الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان تغيير اسم الشئ، لايغيره! الجمهورية الجديدة، قديمة.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في يوم الثلاثاء الماضي 4 اكتوبر بالندوة التثقيفية الـ36 للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الـ49 لانتصارات أكتوبر، سأل الرئيس السيسي المصريين اذا ما كانوا على استعداد لان يتحملوا التضحيات والكلفة 15 سنةً، كما تحملوها من قبل (1967 – 1982)، بعدها قال: ".. يا ابناء شعب مصر العظيم فلتكتبوا بأنفسكم تاريخاً جديداً من المجد تعلون به الى المكانة الرفيعة التي تليق بأسم مصر الخالد، ولتمضوا في تأسيس الجمهورية الجديدة وبناء المستقبل والواقع الجديد الذي نطمح جميعاً اليه ونعمل من اجله ..".(1)

متى تولد جمهورية جديدة؟!، "الجمهورية الجديدة" تولد فقط، عندما تكون هناك قيم جديدة تحتاج ان تعبر عن نفسها في "جمهورية جديدة"، لتحل محل قيم "الجمهورية القديمة"، وهذه القيم الجديدة تكون ناجمة عن احداث جسام تؤدي الى تغير جذري في علاقات الانتاج "علاقات الملكية"، لا تنشأ "جمهورية جديدة" لمجرد بناء طرق وكباري جديدة، ولا حتى لمجرد بناء مدينة جديدة، وان لم يكن كذلك، فكان من المفترض ان نطلق "جمهورية جديدة"، عندما تم تأسيس مدينة العاشر من رمضان، او مدينة 6 اكتوبر، او من قبلهما بزمن عبد الناصر، مدينة النوبارية الجديدة، والا فقل لي ماهى علاقات الانتاج "علاقات الملكية" الجديدة، التي تحتاج الى قيم جديدة تعبر عن نفسها في جمهورية جديدة؟!.

مفترض، ان تأتي "الجمهرية الجديدة"، من الحاجة لقيم جديدة تعبر عن علاقات انتاج جديدة، "علاقات ملكية" جديدة لم تعد القيم القديمة تعبر عنها، وبدونها لا حقيقة عن اي "جمهورية جديدة"، فقط، نفس القيم و"الجمهورية القديمة"، مجرد عبور اضطراري لمرحلة انتقالية، تحت ضغط عالمي نيوليبرالي لا توجد ارادة سياسية لمقاومته، ضغط لتسليم السوق كاملاٌ، مصر، والاكتفاء بحصة اقل، ليتم الانتقال بنفس "علاقات الملكية" القديمة، داخلياٌ، ولكن على حصة اقل، خارجياٌ، تحت يافطة "الجمهورية الجديدة"، لضرورات الاحتماء خلف السور المحصن بالامن والاسوار المتكررة، والثروات والطائرات المحصنة، لقمة الطبقة الحاكمة، من القصف الملتهب المتوقع، المتفجر داخلياٌ، من جراء النتائج الكارثية لسبعة عقود من قيم "الجمهورية القديمة" البالية.

تأتي خاتمة الازمات الطاحنة على ارضية تفاقم الازمات التى يعاني منها الشعب المصري، خاصة خلال السنوات الاخيرة، سنوات العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، تأتي لتكمل مأساته مع اشراقة 2025، حين يفرغ خزان بحيرة ناصر من الماء تماماً، ويكون السد الاستعماري "النهضة"، قد اكتمل تماما، سد "الخنق من الرقبة"، لتنفجر الاضطرابات على الماء والغذاء في كل مدن مصر وقراها، لتتهيأ اللحظة المناسبة لاقتناص "الجائزة الكبرى"، مصر، والوصول للهدف الاستراتيجي النهائي لحكام العالم، بتقسيم "اللقمة الكبيرة في الزور"، ليسهل ابتلاعها وهضمها، بمساعدة متعاونيين "عملاء"، او غافلين، داخليين "سلطة ومعارضة"، يدفعوا دفعاً لكي تسقط الفريسة في حجر الاسد المتلمظ خارج الحدود في انتظار سقوط الفريسة، ثروات وطن، واكثر من 100 مليون مستهلك، بالاضافة وبالاساس، للهدف الاستراتيجي الجيوسياسي، ويعمل كلاً من النظام بفساده وانانيته، والمعارضة بحجة محاربة فساد النظام وانانيته! .. لتسقط مصر، "لا قدر الله"، تسقط فقط على رأس نفس سكان "الجمهورية القديمة" البائسة، فهم على الجانب الاخر من الحصن المحمي للـ"الجمهرية الجديدة".


ان تغيير اسم الاشياء، لا يغيرها!
في ظل استمرار علاقات الانتاج القديمة، "علاقات الملكية" القديمة، فلا "جمهورية جديدة"، فقط، حصن جديد، تحسباٌ للقادم، مركز ادارة مركزي "عاصمة"، العاصمة الادارية الجديدة، التي هي فقط لضرورات الاستعداد للظروف الجديدة، وليس لجمهورية جديدة، مركز لادارة منجم الذهب، مصر، الذي لن، ولا يمكن تركه او افلاته، فهو مصدر كل الثروات الحرام، في الداخل وللخارج، لايمكن تركه في كل الاحوال، خاصة في احوال الاضطرابات والاحتراب الاهلي، اوقات كنز الارباح، اوقات الكوارث، وفقاٌ لقانون "رأسمالية الكوارث" اعلى مراحل النيوليبرالية الاقتصادية، بقانونها الاسمى "يجب جني الارباح، والدماء مازالت على الاسفلت"..


الان ..
ماهي مصادر تمويل "الجمهورية الجديدة"؟!،
وهل هي من مصادر دخل "الجمهورية القديمة"؟!،
ومن سيسدد قروض الجمهورية الجديدة، هل هم مواطني "الجديدة" ام مواطني "القديمة"؟!،
ما هي طبيعة العلاقة بين الجمهوريتين المصريتين، من حيث علاقات الانتاج "الملكية"، العلاقات المدنية العسكرية، الموازنة العامة، التشريع، الدفاع والامن .. الخ؟!.

هناك خبرة تاريخية تؤكدها سلطة يوليو، أن الدولة تبقى الدولة، في ظل النظام الملكي، وأيضا في ظل النظام الجمهوري، بمعنى انها تحتفظ بسمتها المميزة الرئيسية: تحويل الموظفين، "خدم المجتمع"، الى اسياد له، لذا فان بناة "الجمهورية الجديدة" لن يقطنوها ابداً .. لا هم ولا اولادهم ولااحفادهم!.
عبودية العصر الحديث، عبودية العمل المأجور.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824


المصادر:
1-كلمة الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية بمناسبة الاحتفال بنصر اكتوبر.
ق: 00, 05, 3
https://www.youtube.com/watch?v=WkHbfbeuMfU








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال