الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الفكروالإدراك في عراقنا - الجزء الثاني

قاسم محمد الياسري
كاتب وباحث

(Qasim-mahmad - Alyesri)

2022 / 10 / 10
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


سيكولوجية الفكروالإدراك في عراقنا
الجزء الثاني
د-قاسم محمد الياسري
في هذا الزمن الصعب وفي هذه المرحلة بالذات يمر مجتمعنا بأوضاع صعبة من عدم التوازن بين شروط الحياة وطرق التفكير والغموض وعدم التأكد والشكوك والإحباط نتيجة الاخطاء وارتفاع نسبة السلوكيات المنحرفة فتفشي شعور ادانة الإنحرافات السلوكية ممزوج بحنين الى الأيام السابقة رغم عجز أساليب الماضي القديم عن الوفاء بالإحتياجات والتطلعات الراهنة وهذا يأذن ببداية لتفكك الأوضاع الحالية القائمة في مجتمعنا وخلق مشكلة جديدة يشعر بها الناس عامة بطريقة قد لا يتمكنون من التعبيرعنها بوضوح ولا يمكن تبريرها ..مصحوبة بنمو مشاعر الإحباط وعدم الإرتياح في نفوس معظم أفراد المجتمع أكثر منها في عقولهم ونتيجة للغموض الذي في هذه المرحلة من الزمن فهناك من يسعون لإستعادة الأساليب القديمة التي مرعليها الزمن لإعتقادهم بأنها صالحة لهذه المرحلة . وهنا يجب ان نعود الى ادراكنا وتفكيرنا فجميعنا نعرف ان هناك فروق فردية في الادراك والتفكير وفي طريقة خزن المعلومات المعرفية واستدعائها حين الحاجة في مواجهة مصاعب الحياة على شكل أفكارمحفزة تثير الإستعدادات المختلفة وهذه هي الحقيقة التي تساعد الإنسان على كيفية التفاعل مع الحدث وفق منظومة الذاكرة والتفكير السلوكي الذي ينموا مع الزمن وبتقدم العمرفيحدث تفاعل للسلوكي مع الذات كي تتسع مدركات الإنسان في التعبيرعن نفسها إستنادا للمعرفة المكتسبة بإتساع عملية التفكيروالتخيل التي تساعدنا وتمنحنا قدرات إضافية في التفكير كي يصبح إدراكنا دالة للمعرفة المخزونة في ذاكرتنا الفكرية داخل أدمغتنا ..ومن هنا يمكن تعرفنا على أن الإستخدام الأمثل للتفكيرهودليل للابداع وتنمية للذاكرة كما أكده ذالك علماء النفس فأصبحت المرونة الفردية أوسع في التفكيرإستنادا للمعلومات المعرفية المخزونة في ذواتنا وإسترجاعها عند الحاجة وهذه هي العملية المعرفية الثرية التي تمنحنا كشخوص مدركين كيف نتحكم بسلوكنا ومخزوناتنا الضخمة في إمكانياتنا العقلية التي تمكننا من تكوين مهارات تحفز الاثارة في تفكيرنا وإدراكنا الأوسع مع إرادة قوية نشطة لتحريك مخزونات ذاكرتنا الدماغية المليئة بالمعلومات المعرفية فتحدث عملية العصف الفكري للدماغ في قدرة تفكيرنا وتنمية مهاراتنا الفكرية التي تصاحب مدركاتنا تلقائيا ..واستنادا لما تم سرده نرى أن علماء النفس ذهبوا بالبحث لإثبات أن هناك نظام معينا يؤثر في شخصية الأفراد على كيفية إستقبال المعلومة ومعالجتها فظهر لديهم أنه يتركز داخل دماغ الانسان أثناء إستلامه للمعلومة .. وهنا يتضح إن شخصيتنا هي التي تفرض علينا كيف نتعامل مع المعلومة والتأثير في محيطنا ..ولهذا برزت محاولات علماء النفس في البحث ودراسة التفكير وتحديد الإستراتيجيات وكيفية إستخدمنا للمعلومة والوصول الى حل للمشكلة او الازمة بفعالية سريعة يمكن إستخدامها لحل أو مواجهة أي مشكلة معينة لحلها مستقبلا ..فالادراك هو نهج نفسي ونموذج سائد في معارضة السلوكيات التي تتجاهل العمليات الذهنية للسلوك وطريقة تفكيرنا في الاخرين والادراك أيضا هو أداة قوية لفهم العلاقات الاجتماعية ومن خلال هذا الادراك نفهم مشاعرالاخرين ونواياهم وأفكارهم وسلوكياتهم وتفاعلاتهم حيث يمكننا معرفة مايفكر ويشعر به الاخرون ..وعادة الناس لا يتعاملون مع المواقف كمراقبين محايدين فالرغبات النفسية تتبنى هذا الادراك وفق ما يراه كل فرد هو نفسه وبهذه الطريقة تتلقى الحواس المعلومة التي يتم تفسيرها وتحليلها رغم حدوث تناقض في التفسيرات مع المعلومات التي يحتفظون بها في ذاكرتهم وهذا الوصف البسيط هو ليس النهائي بل هناك عوامل اخرى كالعواطف التي تؤثر وتتأثر بالأفكار مثال ذلك عندما يكون مزاج الناس جيد يبدوا لهم ان العالم كله بهجة وسعادة وعندما يكون الناس بخير يميل إدراكهم الى الحاضر بمزيد من التفاءل وينظرون بشكل ايجابي للماضي والمستقبل ..كما هو ملاحظ في هذه المرحلة مجتمعنا اليوم تعددت فيه الإضطرابات النفسية وفقدان الثقة محملا بمشاعر الغضب وفقدان الأمل والميل نحو الهروب مصحوبا بزيادة نسبة المعوقات لإستعادة التوازن النفسي والسلوكي يصاحبها وضوح رؤية الاوضاع الرديئة والمتردية في كل ميادين الحياة فبدأ المجتمع ببلورة رؤية جديدة حول أسباب تلك الاوضاع واتجاهاتها .رغم الاحتمالات بإمكانية تصحيحها وتحسينها بشرط توافر أكبر قدر ممكن من مقومات التغييرالمستهدف..وفي حالة عدم توافرها بقدر كافي فإن ذالك يعني إنتقال المجتمع الى درجات تشدد أكبر والوقوع في فخ مشاعر الغضب والميل نحو التمرد والعنف وعدم الاستقرار مع تزايد في نسبة الاحباط والغموض وتقلص الانتظار لمعرفة اين او كيف ستتجه الاوضاع وسط موجة من الغضب الشديد والاحباط والغموض واليأس ووصلو الى قناعة أنهم لن يخسروا شيئا من جراء ذلك بعد ان وصل الألم الى الروح وتعاظمت معيقات استعادة التوازن سواء كانت واقعية اوخيالية وهذا قد رسخ جر بعض الناس وخاصة الشباب الى تعاطي المخدرات وبنسب عالية وكذلك للانتحار وايضا بنسب تزداد يوما بعد آخر نتيجة لتجذرمشاعر الشك وانخفاض حاد للثقة بالذات وانعدام القدرة الذاتية في نفوس الافراد والرغبة في الهروب وتحطيم الحواجز وكل هذا يمهد لانتقال المجتمع الى خرق القواعد والتمرد على الاوضاع القائمة لخلق مشاعر جديدة مظمونها من يتحمل المسؤلية لمواجهة التبعات والاقدار الحتميه في التغيير وقد ينتشرشعورعام بان الماضي لم يعد حاكما على الحاضر مما دفع الى تغيرات سريعة تخطىت العوائق بحماسة اكبر مع البحث عن الحلم الذي يشبة اليوتوبيا التي تشكل نواة مرحلة التماسك لأفكار التغيير وتحقيق ما ينبغي لإ ستعاد التوازن المتناغم بين شروط الحياة وطرق التفكير بقدر كافي تأذن بالانتقال الى الهدف المطلوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة