي ، فهل هناك 👈عاقلاً يذهب خلفه بكامل إرادته ، بل كأنه بهذه الخطوة قرر الانتحار . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط